الأحد، 11 مارس 2018

الخصائص الوراثية أو نمط الحياة . ما الذي يشكل الميكروبيوم لدينا ؟


٢٨ فبراير ٢٠١٨
ا
لمترجم: ابو طه/ عدنان أحمد الحاجي


المقالة رقم ٩٣ لسنة ٢٠١٨


التصنيف: ابحاث الصحة


Genetics or Lifestyle: What Is It That Shapes our Microbiome?


 28 February 2018


مسألة الخلقي  مقابل الكسبي تمتد إلى الميكروبيوم ( تعريف للميكروبيوم من خارج النص:   هو مجموع الميكروبات المتعايشة سلمياً  مع  الأحياء )  - وهي المكمل  الشخصي للبكتيريا النافعة التي  في الغالب نحملها معنا. وقد أظهرت الدراسات بعد الدراسات أن الميكروبيوم لدينا يؤثر تقريباً على كل جانب من جوانب صحتنا. المكونات  الميكروبية، والتي تختلف من فرد إلى فرد، قد تحمل  مفتاح كل شيء من الزيادة في الوزن إلى المزاج. وقد اقترح بعض باحثي الميكروبيوم أن هذا الاختلاف يبدأ من الاختلافات في جيناتنا. ولكن دراسة واسعة النطاق أجريت في معهد وايزمان للعلوم تخالف هذه الفكرة وتقدم دليلاً على أن العلاقة بين الميكروبيوم والصحة قد تكون أكثر أهميةً مما كنا نظن.

في الواقع، كانت فرضية العمل هي أن  الخصائص الوراثية تلعب دوراً رئيسياً في تحديد تباين الميكروبيوم بين الناس. ووفقا لهذا الرأي، فإن جيناتنا تحدد البيئة التي يحتلها الميكروبيوم، وتتيح كل بيئة معينة الفرصة لسلالات بكتيرية معينة لتتكاثر. ومع ذلك، فوجئ باحثو معهد وايزمان ليكتشفوا أن  الخصائص الوراثية للمضيف [ مثلاً هنا: الإنسان]   تلعب دوراً بسيطاً جدا في تحديد مكونات الميكروبايوم -  بواقع  حوالي ٢٪ فقط من الاختلاف بين المجموعات.

الشكل على اليسار: يمكن رؤية الاختلافات الجينية بسهولة بين الأفراد من أصول مختلفة. تمثل كل نقطة شخصًا لوّن بحسب أسلافه ، والرسم البياني  اختزال المتجه الجيني المعقد لكل شخص إلى بعدين. والشكل الأيمن: لا توجد فروق في المايكروبيوم بين الأفراد من أصول مختلفة. نفس الشكل الذي على  اليسار ، ولكن الرسم البياني   لميكروبيوم مختزل إلى بعدين. التلوين هو بحسب  النسب، ولا يمكن رؤية أي فصل بينهم 

وقد قاد البحث طلبة البحث دافينا روتشيلد والدكتور عمر فايسبرود والدكتور إلعاد بركان من مختبر البروفيسور اران سيجال من قسم علوم الحاسب الآلي والرياضيات التطبيقية بالتعاون مع اعضاء مجموعة البروفيسور اران اليناف من قسم علم المناعة، وكلهم  من  معهد وايزمان للعلوم. استندت النتائج التي توصلت إليها المجموعة، والتي نشرت في ٢٨ فبراير ٢٠١٨  في مجلة نيتشر Nature،  الى بيانات فريدة من نوعها من حوالي ألف إسرائيلي شاركوا في دراسة طولية من التغذية الشخصية. وسكّان  ذلك البلد  متنوعون جدا، مما يشكل بيئة تجريبية مثالية لدراسة  آثار الاختلافات الجينية.
بالإضافة إلى البيانات الوراثية ومكونات الميكروبيوم، فإن المعلومات التي تم جمعها من كل مشارك في الدراسة شملت العادات الغذائية ونمط الحياة، والأدوية والقياسات الإضافية. وخلص العلماء الذين حلّلوا  هذه البيانات إلى أن النظام الغذائي ونمط الحياة هما إلى حد بعيد أكثر العوامل المهيمنة التي تشكل مكونات الميكروبيوم.

إذا لم  تكن  مجموعة  الميكروبيوم متأثرة  بخصائصنا الوراثية ، فكيف تتفاعل  مع جيناتنا لتعديل صحتنا؟ قام العلماء بالتحقيق في العلاقة  بين الميكروبيوم والقياسات في قاعدة بيانات الكوليسترول والوزن ومستويات السكر في الدم والمعطيات الإكلينيكية  الأخرى. وكانت نتائج الدراسة مثيرة للدهشة للغاية: بالنسبة لمعظم هذه القياسات الإكلينيكية ،   الارتباط مع الجينومات البكتيرية على الأقل كانت بقوة، وفي بعض الحالات أقوى من،  الارتباط مع الجينوم البشري للمضيف.

يمكننا أن نؤثر - وحتى نعيد  تشكيل - مكونات الأنواع المختلفة من البكتيريا التي نستضيفها  في أجسامنا

ووفقا للعلماء، فإن هذه النتائج توفر أدلة قوية على أن فهم العوامل التي تشكل ميكروبيوم لدينا  قد تكون المفتاح لفهم ومعالجة العديد من المشاكل الصحية الشائعة.

سيجال: "لا يمكننا تغيير جيناتنا، لكننا نعلم الآن أننا نستطيع أن نؤثر على مكونات أنواع مختلفة من البكتيريا التي نستضيفها في أجسامنا بل ونعيد تشكيلها. لذلك نتائج أبحاثنا هي واعدة جدا. وهي تشير إلى أن الميكروبيوم  لدينا يمكن أن يكون وسيلة قوية لتحسين صحتنا ".

مجال أبحاث الميكروبيوم لا زال ناشئاً نسبيا. قاعدة البيانات المتكونة من ألف شخص جمعوا في معهد وايزمان هي واحدة من أكثر  قواعد البيانات اتساعاً في العالم. يعتقد سيجال و إليناف  أنه وبمرور الوقت، ومع إضافة المزيد من البيانات إلى دراستهم والى تلك الدراسات لآخرين  غيرهم، يمكن التحقق من صحة هذه النتائج الأخيرة، والعلاقة  بين ميكروبيومنا وصفاتنا الوراثية وصحتنا ستصبح أكثر وضوحا.

المصدر:
https://wis-wander.weizmann.ac.il/life-sciences/genetics-or-lifestyle-what-it-shapes-our-microbiome



للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق