الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

الأمريكان ينفقون ما مقداره ٧٠ مليار دولار على الحيوانات الأليفة


١٥ اكتوبر ٢٠١٨

المترجم : أبو طه / عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم ٣٣٢ لسنة ٢٠١٩

التصنيف: مواضيع سلوكية


October 15, 2018 

مقدمة المترجم
تناولنا لهذا الموضوع لم يكن لأجل العنوان وإن كان العنوان ملفتاً للنظر وإنما لما يتضمنه البحث من مصطلحات اخلاقية رأيت بيانها للقاريء الكريم 

**الموضوع**
يتوقع ان ببلغ  الإنفاق في الصين على الخدمات  المتعلقة  بالحيوانات الأليفة.  حوالي 2.6 مليار  بحلول عام ٢٠١٩ - بزيادة قدرها ٥٠ في المائة عن عام ٢٠١٦.

هذا ، ومع ذلك ، يتضاءل هذا الإنفاق إذا ما قورن  بما ينفقه الأميركيون على حيواناتهم الاليفة سنويا. هذا العام وحده ، يقدر الإنفاق على الحيوانات الأليفة في الولايات المتحدة بأكثر من ٧٢ مليار دولار ، وهو أكثر من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لأفقر ٣٩ دولة في العالم.

بالطبع هذا الإنفاق ليس موزعاً بالتساوي  بين الحيوانات الأليفة

بحسب دراسة إستطلاعية قامت بها الجمعية الأمريكية لمنتجات الحيوانات الأليفة، فإن مالكي الحيوانات الأليفة الأمريكان
  أنفقوا 69.51 مليار دولار على منتجات الحيوانات الأليفة في ٢٠١٧ . التوزيع في الرسم البياني يتضمن توزيع  المصروفات
  على منتوجات الحيوانات الأليفة بما فيها سعر شرائها وهو أقلها   

كيف لنا أن نفكر في أخلاقيات إنفاق الكثير من المال على الحيوانات الأليفة عندما يمكن استخدامها لتخفيف المعاناة في العالم؟

التقليد النفعي
لطالما عالج علماء الأخلاق مسائل الصواب ( الصح) والخطأ.  أحدى أهم التقاليد الأخلاقية - النفعية - لديها الكثير لتقوله عن الكيفية التي ينبغي   للكائنات الحية الأخرى ، إلى جانب  الناس ، أن تُعامل به  إلى جانب كيف ينبغي أن   توزع الموارد فيما بينها.

ووفقًا للنفعية ، يكون الفعل صواباً  (صحيحاً) إذا كان يثمر أفضل النتائج العامة ، من بين جميع الأفعال الممكنة ، لكل أولئك المتأثرين به. وبعبارة أخرى ، فإن الهدف في أبسط صوره هو تعظيم السعادة وتقليل المعاناة.

يجادل بعض الفلاسفة ، كتوماس سكانلون ، بأن الأخلاق تدور حول ما يدين به البشر لبعضهم البعض. لكن النفعية توسع نطاق المجتمع الأخلاقي لتشمل مصالح جميع الكائنات ذات الإحساس - الحساسة -  (انظر تعريف الإحساس sentient  في ١)  ، بما في ذلك الحيوانات غير  البشرية (انظر التعريف في ٢) . كما كتب جيريمي بينثام ، أحد أوائل أنصار النفعية ، في عام ١٧٨٩

 النفعيون التقليديون لم يدافعوا فقط عن مصالح الحيوانات غير البشرية ، ولكن أيضا عن مصالح جميع البشر ، بما في ذلك السجناء والنساء. قدم كل من بنثام وفيلسوف القرن التاسع عشر جون ستيوارت ميل Mill مثل هذه الحجج قرون من الزمن قبل  أن يكون  القيام بذلك مألوفاً شعبياً .

 هذا كتب في شعار بنثام ، "الناس سواسية - لا يوجد أحد أحسن من أحد."

كيف نوحد  الأفضل 
أدت فلسفة بينثام في وقت لاحق إلى مبدأ بيتر سينغر في مراعاة  التساوي في المصالح (٣) ، والذي يقول :  عند تحديد الصواب (الصح) والخطأ ،  يجب ادراج جميع أولئك الذين تتأثر مصالحهم  في عملية اتخاذ القرارات الأخلاقية ، ويجب أن  تقيّم هذه المصالح بالتساوي.

من المغري الاعتقاد بأن الأشخاص الذين يدافعون عن مبدأ المساواة في مراعاة  مصلحة الحيوانات سيكونون في صالح مأوىً ( أماكن إقامة mansions)  وملابس الحيوانات الأليفة. لكن هل سيقومون بذلك ؟

يمكن العثور على الإجابة على هذا السؤال في رأي سينغر المسمى بـ "الإيثار الفعال" ، والذي يستند إلى فرضية أن العديد من الأشخاص الأثرياء ينفقون الكثير من المال على الأشياء غير الضرورية  كملابس الحيوانات الأليفة أو أحدث أداة تكنولوجية. ووفقًا لأحد التقديرات ،  حوالي ٤٤٠ مليون دولار  أنفق على ملابس أيام (عيد) الهالوين للحيوانات الأليفة في الولايات المتحدة (٤). لو  تبرع بهذه الأموال لسبب وجيه ، عندها   يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الخدمات الجيدة أو المفيدة .

عند التفكير في عمل  أفضل ما  يمكن عمله من الخير ، فإن "الإيثار الفعال" يؤكد  على أنه ينبغي على الأشخاص التفكير في كيف يؤثر تخصيص مواردهم  كأموالهم ووقتهم على الكائنات الحية الأخرى.

بعض الاقتراحات التي أقرتها هذه المقاربة هي  التبرع للجمعيات الخيرية التي تهدف إلى تحسين المبادرات الصحية العالمية مثل وقف انتشار الأمراض كالملاريا. في الواقع ، قام بعض المتخصصين بتطوير منهجيات وقوائم بالجمعيات الخيرية موصى بها لمساعدة الناس على معرفة أوجه المساعدات.

هل تحتاج الحيوانات الأليفة إلى مأوى  أو ملابس هالوين؟
أولئك الذين تم  إقناعهم بالحجة الأخلاقية التي وراء حركة الإيثار الفعال قد يريدون تخصيص مواردهم بشكل مختلف.

لو خصص جزء صغير من الإنفاق العالمي على الحيوانات الأليفة ، أي ٢٥ في المائة ، في مكان آخر - على سبيل المثال ، للتخفيف من معاناة الملايين من حيوانات الحظائر أو لمنع الملاريا من خلال توفير شبكات ضد البعوض -  بالتأكيد بمكن  تحقيق المزيد من الخير.

تعاريف ومصادر من داخل النص:
١-تعريف: القدرة على الحس (الإحساس)  هو القدرة على الشعور أو الإدراك أو الممارسة بشكل شخصي.  استخدم فلاسفة القرن الثامن عشر هذا المفهوم لتمييز القدرة على التفكير (المنطق) من القدرة على الشعور (الإحساس). في الفلسفة الغربية الحديثة ، الإحساس هو القدرة على تجربة الأحاسيس (المعروفة في فلسفة العقل باسم الكيفيات المحسوسة -"qualia"). في الفلسفة الشرقية ، الإحساس هو خاصية  ميتافيزيقية لجميع الأشياء التي تتطلب الاحترام والرعاية. هذا المفهوم أساسي لفلسفة حقوق الحيوان ، لأن الإحساس ضروري للقدرة على المعاناة ، ولذلك  فهو يعتقد أنه  يضفي حقوقًا معينة. ترجمناه من هذا المصدر : https://en.m.wikipedia.org/wiki/Sentience

٢- هو أي كائن يظهر بعض ولكن ليس بالشيء الكافي ، الخصائص البشرية التي ينبغي اعتبارها إنسانًا. وقد استخدم المصطلح في مجموعة متنوعة من السياقات ويمكن استخدامه للإشارة إلى الكائنات التي تم تطويرها بالذكاء البشري ، مثل الروبوتات أو المركبات. - النص ترجمناها من هذا https://en.m.wikipedia.org/wiki/Non-human

٣-https://www.harpercollins.com/9780061711305/animal-liberation/

٤-https://www.cnbc.com/2017/10/27/halloween-isnt-just-for-humans-anymore-as-millions-are-getting-their-pets-in-on-the-action.html

المصدر الأساسي:
https://theconversation.com/americans-spend-70-billion-on-pets-and-that-money-could-do-more-good-102467?utm_medium=email&utm_campaign=Latest%20from%20The%20Conversation%20for%20October%2015%202018%20-%201136410230&utm_content=Latest%20from%20The%20Conversation%20for%20October%2015%202018%20-%201136410230+Version+B+CID_9e4518d10c0fdcdfd708e5716ec9bad0&utm_source=campaign_monitor_us&utm_term=Americans%20spend%2070%20billion%20on%20pets%20and%20that%20money%20could%20do%20more%20good

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق