٩ أغسطس ٢٠١٧
المترجم: ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٣٥٠ لسنة ٢٠١٧
Study shows how food preservatives may disrupt human hormones and promote obesity
يظهر نظام اختبار الخلايا الجذعية المبتكر إمكانية تقييم الآثار الصحية للمواد الكيميائية المستخدمة في الحياة اليومية
هل بإمكان المواد الكيميائية التي تضاف إلى حبوب الإفطار ( السيريال cereal) وغيرها من المنتجات اليومية تجعلك بديناً؟ تشير الأدلة المتزايدة من التجارب على الحيوانات إلى أن الإجابة قد تكون "نعم". ولكن تأكيد هذه النتائج في البشر واجه عقبات مانعة - حتى الآن.
دراسة جديدة نشرت اليوم في ناتشر كومونيكاشين تفاصيل كيف طور محققو سيدار- سيناء منصة جديدة وبروتوكولاً لاختبار آثار المواد الكيميائية والمعروفة باسم اضطرابات الغدد الصماء على البشر.
المواد الكيميائية الثلاثة التي تم اختبارها في هذه الدراسة مستخدمة بكثرة في الحياة اليومية الحديثة.
•ً بيوتيل هيدروكسي تولوين Butylhydroxytoluene واختصارهاBHT هو احد مضادات الأكسدة المضافة عادة إلى حبوب الإفطار ( السيريال) وغيرها من الأطعمة لحماية العناصر الغذائية والحفاظ على الدهون من الفساد.
• حمض برفلوروكتانويك perfluorooctanoic واختصاراً (PFOA) وهو نوع من البلمرات يوجد في بعض اواني المطبخ والسجاد وغيرها من المنتجات؛
• ترايبوتيلتين tributyltin واختصاراً (TBT) هو مركب موجود في الدهانات / الأصباغ و يمكن أن يأخذ طريقه إلى الماء ويتراكم في المأكولات البحرية.
واستخدم المحققون الأنسجة المنتِجة للهرمونات المنمية من الخلايا الجذعية البشرية لإثبات كيف يكون تداخل التعرض المزمن لهذه المواد الكيميائية مع الإشارات المرسلة من الجهاز الهضمي إلى الدماغ والتي تخبر الناس متى يكونون "شبعانين" أثناء تناولهم الوجبات. وعندما يتضرر هذا النظام ، غالبا ما يستمر الناس في تناول الطعام، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
ومن بين المواد الكيميائية الثلاثة التي تم فحصها، وجد ان ال BHT ينتج بعضاً من أقوى الآثار الضارة، كما قال سارين.
وبينما أظهر علماء آخرون أن هذه المركبات يمكن أن تعطل نظام الهرمونات في حيوانات المختبر، فإن الدراسة الجديدة هي أول من استخدم الخلايا الجذعية المتعددة القدرات والأنسجة البشرية لتوثيق كيف يمكن للمركبات الكيميائية هذه من تعطيل الهرمونات والتي تعتبر بالغة الأهمية للتشوير ( عملية الاشارة) بين الأمعاء و الدماغ ومنع السمنة في الناس، كما قال سارين.
يقول كلايڤ سفيندسن، مدير المعهد ومؤسسة كيري وسيمون ڤيكار للأسرة وأستاذ الكرسي في الطب التجديدي: "هذه الدراسة التاريخية تحسن بشكل كبير من فهمنا لكيف يمكن أن تؤدي مسببات اضطراب الغدد الصماء إلى الإضرار بالأنظمة الهرمونية البشرية والمساهمة في انتشار وباء السمنة في الولايات المتحدة". ويعاني أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة من السمنة المفرطة، وفقا للإحصاءات الاتحادية.
لإجراء تجاربهم، اخذ سارين وفريقه أولاً عينات دم من البالغين، ومن ثم، عن طريق اعادة برمجة الجينات، الخلايا حُـولت إلى خلايا جذعية محفزة ومتعددة القدرات. ثم، باستخدام هذه الخلايا الجذعية، قام الباحثون بتنمية أنسجة ظهارة بشرية (تعريف الظهارة من خارج النص: نسيج يكسو سطحاً أو يبطن تجويفا) تبطن الأمعاء والأنسجة العصبية في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، والتي تنظم الشهية والأيض.
ثم عَرّض الباحثون الأنسجة إلى المواد الحافظة التالية: BHT و PFOA و TBT, واحد تلو الآخر وأيضا اليها مجتمعة ، ولاحظوا ما حدث داخل الخلايا. ووجد الباحثون أن المواد الكيميائية تعطل الشبكات التي تحضّر هرمونات التشوير( الاشارة ) للحفاظ على هيكلها حتى يتم نقلها خارج الخلايا، مما يجعلها غير فعالة. كما أضرت المواد الكيميائية بالميتوكوندريا mitochondria( الخلية المولدة للطاقة) - وهي الهياكل الخلوية التي تحول الغذاء والأكسجين إلى طاقة وتدفع بعملية الأيض في الجسم.
ولأن الأضرار الكيميائية حدثت في خلايا المرحلة الأولى "الشابة"، تشير النتائج إلى أن النظام الهرموني المتضرر يحتمل أن يؤثر على الأم الحامل وكذلك على جنينها في الرحم، وفقا لما ذكره سارين. وفِي حين وجد علماء آخرون، في الدراسات الحيوانية، أن آثار اضطرابات الغدد الصماء يمكن أن تنتقل إلى الأجيال المقبلة، لم يثبت أن هذه العملية تحدث في البشر.
تم تسجيل اكثر من ٨٠ الف مادة كيميائية مستخدمة فى الولايات المتحدة فى الأشياء المستخدمة يومياً كالاغذية ومنتجات العناية الشخصية والمنظفات المنزلية ومنتجات العناية بالحدائق المنزلية وفقا لما ذكره البرنامج الوطنى للسموم بوزارة الصحة والخدمات الانسانية الامريكية. وبينما يذكر البرنامج على موقعه على شبكة الإنترنت أن عدداً قليلاً نسبيا من المواد الكيميائية يعتقد أنها تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، فإنه ينص أيضا: "اننا لا نعرف آثار العديد من هذه المواد الكيميائية على صحتنا".
ومن بين العوائق التي تحول دون فحص سلامة العديد من المواد الكيميائية قضايا التكلفة والقضايا الأخلاقية، بما في ذلك المخاطر الصحية من تعريض الأشخاص إلى مواد ضارة. ونتيجة لذلك، فإن العديد من المركبات الكيميائية المستخدمة على نطاق واسع لا تزال اثارها الصحية غير معروفة في البشر، وخاصة على النظام الهرموني.
وقال سارين: "عن طريق فحص هذه المواد الكيميائية على الأنسجة البشرية الفعلية في المختبر، بإمكاننا أن نجعل تقييم هذه المواد اكثر سهولة في التنفيذ وأكثر جدوى من حيث التكلفة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق