الأربعاء، 5 يوليو 2017

ثلاث طرق يمكن ان ترتقي علوم الاعصاب بالنقاش حول ارتجاج المخ

Three ways neuroscience can advance the concussion debate 




المقالة رقم ٢٦٧ لسنة ٢٠١٧




وفي حين أن المعرفة  بالارتجاج المخ قد تحسنت على مدى العقد الماضي، فإن فهم الفروق الدقيقة في هذه الإصابات الرياضية وشدتها وأعراضها وعلاجها لا يزال عملا جاريا. في عدد ٢١ يونيو من مجلة نيرون Neuron،  اخصائيوا  الأعصاب و جَرَّاحُوا الرُّضوح العصبية neurotraumatologists (يوروتراوماتولوجيستس) راجعوا علوم ارتجاج المخ  وحددوا مجالات عديدة حيث يمكن لعلوم الأعصاب والبحوث السريرية  أن تساعد في خلق توافق في الآراء في هذا المجال: تعريف ارتجاج المخ الحاد والمزمن وتشخيصه، وإدارته وعلاجه.

"بالنسبة للمرضى، عليك أن تكون قادراً على تقديم أفضل رعاية حتى لو لم يكن لديك دراسة بحثية دقيقة لإثبات ما تقوم به، وعليك أيضا معالجة المعلومات التي يتلقاها المرضى وأسرهم  عبر  وسائل التواصل الاجتماعي "، كما يقول كريستوفر جيزا (@ griz1)، مدير برنامج ستيڤ تيش ل برينسبورتBrainSPORT وأستاذ طب الأطفال، والأعصاب، وجراحة المخ والأعصاب في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس. "إنها مناقشة يصعب الدخول  فيها لأن الناس يبحثون بشكل طبيعي عن إجابات قصيرة جدا، وهذا  أكثر تعقيدا من ذلك".
1. دعونا نتفق على تعريف "ارتجاج المخ "، سواء الحاد او المزمن
أفادت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عن وجود مليونين وثمانمائة الف زيارة لقسم  طوارئ  جروح الدماغ الرضية وغرف التنويم والوفيات في الولايات المتحدة في عام ٢٠١٣. ومع ذلك، فإن الباحثين يختلفون حول ما إذا كانت جميع الارتجاجات وإصابات الدماغ الرضية متساوية. يمكن تعريف  ارتجاج المخ  بالدوران  والتوهان، وفقدان التناسق ، والصداع، وأعراض "نمطية" أخرى بعد ضربة اصابت الرأس، ويمكن أن يحدث حتى مع حركة سريعة للخلف والأمام  للرأس والرقبة. وقد افترض البعض أن إصابات تحت مستوى ارتجاج  المخ subconcussive مع ضربات متكررة على  الرأس  في غياب الأعراض قد يؤدي إلى مشاكل تراكمية.

ويقول جيزا إنه على الرغم من أن ارتجاج المخ وإصابات الدماغ الشديدة قد تبدو متشابهة، وعلى الرغم من أنها قد تتشارك في بعض الأعراض، إلا أن التداخل بين الاثنين ليس واضحا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحديد ما إذا كان الشخص  لديه ارتجاج أو إصابات في الدماغ  خفيفة أو شيء آخر هو إلى حد كبير شخصي وغالبا ما يعتمد بشكل كبير على الأعراض التي يبلغ  عنها المريض.

يقول جيزا: "إن أحد الأمور التي ستساعدنا على التشخيص الحاد للارتجاج سيكون إذا ابتعدنا عن الفهم الحالي للارتجاج كجواب أسود أو أبيض أو نعم أو لا". "هناك سيناريوهات عندما يمكننا أن نكون متيقنين أكثر ، أننا قمنا  بإجراء التشخيص الصحيح سريرياً. لو كان هناك ضربة  واضحة، فهناك مجموعة نمطية من الأعراض التي تحدث في علاقة زمنية مع الحدث، ونمط الأعراض لديها بالطبع دورة زمنية بما يتفق مع ما نراه في ارتجاج المخ من حيث الوصول الى مستوى الذروة مبكراً يتبعها تحسن تدريجي، ثم يمكننا التشخيص بثقة ".

يشير  جيزا إلى أن ليس كل الأعراض التي تحدث بعد الإصابة في الرأس ترتبط بالارتجاج في الدماغ، وهذا هو السبب في أن التشخيص الرسمي يتطلب طبيبا متمرسا. وبالمثل، لا تشير جميع الأعراض المزمنة إلى حدوث ارتجاج في المخ بعد زمن في المستقبل أو ضربة  رأس. معرفة الآليات الفسيولوجية الكامنة وراء الارتجاج والأعراض الارتجاجية (الحادة والمزمنة على السواء) يمكن أن تؤدي إلى اختبارات تشخيصية أفضل ويحتمل أن تشير الى طرق خطط العلاج الفردية.

٢. ادرك أن التشخيص أمر بالغ الأهمية للعلاج
بعض مرضى الارتجاج يعانون من أعراض غير نمطية، أو أعراض معتادة  تزداد سوءا في وقت لاحق بدلا من ان تتحسن. إحدى المخاوف المحتملة من تشخيص الارتجاج هي أن بعض الأعراض قد تبدو على أنها ذات صلة  بالارتجاج   ولكنها  يمكن أن تكون في الواقع أحد أعراض شيء آخر، كالصداع النصفي والجفاف، وارتفاع الحرارة، وإجهاد  الرقبة أو إصابات الدماغ الأكثر حدة.
وبقول جيزا: "نحن بحاجة إلى إعطاء الأولوية لما نعتقد أنه يبدو وكأنه ارتجاج محدد مقابل محتمل  الحدوث مقابل ما هو ممكن، وحتى ندرك أن هناك متلازمات مع أعراض عصبية تحدث بعد الصدمة والتي هي أكثر من مجرد ارتجاج". "هناك مرضى نادرون لديهم وذمة دماغية في بعض الأحيان، ونحن نسميها متلازمة الصدمة الثانية، وهو مصطلح غامض آخر وهذا ليس ارتجاجاً. المرضى الذين نادرا جدا ما يصابون بهذا الورم الدموي تحت الجافية نتيجة للإصابة الرياضية في بعض الأحيان يوصفون على انه   قد يكون عندهم ارتجاج، ولكن الورم الدموي تحت الجافية أو الورم الدموي فوق الجافية هو شيء أكثر بكثير مما كنا نشخصه سريريا على انه  ارتجاج".
هناك أيضا اختبارات محوسبة، وسرعان ما، نأمل أن يكون هناك اختبارات للدم ايضاً، وتصوير للدماغ، واختبارات كهربائية  يمكن أن تساعد في تشخيص الارتجاج أو متابعة الانتعاش، ولكن لأن الارتجاج هو"الإصابة الأكثر تعقيداً للجهاز الأكثر تعقيدا" في جسم الإنسان،  وليس هناك بالضرورة رصاصة سحرية، كطريقة مثالية لتشخيص كل انواع الارتجاج.

٣. ركز على البحوث الحيوانية لاكتشاف خطط علاج أفضل

"في عالم ارتجاج الدماغ السريري، العديد من بروتوكولات البحث تعتمد على  الملاحظة، ولكن أعتقد أن علم الأعصاب المختبري ( المخبري) يمكن أن يعطي فكرة من حيث مدى أهمية الوقت بين الإصابات ومدى النشاط الادراكي أو البدني الذي يجب أن يكون هناك خلال فترة الانتعاش"، ويقول جيزة . التركيز على النماذج الحيوانية هو احد الطرق التي يمكن  لعلوم الأعصاب  أن تساعد في تسريع ابحاث الارتجاج   وإصابات الدماغ الرضية، ولا سيما في البحث في  اختلاف عواقب الاصابات المتكررة  عندما تحدث هذه الإصابات قريبة جدا في الوقت من بعضها  مقابل عندما تكون متباعدة في الحدوث ، وفي تحديد متى يكون الدماغ مهيأ من الناحية الفسيولوجية للعودة إلى النشاط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق