24 أبريل 2019
جامعة كالفورنيا في سان فرانسيسكو
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
راجعه وقدم له الدكتور غسان علي بوخمسين صيدلاني أول ، مستشفى جونز هوبكنز
رقم المقالة 135 لسنة 2020
التصنيف: أبحاث فيروس كورونا
First New Oral Polio Vaccine in 50 Years Offers Lessons for COVID-19
Apr 24, 2020
مقدمة الدكتور غسان بو خمسين
تجري جهود حثيثة حول العالم لابتكار لقاح لمرض كوفيد-19 في أسرع وقت.
حسب آخر الأنباء، يوجد أكثر من ٩٠ مشروع لقاح حول العالم تسابق الزمن لتحقيق اختراق ما ، عشرة منها تقريباً وصلت إلى مرحلة التجارب السريرية، من أهمهما مشروع لقاح مركز جينر التابع لجامعة إكسفورد الذي حقق اختراقاً مهماً في الاسبوعين الماضيين ، وبدأت التجارب السريرية فعلياً، ميزة هذا اللقاح أنه مبني على لقاحات مشابهة لفيروسات كورونا اخرى، لذلك استفاد من هذه التجارب المكثفة التي اجريت عليها سابقاً كونها فيروسات كورونا قريبة الشبه بالفيروس المستجد الحالي، لاختصار الوقت والبدء بسرعة في الدراسات السريرية ، والمثير كثيراً في الموضوع أن معهد الأمصال الهندي ( أكبر معمل منتج للأمصال في العالم) قرر انتاج ٦٠ مليون نسخة من لقاح اكسفورد، بدون انتظار نتائج الدراسات السريرية، وذلك لكسب الوقت وجعله متاحاً بأسرع وقت وأقل كلفة.
توجد عشرات المجموعات البحثية حول العالم والقائمة على مشروعات اللقاحات آنفة الذكر ، تتّبع مقاربات مختلفة في تصنيع اللقاحات، توجد حوالي 8 أنماط مختلفة لتصنيع لقاحات لمرض كوفيد -19 نشطة تزامنيًا ، وهذا أمر صحي ومطلوب جداً، لأنه حتى لو فشلت مقاربة مشروع لقاح ما ، يوجد لدى العلماء بدائل عديدة قائمة ونشطة يعملون عليها، فلا توجد لدينا رفاهية في الوقت لنهدرها أو نبدأ من جديد في مقاربة أخرى.
ما يحدث حالياً في تطوير اللقاح أمر جيد، فالشركات والمجموعات البحثية حشدت كل ترسانتها العلمية والتقنية وخبراتها المتراكمة عبر السنين في سبيل تطوير لقاح فعال وآمن وفي أقصر مدة ممكنة.
هذا البحث المترجم الذي بين أيدينا يعطي فكرة قوية وجميلة على العمل الدؤوب والمتواصل الذي يقوم به علماء التكنولوجيا الحيوية، فحتى لقاح شلل الأطفال الذي مضى عليه خمسة عقود، مازال محل اهتمام العلماء في محاولة التغلب على مشاكل قديمة ، والأجمل من ذلك الاستفادة من هذه التجربة الثورية في محاولة فهم أعمق لسلوك وطبيعة فيروس كورونا المستجد لتصنيع لقاح أكثر فعالية وسلامة .
الموضوع المترجم
قبل أن تتوقف بسبب جائحة كوفيد-19 ، نجحت حملة التطعيم التي لم تنقطع في استئصال شلل الأطفال من العالم. بين عامي 2000 و 2017 ، قدرت منظمة الصحة العالمية أن حملتها قد خفضت عبء المرض بنسبة 99 في المائة ، مما حمى أكثر من 13 مليون طفل من الإصابة بالعدوى وخطر اصابتهم بالشلل الموهن المحتمل.
ولكن في السنوات الأخيرة ، أُبتليت جهود الاستئصال بتفشي شلل الأطفال المشتق من اللقاح - والتي يطور فيها الفيروس الموهن المستخدم في لقاحات شلل الأطفال عن طريق الفم من قدرته على الهروب من الأشخاص الملقحين / المطعمين وانتشاره في المجتمعات ذات معدلات التطعيم ( النسبة المئوية للمجموعة السكانية المستهدفة التي تلقت آخر جرعة منخفضة موصى بها لكل لقاح موصى به في الجدول الوطني لكل لقاح. مزيد من المعلومات في 1).
الآن ، بدعم من مؤسسة بيل وميليندا غيتس ، عالم الفيروسات بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو راؤول أندينو وأندرو ماكادام من المعهد الوطني البريطاني للمعايير والمراقبة البيولوجية (NIBSC) نشرا تقريرًا واعدًا بالنتائج السريرية للمرحلة الأولى لأول لقاح جديد منذ 50 سنة لشلل الأطفال يؤخذ عن طريق الفم ، والذي صمماه ليكون غير قادر على تطوير قدرته على إمراض البشر.
حصر اللقاح من التحور
في دراسة أجريت عام 2017 ، اكتشف أندينو وزملاؤه أنه في كل تفشي شلل أطفال مشتق من اللقاح الذي درسوه ، استخدم الفيروس نفس الخطوات التطورية الثلاث للتحول من لقاح غير ضار إلى خطر إقليمي.
في دراستهم الجديدة (2) ، المنشورة في مجلة حاضن الخلية والميكروب Cell Host and Microbe ، استخدم أندينو وماكادام وزملاؤهما في مؤسسة غيتس ومركز ابتكار اللقاحات والوصول إليه (الحصول عليها)ا في مدينة سياتل Center for Vaccine Innovation and Access in Seattle ومركز تقييم التطعيم في جامعة أنتويرب Antwerp جينات علاجية ذكية مستندة إلى عقود من دراسة بيولوجيا فيروس شلل الأطفال لإعادة تصميم اللقاح للتأكد من عدم قدرته على اتخاذ هذا المسار ذي الثلاث خطوات لإعادة تطوير قدرته الامراضية. على وجه التحديد، ثبّتوا منطقة الجينوم الفيروسي المتطلبة من قبل الفيروس لإعادة تطوير القدرة على إمراض البشر، والتأكد من عدم تمكن الفيروس من التخلص من هذا التعديل حتى من خلال تبادل المواد الوراثية مع الفيروسات ذات الصلة.
"حسب علمي ، هذا هو أول جهد لتصميم فيروس حي موهن بشكل عقلاني بناءً على المعرفة التفصيلية لبيولوجيته ، مقابل المقاربة العادية المتمثلة في نقل الفيروس من مزرعة culture بشكل أعمى واستزراعها في خلايا حيوانية ( passaging) للتخلص من إمراض الناس من خلال آليات غير مفهومة جيدًا". كما قال أندينو برفسور في علم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.
تقدم الدراسة الجديدة نتائج المرحلة الأولى للتجربة السريرية المزدوجة التعمية التي أجريت على 15 متطوعًا بالغًا في جامعة أنتويرب ، وجميعهم تم تطعيمهم سابقًا بلقاح خامل يتكون من جزيئات فيروس ممزق / مقطع للتأكد من عدم امراضهم باللقاحات الحية.
وجدت التجربة أن اللقاح المصمم الجديد لشلل الأطفال كان أكثر استقرارًا وفعالية من لقاح سابين Sabin المشتق منه والبالغ من العمر 50 عامًا . على وجه التحديد ، اللقاح الجديد جعل المشاركين ينتجون أجسام مضادة لفيروس شلل الأطفال بكميات كبيرة ، وعلى الرغم من التخلص من الجسيمات الفيروسية عن طريق البراز ، إلا أن هذه الجسيمات كانت غير قادرة على إصابة أو تسبيب شلل في الفئران. في المقابل ، وجدت الدراسات السابقة أنه عندما تتعرض الفئران لعينات فيروسية من براز الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاح سابين Sabin لشلل الأطفال الذي يؤخذ عن طريق الفم ، فإن 90 بالمائة منهم يصابون بالشلل.
قال أندينو إن تجربة المرحلة الثانية جارية حاليًا وتبشر بالخير ، وتخطط منظمة الصحة العالمية لتجربة المرحلة الثالثة ، على أمل الإسراع في تطوير اللقاح كإجراء طارئ لاحتواء حالات تفشي مرض شلل الأطفال المشتق من اللقاح.
تطبيق الدروس المستقاة من لقاح شلل الأطفال على البحث عن لقاح كوفيد-19
في أعقاب تعليق جهود منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال خلال أزمة كوفيد-19 ، يقوم مختبر أندينو الآن بتطبيق كل ما تعلموه في تصميم لقاحات شلل الأطفال للبحث عن طرق جديدة للقاح فيروس سارز كوف-2 ، بما في ذلك تطوير نموذج فأر لفهم بشكل أفضل كيف ينتشر الفيروس ويتسبب في المرض.
العشرات من جهود لقاح كوفيد-19 الأخرى تسعى وراء التطعيمات التقليدية المتوفرة التي لا تحتاج جهود باستخدام جزيئات فيروسية معزولة أو تطعيم مستند إلى الحمض النووي الريبي أكثر تطورًا ، لكن أندينو يعمل على معرفة المسارات البيولوجية داخل الفيروس الذي قد يكون أكثر قابلية للتحول إلى لقاح حي موهن وآمن وفعال يمكن إنتاجه بسرعة ليصار لتوزيعه في جميع أنحاء العالم.
وقال أندينو "أعتقد أن درس شلل الأطفال هو أن تطوير لقاح أمثل ضد فيروس لسارس- كوف-2 سيستغرق بعض الوقت ، ومن المرجح أن تواجه الجهود الأولية تحديات غير متوقعة". "بمجرد أن نحصل على لقاحات آمنة وفعالة ، سنحتاج إلى إنتاجها على نطاق عالمي ، الأمر الذي سيتطلب على الأرجح استخدام التقنيات القديمة الموجودة بالفعل. نظرًا لقلة معرفتنا بهذا لفيروس كورونا المستجد ، أراهن أننا سنحتاج إلى جميع الأسلحة التي يمكننا حشدها لهذا الغرض ".
مصادر من خارج وداخل النص
المصدر الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق