الأربعاء، 17 أبريل 2019

الرؤية أفضل برهان: أربعة دروس من صورة الثقب الأسود الجديد


بقلم سيذ برونستين 

١٠ أبريل ٢٠١٩

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي 

المقالة رقم ١١٥ لسنة ٢٠١٩

التصنيف: علوم كونية

By SETH BORENSTEIN

April 10, 2019




الثقوب السوداء عبارة عن سجون كونية ، حيث لا يمكن لشيء أن يهرب منها  ، لا الضوء ولا حتى البيانات ( المعلومات).  لكن الكثير خرج من صورة يوم الأربعاء ( ١٠ أبريل ٢٠١٩) الأولى  لحافة ظل الثقب الأسود الفائق الكتلة  .  فيما يلي أربعة أشياء  تعلمناها من هذا الحدث:

 ١- الرؤية أفضل  برهان 
 لقد عرف العلماء منذ عقود  أن  ااثقوب السوداء موجودة ، ولكن بشكل غير مباشر فقط.  قبل ثلاث سنوات ، سمعوا بشكل أساسي صوت ثقبين أسودين  صغيرين  يتصادمان (١) معاً ليشكلا موجة ثقالية gravitational wave..  وأظهرت الصورة التي كشفت يوم الأربعاء حواف الثقب الأسود - التي تدعى با "أفق الحدث" - لأول مرة.

 في الواقع ، كان هناك عدد قليل من الرافضين  الأكاديميين الذين نفوا وجود ثقوب سوداء ، لكنهم لم يتمكنوا من رفض ذلك الآن ، كما قال عالم الفلك بجامعة بوسطن ، ألان مارشر Alan Marscher، الذي كان في أحد فرق التصوير الأربعة.

وقال شبرد دوليمان من هارڤارد ، مدير فريق تيليسكوب إيڤينت هورايزون  Event Horizon Telescope ، إن الصورة الجديدة تظهر حلقة متوهجة وهي من الواضح أن تكون  ثقب أسود ومحيطه.

 "لقد رأينا شيئًا حقيقيًا للغاية" ، كما قال دوليمان.  "لقد رأينا شيئًا كان له بالفعل  حلقة إذا أمكنك  استخدام هذه العبارة."

 قال إن الفريق "كشف عن جزء من الكون  لا يمكننا الوصول البه ( محظور علينا)".

٢-  اينشتاين على  حق مرة أخرى

وقائع المؤتمر الصحفي لعرض صورة الثقب الأسود
https://youtu.be/8jOfKGMjFkE

 كل اكتشاف فيزيائي فلكي في العقود القليلة الماضية  ينزع الى  أن يؤكد  نظرية ألبرت أينشتاين  للنسبية العامة.  إنه تفسير شامل للجاذبية التي فكر بها موظف مكتب  براءات الإختراع السابق ( يعني آنشتاين)  في عام ١٩١٥ قبل أجهزة الكمبيوتر وبتلسكوبات أضعف بكثير من الموجودة حالياً.

 يوم الأربعاء ،  تنبؤات أينشتاين حول شكل وتوهج الثقب الأسود الكبير أثبتت صحتها ، وعالم  فلك واحد بعد الآخر  يشيد بهذاز السيد.

 وقال عالم الفلك في جامعة واترلو أفيري بروديريكAvery Broderick، وهو مكتشف مشارك: " اليوم اجتازت نظرية  النسبية العامة اختبارا  حاسماً آخر".  "معادلات آينشتاين جميلة.  وغالباً  في خبرتي،  الطبيعة  تريد أن تكون جميلة ". ″

يقول إيثان فيشنياك Ethan Vishniac من جامعة جونز هوبكينز والذي لم يكن عضواً في فريق الإكتشاف : "يبدو  غريباً  الإستمرار   في القول  إن أينشتاين على حق ، لكن في كل مرة يتم فيها تأكيد نظريته النسبية العامة ،" نحن نلغي  سحابة من نظريات بديلة ونكتسب معرفة  أفضل بكيف نضع  نظرية فيزيائية  أكثر شمولية .  

٣-  الجاذبية قوية
  الثقب الأسود الذي صوره العلماء يقع في وسط مجرة تسمى M87 وهو أكبر بكثير من أي شيء في درب التبانة.  تبلغ كتلتها - المقياس الرئيسي للثقب الأسود - 6.5 مليار ضعف كتلة شمسنا.   أفق الحدث يمتد  بإتساع  نظامنا الشمسي تقريباً .

 وقالت سيرا ماركوف ، عضوة فريق الاكتشافات بجامعة أمستردام: "إن كتلة الثقب الأسود الهائلة  في مجرة M87 تجعلها كتلة مهيبة جداً   حتى بمعايير الثقب الأسود فائق الكتلة".

وقالت إن بعض الثقوب السوداء غير نشطة ، ولكن ليس هذا الثقب.  وهذا يعني أنه يحول الغاز  والمادة في الجوار إلى طاقة بكفاءة أكبر ب ١٠٠ مرة من الإندماج النووي الذي يغذي النجوم بالطاقة.

 وقالت ماركوف إن الثقوب السوداء مثل هذه "تصبح  بشكل مؤقت أقوى المحركات engines في الكون".

٤-  التآزر ( العمل الجماعي) ناجح  
 نجح المشروع بسبب التعاون الدولي بين ٢٠ دولة وحوالي ٢٠٠ عالم بتكلفة تتراوح بين ٥٠ مليون دولار و ٦٠ مليون دولار ، وفقا لمؤسسة العلوم الوطنية.

للحصول على صورة لثقب أسود بعيد ، اضطر العلماء إلى الحصول على ثمانية تلسكوبات  راديوية في عدة قارات ، بما في ذلك القارة القطبية الجنوبية ، للنظر في نفس المكان في نفس الوقت.  عندما  ربطوا هذه  الأجهزة معاً  فكأنما  قاموا بإنشاء تلسكوب واحد متصل معاً  بحجم الأرض.

 كانت كمية البيانات الناتجة ضخمة للغاية بحيث تعذر نقلها عبر الإنترنت ، لذلك تم نقلها إلى مراكز البيانات بواسطة طائرة.

 وقال عضو فريق الاكتشاف دانييل مارون من جامعة أريزونا إن البيانات التي تحصلوا عليها تعادل مجموعة من الصور الشخصية ( السلفي selfies)  جُمعت على مدى الحياة من ٤٠ ألف شخص.

وفقط للبدء في التقاط الصور ، كان يجب أن يكون الطقس جيدًا في جميع التلسكوبات الثمانية في نفس الأيام في أبريل ٢٠١٧. ولم يكن أمام العلماء سوى ١٠ أيام للنظر الى الثقب  ولم يكن لهم  سوى  أربعة أيام من الطقس المثالي  ، ثلاثة منها  كانت في البداية.

ثم استغرق الأمر أكثر من عام حتى تمت معالجة هذه البيانات في أول جزئية  من الصور التي شاهدها العلماء في صيف عام ٢٠١٨.

 وقال مارتشر من جامعة بوسطن إن تلك الصور كانت جيدة لدرجة أن العلماء كانوا قلقين في البداية من أن تكون صحيحة إلى درجة لايمكن  تصديقها .


مصدر من داخل النص:
١-https://apnews.com/69ba24b381d14f1a87e87fc49d595720

المصدر الرئيسي:
https://www.apnews.com/75303baeb5af4643938128b403298a36

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على صفحتنا على الإنترنت على هذا العنوان؛
 https://sites.google.com/view/adnan-alhajji




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق