18 مارس 2020
بقلم فرانسيس داميلو
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 94 لسنة 2020
التصنيف; مواضيع صحية
Virus redefines respecting personal space
March 18, 2020
by Frances D'emilio
مقدمة المترجم
اردت ان أتخذ من هذا الموضوع فرصة لأتناول ولو بشيء من الإقتضاب موضوع المساحة الشخصية. وبحسب ما ورد في الوكيبيدي ، "المساحة الشخصية هي عبارة عن المنطقة التي تحيط بالفرد ويعتبرها ملكًا له من الناحية النفسية. وتمثل هذه المساحة قيمة خاصة لأغلب الأشخاص بل ينتابهم الشعور بعدم الارتياح أو الغضب أو التوتر حال التعدي علي هذه المساحة".
هذه المساحة تضيق وتتسع بحسب نوع العلاقة الشخصية. فنراها تزداد ضيقا في حال العلاقات الحميمية بين الزوجين او بين الوالدين وأطفالهم مثلاً، ولكنها تتسع وتزداد بعداً كلما ضعف مستوى العلاقة بين الأشخاص.
ولذا ينبغي علينا معرفة المساحة الشخصية لكل فرد ومدى علاقتنا به ومراعاتها قبل ان نصل الى الحد الذي قد ننتهك فيه تلك المساحة حتى لا يصبح الأمر مزعجاٌ من الناحية النفسية والعملية ويسبب عدم ارتياح وقد يصل هذا الإزعاج الى ما يسمى بالتحرش الجنسي سيما في الأماكن العامة وأماكن العمل والذي صدرت مؤخراً قوانين صارمة بحقه.
الملاحظ في ثقافتنا العامة ان الكثير منا لا يراعي هذه المساحة وبالخصوص في الأماكن العامة ومنها على سبيل المثال لا الحصر دور العبادة والمجالس العامة والأماكن المزدحمة، الأمر الذي يسبب امتعاضاً وتذمراً وربما يصل الأمر الى حد التدافع والخلافات الشخصية
الموضوع المترجم
التباعد الاجتماعي قد يكون مؤهلاً لإعتباره تناقضًا لفظياً في إيطاليا، حيث يعد المشي بتشابك الذراعين مع الأصدقاء ، وتقبيل الجيران تحيةً والتربيت على رؤوس الأطفال جزءًا من الثقافة المعبرة عن العواطف.
لكن الفيروس الجديد أعاد تعريف مفهوم احترام المساحة الشخصية للإيطاليين المعتادين على لمس بعضهم (التلامس مع بعضهم) ، وكذلك للكوريين الجنوبيين ، والفلبينيين والأمريكيين والإسبان ومواطني العديد من المناطق الأخرى المزدحمة في العالم.
سواء أكانوا يتصرفون بموجب أوامر حكومية أو يتبعون نصائح الصحة العامة الأساسية، فإن الناس يضعون مسافة بينهم لتجنب فيروس كورونا. تدعو قواعد الاشتباك الجديدة إلى الحفاظ على مسافة من متر إلى مترين (أو من ثلاثة إلى ستة أقدام) لمنع التعرض المحتمل للفيروس عندما يسعل أو يتكلم شخص مصاب.
يتسبب مرض كوفيد-19 في ظهور أعراض خفيفة أو معتدلة في معظم المصابين ، ولكن احتمال ظهور أعراض حادة عند كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مرنفعاً. الغالبية العظمى من المصابين يتعافون.
أصبح معيار إعادة ضبط درجة التباعد المقبولة دليلاً واضحًا على انتشار الوباء حيث المدارس ومراكز التسوق والأماكن الرياضية أُغلقت وتضاءلت فرص اللقاءات العامة. خارج متجر لبيع الأسلحة في كاليفورنيا ، ومكتب بريد في المجر وسوبر ماركت في مانيلا ، استطالت صفوف العملاء المنتظرين على مسافات مناسبة إلى حد ما.
ممارسة التباعد الاجتماعي في البداية خلق ارتباكاً بين المتسوقين المنتظرين في سوبر ماركت في مدريد. وتلا ذلك بعض تبادل الألفاظ القاسية بينهم. لكن سرعان ما علم العملاء أنه إذا كانوا يريدون مشتريات من البقالة، فعليهم أن يصطفوا في صف الانتظار.
معايير المسافة الآمنة أيضًا تكشف عن مدى قرب ما يموضع الناس أنفسهم عن بعضهم في السابق. أصبح لدى القساوسة في كنيسة في سيول مساحة للانتشار في مقاعد المرتلين الفارغة بعد أن قرروا إجراء صلوات الأحد على الإنترنت. الصحفيون في مؤتمر صحفي في برلين جلسوا على مقاعد متباعدة عن بعضهم البعض.
مرسوم وطني دخل حيز التنفيذ في إيطاليا الأسبوع الماضي يُلزم الناس بالبقاء على مسافة متر واحد (حوالي ثلاثة أقدام). انقلبت عادات العمر والمجتمع بأكمله رأسا على عقب بين عشية وضحاها.
في بلد حيث غالبًا ما يعني انتظار دورك هو أن تدفع بنفسك بين المنتظرين إلى مقدمة المنتظرين غير المنضبطين مستخدماً مرفقيك، الإيطاليون يصطفون بداعي الإحساس بالواجب مع مسافة فاصلة تقدر بين متر ومترين ، أحيانًا يقف الإيطاليون في صفوف على الجانب الآخر من الشارع من بعضهم البعض للحفاظ على المتاجر غير مزدحمة وعلى أنفسهم من الإصابة بكوفيد-19.
امتشق أصحاب المتاجر شرائط قياس المسافات.
قال بييرو إميليو فينشنزي ، صاحب متجر لبيع الأجهزة المنزلية بالقرب من الفاتيكان: "لقد رأيت الكثير من الانضباط والتضامن والتعاون ، والجميع يفهم أن أول من يقع سيسحب الآخرين معه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق