9 يوليو 2020
جامعة مانشستر
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 239 لسنة 2020
التصنيف : أبحاث الدواء
Placebo effect could treat pain
July 9, 2020
مقدمة الدكتور غسان علي بو خمسين ، صيدلاني أول، مستشفى جونز هوبكنز في الظهران
الألم هو أكثر إحساس يلمّ ويحفّ بالإنسان، وقديم قِدم وعيه بنفسه، وقد حاز هذا الشعور المزعج والبغيض على اهتمام الفلاسفة والأطباء منذ القدم ، وكل أدلى بدلوه فيه من جهة اهتمامه ونظرته للألم . وقد جرب الإنسان الأول مختلف العلاجات الطبيعية لتسكين الألم من الأعشاب المخدرة مثل الحشيش والخشخاش والخمر، أو لحاء شجرة الصفصاف ( السلف القديم للأسبرين حالياً) الشجرة التي كانت مقدسة في كثير من الحضارات ، حيث كان يعمل منها الأكاليل .
آخر تعريف معتمد للألم (حسب الرابطة الدولية لدراسة الألم) International Association for the Study of Pain هو تجربة حسية وعاطفية غير سارة مرتبطة بتلف الأنسجة الفعلي أو المحتمل ، أو تم وصفها من حيث هذا الضرر.
منذ اللحظة الأولى لحياة الإنسان، وهو يختبر الألم ويشعر به، ولايكاد يوجد بشر لا يعرف الإحساس بالألم، إلا من قد سُلب منه الإحساس به، مثل حالة عدم الإحساس الخلقي بالألم أو اللاشعور بالألم الخلقي Congenital insensitivity to pain) CIP، هو عدم قدرة المصاب بالإحساس بالألم، ويعتبر حالة طبية نادرة جداً. من الشائع وفاة المصابين بسن الطفولة بسبب الأذيات والأمراض غير المُلاحَظَة.
من جهة أخرى توجد حالة فرط التألم أو زيادة الحساسية للألم (Hyperalgesia) هو زيادة الحساسية تجاه الألم، والتي قد تكون ناجمة عن الأضرار التي لحقت بمستقبلات الأذية أو الأعصاب الطرفية. وتُعتبر البروستاغلاندينات EوF هي المسؤولة إلى حد كبير عن تنبيه مستقبلات الألم.
توجد بفضل التقدم الطبي الكبير في السنوات الأخيرة خيارات عديدة هذه الأيام لعلاج الألم، من أدوية مختلفة وممارسات علاجية متطورة، مثل المسكنات الأفيونية بأنواعها والأدوية المستخدمة لعلاج الاضطرابات العصبية والمخدرات الموضعية وكذلك بعض الأدوية المتخصصة التي تعطى في النخاع الشوكي تحت اشراف طبيب التخدير، حتى انه صار تخصص فرعي في تخصص التخدير مهمته علاج الألم في السنين الأخيرة.
ولكن بالرغم من ذلك، مازالت هناك بعض الحالات التي لا تستجيب للأسف للأدوية او الطرق العلاجية المتوفرة الا جزئياً، وقد يظل المريض ضحية الدواء الذي قد يدمن عليه بدون تحقيق استجابة كافية من تخفيف الألم ، مسببا أضرار جمة.
مازالت الأبحاث جارية في معظم أنحاء العالم ، لفهم ميكانيكية الألم بشكل أعمق وأوضح؛ لتقديم أدوية وطرق علاجية تخفف الألم المزمن والمقاوم للأدوية الكلاسيكية.
الموضوع المترجم
مسكن الألم الوهمي قابلة للتكرار في المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة مقارنةً بالمتطوعين الأصحاء وفقًا لدراسة فريدة من جامعة مانشستر.
في البحث ، المرضى الذين يعانون من مستويات عالية من الضائقة النفسية كالاكتئاب والقلق شعروا بتسكين الألم في تجربة علاج وهمي بمرهم خامل (غير فعال) اعتقدوا أنه قد يساعدهم على تخفيف الألم.
ذلك المرهم ، كما يقول فريق البحث ، قد يشجع الأطباء على التفكير في استخدام استراتيجيات بديلة غير مسكنات الألم. ويمكنهم أيضًا ، كما يقولون ، التحكم في الألم بشكل أفضل وتقليل الاعتماد على مسكنات الألم التي يمكن أن يكون لها آثار جانبية غير مرغوب فيها.
يُشعر بالألم نتيجة لعمليات دماغية معينة داخل الدماغ والتي لا تُضبط بشكل دقيق كما ينبغي في بعض الأحيان . الدواء الوهمي هو طريقة قوية لتسخير قدرة الدماغ بشكل إيجابي للسيطرة على شعورنا بالألم.
نُشرت الدراسة التي تمولها Versus Arthritis في مجلة Pain - وهي المجلة الرائدة عالمياً في هذا المجال.
وُضع المرهم على سواعد 60 مريضًا مصابًا بهشاشة العظام و 79 ممن يعانون من الألم العضلي الليفي المتفشي أو الفيبروميالغيا وكذلك 98 شخصًا سليمًا.
تم إخبار المجموعة المتلقية للدواء الوهمي أن هذا الدواء قد يكون مخدرًا موضعيًا أو قد لا يكون كذلك، في حين تم إخبار مجموعة التحكم أن المرهم غير فعّال.
ثم بعد ذلك أُعطوا علاج الألم بالليزر laser pain وطُلب منهم تصنيف شدة الألم قبل وأثناء وبعد وضع المرهم ، إلى جانب توقع تسكين الألم والقلق.
تم تكرار هذه العملية بعد أسبوعين، وأعطت التجربة نفس النتائج.
النتائج مكملة لعمل الفريق على تعزيز التحكم الطبيعي (بشكل طبيعي) في الألم ، باستخدام "ساحب الموجة الدماغية ألفا Alpha brain-wave entrainment" (للتعريف، راجع 1) ، وهو علاج ضوئي يضبط الدماغ على تردد معين وهو 10 دورات في الثانية - يُعرف بتردد ألفا.
وقد أظهر الفريق في السابق أن ساحب الموجة الدماغية ألفا مقترن بتوقع تسكين الألم لدى المتطوعين السليمين والمرضى الذين يعانون من آلام مزمنة.
قال البروفيسور أنتوني جونز من جامعة مانشستر هو مدير مجموعة أبحاث الألم البشري (HPRG) ، ومقرها في صندوق ائتمان مؤسسة خدمات الصحة الوطنية الملكية في سالفورد Salford Royal NHS Foundation Trust،"إن الألم المزمن يحمل معه عبئا اجتماعيا اقتصاديا socioeconomic كبيرًا ويؤثر بشكل كبير على جودة حياة الأشخاص المتضررين. و"غالبًا ما يصعب علاجه - ويتعين على العديد من هؤلاء المرضى التعايش مع آثاره - ومع محصلة آثاره على صحتهم العقلية يومًا بعد يوم.
لكن هذه الدراسة تظهر لأول مرة أن الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل العظمي والألم العضلي الليفي يمكنهم تعديل استجاباتهم لنماذج الألم التجريبي بكفاءة الأشخاص الأصحاء.
"قد تكون هناك طريقة لعلاج هؤلاء المرضى - وهذا مثير".
الدكتور مانوج سيڤان Manoj Sivan هو أستاذ مشارك في معهد ليدز Leeds لأمراض الروماتيزم والطب العضلي الهيكلي بجامعة ليدز واستاذ مشارك فخري في جامعة مانشستر. قال: "إن ما كان يُعتبر سابقًا متغيرًا مزعجًا قد ثبت الآن أن لديه إمكانات كبيرة لتحسين نتائج المرضى في الألم المزمن.
"إن فهم الآليات العصبية للاستجابة الوهمية يمكّننا من الاستفادة منها بشكل أكبر للتخفيف من الشعور بالألم وتعزيز تأثير المسكن للعلاجات المرحلية الجديدة، كمنصتنا للعلاجات العصبية الذكية Smart Neurotherapies Platform
وأضاف: "مع الأزمة الحالية من الإفراط في استخدام المواد الأفيونية كمصدر من مصادر قلق جميع الأطباء ، يعزز هذا البحث الأدلة على استخدام مقاربات غير دوائية لإدارة الألم المزمن ويشجع على تغيير ثقافي مهم في إدارة مرضانا"
قالت الدكتورة أندريا باور ، زميلة البحوث الفخرية في جامعة مانشستر: "الألم عادةً يزيد من المشاعر السلبية، والتي بدورها تزيد من الشعور الذاتي بالألم.
وبالعكس من ذلك ، فإن تناول المسكن يحث على توقع انخفاض الأعراض المزعجة ، مما يقلل من القلق ، وبالتالي يقلل من أعراض الإزعاج الفعلية.
ولهذا السبب يعاني مرضى الألم المزمن من أمراض نفسية مصاحبة كالقلق والاكتئاب وتفاقم الألم وضعف الإدراك.
لهذا السبب ، فإن دور التوقع والقلق في السيطرة على تخفيف الألم عن طريق الدواء الوهمي له دور في علاج هؤلاء المرضى.
ديربيشاير Val Derbyshire ، التي تعاني من هشاشة العظام والتليف العضلي الليفي وتعمل مع مجموعة دعم الفيبروميالغيا في سالفورد قالت: "يُقدم للناس حاليًا علاجات مختلفة - بما في ذلك المواد الأفيونية - بمستويات متفاوتة من النجاح. بعض الناس يتوقون أكثر من أي وقت مضى لإيجاد حل لألمهم ، وسوف يحاولون أي شيء تقريبًا مهما كان غريبًا ورائعًا ، في حين أن البعض الآخر منفتح على اقتراح أي خيار متوفر.
"يجب الترحيب بأي شيء يمكن أن يقلل من استخدام المواد الأفيونية والآثار الجانبية المصاحبة لها. ثبت أن الدواء الوهمي يعمل مع العديد من الأفراد دون أي آثار جانبية ضارة. لذلك أعتقد أنه يمكن استخدامه على نطاق أوسع في علاج الألم المزمن المنتشر ".
تعريف ومصدر من خارج النص
1- قدرة الدماغ المفترضة على مزامنة ترددات موجاته الدماغية بشكل طبيعي مع ترددات المحفزات الخارجية الدورية ، وهي قد تكون سمعية أو بصرية أو لمسية ترجمناه من نص ورد علي هذا العنوان ك https://en.wikipedia.org/wiki/Brainwave_entrainment.
المصدر الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق