كيف بمكننا ان نتعلم كيف نرفض الأخبار المزورة في العالم الرقمي؟
٦ ديسمبر ٢٠١٦
ترجم ما يهم القاريء منه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
٦ ديسمبر ٢٠١٦
ترجم ما يهم القاريء منه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
How can we learn to reject fake news in the digital world?
December 6, 2016
مقدمة من المترجم
ارجو المعذرة في الاطالة في هذه المقدمة حيث يستوجب ان نبين بعض المعلومات كخلفية لهذا المقال. للموضوع اهمية قصوى في تحري وتمحيص والقراءة الدقيقة لما يرد ولما يراد ان يرسل كمعلومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. بالاضافة الى المسؤولية الشرعية التي ربما تترتب على الاستخدام الخاطيء لوسائل التواصل الاجتماعي سواء كمتشيء للمعلومة او راسل لها، فهناك مسؤليات اخرى منها الأمنية والأخلاقية والاجتماعية.
فقط مكان سنارك ( حيوان خيالي غير موجود) ! لقد قلته ثلاث مرات ، ما أقوله ثلاث مرات يصبح صحيحاً
هناك مصطلحات تبدو انها حديثة وردت في التص كان لابد من التعريف بها ولذلك لان بعضها لا يوجد له مقابل في اللغة العربية ولكن ترجم هنا بالمعنى بحسب ما استقيت من معنى لها من مصادر اخرى وهي كالتالي:
١- الإنسان الرقمي (digital native) بحسب الوكيبيديا هو الشخص الذي ولد خلال طفرة التكنولوجيا أو بعدها وتفاعل مع التكنولوجيا الرقمية منذ سن مبكرة، ولديه قدر كبير من الإلمام بهذه المفاهيم. وقد يطلق هذا المصطلح على الأشخاص الذين ولدوا خلال الستينيات أو بعدها، حيث بدأت التكنولوجيا بالظهور في ذلك الوقت. الإنسان الرقمي هو الشخص الذي يفهم قيمة التكنولوجيا الرقمية ويستخدمها للبحث والسعي لإيجاد فرص ينفذها ويكون لها تأثير .
٢- الوعي المعلوماتي ( Information Literacy) فقد افاد احد التعريفات الواردة من اللجنة الرئاسية للوعي المعلوماتي Presidential Committee of Information Literacy التابعة لجمعية المكتبات الأميركية ALA : " أن الشخص الواعي معلوماتياً هو القادر على إدراك متى يحتاج للمعلومات ولديه القدرة على تحديد مكانها وتقييمها واستخدامها وهو الشخص الذي يعرف كيف يتعلم لأنه يعرف كيف يصل إلى المعلومات ويستخدمها بطريقة يستطيع أن يتعلم منها الآخرون".
٣- تعدد الوعي المعلوماتي (metaliteracy) : هذا المصطلح لم اجد له حتى مرادفاً يتكون من كلمة لا عربياً ولا انجليزياً لكني صغته مما فهمته من المعنى الطويل الذي ورد عنه ( أتمنى اني قد وفقت في ذلك ) لكن ما ورد عنه في ورقة علمية نشرها كل من نوماس ماكي و تزودي جامبيون تخت عنوان اعادة تأطير الوعي المعلوماتي الى تعدد الوعي المعلوماتي ( http://crl.acrl.org/content/72/1/62.full.pdf) وقالا فيها ان "تعدد الوعي المعلوماتي" - كما صغته - يعزز الفكر النقدي والتعاون في العصر الرقمي وبذلك يوفر إطاراً شاملاً للمشاركة الفعالة في مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات الانترنتية، وهو بناء موحد يدعم تحصيل وإنتاج ومشاركة المعرفة في مجموعات انترنتية متعاونة ، تعدد الوعي المعلوماتي يتحدى المقاربات المستندة الى مهارات تقليدية للوعي المعلوماتي، اذ ان التعريف العادي المعطى للوعي المعلوماتي غير كاف لثورة تقنيات وسائل التواصل الاجتماعية المتاحة حالياً.
--- النص---
وعدت كل من غوغل والفيسبوك على اتخاذ تدابير لمعالجة المخاوف من الأخبار المزورة المدسوسة كأخبار حقيقية. وقام فريق من طلاب الكلية بوضع متصفح FiB لمساعدة القراء على التعرف على الأخبار المزورة من الصحيحة.
ولكن هذه الخطوات ليست كافية لمعالجة الأخبار المزورة.
والسؤال هو: هل نستطيع أن نعد أنفسنا بشكل أفضل لتحدي ورفض الافتراءات التي قد تنشر كنصوص وصور كاذبة على الانترنت؟
كمختصين في علوم المكتبات والمعلومات، فإننا نرى أنه في عالم اليوم المعقد، الثقافةالتقليدية، مع تركيزها على القراءة والكتابة والثقافة المعلوماتية - ان القدرة على البحث واسترجاع المعلومات - ليس كاف.
ما نحتاجه اليوم هو تعدد في الوعي المعلوماتي - القدرة على إعطاء معنى للكميات الهائلة للمعلومات في العالم المتصل من وسائل التواصل الاجتماعية.
لماذا الثقافة الرقمية ليست كافية
طلاب اليوم هم مستهلكون لأحدث أدوات التنكلوجيا ومنصات وسائل التواصل الاجتماعية. ومع ذلك، لم يكن لهم فهم عميق عن المعلومات المرسلة من خلال هذه الأجهزة، أو كيف يكونون صانعين لمحتوى الإنترنت.
باحثون من جامعة ستانفورد وجدوا مؤخرا أنه "عندما يتعلق الأمر بتقييم المعلومات التي تتدفق من خلال قنوات التواصل الاجتماعية،" اليوم "الأنسان الرقمي،" على الرغم من كونه مغموراً في هذه البيئات، فانه "يخدع بسهولة" بالمعلومات الخاطئة.
الحقيقة هي أننا نعيش في عالم حيث تفتقر المعلومات الى آليات تنقيح تقليدية . كما انها تأتي بأساليب وأشكال مختلفة- يمكن أن تتراوح من الصور الرقمية على الوسائط المتعددة الى المدونات والويكيات. صحة كل هذه المعلومات لا تفهم بسهولة.
هذه المشكلة كانت موجودة لبعض الوقت. في عام ٢٠٠٥، على سبيل المثال، قصة كاذبة حول شخصية سياسية، جون سيقنثالير Seigenthaler الأب، فقد نشرت من قبل كاتب مجهول على الويكيبيديا، مورطاً إياه في اغتيال الرئيس جون كينيدي وبوبي كينيدي. تحدى ىسيقنثالير Seigenthaler هذا القصة المزورة وبعد ذلك تم تصحيحها في النهاية . وقد تشرت عدة حيل أخرى في الويكيبيديا على مر السنين، والتي تبين كم هو سهل نشر معلومات كاذبة على الانترنت.
لذلك، ما هو تعدد الوعي المعلوماتي؟
الثقافة الرقمية تساند الاستخدام الفعال للتقنيات الرقمية، في حين يؤكد تعدد الوعي المعلوماتي metaliteracy الطريقة التي نفكر بها في الأشياء. الاشخاص متعددوا الوعي المعلوماتي Metaliterate تعلم كيف يتأملون في كيفية معالجة المعلومات على أساس مشاعرهم أو معتقداتهم.
للقيام بذلك، أولا وقبل كل شيء،متعدد الوعي الثقافي metaliterates يتعلم ان يسأل عن مصادر المعلومات. على سبيل المثال، هؤلاء يتعلمون كيف يفرقون بدقة بين المواقع المتعددة، سواء اكانت رسمية (مثل نيويورك تايمز أو اسوشيتد برس) وغير الرسمية (مثل المدونات أو التويتر).
ويسألون عن صحة المعلومات من أي هذه المصادر بلا امتياز لأحد المصادر على الآخر. المعلومات المقدمة على تلفزيونات أخبار رسمية، ك سي إن إن أو فوكس نيوز، على سبيل المثال، قد تكون غير دقيقة كمودنات شخص ما. وهذا ينطوي على فهم جميع مصادر المعلومات.
ثانيا، متعددوا الوعي المعلوماتي يتعلمون مراقبة مشاعرهم عند قراءة خبر ما.
نحن أقل ميلاً في الخوض في أبعد من ذلك عندما يؤكد شيئٌ معتقداتنا. من ناحية أخرى،ونحن أكثر ميلا إلى التحقق أو فحص مصدر الأخبار للبحث عن الحقيقة عندما لا نتفق معها. التفكير في تأملنا يذكرنا بأننا نحتاج إلى تجاوز ما نشعر به، ونشغل ملكاتنا الادراكية في القيام بتقييم نقدي.
ينبغي على متعددي الوعي المعلوماتي ان يتوقفوا ليفكروا ما اذا كانوا يعتقدون في شيء لأنه يؤكد افكارهم،
تعدد الوعي المعلوماتي يتحدى الافتراضات
تعدد الوعي المعلوماتي يساعدنا على فهم السياق الذي منه نشأ الخبر ، ملاحظاً ما إذا كان مصدر المعلومات من الابحاث أو تعليق تحريري، مميزاً بين قيمة مصادر الأخبار الرسمية وغير الرسمية ومقيّماً التعليقات التي تركها الآخرون .
من خلال التأمل في الطريقة التي نفكر في الخبر، على سبيل المثال، فإنه سيكون حري بِنَا أكثر ان نتحدى افتراضاتنا، ونطرح الأسئلة الجيدة حول ما نقوم بقرائته ونسعى بنشاط على الحصول على معلومات إضافية.
انظر في المثال الأخير كيف وضع الخبر المزور من خلال تغريدة واحدة واعتقد بها الآلاف من القراء على الانترنت. فقد غرد اريك تاكر، البالغ من العمر ٣٥ عاما وهو احد مؤسسي شركة تسويق في أوستن، تكساس، فقد غرد أن المحتجين المناهضين لترامب منظمون بشكل محترف وانهم نقلوا بالباصات الى اماكن التجمعات ضد ترامب. وعلى الرغم من وجود ٤٠ فقط من متابعي المغرد على تويتر، تمكن هذا الشخص الواحد من بدء نظرية المؤامرة. وقام الآلاف من الناس بتصديقه وأعادوا إرسال تغريدته الى الناس .
يوضح هذا المثال كم هو سهل نقل معلومات على الانترنت لجمهور واسع، حتى لو أنها ليست دقيقة. الجمع بين الكلمة والصورة في هذه الحالة قوي ويدعم ما يعتقد به الكثير من الناس بالفعل أنه صحيح. لكنه بظهر أيضا فشلاً في عدم طرح الأسئلة المهمة ضمن المجموعة الانترنتية التي لها أفكار مشتركة أو الطعن في معتقدات احدهم الخاصة مع مناقشتها الدقيقة معه.
وبعبارة أخرى، مجرد تبادل المعلومات على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعية، لا تعني أنها صحيحة.
تطوير فهم أعمق
تركيز آخر لتعدد الوعي المعلوماتي هو في فهم كيف يتم اعداد المعلومات ونقلها.
اعداد المعلومات يمكن دراستها على عدد من الجبهات. احدها هي الوسيلة المستخدمة - هل هي نص او صورة او فيديو او رسوم متحركة، او عرض او فن ؟ والآخر هو كيفية استخدامها - هل الوسيلة مصممة لمخاطبة مشاعرنا؟ هل الوسيلة التي على ما يظهر انها صممت بحرفية تعطي مستوى من المصداقية للمشاهد الدي لا يشك فيها؟
وسائل الاتصال الاجتماعية تجعل من السهل إنتاج ونشر جميع أنواع المحتويات الرقمية. يمكننا أن نكون جميعاً مصورين أو رواة قصص رقمية باستخدام أدوات الإنترنت لإنتاج وتجهيز المواد المصممة تصميما جيدا. هذا يمكن ان يكون دافعاً للغير.
ولكن نفس المواد يمكن استخدامها لإنشاء رسائل كاذبة عمدا مع ميزات تصميم جذابة. متعدد الوعي المعلوماتي يمكنه ان يتعلم كيف يميز بين المصادر الرسمية وغير الرسمية للمعلومات التي قد تكون لها ضوابط تحرير وتوازنات مختلفة جدا أو غير موجودة .
متعددوا الوعي المعلوماتي يتعلمون كيف يفحصون اعداد المحتوى . يتعلمون كيفية التعرف على ما إذا كان التصميم الذي يبدو مهنياً قد يكون واجهة لتحيز أو تضليل.
ان تصبح مواطنا مسؤولا
لأن وسائل التواصل الاجتماعية تفاعلية وتعاونية، فلذلك ينبغي على متعلم تعدد الوعي المعلوماتي ان يعرف كيف يتعامل معها بطريقة مسؤولة كذلك.
ينبغي عليهم ان يعرفوا ان هناك اعتبارات أخلاقية معينة عندما يتبادلون المعلومات، اذ يجب أن تكون المعلومات دقيقة. ولكن هناك ما هو أكثر. تعدد الوعي المعلوماتي يعتبر انه ينبغي على الافراد أن يفهموا على المستوى العقلي والعاطفي التأثير المحتمل للمشاركة التي يرسلها الشخص عبر هذه الوسائل.
لذلك، الأشخاص الذي لديهم تعدد في الوعي المعلوماتي لا يرسلون الأفكار العشوائية التي لا تستند الى الحقيقة. يفهمون أن في الفضاء الافتراضي العام عليهم مسؤولية لأن يكونوا منصفين ودقيينة.
فكيف يمكننا أن نصبح متعددي الوعي المعلوماتي؟
تحتاج المدارس لحث الطلاب على التفكير في هذه الأسئلة. يحتاج الطلاب ليكونوا على بينة من هذه القضايا في وقت مبكر من حياتهم بحيث يتعلمون كيف لا يضعون فرضيات وإجراءات دون تمحيص حين يستخدمون التكنولوجيا.
انهم في حاجة الى فهم ما إذا كانوا يريدون ان يغردوا او يكتبوا مدونة او يكتبوا على الفيسبوك أو يردون على رسائل الآخرين عبر الإنترنت، فإنهم بحتاجون إلى التفكير مليا في ما يقولونه.
بينما وسائل التواصل الاجتماعية تقدم الكثير من الوعود بتوفير منبرا إعلامياً للجميع ، هناك جانب سلبي مثير للقلق لهذه الثورة. فقد جعلت تبادل المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة التي تشوه الواقع جدرياً ممكناً .
فقط مكان سنارك ( حيوان خيالي غير موجود) ! لقد قلته ثلاث مرات ، ما أقوله ثلاث مرات يصبح صحيحاً
هناك مصطلحات تبدو انها حديثة وردت في التص كان لابد من التعريف بها ولذلك لان بعضها لا يوجد له مقابل في اللغة العربية ولكن ترجم هنا بالمعنى بحسب ما استقيت من معنى لها من مصادر اخرى وهي كالتالي:
١- الإنسان الرقمي (digital native) بحسب الوكيبيديا هو الشخص الذي ولد خلال طفرة التكنولوجيا أو بعدها وتفاعل مع التكنولوجيا الرقمية منذ سن مبكرة، ولديه قدر كبير من الإلمام بهذه المفاهيم. وقد يطلق هذا المصطلح على الأشخاص الذين ولدوا خلال الستينيات أو بعدها، حيث بدأت التكنولوجيا بالظهور في ذلك الوقت. الإنسان الرقمي هو الشخص الذي يفهم قيمة التكنولوجيا الرقمية ويستخدمها للبحث والسعي لإيجاد فرص ينفذها ويكون لها تأثير .
٢- الوعي المعلوماتي ( Information Literacy) فقد افاد احد التعريفات الواردة من اللجنة الرئاسية للوعي المعلوماتي Presidential Committee of Information Literacy التابعة لجمعية المكتبات الأميركية ALA : " أن الشخص الواعي معلوماتياً هو القادر على إدراك متى يحتاج للمعلومات ولديه القدرة على تحديد مكانها وتقييمها واستخدامها وهو الشخص الذي يعرف كيف يتعلم لأنه يعرف كيف يصل إلى المعلومات ويستخدمها بطريقة يستطيع أن يتعلم منها الآخرون".
٣- تعدد الوعي المعلوماتي (metaliteracy) : هذا المصطلح لم اجد له حتى مرادفاً يتكون من كلمة لا عربياً ولا انجليزياً لكني صغته مما فهمته من المعنى الطويل الذي ورد عنه ( أتمنى اني قد وفقت في ذلك ) لكن ما ورد عنه في ورقة علمية نشرها كل من نوماس ماكي و تزودي جامبيون تخت عنوان اعادة تأطير الوعي المعلوماتي الى تعدد الوعي المعلوماتي ( http://crl.acrl.org/content/72/1/62.full.pdf) وقالا فيها ان "تعدد الوعي المعلوماتي" - كما صغته - يعزز الفكر النقدي والتعاون في العصر الرقمي وبذلك يوفر إطاراً شاملاً للمشاركة الفعالة في مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات الانترنتية، وهو بناء موحد يدعم تحصيل وإنتاج ومشاركة المعرفة في مجموعات انترنتية متعاونة ، تعدد الوعي المعلوماتي يتحدى المقاربات المستندة الى مهارات تقليدية للوعي المعلوماتي، اذ ان التعريف العادي المعطى للوعي المعلوماتي غير كاف لثورة تقنيات وسائل التواصل الاجتماعية المتاحة حالياً.
--- النص---
وعدت كل من غوغل والفيسبوك على اتخاذ تدابير لمعالجة المخاوف من الأخبار المزورة المدسوسة كأخبار حقيقية. وقام فريق من طلاب الكلية بوضع متصفح FiB لمساعدة القراء على التعرف على الأخبار المزورة من الصحيحة.
ولكن هذه الخطوات ليست كافية لمعالجة الأخبار المزورة.
والسؤال هو: هل نستطيع أن نعد أنفسنا بشكل أفضل لتحدي ورفض الافتراءات التي قد تنشر كنصوص وصور كاذبة على الانترنت؟
كمختصين في علوم المكتبات والمعلومات، فإننا نرى أنه في عالم اليوم المعقد، الثقافةالتقليدية، مع تركيزها على القراءة والكتابة والثقافة المعلوماتية - ان القدرة على البحث واسترجاع المعلومات - ليس كاف.
ما نحتاجه اليوم هو تعدد في الوعي المعلوماتي - القدرة على إعطاء معنى للكميات الهائلة للمعلومات في العالم المتصل من وسائل التواصل الاجتماعية.
لماذا الثقافة الرقمية ليست كافية
طلاب اليوم هم مستهلكون لأحدث أدوات التنكلوجيا ومنصات وسائل التواصل الاجتماعية. ومع ذلك، لم يكن لهم فهم عميق عن المعلومات المرسلة من خلال هذه الأجهزة، أو كيف يكونون صانعين لمحتوى الإنترنت.
باحثون من جامعة ستانفورد وجدوا مؤخرا أنه "عندما يتعلق الأمر بتقييم المعلومات التي تتدفق من خلال قنوات التواصل الاجتماعية،" اليوم "الأنسان الرقمي،" على الرغم من كونه مغموراً في هذه البيئات، فانه "يخدع بسهولة" بالمعلومات الخاطئة.
الحقيقة هي أننا نعيش في عالم حيث تفتقر المعلومات الى آليات تنقيح تقليدية . كما انها تأتي بأساليب وأشكال مختلفة- يمكن أن تتراوح من الصور الرقمية على الوسائط المتعددة الى المدونات والويكيات. صحة كل هذه المعلومات لا تفهم بسهولة.
هذه المشكلة كانت موجودة لبعض الوقت. في عام ٢٠٠٥، على سبيل المثال، قصة كاذبة حول شخصية سياسية، جون سيقنثالير Seigenthaler الأب، فقد نشرت من قبل كاتب مجهول على الويكيبيديا، مورطاً إياه في اغتيال الرئيس جون كينيدي وبوبي كينيدي. تحدى ىسيقنثالير Seigenthaler هذا القصة المزورة وبعد ذلك تم تصحيحها في النهاية . وقد تشرت عدة حيل أخرى في الويكيبيديا على مر السنين، والتي تبين كم هو سهل نشر معلومات كاذبة على الانترنت.
لذلك، ما هو تعدد الوعي المعلوماتي؟
الثقافة الرقمية تساند الاستخدام الفعال للتقنيات الرقمية، في حين يؤكد تعدد الوعي المعلوماتي metaliteracy الطريقة التي نفكر بها في الأشياء. الاشخاص متعددوا الوعي المعلوماتي Metaliterate تعلم كيف يتأملون في كيفية معالجة المعلومات على أساس مشاعرهم أو معتقداتهم.
للقيام بذلك، أولا وقبل كل شيء،متعدد الوعي الثقافي metaliterates يتعلم ان يسأل عن مصادر المعلومات. على سبيل المثال، هؤلاء يتعلمون كيف يفرقون بدقة بين المواقع المتعددة، سواء اكانت رسمية (مثل نيويورك تايمز أو اسوشيتد برس) وغير الرسمية (مثل المدونات أو التويتر).
ويسألون عن صحة المعلومات من أي هذه المصادر بلا امتياز لأحد المصادر على الآخر. المعلومات المقدمة على تلفزيونات أخبار رسمية، ك سي إن إن أو فوكس نيوز، على سبيل المثال، قد تكون غير دقيقة كمودنات شخص ما. وهذا ينطوي على فهم جميع مصادر المعلومات.
ثانيا، متعددوا الوعي المعلوماتي يتعلمون مراقبة مشاعرهم عند قراءة خبر ما.
نحن أقل ميلاً في الخوض في أبعد من ذلك عندما يؤكد شيئٌ معتقداتنا. من ناحية أخرى،ونحن أكثر ميلا إلى التحقق أو فحص مصدر الأخبار للبحث عن الحقيقة عندما لا نتفق معها. التفكير في تأملنا يذكرنا بأننا نحتاج إلى تجاوز ما نشعر به، ونشغل ملكاتنا الادراكية في القيام بتقييم نقدي.
ينبغي على متعددي الوعي المعلوماتي ان يتوقفوا ليفكروا ما اذا كانوا يعتقدون في شيء لأنه يؤكد افكارهم،
تعدد الوعي المعلوماتي يتحدى الافتراضات
تعدد الوعي المعلوماتي يساعدنا على فهم السياق الذي منه نشأ الخبر ، ملاحظاً ما إذا كان مصدر المعلومات من الابحاث أو تعليق تحريري، مميزاً بين قيمة مصادر الأخبار الرسمية وغير الرسمية ومقيّماً التعليقات التي تركها الآخرون .
من خلال التأمل في الطريقة التي نفكر في الخبر، على سبيل المثال، فإنه سيكون حري بِنَا أكثر ان نتحدى افتراضاتنا، ونطرح الأسئلة الجيدة حول ما نقوم بقرائته ونسعى بنشاط على الحصول على معلومات إضافية.
انظر في المثال الأخير كيف وضع الخبر المزور من خلال تغريدة واحدة واعتقد بها الآلاف من القراء على الانترنت. فقد غرد اريك تاكر، البالغ من العمر ٣٥ عاما وهو احد مؤسسي شركة تسويق في أوستن، تكساس، فقد غرد أن المحتجين المناهضين لترامب منظمون بشكل محترف وانهم نقلوا بالباصات الى اماكن التجمعات ضد ترامب. وعلى الرغم من وجود ٤٠ فقط من متابعي المغرد على تويتر، تمكن هذا الشخص الواحد من بدء نظرية المؤامرة. وقام الآلاف من الناس بتصديقه وأعادوا إرسال تغريدته الى الناس .
يوضح هذا المثال كم هو سهل نقل معلومات على الانترنت لجمهور واسع، حتى لو أنها ليست دقيقة. الجمع بين الكلمة والصورة في هذه الحالة قوي ويدعم ما يعتقد به الكثير من الناس بالفعل أنه صحيح. لكنه بظهر أيضا فشلاً في عدم طرح الأسئلة المهمة ضمن المجموعة الانترنتية التي لها أفكار مشتركة أو الطعن في معتقدات احدهم الخاصة مع مناقشتها الدقيقة معه.
وبعبارة أخرى، مجرد تبادل المعلومات على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعية، لا تعني أنها صحيحة.
تطوير فهم أعمق
تركيز آخر لتعدد الوعي المعلوماتي هو في فهم كيف يتم اعداد المعلومات ونقلها.
اعداد المعلومات يمكن دراستها على عدد من الجبهات. احدها هي الوسيلة المستخدمة - هل هي نص او صورة او فيديو او رسوم متحركة، او عرض او فن ؟ والآخر هو كيفية استخدامها - هل الوسيلة مصممة لمخاطبة مشاعرنا؟ هل الوسيلة التي على ما يظهر انها صممت بحرفية تعطي مستوى من المصداقية للمشاهد الدي لا يشك فيها؟
وسائل الاتصال الاجتماعية تجعل من السهل إنتاج ونشر جميع أنواع المحتويات الرقمية. يمكننا أن نكون جميعاً مصورين أو رواة قصص رقمية باستخدام أدوات الإنترنت لإنتاج وتجهيز المواد المصممة تصميما جيدا. هذا يمكن ان يكون دافعاً للغير.
ولكن نفس المواد يمكن استخدامها لإنشاء رسائل كاذبة عمدا مع ميزات تصميم جذابة. متعدد الوعي المعلوماتي يمكنه ان يتعلم كيف يميز بين المصادر الرسمية وغير الرسمية للمعلومات التي قد تكون لها ضوابط تحرير وتوازنات مختلفة جدا أو غير موجودة .
متعددوا الوعي المعلوماتي يتعلمون كيف يفحصون اعداد المحتوى . يتعلمون كيفية التعرف على ما إذا كان التصميم الذي يبدو مهنياً قد يكون واجهة لتحيز أو تضليل.
ان تصبح مواطنا مسؤولا
لأن وسائل التواصل الاجتماعية تفاعلية وتعاونية، فلذلك ينبغي على متعلم تعدد الوعي المعلوماتي ان يعرف كيف يتعامل معها بطريقة مسؤولة كذلك.
ينبغي عليهم ان يعرفوا ان هناك اعتبارات أخلاقية معينة عندما يتبادلون المعلومات، اذ يجب أن تكون المعلومات دقيقة. ولكن هناك ما هو أكثر. تعدد الوعي المعلوماتي يعتبر انه ينبغي على الافراد أن يفهموا على المستوى العقلي والعاطفي التأثير المحتمل للمشاركة التي يرسلها الشخص عبر هذه الوسائل.
لذلك، الأشخاص الذي لديهم تعدد في الوعي المعلوماتي لا يرسلون الأفكار العشوائية التي لا تستند الى الحقيقة. يفهمون أن في الفضاء الافتراضي العام عليهم مسؤولية لأن يكونوا منصفين ودقيينة.
فكيف يمكننا أن نصبح متعددي الوعي المعلوماتي؟
تحتاج المدارس لحث الطلاب على التفكير في هذه الأسئلة. يحتاج الطلاب ليكونوا على بينة من هذه القضايا في وقت مبكر من حياتهم بحيث يتعلمون كيف لا يضعون فرضيات وإجراءات دون تمحيص حين يستخدمون التكنولوجيا.
انهم في حاجة الى فهم ما إذا كانوا يريدون ان يغردوا او يكتبوا مدونة او يكتبوا على الفيسبوك أو يردون على رسائل الآخرين عبر الإنترنت، فإنهم بحتاجون إلى التفكير مليا في ما يقولونه.
بينما وسائل التواصل الاجتماعية تقدم الكثير من الوعود بتوفير منبرا إعلامياً للجميع ، هناك جانب سلبي مثير للقلق لهذه الثورة. فقد جعلت تبادل المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة التي تشوه الواقع جدرياً ممكناً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق