19 ديسمبر 2016
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 157 لسنة 2023
19/12/2016
 |
دراسة أجراها باحثون من جامعة بارشلونة UAB ومعهد مستشفى دل مار للبحوث الطبية IMIM هي أول دراسة تكشف كيف يتسبب الحمل في تغيرات طويلة الأمد في بنيوية الدماغ ، وربما تتعلق بتحسين قدرة الأم على حماية الطفل والتفاعل معه. نُشر البحث في مجلة نتشر نيروسايتس Nature Neuroscience. |
ينطوي الحمل على موجات من افراز الهرمونات الضرورية وإلى ىتكيفات بيولوجية للتكيف مع البيئة والتغيرات البيولوجية الجديدة، ولكن التأثيرات التي تحدث في الدماغ لا تزال غير معروفة. في هذه الدراسة فريق من الباحثين قام بمقارنة بنيوية الدماغ في النساء قبل وبعد حملهن الأول. وهذه هو أول دراسة بحثية تكشف أن الحمل ينطوي على تغيرات طويلة الأمد - على الأقل لعامين بعد الولادة - في مرفولوجيا morphology ( تشكُّل) دماغ المرأة.
باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، استطاع الباحثون أن يثبتوا أن هناك تقلصًا كبيراً في حجم المادة الرمادية في مناطق مرتبطة بالادراك / بالمعرفة الاجتماعية(1) في أدمغة النساء اللاتي حملن لأول مرة .
ويعتقد الباحثون أن هذه التغيرات تتوافق مع عملية التكيف للتخصص الوظيفي نحو الأمومة(2). "قد تعكس هذه التغيرات، جزئيًا على الأقل، آلية "التشذيب المشبكي(3)" (synaptic pruning). والتي تحدث أيضا في مرحلة المراهقة، حيث يُتخلص من المشابك العصبية الضعيفة ليُفسح المجال لأكثر الشبكات العصبية المتخصصة كفاءة"، كما تقول ايلسلين هوكيزيما Elseline Hoekzema، التي شاركت في تأليف الورقة العلمية(3). ووفقًا لاريكا باربا Erika Barba المؤلفة المشاركة الاخرى ، "هذه التغيرات تخص مناطق في الدماغ لإعدادها بالوظائف اللازمة لمتطلبات الأمومة".
في الواقع، وجد الباحثون أن المناطق الدماغية التي شهدت تقلصًا في حجم المادة الرمادية تتداخل مع مناطق الدماغ التي نُشطت خلال جلسة التصوير العصبي الوظيفي(5) حين كانت الأمهات المشاركات في الدراسة يشاهدن صور أطفالهن الرضع على شاشة أثناء التصوير.
في هذه الدراسة، قارن الباحثون صور الرنين المغناطيسي لـ 25 سيدة قبل حملهن وبعد ولادتهن أول طفل لهن، و 19 من الأزواج الذكور، ومجموعة ضبط مكونة من 20 امرأة لم تحمل قط و 17 من الأزواج الذكور. واستمر الباحثون في جمع معلومات عن المشاركين خلال خمس سنوات وأربعة أشهر.
وأثبتت نتائج الدراسة التي قام على توجيهها كل من أوسكار ڤيلارويا Òscar Vilarroya وسوزانا كارمونا Susanna Carmona تقلصًا متناظراً في حجم المادة الرمادية في خط القشرة المتوسط الأمامي والخلفي، وكذلك في مناطق معينة ولكن بشكل رئيس في القشرة ما قبل الجبهية والقشرة الصدغية في النساء الحوامل. "هذه المناطق تتوافق إلى حد كبير مع الشبكة المرتبطة بالعمليات المعنية بالمعرفة الاجتماعية(1) وبالمعالجة المركزة على الذات،" كما اشارت الى ذلك سوزانا كارمونا.
التحليلات حددت بموثوقية كبيرة ما إذا كانت أي من النساء المشاركات في الدراسة حاملاً بناءًا على التغيرات في بنيوية الدماغ. استطاع الباحثون ايضاً من التنبؤ بمدى تعلق الأم بطفلها في فترة ما بعد الولادة.
أخذت الدراسة في الاعتبار التباين في كل من النساء اللاتي خضعن لعلاج التخصيب والنساء اللاتي حملن بشكل طبيعي، وكان التقلص في حجم المادة الرمادية متطابقاً تقريبًا في كلتا المجموعتين
لم يلاحظ الباحثون أي تغيرات في الذاكرة أو الوظائف المعرفية (الذهنية) الأخرى خلال فترة الحمل، وبالتالي اعتقدوا أن تقلص حجم المادة الرمادية لا تعني أي قصور / معرفي / ادراكي(6)، ولكن إلى حد ما: " تشير النتائج إلى عملية تكيف ذات صلة بفوائد الكشف عن احتياجات المولود الجديد بصورة أفضل، كالتعرف على حالته العاطفية. علاوة على ذلك، فقد وفرت النتائج أيضًا قرائن أولية بشأن الأساس العصبي للأمومة(2)، والصحة العقلية (النفسية) في الفترة المحيطة بالولادة ولدونة الدماغ بشكل عام "، كما يقول أوسكار .
مصادر من داخل وخارج النص
1- "المعرفة الاجتماعية social cognition هي الطريقة التي يعالج بها الناس المعلومات ويتذكرونها ويستخدمونها في السياقات الاجتماعية لتبرير سلوكهم وسلوكيات الآخرين والتنبؤ بها. قد تتأثر المعرفة الاجتماعية عند الأطفال بعوامل متعددة ، خارجية وداخلية للطفل." ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fpsyg.2016.01762/full
2- "الأمومة motherhood هي حالة فسيولوجية تظهر فيها أنماط سلوكية معينة. المحافظة على حياة الأنواع في الثدييات تعتمد على تقديم خدمات الأمومة في فترة معينة يكون فيها الطفل معتمداً تمامًا على أمه. غياب الأم يتسبب في بعض أوجه القصور في القدرات الاجتماعية والسلوكية والمعرفية، وتطور غير طبيعي لنظام الاستجابة للضغط النفسي واضطرابات التعلم والذاكرة ؛ وينتقل هذا القصور في مهارات الأمومة إلى البنات في مرحلة يكن هن أمهات. نظرًا لأن رعاية الأم مهمة لبقاء الطفل على قيد الحياة، وبالتالي، من أجل الحفاظ على الأنواع ، يبدو أن الطبيعة قد وفرت تطور علاقة صحية بين الأم والطفل. لذلك ، تُبرمج الأمومة بعملية تطورية في دماغ الأنثى قبل أن تولد. من المؤكد أن دماغ الأم مختلف تمامًا عن أدمغة بقية النساء في نفس الفئة العمرية اللاتي لم يلدن ، ودماغ الأم حساس جدًا لاحتياجات طفلها. لكي يتطور السلوك الأمومي في البشر والحيوانات ، من الضروري وجود شبكات عصبية خاصة، والتي طورتها بشكل تعاوني عوامل وراثية ومكتسبة وهرمونية. يبدو أيضًا أن الانتقال غير الجيني (فوق الجيني epigenetic) المسؤول عن التطبع بسلوكيات الأمومة المكتسبة من الأم ومن التعرض الهرموني للدماغ أثناء فترة ما بعد الاخصاب وقبل تكون الجنين fetal period، وطوال فترة التطور النمو وأثناء حمل المرأة وكذلك العوامل الجينية، تلعب دورًا مهمًا في تطور هذه الشبكات والأنظمة العصبية للأمومة." ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/20204906/
3- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/27991897/
4- "التقليم المشبكي الذي يشمل تحلٌل وموت كلٍ من المحارر والمتغصنات نهائيًا، هو عملية إزالة التشابك التي تحدث بين مرحلة الطفولة المبكرة وبداية البلوغ في العديد من الثديات، بما في ذلك البشر. يبدأ التقليم من وقت الولادة تقريبًا ويستمر حتى منتصف العشرينيات." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان
:https://ar.wikipedia.org/wiki/تقليم_مشبكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق