الأربعاء، 15 ديسمبر 2021

حددت دراسة أساليب لمساعدة الأطفال على تعلم التسامح

 

8 ديسمبر 2021


المترجم: عدنان أحمد الحاجي


قدم له وراجعه البرفسور رضي حسن المبيوق، جامعة شمال أيوا 



المقالة رقم 346 لسنة 2021



Study Outlines Ways to Help Children Learn Forgiveness


December 8, 2021




مقدمة البرفسور رضي حسن المبيوق 

بِسْم الله الرحمن الرحيم

"أساليب لمساعدة الأطفال على تعلم التسامح" عنوان يبعث على الأمل لدى المربين من آباء ومعلمين؛ ويشجعهم على زرع قيمة التسامح في الصغر لكي تتحول بمرور الوقت الى ملكة وأسلوب طبيعي تلقائي للتعامل السليم والمرن مع إساءات الآخرين.  هذه الدراسة تنضوي تحت توجه جاد في زرع قيم أخلاقية تحد من حالات النزاع والكراهية والبغضاء والتي بدورها تؤدي في بعض الحالات الى العنف. نسمع كثيرًا عن حالات عنف، وخاصة العنف المسلح،  في المدارس وآخرها ما حدث في أحد مدارس ولاية مشيغان. علماء التربية يعزون احد أسباب حالات العنف الى نزعة الإنتقام، ولذلك يركزون على مقاربات للحد من حدوثها بإدراج  العفو والتسامح في مناهج الدراسة كحلول ناجعة. بدأ باحثون في أمريكا بترجمة نتائج بحوثهم الى برامج عملية لتعليم قيمة التسامح في سن مبكرة. والنتائج الأولية من تطبيق نتائج هذه البحوث انعكست بصورة ايجابية في سلوك الطلبة. مثلا، هناك نتائج واعدة لبعض الدراسات الطويلة الأمد عن تحسن ملحوظ في العلاقات بين أطفال المدارس الايرلندية، حيث سادت حالات من أجواء الكراهية المتبادلة بين طلاب من الطائفة البروتستانتية وأقرانهم من الطائفة الكاثوليكية،  حالات العداء بين هؤلاء الطلاب بدأت في الإنخفاض بعد التعرض الى دروس مكثفة عن العفو والتسامح في المدرسة.


مقال اليوم الذي هو خلاصة لنتائج بحث ميداني أشرفت عليه الدكتورة كيلي لين مولڤي  والذي أشار الى أهمية الإعتذار ومركزية ما يسمى بنظرية العقل في عملية العفو. فإعتذار المسيئ قد يسهل الأمر على المساء اليه بتقبل العذر والعفو عن الجرم او الإساءة. وهذه النتيجة تشير الى أهمية التركيز على الإعتذار والحث عليه وإعطاء نماذج وأمثلة حية له في البرامج التي تهدف الى تعليم التسامح في المدرسة او البيت او الإثنين معا.

 

ومن ناحية أخرى، نظرية العقل والتي تزيد من وعي الطفل بأن مشاعره ورغباته منفصلة عن الآخرين وأن الآخرين يتمتعون برغباتهم ومشاعرهم الخاصة تجعل الطفل تدريجيًا يتفهم وقع وتأثير سلوكه في الآخرين،  وهذا يجعله أكثر تحكمًا في نزعاته وميوله وضبط نفسه وأن يفكر أولًا قبل أن يقوم بتصرف قد يسيئ او يجرح أو يؤذي مشاعر الآخرين.


هذه الدراسة جديرة بالقراءة العملية (action-oriented reading)  وتحويل مخرجاتها إلى برنامج عملي يومي لزرع قيمة التسامح في النشء الصغير.



النص المترجم

تفيد دراسة حديثة أن تعليم الأطفال تفهم وجهات نظر الآخرين يمكن أن يسهل عليهم تعلم كيف يعفون عنهم / يسامحونهم (1). ووجدت الدراسة أيضًا أن تعليم الأطفال تقديم اعتذار صادق للآخرين [عن اساءة أقدموا عليها بحقهم] يمكن أن يساعدهم في الحصول على عفو / مسامحة الآخرين لهم.


تقول كيلي لين مولڤي Kelly Lynn Mulvey، المؤلفة الرئيسة للدراسة والأستاذة المشاركة في علم النفس في جامعة ولاية كارولينا الشمالية: "المسامحة مهمة  للأطفال والراشدين لاستعادة العلاقات والحد من النزاعات المستقبلية". "لكننا لم نكن نعرف الكثير عما يمكن أن يحمل الأطفال على العفو عن الآخرين ومسامحتهم، خاصة من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة المراهقة. هذا ما أردنا استكشافه من خلال دراستنا".


ولتحقيق هذه الغاية ، قامت مولڤي والمتعاونون معها بإدراج 185 طفلاً ، تتراوح أعمارهم بين 5 و 14 عامًا، في الدراسة. أجرى الباحثون مقابلة متعمقة مع كل طفل، مما جعلهم يحصلون على معلومات أساسية ويقيِّمون مهارات "نظرية العقل" للطفل. نظرية العقل هي قدرة المرء على فهم أن معتقدات ونوايا ورغبات شخص آخر تختلف عن معتقداته ونواياه ورغباته.


ثم أخذ الباحثون كل طفل عبر سلسلة سيناريوهات تتضمن أطفالًا آخرين مقسمين على مجموعتين:  "داخل الجماعة" و "خارج الجماعة". على وجه التحديد ، أُخبر كل مشارك في الدراسة أنه جزء من جماعة من الجماعتين، مثلًا، الفريق الأخضر. وخلال المقابلات، ذكر الباحثون في السيناريوهات بأن بعض الأطفال أيضًا ضمن الفريق الأخضر (مما جعلهم من "داخل جماعة الفريق الأخضر") ، بينما كان أطفال آخرون في السيناريوهات في الفريق الأصفر (مما جعلهم ضمن "خارج جماعة الفريق الأخضر"). في كل سيناريو من سيناريوهات التجربة،  سأل الباحثون  المشاركين في الدراسة عما إذا كانوا على استعداد للتسامح مع مجموعة لم تشركهم في اللعب / اللعبة أو النشاط / الفعالية.


كانت هناك ثلاث نتائج رئيسة من التجربة الآنفة. أولاً، من المحتمل أن يسامح الأطفال شخصًا ما إذا اعتذز اليهم. ثانيًا ، من المحتمل أن يسامح الأطفال الأشخاص ممن هم  "داخل جماعتهم". ثالثًا ، كلما كانت مهارات نظرية العقل لدى الطفل أكثر تقدمًا، زادت احتمالية مسامحته للآخرين.  تقول مولڤي: "وجدنا أن الأطفال يتمتعون بقدرات متقدمة على مسامحة الآخرين". "الأطفال قادرون على استعادة العلاقات مع الآخرين ، وعادة ما يكونون مهتمين بذلك."


تعرف الباحثون على شيئين قد يرغب أولياء الأمور والمعلمون في التركيز عليهما فيما يتعلق بالمسامحة. أحدهما هو مساعدة الأطفال على معرفة مدى أهمية الاعتذار بطريقة هادفة.


"الأطفال قادرون على تمييز الاعتذار غير الصادق، والاعتذار غير الصادق لم يكن ليفضي إلى التشجيع على التسامح،" كما تقول مولڤي. "لابد أن يبين الاعتذار أن الشخص يعرف لماذا أن ما فعله كان خطأً. وهذا بدوره يجعل الأطفال الآخرين  [في خارج الجماعة] أكثر احتمالًا أن يمنحوهم فرصة ثانية [مما يعني مسامحتهم]  ".


الشيء الثاني الذي يرغب أولياء الأمور والمعلمون في التركيز عليه هو مساعدة الأطفال على تفهم وجهات نظر الآخرين، حتى لو كانوا مختلفين عنهم.


تقول مولڤي: "أحد أكبر الآثار المترتبة على دراستنا هو أن المعلمين وأولياء الأمور بحاجة إلى مساعدة الأطفال  بنحو فعال على تنمية مهارات نظرية العقل". "نقطة البداية الجيدة هي حث الأطفال على تفسير الأساس المنطقي وراء أفعالهم وتصرفاتهم وكيف يمكن أن يؤثر ذلك  التصرف في شعور الناس الآخرين. إن مساعدة الصغار على تطوير هذه المهارات في مرحلة الطفولة ستساعدهم في التعامل بنحو فعال مع عالم متنوع ومعقد ".


نُشرت الدراسة بعنوان: "دور نظرية العقل وعضوية الجماعة والاعتذار في التسامح بين المجموعات في أوساط الأطفال والمراهقين" في مجلة علم النفس التجريبي: العامة. شارك في تأليف الورقة سيسيل غونولطاش Seçil Gönültaş من جامعة كارولاينا، وطالبة الدكتوراه إميلي هيري Emily Herry  من جامعة كارولاينا، وبيتر ستريلان Peter Strelan، أستاذ علم النفس المشارك بجامعة أديلايد Adelaide.




مصادر من داخل وخارج النص

1- "هو نكران الذات أو التوقف عن الاستياء أو السخط أو الغضب نتيجة للتعرض للإساءة أو الشقاق أو الخطأ الملموس أو التوقف عن طلب العقوبة أو التعويض.  ويُعرف قاموس أوكسفورد الإنجليزي الغفران (Forgiveness) على أنه "منح العفو من دون مقابل والتخلي عن كل الدعاوى المتعلقة بالإساءة أو الديْن". وقد اكتشف مفهوم الغفران ومزاياه في الأفكار الدينية وفي العلوم الاجتماعية والطب. ببساطة، قد يُنظر إلى الغفران من وجهتي النظر: أ) وجهة نظر الشخص الذي يغفر للآخرين بما في ذلك عملية المغفرة نفسها. ب) ووجهة نظر من يغفر له وهي دائما مرتبطة بالعلاقة بين الطرفين. وفي معظم السياقات، يُمنح الغفران دون أي توقع لما يعرف بالعدالة الشافية، أو أي رد من جانب المُذْنب (على سبيل المثال، قد يسامح الشخصُ شَخصاً آخراً ممنوعاً من الاتصال به أو ميتًا) ومن الناحية العملية، قد يكون من الضروري تقديم شكل من أشكال الإقرار أو الاعتذار أو حتى طلب الصفح والغفران، حتى يصل إلى المُسَامِح الشعور بقدرته على الغفران." مقتبس من نص ورد على عذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/مغفرة


2- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/34647787/


المصدر الرئيس

 https://news.ncsu.edu/2021/12/helping-children-learn-forgiveness/



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق