الخميس، 2 نوفمبر 2017

افراط الإنحيازات الدماغية





جامعة لايدن

٢٠ يوليو ٢٠١٧

سايكلوجيا الطفل والبالغ التطورية 


المترجم: ابو طه / عدنان احمد الحاجي


المقالة رقم ٤٨٤ لسنة ٢٠١٧


Brains over biases

Leiden University 

 



هل هناك أساس بيولوجي في الدماغ لإرتفاع  عدد الأولاد الذين  يكون اداؤهم ( الأكاديمي)  أسوأ في المدرسة من اداء البنات؟

"أنا ولد: أتعلم بشكل أفضل عندما يكون جسدي في حركة؛ لدي كمية  من السيروتونين في جسمي اكثر من الفتيات، لذلك استغرق وقتا أطول حتى أهدأ عندما أكون مغتاظاً، وقوتي هي قدرتي على  الذاكرة المكانية البصرية و التفكير المجرد؛ بيئة التعليم في المدرسة لا تتناسب مع احتياجاتي بشكل جيد.

أنا فتاة: قوتي هي الذاكرة العاطفية وكشف الإشارات الاجتماعية. والارتباطات  القوية بين  يسار ويمين دماغي يجعلني جيدة في تعدد المهام. أنا قادرة على التعبير عن مشاعري. البيئة المدرسية تتناسب مع احتياجاتي لأنه يمكنني ان استقر بسهولة ".

المناقشة المستمرة 
  هذه البيانات مأخوذة من يافطة معلقة في حمام المعلمين في مدرسة ابتدائية في هولندا. وتبين اليافطة النقاش الجاري عن  سبب كون  أداء الأولاد  أقل من أداء البنات في المدرسة. وهناك دعوى عادة ما تُـسمع    في هذه المناقشة هي أن عقول الذكور سُلكت أو تطورت بشكل مختلف. ومع ذلك، فقد تساءل   العلماء لسنوات عن "أين ومتى وكيف" تختلف عقول الذكور  عن الإناث . هل يختلف الأولاد والفتيات  حقا؟  مثلاً  ، هل يمكن أن يكون دماغ الذكور  قد صمم على كوكب المريخ ودماغ الإناث  على كوكب الزهرة؟ الى حد الآن، فقد أظهرت الاختلافات على مستوى المجموعة  تناقضات كبيرة، ولم يتم الكشف عن أي مجموعة محددة من هصائص في الدماغ  تميز  ادمغة  الذكور عن ادمغة  الإناث. أعطت  دراستنا التي نشرت مؤخرا رؤى جديدة في إبراز  انه  ينبغي أن يكون لدينا حيلة آخرى  لتحاوز دراسة الاختلافات الوسطية بين الجنسين في الدماغ .

تداخل كبير
أحد أسباب ذلك هو أن التركيز فقط على الاختلافات الوسطية في المجموعة  يتجاهل المقدار  الكبير من التداخل (   للمناقشة المتعمقة حول هذه المسألة يرجى مراجعة الدراسة على هذا الرابط :http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0896627312003303 ). وتظهر معظم القياسات الدماغية والإدراكية ( المعرفية) تداخلاً أكبر من الفارق بين الأولاد والبنات، كما يتضح من أحجام التأثيرات الصغيرة. وحتى في النطاقات  التي لوحظ فيها أكبر مقادير  التأثير، كما هو الحال في الدوران العقلي ثلاثي الأبعاد ( تعريف من خارج النص؛الدوران العقلي هو القدرة على تدوير التمثيل العقلي للأجسام ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد كما هي متعلقة بالتمثيل البصري لمثل هذا الدوران في الدماغ البشري)، فإن غالبية الفتيات يتشابهن ​​مع غالبية الفتيان (أكثر من ٨٠٪ من التداخل). وعلاوة على ذلك، فإن الاختلافات داخل مجموعة قد تكون أكبر من الاختلافات بين المجموعات: على سبيل المثال، الفرق في التفكير المجرد بين أي اثنين من الأولاد اللذين تم اختيارهم عشوائيا أكبر من متوسط ​​الفرق بين الأولاد والبنات.

الاختلافات في التباين
والأهم من ذلك، تدعي دراسات حديثة أن  التباين الأكبر  بين الأولاد مقارنة بالفتيات هو جانب أساسي من الاختلافات بين الجنسين في البشر. وأظهرت إحدى الدراسات، على سبيل المثال، أنه حتى في غياب الفروق المتوسطة، فقد سجل  الذكور في  نطاق اداء ال  ٥٪ الأعلى  ونطاق  ال ٥٪ الأدنى في   الرياضيات والقراءة. وكانت دراستنا  هي الأولى التي قامت بربط  هذه النتائج  بالدماغ: فقد أظهرنا أن اكبر التباينات في الذكور لوحظ في  حجم عدد من هياكل الدماغ، بما في ذلك القشرة والهياكل تحت القشرية الداخلة  في معالجة المكافأة  والذاكرة العاملة. 

وهذا يعني أن التباين بين أدمغة الفتيات أصغر من التباين بين أدمغة الأولاد؛ وبعبارة أخرى، تظهر الفتيات تراجعاً  الى المتوسط، في حين أن عددا أكبر من الأولاد قد اظهروا هياكل دماغية كبيرة نسبيا أو صغيرة للغاية . توضح بياناتنا أن ازدواجية الشكل، وجود شكلين متميزين، ليس طريقة دقيقة لتمييز الاختلافات بين أدمغة  الذكور والإناث. هذه النتائج لها آثار هامة لتفسير الاختلافات بين الجنسين في بنية الدماغ والإدراك.
أولا، إن الاختلاف في التباين بين الأولاد والبنات يمثل مشكلة بالنسبة للدراسات التي تستخدم عينات صغيرة. وقد يؤدي الاختلاف في التباين بين المجموعات إلى اختلافات متوسطة إيجابية خاطئة  بين المجموعات، كما يتضح من منشور منهجي حديث. وهذا قد يفسر جزئيا النتائج المختلطة في الدراسات حول الاختلافات بين الجنسين في أحجام الأدمغة  الناحيّة. ومن الآثار الأخرى المترتبة على ذلك أن العدد الأكبر من الأولاد في كلا الطرفين العلوي والسفلي قد يؤدي إلى صور نمطية؛ غالبا ما يتم تجاهل ملاحظة أن غالبية الفتيان والفتيات يظهرون  تداخلا كبيرا.

آثار الجنس
كيف ينبغي لنا بعد ذلك ان نفسر  الاختلافات بين الجنسين؟ أولاً، بدلا من الحديث عن "الاختلافات بين الجنسين" قد نكون أكثر دقة للحديث عن "آثار الجنس"، تماماً كما قد يكون للجينات والخبرة  من تأثير على تشكيل الدماغ. وهكذا، على مستوى الفرد قد يكون تأثير التدريب (الممارسة )  أكبر  من الكون ولداً. الأهم من ذلك، تعليم الطلاب عن مدى دور لدونة /مرونة plasticity   أدمغتهم  في تحسين أداءهم في الدراسة الذي قد أثبتته الدراسات. وعلاوة على ذلك، الأعتقاد في التأطير  قبل الاختبار أظهر انه يزيل  آثار الجنس تماما، حتى لمهمة الدوران العقلي الثلاثية الأبعاد. وعندما جُعلت  النساء  يُؤْمِن  بأنهن أفضل من الرجل، وصل أداء المرأة إلى مستوى اداء الرجال ( تعليق من المترجم : هذا مثال على التأطير المذكور اعلاه). يجب أن نكون على بينة من الآثار القوية النمطية للتهديدات التي يمكن ان تكون على الأداء الدراسي

وختاما، عند وضع أبحاث الدماغ موضع التطبيق، من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن أدمغة الفتيان والفتيات أكثر تشابها من ان تكون  مختلفة   وليست  نهايتين  متعاكستين  لتسلسل  واحد. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن ندرك أن التباين الأكبر في الأولاد مما في البنات قد يسهم في ايجاد مفاهيم خاطئة وصور نمطية. وأقترح أن نراجع هذه اليافطات ( التي على جدران المدرسة الهولندية )  أعلاه وأن نثقف الطلاب عن الفرص ( الكامنة ) في أدمغتهم   بدلا من إبراز أوجه قصورهم على أساس اختلاف جنسهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق