مقابلة اجرتها الاعلامية لين مالكولم من إذاعة استراليا وبثت تحت البرنامج العلمي الاسبوعي: All in the mind
١٦ اغسطس ٢٠١٦
المترجم: أبو طه / عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ٢١٢ لسنة ٢٠١٨
التصنيف: علوم الدماغ
The second brain
16 August 2016
مقابلة اجرتها الاعلامية لين مالكولم من إذاعة استراليا وبثت تحت البرنامج العلمي الاسبوعي: All in the mind
مقدمة المترجم :
وهو على شكل حوار مع اخصائيين وكاتبين هما الدكتور ديفيد بريموتر وهو أخصائي اعصاب ومدير مركز بريموتر الصحي في نابلس في فلوريدا والثاني هو الدكتور جيمس غرينبلات رئيس الأطباء في مركز والدن للعناية السلوكية
والسبب في اختياره كموضوع للترجمة هو أني استمعته كبودكاست فشدني الموضوع متذكراً القول الوارد عن الرسول الاكرم ( ص) : المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء
وسوف يكون الحوار على هيئة سؤال من المذيعة وجواب من الأخصائي وسوف اختصر اسم المذيعة ب لين واسمي الاخصائيين ب ديفيد و جيمس
****نص المقابلة****
لين :- لماذا وصفت الأمعاء بإنها دماغنا الثاني
ديفيد:- هناك بعض الباحثين الطليعيين الذين قدموا أخيرا قفزة هائلة وقرروا أن يبحثوا عن إجابات عن مشاكل الدماغ خارج الدماغ، والذي يبدو غير بديهي إلى حد ما وما أعني، هو في وقت ما عندما سألوا سليك ويلبي ساتون سارق البنك ، "لماذا تسرق البنوك ؟ فرد: "حسنا، لأنه يوجد فيها مال". وبالمثل، فقد تركزت أبحاث الدماغ من حيث الأمراض على الدماغ كل هذه السنوات، و كانت النتيجة اننا رجعنا خالين الوفاض عندما نفكر في حقيقة أنه لا يوجد لدينا أي علاج ذو مغزى لمرض الزهايمر و التوحد والرعاش ومرض التصلب العصبي المتعدد. والأخبار المثيرة بالنسبة لي كمتخصص في الدماغ هو حقيقة أننا الآن كشفنا عن معلومات في القناة الهضمية لها علاقة قوية بصحة وسلامة الدماغ.
لين: بحسب طبيب اعصاب مؤثر من أمريكا هو الدكتور ديفيد بيرلموتر هناك اخبار سارة عن علاج اضطرابات الدماغ في المستقبل. تكتشف العلوم المتقدمة ان ما يدخل في الأمعاء ليس فقط يحدد صحة البدن ولكن صحة الدماغ العقل ايضاً
في البداية نبدأ بالدكتور النفسي جيمس الذي يعمل في بوستن الامريكية على عمل القناة الهضمية ودور البكتيريا فيها
جيمس: الأحياء الدقيقة microbiome في الجسم هي مجموعة الميكروبات في الجهاز الهضمي وكنا لسنوات نعتقد ان افكارنا وشعورنا تؤثر على جهازنا الهضمي ولذلك قد نصاب بألام المعدة وقد نصاب بأسهال عندما نكون مضطربين. ولكن على مدى العشرين سنة او اكثر نحن الان نفهم ان الأمعاء بامكانها ان تؤثر على وظائف الدماغ. البكتيريا التي نحتفظ بها في الجهاز الهضمي ضخمة جداً. هناك الخلايا وخلايا البكتيريا في امعائنا اكثر مما يوجد في كل جسمنا وتصل الى ما وزنه ثلاثة أرطال او رطلان من البكتيريا وما وجدناه ان هذه المجموعة من البكتيريا او هذا المايكروبايوم ان شئت لها تأثير عصبي فسيولوجي قوي جداً على المزاج والسلوك والشهية
لين : سنسمع لاحقاً كيف استخدم الدكتور جيمس في مركز ولدان Walden للعناية السلوكية في بوستن معلومات عن وظيفة معدة المريض لمعالجة حالات مستندة للدماغ
لكن هذه الفكرة ترجع الى ألفي عام مضت حيث كان الطبيب اليوناني المعروف أبقراط الذي قال ان كل الأمراض تبدأ في الامعاء. اليوم نحن نأخذ نظرة على كيف بدأ العلماء بأعتبار المعدة دماغاً ثانٍ
ديفيد بيرلموتر هو مؤلف كتاب Brain Maker الذي اعتبرته جريدة نيويورك تايمز الاكثر مبيعاً. هو يعتقد ان هناك ثورة طبية آتية مع إمكانية علاج نطاق من الأمراض المتعلقة باضطرابات الدماغ بما فيها التوحد وقصور الانتباه وفَرَّط الحركة والتصلب اللويحي ومرض الازهايمر
قبل قرنين من الزمان كان الدماغ والجسم يعتبران كلاً متكاملاً ولكن النزعة الأخيرة تجاه الاختزال فقد رؤي أن الدماغ والعقل مختلفان نوعاً ما
هذا الفصل بينهما سخيف بحسب ديفيد بريملوتر الذي انضم الينا عبر سكايب من أمريكا والذي يقول ان كثيراً من الأمور المتعلقة بالمعدة هي مؤثرة بعمق في الدماغ
ديفيد: نحن نعرف ان المعدة مثلاً تصنع اكثر من ٩٠ ٪ من الناقلات العصبية كمركب السعادة السيرتونين ولذلك يأخذ الناس مضادات الاكتئاب لرفع مستوى السيرتونين. ٩٠ ٪ من هذه المادة تصنع في الأمعاء. الأمعاء تلعب دوراً حيوياً في تنظيف الجسم من السموم مما يحافظ على صحة الدماغ. المعدة تصنع العديد من الفيتامينات المهمة جداً للدماغ
وما هو مثير هو معرفة ان الأمعاء وبالتحديد البكتيريا التي تعيش فيها تضبط عمليات الالتهاب في جسم الانسان وبلاشك ان الالتهاب يمثل حجر الزاوية لكل حالة انتكاسية في كل أنحاء الجسم . يعتقد ان الالتهاب هو العامل في أمراض الزهايمر والباركينسون والتوحد والشريان التاجي والسكري وحتى السرطان. وعليه اذا فهمنا ان الالتهاب تنظمه المعدة وبالتحديد ينظمه مستوى البكتيريا النافعة مقابل مستوى البكتيريا الضارة التي تعيش ضمن المعدة إذاً نستدرك فجأةً اننا امام مجال جديد قوي جداً علينا ان نكتشفه ليعطينا في النهاية نقاط امتياز في التعامل مع اكثر الأمراض خبثاً
لين: انت ذكرت السيرتونين وان نسبة كبيرة منه يُنتج في المعدة فكيف يكون له علاقة بالاكتئاب واستعمال مضادات الاكتئاب؟ هل يمكنك ان تشرح هذه الآلية
ديفيد : بالتأكيد. وعليه ان اكثر مضادات الاكتئاب المستخدمة هذه الايام هي ما يطلق عليه SSRI وتعني مانع اعادة أمتصاص السيرتونين وتعني ببساطة انه حينما يكون السيرتونين في المساحة بين خليتين عصبيتين سيمتص من قبل الوصلة مما يسبب في انخفاض نشاطه وعندما تأخذ حبة من مضادات الاكتئاب هذه فإنها تمنع امتصاص السيرتونين لذلك يبقى متوفراً أطول فترة واكثر نشاطاً ومعناه انك تحاول زيادة كمية السيرتونين في الدماغ
ولكن فكرة أن السيروتونين هو فقط في الدماغ، ويعمل فقط في الدماغ هي من المسلم به أنها فكرة قصيرةٌالنظر للغاية. نحن نعرف ان اكثر السيرتونين ليس في الدماغ. هو يصنع في الأمعاء وعليه اذا رأينا تغيرات في بكتيريا الأمعاء ينتج عنها التهاب، مخفضاً من مستوى السيرتونين المتوفر. تعطينا علاقة قوية من حيث فهمنا لماذا يُنظر الى الاكتئاب على أنه يمثل مرض التهاب. انها نفس العملية التي تحدث في الدماغ التي وراء الاكتئاب والتوحد وحتى الزهايمر. ونحن الان نعرف ان ابتداء الالتهاب في جسم الانسان يفرضه التوازن او عدم التوازن للبكتيريا التي تعيش معنا
لين: ماذا يربط بين الأمعاء والالتهاب في المعدة الى الدماغ؟
ديفيد: هي مباشرة متصلة عبر عصب يدعى العصب المبهم vagus، الأمعاء نفسها والتي غالباً ما تدعى الدماغ الثاني معصبة بشكل مكثف جداً بأعصاب على طول امتدادها بما يدعى بالجهاز العصبي المعوي وهذان العضوان على اتصال مباشر عن طريق كابلات كهربائية وعليه فان الدماغ متصل مادياً بالأمعاء
هناك العديد من المسارات ليحدث هذا. وواحد من هذه المسارات التي درست اكثر هو ما يقوم به المركب الكيميائي الموجود في الأمعاء ويدعى ليبوبوليسكارايد lipopolysaccharide واختصاراً يعرف ب LPS. عندما يخترق هذا المركب جدار الأمعاء حين لا يكون جدار ها لا يقوم بوظيفته بالشكل المناسب وبكلمات اخرى عندما تفقد البكتيريا توازنها او عندما نتناول بعض الأطعمة او نتعاطى بعض الأدوية التي تهاجم غشاء الأمعاء عندها يخرج LPS ويحفز خلايا دم بيضاء معينة والتي بعدها تستمر لتصنع وسائط كيميائية للالتهاب تدعى الاستوكينات cytokines. وعليه هذه هي العملية التي تخرج فيها التغيرات في الأمعاء من خلال LPS الى خارج الأمعاء في دورة منتظمة وتزيد الالتهابات
نحن الان نستطيع أن نقيس مستوى LPS ببساطة ونقوم بذلك في مرضانا ورأينا بحوثاً محكمة منشورة في الدوريات العلمية والتي بينت معدلاً مرتفعاً من LPS في أمراض الزهايمر واضطراب الكائبةّ والتوحد. وعليه بدأنا الان لنرى ادلة على ان هذه الاضطرابات المتعلقة بالدماغ لها نوع من العلاقة بالأمعاء والتي ترفع من شدة الالتهابات ولهذا حان الوقت ان ننظر في مكان آخر خارج الدماغ للإجابة على هذه التحديات التي نتعامل معها يومياً
لقد رأينا ما تدعى الدراسات التداخلية التي ترجع الى عقد من الزمان والتي بينت تغيرات في المزاج عندما أعطي بعض المرضى سلالات من بكتيريا البروبيوتيك probiotic المعينة، (البروبيوتيك هي مادة تحفز من نمو الأحياء الدقيقة التي لها خواص نافعة). وهي الأبحاث التي نتوقع أن تؤدي في النهاية الى علاج لمرضى الاكتئاب والقلق والذي لا يعني بالضرورة ان يكون علاجاً صيدلانياً ولكنه معتمد على تغيير الميكروبيوم وهو يعد علاجاً آمناً لإحداث تغييراً فسيلوجياً بالمقارنة مع معالجة المشاكل بمرور الوقت كإعطاء مضادات الكآبة والتي تعمل عندما يتوفر السيرتونين في الدماغ . هذه الطرق الحديثة للعلاج التي هي قيد البحث هي كمن ينظر الى النار نفسها لا الى دخانها.
لين: هل بإمكانك ان تتكلم لنا باختصار عن السبب الذي يجعل البكتيريا تفقد توازنها في الأمعاء؟
ديفيد: سؤال ممتاز. لو رجعنا خطوة الى الوراء ندرك اننا عندما قارنا البكتيريا في الأمعاء في سكان الريف اي في الأماكن الغير صناعية سنجد ان هناك يعيش تنوع غني من البكتيريا ومعدلات متنوعة من البكتيريا التي لا نشاهدها في البيئات الغربيةٌ. عندما نعيش في المدن الكبرى فان ذلك سيغير كلا من سلالات البكتيريا التي تعيش معنا وكذلك تنوع هذه الأحياء الدقيقة المهمة جداً جداً.
وهناك الكثير من العوامل التي لها دخل وعلى رأس القائمة هي ان الغذاء المعروف عند الثقافات الغربية غني بالنشويات وبالسكريات البسيطة وقلة الألياف وانواع الدهون الخطأ. والامر الكبير الاخر هو الدواء. المضادات الحيوية لها دور تلعبه في الأضرار ببكتيريا الأمعاء والتقارير الجديدة تشير ان هذا الضرر دائم . وبالتأكيد في الحضارة الغربية فنحن مفرطون في استخدامنا للمضادات الحيوية لكل رشح او عطاس
٧٥ ٪ من المضادات الحيوية التي تستخدم في أمريكا هي في الواقع تستخدم في انتاج المواشي في التسمين والنمو السريع للدجاج والبيض وهلم جرا وبعدها نستهلك تلك اللحوم. ولذلك نحن قد بدأنا في ان نفهم ان مجموعات البكتيريا في الحضارة الغربية تختلف اختلافاً فاحشاٌ عنها في الناس الذين يعيشون في الحقول الريفية
المتغير الوحيد هنا هو نمط الحياة في المدن الكبرى والتي قد تكون المسؤلة للانفجار الذي لايصدق لحالات الانتكاسات التي نراها تعم عالمنا الحديث
لين: ديفيد، دكتور جيمس لاحظ ايضاً تغيراً جديداًفي مفهومنا عن البكتيريا في الجسم
جيمس: هناك بحوث متزايدة عن العدد الهائل للبكتيريا في أنحاء جسمنا وعلى جلدنا في كل جوانب الفسيولوجيا البشرية وتتركز اكثر في المعدة مما ساعد الباحثين على ان ينظروا في العلاقة بين تزايد اضطرابات المناعة الذاتية والحساسية والربو ومجموعة اخرى من الاضطرابات والتي نعرفها جميعاً انها ترجع الى ما نطلق عليه البيئة الفائقة النظافة الخالية من المايكروبات والمفهوم عن البكتيريا انها الشيطان الوغد الذي يحب ان نمحيه من الوجود عن طريق استخدام المضادات الحيوية . والآن نرى ردة الفعل العنيفة لهذه المايكروبات والعلاقة التعايشية اذ انها توفر الوظائف الضروريةٌ للجهاز الهضمي والجسم كله
لين: جيمس كان واحداً من عدد صغير من الأطباء النفسيين الذين يأخذون في الاعتبار حالة الجهاز الهضمي لمرضاه عندما يعالجهم لحالات متعلقة بالدماغ والسلوك وديفيد في كتابه Brain Maker ناقش العلاقة بين الأمعاء واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD عند الأطفال
ديفيد: فكرة نقص الانتباه واضطراب فرط الحركة ADHD هي جديدة نسبياً والعلاقة بين الأمعاء وال ADHD ترجع الى بحث مثير جداً والذي اظهر معدلات عالية جداً من ADHD في الاطفال الذين ولدوا عن طريق العملية القيصرية. وما عمله هؤلاء الباحثون هو انهم قارنوا خطر الإصابة بال ADHD بطريقة الولادة ووجدوا انها ترتفع بما مقداره ثلاث أضعاف في الاطفال المولدين بالعملية القيصرية
ما مدى علاقة هذه بمناقشتنا اليوم هو ان عملية كون الطفل يولد هي حدث مهم جداً في تطور مجموعة البكتيريا microbiome عنده لانه اذا مر الطفل من خلال قناة الولادة يلتقط كل الأنواع البكتيريا من الأم والبكتيريا تدخل من الأنف والفم الأمعاء تُسْتَعمر بالبكتريا المناسبة التي يحتاجها الطفل لتطوير جهازه المناعي ولتفتيت الحليب والغذاء الذي سيأكله لاحقاً وعندما نحرم الطفل من هذه البكتيريا فإن ذلك يمهد الطريق لبعض الأمور المهمة للغاية. سيكون هناك زيادة كبيرة في خطر الإصابة ب ADHD كما ذكرنا والتوحد والمناعة الذاتية والسكري من النوع الاول والاضطرابات الهضمية والحساسية بل حتى انه يكون بديناً في كبره لو ولد بتلك الطريقة
ولهذا اي شيء يؤثر على المايكروبايوم microbiome وحتى لو بدأت من الولادة لا بد ان يؤخذ في الاعتبار كما اعتقد وبذلك تمهد الطريق لنا لاعتبار ان هناك علاقة بين الأمعاء ومرض ال ADHD
رأينا تقارير قديمة لها علاقة باستخدام البروبيوتيك probiotics (مواد محفزة لنمو الأحياء الدقيقة ) في علاج ADHD وعليه فان هذا البحث مثير يُعمل على تطويره حيث يلعب التعديل الغذائي دوراً فيما نعتقده، على الأقل هنا في امريكا، اضطراباً نود ان نعالجه باستخدام العقاقير
لين: ديفيد انت وجدت تفاصيل ورقة البحث التي ذكرها موقعنا All in the Mind ولكن ما هو مهم ان الولادة عن طريق العملية القيصرية تعتبر ذات مخاطر متواضعة لتطور ال ADHD
لين : جيمس طبيب نفسي من بوسطن والذي يعتقد ان هناك أموراً عقلية يمكن علاجها باستهداف الجهاز الهضمي وجيمس الف عدة كتب منها
جيمس: ما وجدناه هو ان الاطفال الذين تعاطوا العديد من المضادات الحيوية لأمراض كإلتهاب الإذن تسبب اضطراباً في بكتيريا الأمعاء تقتل البكتيريا الضارة وبعض البكتيريا النافعة في المعدة وتحدث عدم توازن وفي هذا المجال يسمى عدم التوازن هذه ب التعداد البكتيري غير الطبيعي dysbiosis لذلك تكون عندنا نمو مفرط من خميرة تدعى الفطريات المبيضة candida وهي سلالة خميرية معينة ونمو مفرط لبكتيريا اخرى تفرز ايضاً مستقلبات أيضية metabolites ( نواتج الأيض) سامة والتي لها تأثير مباشر على وظيفة الدماغ
لين : كيف توصلت لان تأخذ في الحسبان هذا في دراستك؟
جيمس : منذ عشرين سنة كنّا نبحث في عملية التعداد البكتيري غير الطبيعي dysbiosis في المقام الاول في الاطفال الذين يعانون من التوحد. هم يعانون من اضطراب في وظائف الجهاز الهضمي والعديد من مشاكل الجهاز المزمنة وفحصنا الأيض البكتيري لجراثيم المطثيات والتي تختصر ب HPHPA وفي أطفال التوحد وجدنا أعداداً كبيرة منها لها هذا النوع من المستقبلات الأيضية وعندما عالجنا مطثيات المستقلبات الإيضية هذه بشكل شرس رأينا تحسناً في وظيفة الدماغ
مستقلب الأيض في الواقع يخل بأيض الدبوماين في الدماغ ولذلك تمنع تحلل الدوبامين والذي يعني انه سيكون عندنا أطفال مهيجين وأحياناً عدائيين
لين: في ممارسة جيمس غرينبلات يأخذون نهجاً تكاملياً شاملاً. كما قال، ووجدوا صلة بين بكتيريا الأمعاء ومرض التوحد لدى الأطفال. بعد ذلك بدأوا رؤية وجود علاقة بين بكتيريا الأمعاء والحالات النفسية الأخرى. ووصف جيمس حالة احد مريضاته التي كانت المراهقة، واسمها ماري، التي جاءت اليه ومعها اضطراب الوسواس القهري.
جيمس غرينبلات: قمنا بإجراء اختبار يسمى الحمض العضوي ، وهو كيف نلتقط هذا الارتفاع لهذا HPHPA الكيميائي ، لذلك هو فحص البول. المطثيات clostridia في الأمعاء ومع نموها المفرط أنتجت كميات كبيرة من هذه المادة الكيميائية المسماة HPHPA، لذلك عندما اكتشفنا ذلك ومع حضور ماري إلى العيادة مع اضطراب الوسواس القهري الشديد ، كانت عاجزة بسبب أفكارها القهرية وطقوسها عن الذهاب إلى المدرسة والدراسة. لقد جربت أدوية متعددة ، وذهبت إلى العيادات في جميع أنحاء الولايات المتحدة لعلاج وسواسها القهري، ولكن بعد أن عالجنا جهازها الهضمي بجرعات عالية جداً بما يسمى بالبروبايوتكس probiotics وهي بكتيريا نافعة ، تمكنا من رؤية هذا التحسن تدريجياً في اضطراب الوسواس القهري المعيق لها.
لين ك: لذلك قل لي عن البروبيوتيك probiotics. ما هي وكيف تعمل؟
جيمس : البروبيوتيك هي سلالات مختلفة، وهناك آلاف البكتيريا التي تقطن القناة الهضمية . البحث لا زال في أوله ، لذلك فمن الصعب جدا أن تعرفي أي سلالات تفعل ماذا. وأعتقد أن الواقع هو أن الأبحاث ليست قادرة على تحديد أن هذه البكتيريا جيدة للاكتئاب أو القلق أو التخلص من الوزن، ولكن من الواضح أن هناك عدة أشياء بينتها الأبحاث بشكل متكرر. تنوع الميكروفلورا (فلورا دقيقة) في الأمعاء صحية، ونحن قادرون على إدخال البروبيوتيك، وهي بكتيريا صحية، في الأمعاء لإحداث فرقاً في كل من وظيفة القناة الهضمية وسلوكها. لذلك سوف تكون البروبيوتيك المكمل الغذائي على أساس سلالات البكتيريا التي تم زرعها وتنميتها و إدخالها في الجسم، ويمكن الحصول عليها في محلات بيع الغذاء الصحي أو من خلال عيادات الأطباء.
لين : جيمس غرينبلات هو شخص غير عادي ، كونه طبيباً نفسياً يعالج الأمعاء من أجل مشاكل الصحة العقلية ، لكنه يقول إن مستوى الشك في تخصصه بدأ يتناقص. إذاً، إلى أي مدى يعتقد أن تغيير في ميكروبيوم شخص يمكن أن يكون فعالاً في علاج حالات الدماغ؟
جيمس : في كل ما أقوم به والكتب التي كنا نؤلفها على مر السنين ، كلها تقوم فعلاً على مفهوم ما نسميه الفردية ( الأحادية) البيوكيميائية. لذا فإن إعطاء البروبايوتكس probiotics لكل من يعاني من الاكتئاب أو من لديه اضطراب الوسواس القهري لن يكون هو الحل. نحن جميعا نبحث عن تلك العصا السحرية. لكن بالنظر إلى الفحص الشخصي ، هناك نسبة من الأشخاص المصابين بأمراض نفسية كبيرة ، من التوحد و الفصام ، والاكتئاب ووو... كان لدينا حالة واحدة من هوس نتف الشعر trichotillomania والتي شفيت منها تماما مع جرعة عالية من البروبيوتيك. لذلك من خلال النظر في بعض فحوصات البول و البراز هذه لنكون قادرين على التنبؤ بأي شخص يعاني من هذا الخلل في توازن البكتيريا ، عندئذ يكون لدينا معدل نجاح عال باستخدام البروبايوتكس probiotics.
أعتقد أن البحث كان متنوعًا جدًا وأعتقد أنه لا زال في مهده. ولم تستقر التطبيقات الإكلينيكية بعد ، ولهذا لا يزال هناك جدل في هذا المجال ، ولا يزال البحث في مهده. لقد تمكنت مجموعة منا ممن كانوا ينظرون في ذلك لأكثر من ٢٠ عامًا من عمل هذا التساوق correlations الإكلينيكي بين هذه الفوحوصات المخبرية غير الطبيعية واختيار البروبايوتكس probiotics.
لين : إذن ما هي التحذيرات التي تعتقد أننا بحاجة إلى اتخاذها في هذا المجال حتى لا نبالغ في تقدير إمكانات العلاج عبر اتصال الدماغ بالأمعاء ؟
جيمس : أعتقد أن الأشياء الواضحة تمامًا هي أن التنوع في الميكروبيوم هو أمر صحي ، وهناك عدد قليل من العلامات التي نمتلكها والتي يمكننا النظر فيها. حذري وخوفي هو أن بعض شركات المكملات الغذائية القائمة على دراسة صغيرة واحدة بأن لديها هذا البروبيوتيك الذي سيعالج الاكتئاب ، وهذا بروبيوتيك آخر لعلاج السمنة ، وهذا بروبيوتيك آخر ينظم الرغبات الشديدة. أعتقد أن هذا هو ما يجب توخي الحذر منه حيث يجب النظر إلى المزيد والمزيد من الأبحاث
أعتقد أن الدلالة البسيطة هنا هو أننا نحتاج إلى ان نعتني بأمعائنا وأن أكل الأطعمة المخمّرة الصحية التي توفر هذا الإدخال المستمر للبكتيريا السليمة ( الى الجسم) أمر بالغ الأهمية. معظم الثقافات الرئيسية في العالم كان لديها دائما أطعمة مخمرة. إن تناول البروبيوتيك أمر مهم للغاية لصحتنا العامة. وبالنسبة لأولئك الأشخاص ممن يعانون من الأمراض العقلية ويتطلعون لمعرفة ما إذا كان بعض هذه النمو المفرط في المطثيات (كلوستريديا clostridia) أو الخميرة في الواقع عامل يمكن أن يكون مفيدا للغاية.
لين: دكتور جيمس غرينبلات.ديفيد بيرلماتر متفائل جدا حول إمكانيات البروبايوتكس probiotics في علاج حالات الدماغ.
ديفيد بيرلماتر: لقد بدأنا للتو في رؤية دراسات تظهر ان التناول المبكر في الحياة لمكملات البروبيوتيك خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة قد ثبت أنها تقلل إلى حد كبير من خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو ما يسمى بمتلازمة أسبرغر Asperger's syndrome (وهي شيء على طيف التوحد ) بشكل كبير. وكانت هذه دراسة نشرت في مجلة أبحاث طب الأطفال Paediatric Research.. وهي لدي بالفعل على موقع الويب الخاص بي ، كتبت مدونة حول هذا الموضوع. لذلك من المبكر ، وأعتقد أنكِ ربما تبحثين عن دراسة أكثر قوة وعلية ليست موجودة حتى الآن، ولكن هذا ما يجري الآن وهي أمر مثير للغاية.
لين : هل تعتقد أنك معرض لخطر المغالاة في اتصال الدماغ بالأمعاء وفعالية البروبيوتيك والمكملات كعلاجين؟ لأن العديد من الاضطرابات والحالات التي تتحدث عنها جدية للغاية ، وإذا كان العلاج غير فعال أو غير مناسب ، فقد يكون له تأثير كبير على حياة الناس.
ديفيد : لا أعتقد أنني مبالغ. لا يوجد مستوى قوي من الأبحاث يشير إلى فعالية البروبيوتيك، على سبيل المثال . لكني أعتقد أن الجزء المثير لي كطبيب ، كفرد يتعامل مع المرضى طوال الوقت ، وهذا هو أنني أعتقد أن الباب مفتوح لمجال جديد بالكامل لم نتصوّره من قبل. الآن أعتقد أنني أستطيع على الأقل أن أقول إنني كمتخصص في الدماغ أشعر بآمال كبيرة في أن هناك فرصًا جديدة لعلاج المرضى ، لكنني أعتقد أنه يجب أن يتم ذلك بطريقة محسوبة ودقيقة وآمنة. نرغب دائمًا في العمل وفقًا للمأثور "قبل كل شيء ، لا ضرر". لذلك أعتقد أن وجهة نظركِ جيدة للغاية.
لين : كان هناك بعض الانتقادات بأن هناك منتجات ... وأعتقد أنك لك علاقة ببعض الشركات التي تنتج البروبيوتيك والمكملات التي تكتب وصفاتها للمرضى ... هل هناك تضارب في المصالح ؟
ديفيد : من الواضح أنه يمكن أن يكون هناك تضارب في المصالح. هناك شركة أعمل فيها هنا في أمريكا وأقوم بمساعدتها ، فأنا أعمل في مجلسها العلمي ، حيث أقوم بإستحداث هذه المنتجات بناءً على الأبحاث العلمية المحكمة . هل يمكن أن يكون هناك تضارب مصالح متصور؟ على الاطلاق يمكن ان يكون هناك. سوف يدرك الناس ما يريدون. ولكني لم أكتب وصفة طبية أبداً لأي من هذه المنتجات المحددة لمريض.
لين : ما رأيك في الخطوة التالية الأكثر أهمية في أبحاث الدماغ الأمعاء؟
ديفيد : بعض قادة الفكر الأكثر نفوذاً على هذا الكوكب يجتمعون ليشاركوا في دراسة الميكروبيوم مع التركيز على علاج الأمراض. لقد بدأنا للتو في رؤية أن باحثينا لديهم القدرة على استخدام تقنيات للتعرف على البكتيريا المعوية ، ولكن لتحليل هذه البيانات ببعض أنظمة الكمبيوتر القوية، لتحليل هذه البيانات ، ولتحديد الميكروبيوم النافعة أولاً ، ثم ربط التغييرات المحددة في بكتيريا الأمعاء ومستقلبات الأيض من بكتيريا الأمعاء المعدلة هذه. بمعنى آخر ، ما تصنعه أو ما لا تصنعه ، ويحددون كيف تنتقل هذه البيانات إلى الصحة والمرض. ومن ثم يمكننا أن نبدأ بالتفكير وتطوير الأفكار من حيث جعل بكتريا الأمعاء طبيعية أكثر على أمل معالجة هذه الأمراض. ولكن مرة أخرى ، لدينا طريقة لنبدأ حتى نتمكن من استيعاب هذا الموضوع كمفهوم.
المصدر:
http://mpegmedia.abc.net.au/rn/podcast/2015/08/aim_20150816.mp3
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق