الكاتب : جاكو هامان
٢٥ سبتمبر ٢٠١٧
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٤٢٥ لسنة ٢٠١٧
3 reasons why we are addicted to smartphones
مقدمة من المترجم
المقال مثير للاهتمام جداً اذ يحتوي ليس فقط على اشارات سايكلوجية بل على أنثروبولوجية ولاهوتية ويذهب بعيداً في تفسير لماذا نقع في ادمان استخدام التلفونات المحمولة.
— النص-
أعلنت شركة أبل مؤخرا عن إطلاق آيفون 8 و آيفون X، والذي يأتي بمواصفات جديدة وأنيقة . وتأْمل شركة أبل أيضا بدء مجتمع آيفون جديد .
وتابع إطلاق ذلك المنتج الذي طال انتظاره الملايين الذين شاهدوا الحدث عبر البث المباشر وعلى منتديات الإنترنت، وفي وسائل ا الاخبار. وانا كنت من ضمنهم
لذا، ما الذي يجعل الناس ينجذبون الى هذه الهواتف؟ بالتأكيد، ليس فقط التصميم الرائد أو الاتصال مع المجتمع. انا كقسيس ومعالج نفسي وعالم يدرس علاقة الناس بالأجهزة المحمولة باليد، أعتقد أن ما يحدث هو أكثر من ذلك بكثير .
في الواقع، أود أن أناقش ، كما قلت في كتابي "Growing Down: Theology and Human Nature in the Virtual Age,: الترسيخ : اللاهوت والطبيعة البشرية في العصر الافتراضي،" استفادت الهواتف من اشتياقنا الأساسي كبشر.
وهنا أسبابي الثلاثة عن لماذا نحب هواتفنا.
1. جزء من الامتداد الذاتي
شعورنا بأنفسنا قد تشكل ونحن لا نزال في الرحم. تطوير الذات، بعد ذلك يتسارع بعد الولادة. الوليد، أولا وقبل كل شيء، يتعلق يمقدم الرعاية الأولي ( الأم مثلاً) وبعد ذلك بالأشياء - اكتساب ما يسمى ب"الامتداد الذاتي " ( ان يكون جزءاً منك) .
كان عالم النفس الأمريكي الشهير ويليام جيمس في القرن العشرين من بين الأوائل الذين ناقشوا في الامتداد الذاتي. ، عرف جيمس في كتابه "مباديء السايكلوجيا" الذات على أنها "مجموع كل ما يمكن أن يسميه الرجل، ليس فقط بدنه وقواه النفسية، ولكن ملابسه ومنزله وزوجته وأولاده". فقدُ اي من امتداده الذاتي هذا، والذي يمكن أن يشمل المال أو شيئاً ثميناً آخر، كما أوضح، يمكن أن يؤدي إلى الشعور بخسارة كبيرة. في مرحلة الطفولة المبكرة ، الرضع والأطفال الصغار يبكون لو فجأة فقدوا مصاصتهم او لعبتهم الناعمة المفضلة ، الأشياء التي تصبح جزءاً من امتدادهم الذاتي
الهواتف، اقول ، تلعب دوراً مماثلا. ليس غريباً بالنسبة لي أن أشعر بداية بالقلق المفاجيء اذا ما أسقطت هاتفي أو لا أستطيع العثور عليه. في تجربتي، يشعر العديد من الأشخاص بنفس الشيء. وينعكس أيضا في عدد المرات التي كثير منا يفتقد أجهزته.
وجد عالم النفس لاري روزين وزملاؤه في جامعة ولاية كاليفورنيا أن ٥١ في المائة من الأشخاص الذين ولدوا في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، كانوا يعانون من مستويات معتدلة إلى مرتفعة من القلق عندما يمنعون من تفقد ( تشبيك) أجهزتهم لأكثر من ١٥ دقيقة. ومن المثير للاهتمام أن النسبة المئوية انخفضت قليلا - إلى ٤٢ في المائة - لأولئك الذين ولدوا بين عامي ١٩٦٥ و ١٩٧٩.
ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أنهم ولدوا في وقت خرجت فيه التكنولوجيات المحمولة باليد الى الوجود . لهذه المجموعة، أصبحت الهواتف جزءاً من الذات الممتدة فقط كمراهقين في اخر مرحلة المراهقة أو كشباب في اول مرحلة الشباب.
٢ - تذكر علاقات الرعاية
ليس فقط الامتداد الذاتي، فالهواتف الذكية على وجه الخصوص، بألعابها وتطبيقاتها وإخطاراتها، أصبحت جانبا أساسيا من إحساسنا بذواتنا.
وإليك كيف:
استنادا إلى نظرية الديناميكا النفسية، التي تؤكد أن ممارسات الطفولة تشكل الشخصية، انا أجادل بأن علاقتنا بالتكنولوجيا تعكس البيئة التي أنشأها آباؤنا لرعايتنا. هذه البيئة، كما يكتب الطبيب النفسي البريطاني دونالد W. وينيكوت، الوظائف حول اللمس والوعي الثاقب الذي يحتاجه الرضع وإنشاء واستمرار الاتصال بالعين.
بنفس الطريقة، نحن، ككبار، نعيد ممارسة اللمس والانتماء من خلال هواتفنا. التكنولوجيا توفر مساحة حيث يمكن أن تكون الذات راضية وتلتهي وتشعر بالحياة - المساحة التي قدمها سابقا مقدموا الرعاية.
عندما نحمل هواتفنا، فإنها تذكرنا بلحظات من الحميمية - سواء من طفولتنا أو من حياتنا ونحن كبار . الدوبامين الكيميائي في الدماغ وهرمون الحب الأوكسيتوسين، التي تلعب دورا في الإدمان، يبدأ في التأثير . هذه المواد الكيميائية أيضا تخلق شعوراً بالانتماء والتعلق.
حمل هواتفنا له نفس التأثير كما يحصل لأحد الوالدين حين تنظر بمحبة الى طفلتها أو عندما ينظر كلا العاشاقين في عيني بعضهما البعض. على حد تعبير رئيس شركة أبل التنفيذي فيليب شيلر: اي فون X "يتعرف على من أنت".
كما يدعم التفكير اللاهوتي ما تعلمناه عن الدوبامين والأوكسيتوسين. إن التقليد اليهودي المسيحي، على سبيل المثال، يحدد الله كإله قريب يسعى إلى الاتصال ويخلق بيئات رعاية.
٣ - يحقق الحاجة للانتاج وإعادة الانتاج
عالم الأنثروبولوجيا مايكل تاوسيج يذكرنا أننا في "طبيعتنا الثانية ننسخ،ونقلد، ونصنع نماذج، و [نستكشف ] الاختلاف" ونحن نحاول أن نصبح أفضل أو مختلفين عما نحن عليه .
الهواتف تساعدنا على القيام بذلك. نحن نأخذ الصور، ونتلاعب بالصور، وننضم الى مناقشات، ونتواصل مع الآخرين. من خلال الرسائل النصية انشاءاً واستقبالاً ، ونحن نقوم معا بالمحادثة. من خلال البحث، نصبح على دراية (حتى لو كنا نفتقر الى الحكمة). وهكذا، فإننا نشارك الأجداد الذين رسموا على جدران الكهوف، وقالوا قصصاً حول النيران.
لا ينبغي أن تكون مفاجأة أن الهواتف الذكية تمثل حالياً ٤٦ في المائة من استخدامات الإنترنت جميعها . ومن المتوقع أن تنمو إلى ٧٥ في المائة بحلول عام ٢٠٢١.، على ما يبدو، اننا مكتوب علينا ان نعيش وهواتفنا في أيدينا .
المعيشة مع التكنولوجيا
ولكن بعد أن قلت هذا، في بعض الأحيان، أود أن أقول، نحن بحاجة إلى أن نتلاقى وجهاً لوجه ونصنع الفرق.
يمكننا أن نشعر بخيبة أمل لو حددنا مساحاتنا وعلاقاتنا بالشاشات الصغيرة أو ب "ساحات المدينة". نحن بحاجة إلى علاقات حميمة حيث نعطي ونحصل على الملامسة، حيث ننظر إلى عيون شخص ما. نحتاج أيضا إلى مساحات - بعضها سيكون متصلا بالإنترنت - حيث يمكن إجراء اتصالات عميقة وحيث يمكننا أن نستريح ونلعب ونكتشف.
لذلك، البعض منا يتجه نحو ساحة المدينة لشراء أحدث فون أو يغامر على الانترنت، فإنه سيكون من الأفضل أن يتذكر القول المأثو ر لمؤرخ التكنولوجيا ملفين كرانزبرغ:
"التكنولوجيا ليست جيدة ولا سيئة، ولا محايدة ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق