قصة الموسيقى قصة البشر

٢٠ يونيو ٢٠١٧

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

The Story Of Music Is The Story Of Humans

20 June 2017

المقالة رقم ٢٩٦  لسنة ٢٠١٧

مقدمة المترجم 

حتى لا نقع تحت دائرة مغالطة التهيئة priming effect  او الانحياز التأكيدي حين نمر بمصطلح قد يعتبره الكثير من الناس لا يتوافق مع العرف او الموروث  الاحتماعي او الديني، لابد هنا من التقديم للموضوع. وبحسب الوكيبيديا، فقد عرفت الموسيقى على انها  لفظة تعني فن الألحان وهي صناعة يبحث فيها عن تنظيم الأنغام والعلاقات فيما بينها وعن الإيقاعات وأوزانها. والموسيقى فن يبحث عن طبيعة الأنغام من حيث الاتفاق والتنافر. وتأليف الموسيقى وطريقة أدائها وحتى تعريفها بالأصل تختلف تبعًا للسياق الحضاري والاجتماعي. انتهى التعريف. ومن مصاديقها أهازيج الام لتهدئة طفلها. ومنها الأناشيد سواء اكانت فردية او جماعية.  الموضوع أدناه يتناول تاريخ ونشأة الموسيقى وعلاقتها بحركة المجتمع كما يراه المؤلف.  

---التص---

كيف بدأت الموسيقى؟ هل بدأ أسلافنا البدائيون أولا بضرب الأشياء ببعضها لإحداث  إيقاعاً، أو بإستخدام  أصواتهم ليغنوا؟ ما هي أنواع الأدوات التي استخدموها؟ هل كانت الموسيقى دائما مهمة في المجتمع البشري، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا؟

هذه هي بعض الأسئلة التي تم استكشافها في ورقة   فرضية  ونظرية  نشرت في مجلة "فرونتيرز في علم الاجتماع.Frontiers in Sociology". وتكشف الإجابات أن قصة الموسيقى هي، في نواح كثيرة، قصة البشر.

لذا، ما هي الموسيقى؟ هذا سؤل  يصعب الإجابة عليه، حيث أن لكل فرد فكرته الخاصة به. "الصوت الذي ينقل العاطفة"، هو ما يصفه به جيريمي مونتاغو من جامعة أكسفورد ومؤلف الورقة.    فمن المحتمل ان تعد همهمة ودندنة الأم لتهدئة طفلها موسيقى، وباستخدام هذا التعريف، فهذه الموسيقى البسيطة ربما سبقت الكلام.

ولكن من  أين نرسم الخط الفاصل بين الموسيقى والكلام؟ قد تعتقد أن الإيقاع والنمط وضبط  النغمة مهم في الموسيقى، ولكن هذه الأشياء يمكن أن تنطبق أيضا عندما يقرأ شخص سوناتا ( السوناتا قصيدة من ١٤ بيت) أو يتحدث  بمشاعر متصاعدة. ويخلص مونتاغو إلى أن "كل واحد منا بطريقته  الخاصة يمكن أن يقول" نعم، هذه هي موسيقى "، و" لا، هذا هو كلام ".

إذا، عندما بدأ أسلافنا بتأليف الموسيقى؟ إذا أخذنا الغناء، اذاً ضبط النغمة هو المهم. وقد درس الباحثون  جماجم متحجرة وفكوك  القردة الأوائل ، لمعرفة ما إذا كانت قادرة على النطق والتحكم في النغمة. منذ حوالي مليون سنة، كان السلف المشترك للنياندرتال والبشر الحديث لديه تركيب داخلي صوتي ل "الغناء" مثلنا، ولكن من المستحيل معرفة ما إذا كانوا يفعلون ذلك.

عنصر هام آخر للموسيقى هو الإيقاع. قد يكون أسلافنا الأوائل قد ألفوا  الموسيقى الإيقاعية عن طريق التصفيق بأيديهم. وهذا قد يكون مرتبطا بأقدم الآلات الموسيقية، عندما أدرك شخص ما أن صفق الحجارة أو العصي ببعضها لا يضر باليد  بنفس المقدار . وكثير من هذه الآلات قد تكون  من المرجح  انها  مصنوعة من مواد لينة  كالخشب أو القصب، قد اندثرت .

ما بقي هي المزامير المصنوعة من العظام. بعض من اقدم ما عثر عليه كانت  مصنوعة من عظام جناح البجعة والنسر وكانت فيما بين  ٣٩ ألف  و ٤٣ ألف  سنة مضت. وقد وجدت آلات  قديمة أخرى في أماكن مفاحئة. على سبيل المثال، هناك أدلة على أن الناس ضربوا صخور ستالاكتيتس ( صخور جيرية)  أو " أسطوانات صخرية" في الكهوف التي يرجع تاريخها إلى ١٢ ألف سنة، حيث الكهوف نفسها تعمل كرنانات للصوت ( مرجعة للصوت). .

لذلك، فنحن نعلم أن الموسيقى قديمة، وربما كانت معنا منذ نشأ البشر لأول مرة. ولكن لماذا نشأت ولماذا استمرت؟ هناك العديد من الوظائف الممكنة للموسيقى. واحد منها  الرقص. ومن غير المعروف ما إذا كان الراقصون الأولون ألفوا موسيقى مرافقة، أو ما إذا  الموسيقى أدت  بالناس ليتحركوا  بشكل متناغم.

سبب آخر واضح للموسيقى هو الترفيه، والذي يمكن أن يكون  شخصياً أو مجتمعياً. ويمكن أيضا أن تستخدم الموسيقى للتواصل،  وغالباً   ما تكون على مسافات بعيدة، وذلك باستخدام آلات  كالطبول أو القرون ( مزامير). وهناك سبب آخر للموسيقى هو الطقوس، وكل الأديان   تستخدم الموسيقى تقريباً.

ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي لنشأة واستمرار  الموسيقى هو  أنها جمعت  الناس معا. بحسب مونتاجو: " الموسيقى تؤدي إلى الترابط،  كالترابط بين الأم والطفل أو الترابط بين المجموعات". "الموسيقى تبقي  العمال سعداء عند القيام بعمل متكرر والذي لولاه لكان مملاً، ويساعد الجميع على التحرك معا، مما يزيد في قوة عملهم.

الرقص أو الغناء معا قبل الصيد  أو الحرب يربط المشاركين في مجموعة متماسكة "، ويخلص الى القول:" لقد اشار الى  أن الموسيقى، في تسبيب  هذا الترابط،  ليس فقط صنعت الأسرة ولكن المجتمع نفسه، وبذلك جمعت الأفراد معا الذين كانوا لولاها قد يعيشون حياة  انفرادية "