٢٥ يناير ٢٠١٧
الكاتب : الدكتور لوكا باسامونتي
المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ١١٨ لسنة ٢٠١٨
التصنيف : ابحاث السلوك
What your brain structure says about your personality
من طول إصبع القدم إلى الكتابة اليدوية ووضعية النوم ، كانت هناك دراسات لا حصر لها تربط بين خصائص مختلفة بسمات شخصية محددة. ولكن هذه بالطبع مجرد ربط بين ملامح عَرَضية - أياً كان طول إصبعنا فهو لا يشكل من نحن ، بعد كل شيء .
لذلك ، نحن بحاجة إلى النظر في الدماغ وتشريحه المعقد. الآن اكتشفنا اختلافات هيكلية مدهشة في أدمغة الأشخاص الذين لديهم أنواع من شخصيات مختلفة. نحن نعتقد أن التغيرات الهيكلية - التي ينظر إليها على أنها تباينات في سمك ومساحة وطيات ( تجاعيد) الدماغ - قد تنجم عن اختلافات في التطور في اول الحياة .
لقد قدت فريقاً دولياً من باحثين كانوا وراء الدراسة التي نشرت في مجلة Social Cognitive and Affective Neuroscience قمنا بتحليل أدمغة أكثر من ٥٠٠ شخص سليمين تتراوح أعمارهم بين ٢٢ إلى ٣٦ عاماً. صور المسح الضوئي للدماغ وفر من قبل مشروع كونيكتوم البشري Human Connectome Projec ، وهو مشروع أمريكي تموله المعاهد الوطنية للصحة.
قمنا بتقييم السمات الشخصية باستخدام استبيان يدعى الجرد المكون من خمسة عوامل NEO. من خلال القيام بذلك ، تمكنا من تقسيم المشاركين إلى سمات شخصية معروفة باسم " عناصر الشخصية الخمسة الكبار ": (١) العصابية ( تعريف من خارج التص: المصاب بها يعرف بالمزاجية ويعاني من مشاعر كالغم والقلق والخوف والغضب والإحباط والحسد والغيرة والشعور بالذنب والمزاج المكتئب والشعور بالوحدة، وللمزيد يرجى مراجعة https://en.m.wikipedia.org/wiki/Neuroticism)، (٢) الإختلاط بالمجتمع (تعريف من خارج النص: يتعلّق بمخالطة المرء لغيره ودرجة اندماجه في المجتمع وما يحيط به)، (٣) والإنفتاح ( تعريف من خارج النص: درجة فضول الشخص ورغبته للاكتشاف، واستعداده لسماع الجديد والغريب، ومدى تقديره للفن والإبداع)، (٤) والتوافق ( تعريف من خارج النص:يتعلّق بالثّقه بالآخرين ودرجة مساعدة المرء لغيره واللَطافَةوحسن المعاملة.) ، (٥) والوعي ( تعريف من خارج النص : يتعلّق بميله ان يكون منظماً، ويُعتمد عليه، وضابط لنفسه، وهمه الانجاز، ويحب ان يأخذ خطوات مدروسة لا آنية).
وجدنا العصابية ، وهي سمة شخصية التي من وراء أمراض عقلية كاضطرابات القلق، مرتبطة بقشرة سميكة (القشرة هي الطبقة الخارجية من الأنسجة العصبية في الدماغ) ومساحة أصغر وتنطوي ( تنثني folding) في بعض مناطق الدماغ. وعلى العكس من ذلك ، كان الانفتاح ، وهو سمة تعكس الفضول والإبداع ، مرتبطًة بقشرة أرق ومساحة أكبر وتنطوي في الدماغ. سمات الشخصية الأخرى مرتبطة باختلافات أخرى في بنية الدماغ ، مثل التوافق ، الذي ارتبط بقشرة فص ما قبل الجبهِية رقيقة (هذه المنطقة منخرطة في معالجة المهام بما في ذلك التعاطف والمهارات الاجتماعية الأخرى).
يبدو ان تجاعيد ادمغتنا تلعب دوراً في شخصيتنا |
هذه هي المرة الأولى التي ترتبط فيها سمات الشخصية الخمسة الكبرى بوضوح بالاختلافات في سماكة الدماغ ومساحته وطيه في عينة كبيرة من الأفراد الأصحاء. ومع ذلك ، فقد وجدنا من قبل أن أدمغة المراهقين الذين يعانون من مشاكل سلوكية معادية للمجتمع تختلف اختلافاً كبيراً في البنية من لؤلائك من الأقران الذين لا يظهرون مثل هذا السلوك الفوضوي.
تشير العلاقة بين الاختلافات في بنية الدماغ وبين الشخصية لدى الأشخاص الأصحاء إلى أن تغيرات الدماغ قد تكون أكثر وضوحاً لدى الأشخاص المصابين بأمراض عقلية. إن ربط بنية الدماغ بسمات الشخصية الأساسية هي خطوة حاسمة لتحسين فهمنا للاضطرابات النفسية. في المستقبل ، قد يمنحنا ذلك أيضًا فرصة للكشف عن الأشخاص الذين لديهم خطر عال للإصابة بأمراض عقلية مبكراً ، وهذا له آثار ترتبية واضحة للتدخل الفوري.
تمدد الدماغ
ومن المرجح أن تنبثق الاختلافات من "التمدد القشري" ، وهي عملية تنموية تشكل الدماغ بطريقة تزيد من مساحته ومساحة الطي ( التجاعيد) إلى أقصى حد مع تقليل سمكها. وبعبارة أخرى ، ونحن ننمو في الرحم وطوال حياتنا ، تصبح قشرة الدماغ - بما في ذلك القشرة ما قبل الجبهية وجميع الأجزاء الأخرى منها - أرق ( أقل سمكاً ) في حين تزيد مساحته وطياته ( تجاعيده). وهذا يشبه تمدد وطي شريحة مطاط - وهذا يجعل مساحتها اكبر ، ولكن ، في نفس الوقت ، تكون الشريحة أرق.
هذا يدعم الملاحظة التي تقول أننا غالبا ما نكون عصابيين أكثر عندما نكون صغارا. ومع تقدمنا في العمر ، نتعلم كيف نتعامل مع المشاعر ونكون واعين ومتوافقين أكثر.
تقترح الدراسة الجديدة أن الشخصية متجذرة بقوة في المبادئ الأساسية التي تحكم تطور الدماغ. وبالفعل ، فإن التمدد القشري هو عملية تطورية أساسية مكنت الدماغ البشري من النمو بسرعة بينما يحتفظ بتناسبه مع الجمجمة.
تشير حقيقة وجود اختلافات واضحة في بنية الدماغ بين الأشخاص الذين لديهم أنماط شخصية مختلفة إلى أن الشخصية هي على الأقل جينية جزئياً. ومع ذلك ، فإن مسوحات scans الدماغ وحدها لا يمكن أن تصل إلى مصدر أسباب الاختلافات في الشخصية. وستكون الخطوة التالية هي إجراء دراسات تتابع الأشخاص من الأعمار الصغيرة ، لمعرفة كيف تؤثر جيناتهم والبيئة التي نشأوا فيها على نضوج أدمغتهم وشخصيتهم.
تقدم مثل هذه الدراسات اجزاء جديدة للغز معرفة السلوك البشري. في حين أن حقيقة نضج الدماغ يؤدي دوراً مهماً في تشكيل شخصيتنا ، إلا أنه جزء مهم من البحث ، من المهم ألا نغفل حقيقة أن الجينات ليست كل شيء. يجب علينا دائمًا رعاية ما هو جيد عن شخصياتنا والسعي إلى أن نصبح أشخاصًا أفضل.
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق