بقلم آمي كينغ
٢١ فبراير ٢٠١٩
المترجم: أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ١٦٦ لسنة ٢٠١٩
التصنيف: أبحاث سلوكية
Any King
21 February 2019
الحياة اليومية حافلة بالمواقف التي تتطلب منا أن نأخذ بوجهات نظر (منظور) الآخرين - على سبيل المثال ، عندما نُري كتاباً لطفل ، نعرف حدسياً كيف نمسك بالكتاب حتى يتمكن الطفل من رؤيته بشكل جيد ، حتى لو كانت رؤيته بالتسبة لنا أكثر صعوبة. أو عندما نقوم بالتمثيل أمام الجمهور ، لا يسعنا في الغالب إلاّ أن نتصور كيف سنهتم بالآخرين.
بحث جديد نُشر في في مجلة "كرنت بايلوجي Current Biology'" يوفر لناأول برهان مباشر على أننا يمكن أن نفعل ذلك لأننا نكوِّن صورًا ذهنية تلقائيًا لكيف يبدو العالم الى الشخص الآخر ، حتى نتمكن من أن نرى افتراضياً من خلال عينيه وإصدار أحكام كما لو كان هو ما كنا نراه.
ركزت الدراسة التي قادتها إليانور وارد ، والدكتور جورجيو جانيساند والدكتور باتريك باخ من جامعة بليموث ، على مهمة الإستدارة الذهنية mental rotation (١) الشائع استخدامها في العلوم السايكلوجية ، حيث يُسأل المشاركون عما إذا كان الحرف المدار على شاشة الكمبيوتر معروضاً في شكله الطبيعي (على سبيل المثال حرف "R") أو شكله المعكوس على المرآة ("Я"). وعادةً ، كلما أُدير الحرف بعيدًا عن الشخص الذي يحكم على شكله ، كلما استغرقه الأمر وقتًا أطول لتحديد شكله. والسبب في ذلك هو أنه يتعين على الأشخاص أولاً تدوير الحرف ذهنياً إلى اتجاهه القويم upright (المستقيم) قبل التمكن من الحكم على شكله ، وتستغرق هذه الآستدارة وقتًا أطول كلما وُجه الحرف بعيدًا بإتجاه ما .
لكن الدراسة الجديدة تكشف أن الناس يمكنهم تجاوز هذا الإستدارة rotation الذهنية عند تقديم شخص آخر. توضح الدراسة أنه حتى عندما يتم توجيه الأجسام بعيدًا الى جهة ما عن المشاركين ، فإن أوقات اتخاذ القرارات تكون سريعة بشكل مدهش إذا ظهر الجسم في وضع قويم upright بالنسبة للشخص الآخر وبالتالي يمكن التعرف عليه بسهولة من منظورهم . في المقابل ، لو ظهر الحرف مقلوباً بالنسبة للشخص الآخر ، فإن الأحكام لو كانت سهلة نسبيًا تصبح أكثر صعوبة على المشاركين.
المؤلفة الرئيسية إليانور وارد ، طالبة الدكتوراه في كلية علم النفس بجامعة بليموث قالت التالي:
توضح هذه الدراسة أن ما نراه يمكن تجاوزه إلى ما يراه شخص آخر لو كان ذلك يساعدنا على إصدار الحكم. لا يحتاج الأشخاص إلى ادارة rotate الجسم ذهنياً لو كانوا "يشاهدون" الجسم بالفعل في الاتجاه القويم المعتاد من خلال عيون الآخرين. لقد فعل الأشخاص هذا على الرغم من أننا لم نعطهم تعليمات عن الشخص الإضافي الذي قُدُم ورأوه بشكل خامل تمامًا. ما زالوا يستخدمون العينيين الإضافيتين ، مما يوحي بأنها عملية تحدث تلقائيًا ".
الأهم من ذلك ، أن الدراسة لم تجد نفس تسريع إصدار الأحكام عندما تم تقديم جماد (مصباح) بدلاً عن شخص ، على الرغم من أن المصباح كان بنفس المقاس تقريبًا وتم توجيهه نحو الحرف بنفس طريقة توحيه الشخص نحو الحرف . هذا أمر منطقي لأن المصباح لا يمكن أن "يرى" حتى لا يكون المشاركون صورة لكيف يبدو العالم إلى الجسم الجماد.
تابعت اليانور:
تخيل أنك في سيارة ورأيت أحد المشاة يعبر الطريق ، وحافلة متجهة بسرعة نحو عبور المشاة . فجأة أدركت أنت أن السائق لم ير المشاة ويمكن أن يصدمهم ، لذلك عليك أن تضغط على هرن سيارتك . كيف اتخذت هذا القرار الخاطف ؟ تشير دراستنا إلى أنك وضعت نفسك تلقائيًا مكان سائق الحافلة ورأيت المشهد من خلال عينيه. "
أضاف الدكتور باتريك باخ ، الذي يرأس مختبر التنبؤ بالأكشن حيث تم إجراء البحث التالي:
"تبنّي وجهة نظر ما هو جزء مهم من الإدراك الاجتماعي. يساعدنا ذلك على فهم كيف يبدو العالم من وجهة نظر الآخرين. وهو أمر مهم بالنسبة للعديد من الأنشطة اليومية التي نحتاج فيها إلى التفاعل مع الآخرين. ويساعدنا على التشاعر معهم ، أو استنباط ما يفكرون فيه. دراستنا توفر رؤى جديدة أن الناس يقومون بذلك لأنهم يشكلون بسرعة وبشكل تلقائي صورة ذهنية لكيف يبدو العالم لشخص آخر. بمجرد أن تكون لدينا هذه الصورة الذهنية ، من السهل أن نضع أنفسنا في مكان الآخرين وأن نتنبأ بكيف سيتصرفون ".
الدراسة الكاملة موجودة على هذا الرابط:
https://doi.org/10.1016/j.cub.2019.01.046).
مصدر من خارج النص
١-الدوران الذهني هو القدرة على تدوير التمثيلات الذهنية لأجسام ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد لأنها مرتبطة بالتمثيل المرئي لمثل هذه الدوران داخل الذهن البشري، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان :
https://en.m.wikipedia.org/wiki/Mental_rotation
المصدر الرئيسي
https://www.plymouth.ac.uk/news/seeing-through-anothers-eyes-nil-research-shows-for-the-first-time-how-we-use-others-viewpoints-to-make-decisions
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على صفحتنا على الإنترنت على هذا العنوان؛
https://sites.google.com/view/adnan-alhajji
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق