الخميس، 16 يوليو 2020

رُبط التوحد بمشاكل النوم والتغيرات الدماغية في مرحلة الرضاعة

بقلم لورا داتارو

19 يونيو 2020

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

راجعته ودققته الدكتورة أمل حسين العوامي، استشارية طب نمو وتطور الأطفال 

المقالة رقم 233 لسنة 2020

التصنيف: أبحاث التوحد  


Autism linked to sleep problems and brain changes in infancy


19 JUNE 2020

الأطفال من ذوي التوحد أكثر احتمالًا في أن يعانوا من مشاكل في الخلود الى النوم كرضع من الأطفال النامين نموًا طبيعيًا (بدون توحد)، وفقًا لدراسة جديدة (1). لدى هؤلاء الرضع أيضا نماء أكثر  في الحصين (2) وهو مركز الذاكرة في الدماغ، ابتداءًامن عمر  6  حتى 24 شهرا. 

مراقبة الطفل: لدى بعض الرضع الذين يعانون من مشاكل في النوم صعوبات اجتماعية في مرحلة الطفولة المبكرة.
 الدراسة هي أول دراسة تنسب مشاكل النوم إلى تغير في  تطور الدماغ في الرضع الذين شُخصوا بالتوحد في وقت لاحق

صعوبات النوم (3) شائعة في الأطفال الذين لديهم توحد : حوالي٪ 80 من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ممن لديهم توحد يعانون من صعوبة في النوم (4). ولكن لا يُعرف الكثير عن التأثير المتبادل  بين النوم وتطور الدماغ في بواكير الحياة، كما تقول الباحثة الرئيسة أنيت إستيس Annette Estes، مديرة مركز التوحد في جامعة واشنطن في سياتل. 

درس الباحثون أنماط النوم وتخطيط الدماغ لأطفال لديهم أشقاء أكبر عمرًا لديهم توحد، وهي مجموعة معروفة باسم "أشقاء أطفال لديهم توحد  baby sibs (انظر 5)." احتمال تشخيص  أشقاء أطفال لديهم توحد بالتوحد يبلغ 20 ضعف احتمال تشخيص غيرهم من الأطفال في عموم المجموعة السكانية، ويظهرون  في كثير من الأحيان علامات التوحد في وقت مبكر من حياتهم. 

الدراسة تظهر اقترانًا بين مشاكل النوم وهيكلية الدماغ في الأطفال الذين لديهم توحد. ولكن من السابق لأوانه أن أقول ما إذا كانت مشاكل النوم تسهم في تغييرات الدماغ وسمات التوحد أو العكس، أو ما إذا كانت هناك بعض العوامل المشتركة الكامنة وراء الثلاثة [بنية الدماغ ومشاكل النوم والتوحد]، كما تقول إستيس . كما أنه من غير الواضح ماإذا كان هناك علاقة موجودة بين هذه النتائج وبين مشاكل النوم الموثقة توثيقًا جيدا  في الأطفال الأكبر سنًا ممن لديهم  توحد (6).

"من الأمور المثيرة أن يكون هناك دراسة مستجدة  تبحث في شيء جديد ، ولكن من السهل أيضًا أن تشطح بك الاستنتاجات بعيدً، كما تقول. "هذه نتيجة بحثية تحتاج بالفعل إلى المتابعة قبل أن تكون هناك أي دروس سريرية مستفادة منها ".

خطوات طفل:
حللت إستيس وزملاؤها بيانات من 432 طفلاً مسجلاً في دراسة تصوير الدماغ للرضع ، والاي تتتبع تطور آدمغة أشقاء الأطفال الذين لديهم توحد وتطور أدمغة  الأطفال النامين نموًا طبيعيًا والذين أُخذوا كمجموعة ضابطة.

نظر الباحثون في تخطيطات الدماغ التي أُجريت عندما كان الأطفال بعمر 6 و 12 و 24 شهرًا لتقييم حجوم هياكل الأدمغة المختلفة ، بما في ذلك الحصين (2) . كما راجعوا أنماط اجابات الآباء (الأب والأم أو أحدهما) على أسئلة الاستبيان حول السلوك الاجتماعي لأطفالهم وصعوبات خلودهم إلي النوم.

من بين 305 من أشقاء الأطفال الذين لديهم توحد  في الدراسة ،  71 منهم  شخصوا بالتوحد في السنة الثانية من عمرهم. ووجد الباحثون أن هؤلاء الأطفال الدارجين قد عانوا من مشاكل في الخلود الى النوم بشكل أكثر  كرضع مقارنة بأشقاء الأطفال الذين لديهم  توحد، والذين لم يشخصوا  بالتوحد،  وأطفال المجموعة الضابطة (المجموعة التي ليس لديها  توحد). من بين جميع الأطفال ، أولئك الذين يعانون من مشاكل في النوم في عمر 6 و 12 شهرًا كان لديهم مهارات تواصل اجتماعي أضعف في عمر 24 شهرًا.

 نشر البحث  في 1 يونيو في المجلة الأمريكية للطب النفسي.

من بين أشقاء الأطفال الذين لديهم توحد ممن شخصوا بالتوحد، أولئك الذين يعانون من صعوبة أكبر في النوم كان لديهم أيضًا  نمو زائد في الحصين ابتداءًا من عمر 6 إلى 24 شهرًا. لم يكن هناك مثل هذا العلاقة [بين زيادة نمو الحصين ومشاكل النوم ] في الأطفال الذين ليس لديهم توحد ، أو في أي من مناطق الدماغ الأخرى التي فحصوها.

تقول إستيس: "كانت علاقة أحجام الحصين بصعوبات بداية النوم حساسة بشكل فريد".

غالبًا ما ينظر الباحثون إلى مشاكل النوم فقط كنتيجة من نتائج  التوحد ، ولكن الدراسة الجديدة تشير إلى أنها قد تسبق سمات التوحد وتساهم فيها ، كما يقول فيليب مورين Philippe Mourrain  الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا ، والذي لم يشارك في البحث.

يقول مورين المزيد من الدراسات يجب أن تتضمن مقاييس إضافية للنوم يبلغ عنها الآباء ، مثل كم مرة يستيقظ فيها الطفل من نومه أثناء الليل. يجب عليهم أيضًا النظر في مقاييس أخرى ، كالاتصال بين مناطق الدماغ ، والتي لا تلتقطها تباينات الحجوم.

يقول مورين: "إن الأمر يستدعي المزيد من الدراسة".

يقول كريج كاناباري ، مدير برنامج طب النوم في جامعة ييل ، الذي لم يشارك في البحث: إن الدراسة تشير إلى أن معالجة مشاكل النوم في مرحلة الطفولة يمكن أن تخفف من بعض الصعوبات التي يعاني منها الأطفال الذين لديهم  توحد. "السؤال الأكثر إلحاحًا والمنبثق منه هو: هل النوم عامل خطر قابل لتعديل [سمات] التوحد؟"

تقول إستيس إنها تأمل في المتابعة مع الأطفال عندما يكونون في سن المدرسة لمعرفة كيف يتفاعل نومهم مع نموهم وهم يكبرون. وتود أيضًا تضمين مقاييس موضوعية للنوم في دراستها ، مثل استخدام مجسات لتتبع حركات الأطفال أثناء الليل ، لدعم تقارير الآباء.

تقول إستيس: "هناك العديد من أبعاد النوم المختلفة التي يمكن أن نتعلمها في هذا العمر وعبر السنوات الأولى". "أعتقد أنه سيكون من الجيد أن نقوم بتلك الدراسات".


مصادر من داخل النص






المصدر الرئيس




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق