بقلم ليبرتي ڤيتريت، استاذ مساعد في الإحصاء زائر في جامعة واشنطون في سانت لويس
١ نوفمبر ٢٠١٨
المترجم : أبو طه / عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ٣٦٥ لسنةً٢٠١٨
التصنيف : أبحاث السلوك
Liberty Vittert
Visiting Assistant Professor in Statistics, Washington University in St Louis
" وجد باحثون أن الرغبة الجنسية يمكن تحديدها بطول الأصابع " كان عنوانًا حديثًا يستند إلى دراسة تمت مراجعتها من قبل باحثين محترمين في جامعة إسيكس نُشرت في مجلة أرشيفات السلوك الجنسي ، وهي مجلة علمية رائدة. في مجال الرغبة الجنسية البشرية.
وبالنسبة لي ، فهي عبارة عن حفنة من الهراء.
فقط عندما يبدو أن مستهلكي الأخبار قد بدأوا في أن يفهموا - يتذكرون أن يسألوا ما إذا كان العلم "خاضعًا لمراجعة الأقران (محكّم) " ، أو أن حجم العينة كبير بما فيه الكفاية أو من قام بتمويل العمل - على الرغم من أنه يحتوي على قصة قصيرة. في هذه الحالة ، يأتي المصطلح السريع على شكل مجال الثقة الإحصائي confidence intervals, ، وهو موضوع إحصائي لا ينبغي لأي شخص عادي أن يخوض فيه أبدًا لفهم المقال الإخباري.
ولكن ، لسوء الحظ لأي شخص يكره الأرقام ، إذا كنت لا تريد أن تنخدع بأبحاث ميتة أو مبالغ فيها أو لا قيمة لها ، علينا أن نتحدث عن بعض المبادئ الإحصائية التي لا تزال بإمكانها ان تجعلك تتركب أخطاء (تخدعك) ، حتى عندما يتم وضع علامة على مربعات البحث الشرعية ✅
ما هي مخاطري الحقيقية؟
عنوان من أكثر العناوين المحبطة التي قرأتها على الإطلاق هي أن "الدراسة التي استمرت لثماني سنوات وجدت أن فرص موت الذين يأكلون البطاطس المقلية ( بطاطا الفرتش فرايز) " تكون مضاعفة "(١). "قلت ، بصوت عالٍ ، وأمامي سلة كبيرة من البطاطا الذهبية . هل هذا صحيح حقاً ؟
حسنًا ، نعم ، هذا صحيح وفقًا لدراسة تم مراجعتها من قبل الأقران (محكّمة) في المجلة الأمريكية للتغذية الإكلينيكية (٢). تناول البطاطا المقلية (فرنش فرايز) يضاعف من خطر الوفاة. ولكن ، كم من هذه البطاطس المقلية ، وعلاوة على ذلك ، ما هو نسبة خطر موتي الطبيعي؟
تقول الدراسة أنه إذا أكلت البطاطا المقلية ثلاث مرات في الأسبوع أو أكثر ، فسوف تضاعف (٢x) نسبة خطر وفاتك. لنأخذ شخصًا متوسطًا في هذه الدراسة: رجل يبلغ من العمر ٦٠ عامًا. ما هو نسبة خطر موته ، بغض النظر عن كم من الفرنش فرايز المقلية التي يأكلها؟ واحد بالمئة. وهذا يعني أنه لو أخذت صفاً من ١٠٠ رجل يبلغون من العمر ٦٠ عامًا ، سيموت واحد منهم على الأقل في العام المقبل لمجرد أنه ببساطة رجل عمره ٦٠ عامًا.
الآن ، إذا تناول كل ال ١٠٠ فرد من هؤلاء الرجال البطاطس المقلية على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع طوال حياتهم ، نعم ، تتضاعف نسبة خطر موتهم. ولكن ما هي نتيجة واحد في المائة إذا تضاعف؟ ٢٪. لذا بدلاً من موت واحد من هؤلاء الرجال المائة على مدار العام ، فإن سيموت منهم اثنان . وكان عليهما أن يأكلا البطاطس المقلية ثلاث مرات في الأسبوع أو أكثر طوال حياتهما - تبدو وكأنها مخاطرة أرغب أنا في القيام بها.
هذا هو مفهوم إحصائي يسمى الخطر النسبي relative risk . إذا كانت فرصة الإصابة ببعض الأمراض هي ١ في المليار ، حتى لو كان لديك أربعة أضعاف خطر الإصابة بها، فإن نسبة مخاطرك لا تزال ٤ في المليار فقط. النتيجة: لن يحدث ذلك.
لذا في المرة القادمة عندما ترى زيادة أو نقصان في مستوى المخاطر ، فإن السؤال الأول الذي يجب عليك طرحه هو "كم هي هذه الزيادة أو النقصان في مستوى المخاطر من نسبة المخاطر الأصلية."
بالإضافة إلى ذلك ، مثلي ، هل كان هؤلاء الرجال يتناولون أشياء إخرى مع البطاطا المقلية؟ هل يمكن أن يكون شيء آخر بالفعل هو السبب في زيادة الخطر ؟
أكل الأجبان قبل النوم يساوي الموت من ملاءات الفراش المتشابكة؟
أصبحت حواضن الأطفال الرضع هدية عصرية ترعاها الدولة للوالدين الجدد ، وتهدف إلى تزويد الأطفال حديثي الولادة بمكان آمن للنوم. المبادرة نمت من الجهد الفنلندي الذي بدأ في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين للحد من الوفيات المرتبطة بنوم الرضع. يحتوي الحاضن الكرتوني على بعض الضروريات: بعض الحفاضات ومناديل للأطفال وملابس ،وسادات الصدر وما إلى ذلك.
انخفض معدل وفيات الرضع في فنلندا بمعدل سريع مع تقديم حواضن الأطفال هذه ، وأصبحت البلاد الآن واحدة من أدنى معدلات وفيات الرضع في العالم (٣). لذلك فمن المنطقي أن نفترض أن صناديق الأطفال هذه تسببت في انخفاض معدل وفيات الرضع.
لكن خمّن ماذا تغير أيضا؟ رعاية ما قبل الولادة (٤). من أجل التأهل لهدية حاضنة الطفل الرضيع ، كانت المرأة الحامل مطالبة بزيارة العيادات الصحية التي تبدأ خلال الأشهر الأربعة الأولى من حملها.
في عام ١٩٤٤ ، حصلت ٣١ في المائة من الأمهات الفنلنديات على تعليم ما قبل الولادة. في عام ١٩٤٥ ، قفزت إلى ٨٦ في المائة. لم تكن حاضنة الطفل مسؤولة عن التغير في معدلات وفيات الرضع ؛ ولكن بدلاً من ذلك ، كان التعليم والفحوص الصحية في المبكرة هما السبب.
هذه حالة كلاسيكية من العلاقة الارتباطية ليست هي نفس العلاقة السببية. تقديم حواضن الأطفال وانخفاض معدلات وفيات الرضع مرتبطان ولكن لا يتسبب أحدهما في حصول الآخر.
ومع ذلك ، فإن هذه الحقيقة الصغيرة لم تمنع شركات حاضنة الأطفال من الظهور في كل مكان وفي أوساط الناس ، حيث تبيع بعض الأشياء مثل "باقة حاضنة الطفل الفلتدي الأصل Baby Box Bundle: Finland Original" مقابل 449.99 دولار أمريكي. وتستخدم الولايات الأمريكية دولارات الضرائب لتسليم نسخة منها إلى الأمهات الجدد (٥)
.
لذا في المرة التالية التي ترى فيها رابطًا أو ارتباطًا - مثل كيف يرتبط تناول الجبن بالموت بسبب نشوبه في خيوط ملاءات فراش النوم (٦) - يجب عليك أن تسأل "ما الذي يمكن أن يسبب ذلك أيضاًً (من المترجم:الشيء او الأشياء الأخرى التي قد تؤدي الى هذه النتيجة) ؟"
عندما يكون هامش الخطأ أكبر من التأثير
الأرقام الأخيرة من مكتب إحصاءات العمل تشير إلى انخفاض معدل البطالة الوطنية من 3.9 في المائة في أغسطس إلى 3.7 في المائة في سبتمبر. عند تجميع هذه الأرقام ، من الواضح أن المكتب لم يذهب إلى كل شخص ويسأله ما إذا كان لديه عمل أم لا. كل ما يتطلب هي عينة صغيرة من السكان ثم تعميم معدل البطالة في تلك المجموعة على جميع سكان الولايات المتحدة بأكملها.
وهذا يعني أن المستوى الرسمي للبطالة في أي وقت هو مستوى تقديري - وهو تخمين جيد ، ولكنه يبقى تخميناً. هامش الخطأ "士" هذا يعرف من خلال شيء يسميه الإحصائيون مجال الثقة (٧)
.
ما تقوله البيانات بالفعل هو أنه يبدو أن عدد العاطلين عن العمل في جميع أنحاء البلاد انخفض بمقدار ٢٧٠ ألف عاطل - ولكن بهامش خطأ ، كما هو محدد في مجال الثقة زائد أو ناقص ٢٦٣ ألف عاطل. من السهل الإعلان عن رقم واحد مثل ٢٧٠ ألف عاطل . ولكن أخذ العينات دائمًا يأتي بهامش الخطأ ، وهي من الأشياء الأكثر دقة أن تفكر في هذا التقدير الفردي كنطاق. في هذه الحالة ، يعتقد الإحصائيون أن العدد الحقيقي للعاطلين عن العمل قد انخفض بنسبة ما بين ٧ آلاف فقط في النهاية الدنيا و ٥٣٣ ألف في النهاية العليا.
هذه هي نفس المشكلة التي حدثت مع طول الأصابع الذي يحدد دراسة الرغبة الجنسية - هامش الخطأ في الزيادة أو النقصان المرتبط بهذه التقديرات يمكن ان تنفي أي حتمية في النتائج.
المثال الأكثر وضوحًا لمجالات الثقة التي تجعل حياتنا مربكة هو في الاستطلاعات. يأخذ المستطلعون عينة من السكان ، ويسألون من الذي ستصوت له العينة ، ومن ثم يستنتج من ذلك ما سيفعله جميع السكان في يوم الانتخابات. عندما تكون الآنتخابات قريبة ، فإن هامش الخطأ 士 error المرتبط باستطلاعاتهم للعينة ينفي أي معرفة حقيقية بمن سيحقق الفوز ، مما يجعل "من الصعب التنبؤ بمن سيفوز" في الإنتخابات.
لذا في المرة التالية التي ترى فيها رقمًا يُذكر عن مجموعة السكان حيث من المستحيل أن يُسأل كل شخص أو تُفحص كل عينة ، يجب أن تسأل عن هامش الخطأ في الزيادة أو النقصان.
هل يعني معرفة هذه الجوانب الثلاثة الإحصائية المضللة أنك لن تنخدع أبداً؟ كلا. لكنه بالتأكيد سوف تساعدك على التخفيف من ذلك.
مراجع من داخل وخارج النص
١-https://www.news.com.au/lifestyle/health/diet/eightyear-study-finds-heavy-french-fry-eaters-have-double-the-chance-of-death/news-story/1a557be079d7947380c90924dc2f0d15
٢-https://academic.oup.com/ajcn/article/106/1/162/4569823
٣-https://data.worldbank.org/indicator/SP.DYN.IMRT.IN?locations=FI
٤-https://www.bbc.com/news/magazine-39366596
٥- https://ssir.org/articles/entry/us_states_embrace_baby_boxes
٦-http://tylervigen.com/view_correlation?id=7
٧-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/مجال_ثقة
المصدر الرئيسي:
https://theconversation.com/numbers-in-the-news-make-sure-you-dont-fall-for-these-3-statistical-tricks-105707
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق