الأربعاء، 10 أبريل 2019

الحصيلة اللغوية لطفل عمره سنتان تتنبأ بنجاحه في رياض الأطفال ولاحقاً في الحياة


بقلم آرون لووينبيرغ 

٢٣ سبتمبر ٢٠١٥

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم ١٠٤ لسنة ٢٠١٩

التصنيف : أبحاث الأطفال


By  
Aaron Loewenberg

Sept. 23, 2015



بصفتي شخصًا قام بالتدريس في رياض الأطفال لمدة أربع سنوات ، فأنا أعلم مدى أهمية أن يلتحق  الطلاب برياض الأطفال مسلحين  بالفعل ببعض المهارات الأساسية في الرياضيات والقدرة على القراءة والكتابة.  أكدت العديد من الدراسات أن الطلاب الذين يدخلون رياض الأطفال بمهارات أكاديمية وسلوكية متقدمة عادة ما يكون لهم  فرص أكبر مع تقدمهم في السن.  على سبيل المثال ، الأطفال الذين يدخلون رياض الأطفال  بمهارات مبكرة وقوية في القراءة والرياضيات   هم أكثر احتمالاً  للالتحاق بالجامعات ، وإمتلاك  منازل ، ويكون لديهم خطة تقاعدية  ( يطلق عليها 401 K في الولايات المتحدة الأمريكية).  و أيضا أكثر إحتمالاُ  لأن يتزوجوا  ويعيشوا  في أحياء ذات دخل عال بمجرد بلوغهم سن البلوغ adulthood (١).

 لكن دراسة جديدة نشرت في  مجلة "تنمية الطفل"Child Development (٢) في ١٨ أغسطس ٢٠١٥ تقدم دليلاً على أن بذور النجاح في رياض الأطفال وسن البلوغ (١)؛ تُزرع قبل سنوات من عبور  الأطفال الأول  لبوابة المدرسة لبدء مرحلة ما قبل الروضة أو رياض الأطفال .  وجدت الدراسة ، التي أجراها باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا وجامعة كاليفورنيا في إيرڤين وجامعة كولومبيا ، أن الأطفال الذين يمتلكون حصيلة لغوية (مفردات/كلمات)  أكبر في سن الثانية دخلوا رياض الأطفال وهم على استعداد أكاديمي وأداء سلوكي أفضل من أقرانهم.  قام الباحثون بقياس الحصيلة اللغوية (المفردات) الأطفال البالغين عامين من العمر  ثم قاموا بقياس مستويات التحصيل الدراسي  والأداء السلوكي عند هؤلاء الأطفال عند دخولهم رياض الأطفال بعد ثلاث سنوات من ذلك ( يعني عند بلوغهم الخامسة من العمر).  لقياس التحصيل الدراسي ، قام الباحثون باختبار جدارة الطلاب في مهارات القراءة المبكرة والرياضيات ، بينما تم قياس الأداء السلوكي بإستخدام تقديرات ( درجات)  المدرسين على سلوكيات معينة ، مثل وتيرة التنفيس acting-out (٣) صعوبة التركيز، والعدوانية الجسدية .

ما وجده الباحثون يقدم دليلًا إضافيًا على العلاقة القوية بين مهارات الحصيلة اللغوية لدى الأطفال الصغار جدًا والنجاح المدرسي والحياتي اللاحق.  الأطفال الذين يمتلكون كمية مفردات شفهية أكبر في الثانية من العمر لا يدخلون رياض الأطفال بمستويات أعلى من التحصيل في الرياضيات والقدرة  على القراءة والكتابة  فحسب ، بل وُجدوا أيضًا أنهم أظهروا مزيدًا من التنظيم الذاتي السلوكي ومشاكل سلوكية  متعلقة  بالشعور بالقلق بشكل أقل  ، مثل الهم worry (٤) المفرط والخجل الشديد.   هذه الميزة بقيت مستمرة حتى عند التحكم في متغيرات أخرى ، كالأداء المعرفي ( الإدراكي)  العام للطلاب في سن الثانية ، مما يوفر دليلًا قويًا على وجود صلة مباشرة بين مستويات المفردات ( الحصيلة اللغوية)  لدى البالغين من العمر عامين والنجاح لاحقًا في الحياة.

من المؤكد أن هذه الدراسة  ليست الأولى التي تقدم دليلًا على وجود صلة بين مهارات المفردات (الحصيلة اللغوية) لدى الأطفال الصغار والنجاح في الحياة في وقت لاحق.  في عام ١٩٩٥ ، نشرت بيتي هارت  Betty Hart وتود ريسلي Todd Risley  دراسة  (٦،٥) وجدت أن الأطفال الصغار من الأسر ذات الدخل المنخفض يسمعون ما يصل إلى ٣٠ مليون كلمة أقل من أقرانهم الأثرياء.  فحصت دراسة متابعة (٧) هؤلاء الأطفال أنفسهم عندما كانوا في الصف الثالث ووجدت أن "فجوة الكلمات" هذه كان لها تأثير دائم على أداء الأطفال في وقت لاحق من الحياة.  في الآونة الأخيرة ، وجدت دراسة أجرتها آن فيرنالد عام ٢٠١٣ اختلافات كبيرة في مهارات المفردات (الحصيلة اللغوية) للأطفال الصغار حتى  في عمر ثمانية عشر شهرًا ووجدت أن الفجوات في مهارات معالجة اللغة قد ظهرت حتى في السنة  الثانية من العمر  .

 لكن دراستنا هذه  تبني على  هذا البحث السابق  وتحسنه بأساليب مهمة.  ولعل الأهم من ذلك هو أن الأبحاث السابقة اعتمدت على أحجام عينة صغيرة للغاية من الأطفال.  على سبيل المثال ،  دراسة هارت وريسلي المشهورة أجرت تحليلاً على  بيانات من عينة مكونة من اثنين وأربعين أسرة فقط واستندت دراسة فيرنالد التي نشرت في ٢٠١٣ على عينة من ثمانية وأربعين طفلاً.  في المقابل ، حللت هذه الدراسة  بيانات من عينة بلغت  ٨٦٥٠  طفل امريكي ، مما يجعل من غير المرجح أن تكون نتائجها منحرفة بسبب حجم العينة الصغير (بمعنى آخر تكون نتائجها أكثر سمتاً وذلك لكبر حجم العينة) .  هذه الدراسة الجديدة هي أيضًا واحدة من أوائل الدراسات التي ربطت بين مهارات المفردات ( الحصيلة اللغوية)  لدى الأطفال الصغار وبين النجاح اللاحق في كل من التحصيل الدراسي والتنظيم السلوكي.

إذن ما هي الرسالة  الرئيسية من هذه الدراسة  التي يمكن أن يستفيد منها صانعوا السياسات والمربون ( المتهمون بالتعليم/ المعلمون)  وأولياء الأمور ؟  الأمر بسيط: تعتبر جهود التدخل المبكر التي تستهدف مهارات المفردات ( الحصيلة اللغوية) الخاصة بالأطفال الصغار حيوية لضمان النجاح الأكاديمي والحياتي لاحقًا.  وقد أوضح جورج فاركاس ، أحد المشاركين في الدراسة ، نفس الفكرة ، قائلاً إن "التدخلات المبكرة التي تزيد بشكل فعال من حجم المفردات  الشفهية ادى الأطفال قد تساعد الأطفال  البالغين من العمر سنتين  والمعرضين للخطر على دخول  صفوف رياض الأطفال  بعد ذلك بشكل أفضل مستعدين  أكاديميًا وسلوكيًا.   التدخلات  قد تحتاج إلى استهداف الأطفال الذين يبلغون من العمر عامين والذين يُِربون  في بيئات منزلية محرومة ".

 الخبر السار هو أن هناك الآن عدة حملات في جميع أنحاء البلاد تهدف إلى توفير هذا النوع من التدخل المبكر فحسب.  على سبيل المثال ، مدينة بروفيدنس Providence، وأطلقت رود آيلاند الأمريكية  مؤخرًا برنامج تدخل مبكر يسمى  بروفيدنس توكس Providence Talks (٨).  يستهدف برنامج  Providence Talks بشكل صريح أطفالًا  حتى في عمر  ثلاثة أشهر ، ويقوم  بزيارات منزلية وجلسات تدريب لأولياء الأمور في محاولة لزيادة كمية ونوعية المفردات التي يسمعها الأطفال الصغار في المنزل.  يُعطى أولياء الأمور  "عداد كلمات "محاناً ،  طورته مؤسسة أبحاث LENA ، والذي يحدد بدقة ما يسمعه الطفل كل يوم ويمكّن الزائرين في المنازل من تقديم تغذية إسترجاعية  موجهة إلى أولياء الأمور .

مثال آخر واعد لبرامج التدخل المبكر مع التركيز بشكل خاص على بناء المفردات (الحصيلة اللغوية)  هو "برنامج  Small to Fail" (٩)، وهو مبادرة مشتركة بين مؤسسة كلينتون ونيكست جينيراشين Next Generation .  مع التركيز بشكل خاص على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين صفر وخمس سنوات ، يحرص  برنامج "Small to Fail," على أهمية التحدث والغناء والقراءة للأطفال الرضع والأطفال الصغار.  لديهم أيضًا موقع مفيد لموارد المجتمع يسمح لأولياء الأمور  ومقدمي الرعاية بعرض الأبحاث الحديثة وتنزيل توجيهات معلومات وإيجاد حملات للتدخل المبكر مشابهة في مناطقهم .

 يعد برنامج Reach Out and Read مثالاً آخر لبرنامج يستهدف الأطفال الصغار للتدخل المبكر القائم على القدرة على القراءة والكتابة.  يخدم البرنامج أكثر من أربعة ملايين طفل سنويًا من خلال الشراكة مع مقدمي الخدمات الطبية لتعزيز الإلمام المبكر بالقراءة والكتابة والاستعداد المدرسي في غرف امتحان الأطفال.  برنامج  Reach Out and Read  يمكن  أطباء الأطفال من توزيع ملايين الكتب كل عام مع التأكيد على أولياء الأمور على أهمية القراءة بصوت عال للأطفال ابتداءًاً من الولادة.  في حين أن الفكرة بسيطة ،  الدراسة  تثبت أنها فعالة.  تشير الدراسات إلى أن أولياء الأمور الذين يخدمهم برنامج  Reach Out و Read هم أكثر احتمالاً  بما يصل آلى أربعة أضعاف  للقراءة بصوت عالٍ لأطفالهم ، وأن أطفال مرحلة ما قبل المدرسة المشاركين في البرنامج يسجلون تقدماً على أقرانهم بثلاثة إلى ستة أشهر  في اختبارات المفردات.

يجب دعم هذه الأنواع من جهود التدخل المبكر والإكثار منها  من أجل الوصول إلى الأطفال الصغار جدًا ووضعهم على طريق النجاح الأكاديمي والحياتي لاحقًا.  لو كانت هذه الدراسة  التي تربط المفردات (الحصيلة اللغوية) التي يمتلكها  من هو في  عمر عامين بالنجاح في رياض الأطفال من شأنها أن تثبت أي شيئ ، فإن البدء  في بناء مهارات  لأصغر متعلمينا لا يعد أبداً خطوة متأخرة .   كل  جهود التدخل المبكر  هذه وغيرها متضمنة   في هذا الكتاب :Read: Growing Readers in a World of Screens  ، (اقرأ : القرّاء المتنامون في عالم الشاشات ،١٠ )، شاركت في تأليفه ليزا غيرنزي (١١) من نيو أميركا ، 


تعريف ومصادر من داخل وخارج النص: 
١- تعريف البلوغ : هناك بلوغ بايلوجي وهناك بلوغ قانوني: الأول هو ظهور  خصائص جنسية على الشخص كان ذكراً أو أنثى كالطمث في حالة الأنثى  والإحتلام في حالة الذكر أو خروج شعر في مناطق خاصة  في كليهما. البلوغ القانوني هو حين يفقد الوالدان حق الوالدية والمسؤلية عن ابنتهما او ابنهما . ترجمناه من نص على هذا العنوان https://en.m.wikipedia.org/wiki/Adult

٢-https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/cdev.12398?utm_campaign=Early-learning-june-july2014&utm_medium=email&utm_source=Early+Learning+Newsletter+-+August%2C+2015

٣-تعريف ل acting -out : التنفيس: عدم ضبط النفس في إدارة الدافع لعمل معين والذي عادة ما يكون عدائياً للمجتمع، المزيد في https://ar.m.wikipedia.org/wiki/تنفيس_(علم_نفس)

٤-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/هم

٥-https://psycnet.apa.org/record/1995-98021-000

٦- https://www.leadersproject.org/2013/03/17/meaningful-differences-in-the-everyday-experience-of-young-american-children/

٧-https://www.aft.org//sites/default/files/periodicals/TheEarlyCatastrophe.pdf

٨-http://www.providencetalks.org/

٩-http://toosmall.org/

١٠-http://www.tapclickread.org/

١١-https://www.newamerica.org/our-people/lisa-guernsey/

المصدر الرئيسي:  
https://www.newamerica.org/education-policy/edcentral/vocabstudy/

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على صفحتنا على الإنترنت على هذا العنوان؛
 https://sites.google.com/view/adnan-alhajji




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق