الخميس، 17 مارس 2022

يقول باحثون إنه يمكن تدريب أي شخص على الإبداع


١٤ مارس ٢٠٢٢


جيف جرابماير



أظهر برنامج جديد نجاحًا مبكرًا مع الجيش  الأمريكي ومع آخرين


المترجم: عدنان أحمد الحاجي 

 

المقالة رقم 76 لسنة 2022




Anyone can be trained to be creative, researchers say



Mar 14,  2022



Jeff Grabmeier





الأسلوب السردي للتدريب على الإبداع يعتمد على رواية القصص.

طور باحثون طريقة جديدة لتدريب الناس على أن يكونوا مبدعين، وهي طريقة تبدو واعدةً بالنجاح أفضل بكثير من الطرق الحالية لإيقاد جذوة الابتكار.

هذه الطريقة الجديدة ، القائمة على نظرية / نموذج  السرد (1)، تساعد الناس على أن يكونوا مبدعين بالطريقة التي يبدع بها الأطفال والفنانون: من خلال تأليف قصص يتخيل فيها الشخص عوالم بديلة، ويغير من منظوره [في التعامل مع الاشياء] ويولد طرقًا وأساليب غير متوقعة.

تعمل طريقة السرد من خلال إدراكنا وتسليمنا بأننا جميعًا مبدعون ، كما قال أنجوس فليتشر Angus Fletcher، الذي طور الطريقة وهو أستاذ اللغة الإنجليزية وعضو في مشروع السرديات Project Narrative بجامعة ولاية أوهايو.

الأطفال أكثر ابداعًا من الكبار

قال فليتشر: "نحن كمجتمع نقلل بشكل جذري من قيمة إبداع الأطفال وابداع آخرين كثيرين لأننا مهووسون بفكرة أن بعض الناس أكثر إبداعًا من آخرين."  "لكن الحقيقة هي أننا لا نقوم بالتدريب على الإبداع بالطريقة الصحيحة."

ناقش فليتشر ومايك بنفينست، من مشروع السرديات  Project Narrative أيضًا، الطريقة السردية لتدريب الإبداع في ورقة نُشرت مؤخرًا في حوليات أكاديمية نيويورك للعلوم ( 2).

نجح الباحثان في استخدام المقاربة السردية لتدريب أعضاء كلية القيادة والأركان العامة للجيش الأمريكي. كتب فليتشر دليل تدريب متاحًا للجمهور بناءً على أساليبه المصممة للضباط والمجندين من الرتب العالية.

لقد عملوا أيضًا مع كلية إدارة الأعمال بجامعة شيكاغو ، وكلية الهندسة بولاية أوهايو والعديد من شركات فورتشن  Fortune 50 لتعليم الإبداع لموظفيها وطلابها.

التفكير التباعدي

الأساس الحالي للتدريب على الإبداع هو الطريقة المعروفة باسم التفكير التباعدي / المنطلق (3)، والتي لا زالت مستخدمة منذ خمسينيات القرن الماضي. هذه "مقاربة حوسبية" للإبداع تتعامل مع الدماغ كآلة منطقية.

مقاربة التفكير التباعدي  يعمل من خلال  ممارسة تمارين مصممة، من بين أشياء أخرى، لتوسيع مدى الذاكرة العاملة ، وتعزيز التفكير القياسي [وهو تكوين فكرة عن شيء مجهول  على أساس تشبيهها  بفكرة موجودة] وتعزيز حل المشكلات (4).

ولكن التفكير التباعدي لم يؤد إلى النتائج التي كان يأملها كثيرون. القضية الرئيسة هي أن المقاربة الحوسوبية تعتمد على البيانات والمعلومات عن المشاكل والنجاحات السابقة.

"ما لا يتمكن التفكير التباعدي من فعله هو المساعدة في إعداد الناس لمواجهة التحديات الجديدة التي لا نعرف الكثير عنها اليوم. قال فليتشر: "لا يمكن للتفكير التباعدي أن يثير دعاوى أصلية ". "لكن آلية السرد في الدماغ البشري يمكنها ذلك."

يستخدم الأسلوب السردي للتدريب على الإبداع العديد من الأساليب التي يستخدمها الكتَّاب لتأليف القصص. الأسلوب الأول هو تطوير عوالم جديدة في الذهن. على سبيل المثال ، قد يُطلب من الموظفين في أحد الشركات التفكير في أكثر زبائنهم غرابة - ثم يتخيلوا عالمًا فيه جميع عملائهم على هذه الشاكلة. كيف سيؤثر ذلك في أعمال الشركة ؟ ما الذي ينبغي عليهم فعله لبقاء الشركة مستمرة؟

أسلوب آخر هو تغيير المنظور. قد يُطلب من مسؤول تنفيذي في أحد الشركات حل مشكلة وذلك من خلال التفكير كعضو آخر في فريقه.

قال فليتشر إن الهدف من استخدام هذه الأساليب وغيرها من الأساليب المماثلة ليس لأن السيناريوهات التي يحلم بها المرد سيحققها بها بالفعل.

"الإبداع لا يعني التنبؤ بما يخبئه المستقبل بشكل صحيح. يتعلق الأمر بأن يكون المرء منفتحًا على تخيل احتمالات مختلفة اختلافًا جذريًا ".

"عندما يحقق المرء ذلك ، يمكنه الاستجابة بسرعة وخفة أكثر للتغييرات التي تحدث."

لاحظ فليتشر أن المقاربة  السردية للتدريب على الإبداع من خلال رواية / حكاية القصص تشبه طريقة ابداع  الأطفال الصغار  - وتظهر الأبحاث أن الأطفال الصغار أكثر إبداعًا من الكبار.

لكن قدرة الأطفال على أداء المهام الإبداعية تنخفض بعد أربع أو خمس سنوات من الدراسة في المدارس، وفقًا لدراسات. وذلك عندما يبدأ الأطفال تدريبًا مكثفًا على التفكير المنطقي والذاكرة الدلالية (5).

قال فليتشر إن المقاربة السردية للإبداع يمكن أن يساعد الناس على إطلاق العنان للإبداع الذي ربما توقفوا عن توظيفه بينما كانوا يتقدمون في الصفوف المدرسية.

وقال إن إحدى الفوائد للمؤسسات والشركات التي تدرب الموظفين على أن يكونوا مبدعين هي أنهما لم تعد بحاجة إلى السعي لتوظيف "أشخاص مبدعين".

"محاولة توظيف أشخاص مبدعين تتسبب في حدوث مشاكل لأن الأشخاص الذين يعتبرهم القادة مبدعين هم دائمًا أشخاص مثلهم تمامًا. وقال فليتشر: "لذلك فهي تعزز الإمعية (الامتثال) لا الأصالة".

"من الأفضل توظيف مجموعة متنوعة من الناس ثم تدريبهم على الإبداع. لأن من شأن ذلك  أن يخلق ثقافة تدرك أن هناك بالفعل مبدعين في المؤسسة لا يستفاد منهم ".

على الرغم من أن هذه الطريقة السردية للتدريب على الإبداع قد تلقت صدىً ايجابيًا بالفعل، فقد بدأ فليتشر وزملاؤه في إجراء تقييم أكثر منهجيةً. وسيجرون تجارب منضبطة معشاة (6) لمنهج  الإبداع على أكثر من 600 رائد في الجيش الأمريكي في كلية القيادة والأركان العامة.

قال: "تعليم الإبداع هو أحد أكثر الأشياء المفيدة التي يمكن القيام بها في العالم، لأنه دائمًا ما يأتي بحلول جديدة للمشكلات".

قال فليتشر إن هذه الطريقة الجديدة لتدريب الإبداع "لا يمكن إلّا أن تأتي فقط من مشروع السرديات Project Narrative بولاية أوهايو.

مشروع السرديات "Project Narrative هو كل ما يتعلق بكيف تؤثر القصص في الدماغ. هذا المشروع كان الأساس الذي ساعدنا على استحداث هذه الطريقة الجديدة في التفكير والتدريب على الإبداع.  "والمشروع هو في حد ذاته دليل حي على قوة الإبداع


مصادر من داخل وخارج النص

1- ‘ نموذج / نظرية السرد هو نظرية تواصل تصورها باحث علم التواصل والتر فيشر في عام 1978.  يفسر النموذج أن كل تواصل ذي معنى يحدث عن طريق سرد الأحداث أو الإبلاغ عنها. يشارك الانسان في سرد القصص وتلقي القصص.  تزعم هذه النظرية أيضًا أن القصص أكثر إقناعًا من الحجج في الأساس، ويساعدنا نموذج السرد في شرح كيف يمكن للبشر فهم المعلومات المعقدة من خلال السرد.  نموذج السرد هو نظرية تقترح أن الناس هم رواة قصص بطبيعتهم وأن القصة الجيدة هي أكثر إقناعًا من الحجة الجيدة. طور والتر فيشر هذه النظرية كحل يجعل الحجج متماسكة. يتصور فيشر النموذج باعتباره وسيلة لمكافحة القضايا في المجال العام، كانت المشكلة أن الناس لم يتمكنوا من تقديم حجج تقليدية متماسكة، في ذلك الوقت، كان نموذج العالم العقلاني هو النظرية المستخدمة لإثارة الخلافات العامة، وأن نموذج العالم العقلاني يفشل في أن يكون فعالًا في صناعة الأحاسيس.  استخدم فيشر مصطلح النموذج بدلاً من النظرية، بمعنى أن النموذج أوسع من النظرية. صرح فيشر: «لا يوجد نوع معين، بما في ذلك التواصل التقني، وهذا ليس حلقة في قصة الحياة.»   يعتقد فيشر أن البشر ليسوا عقلانيين واقترح أن السرد هو أساس التواصل. وفقًا لوجهة النظر هذه، يتواصل الناس من خلال سرد / مراقبة قصة مقنعة بدلاً من تقديم أدلة أو بناء حجة منطقية. يعتبر نموذج السرد شاملاً للجميع، مما يسمح بالنظر إلى كل أنواع التواصل على أنه سرد رغم أنه قد لا يتوافق مع المتطلبات الأدبية التقليدية لسرد."  مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: 

https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_السرد


2- https://nyaspubs.onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/nyas.14763

3- "التفكير التباعدي هو عملية تفكير تستخدم لتوليد الأفكار الإبداعية من خلال استكشاف العديد من الحلول الممكنة في فترة قصيرة من الزمن، عادة بطريقة عفوية عند التدفق الحر للافكار بطريقة غير منتظمة. وبعد ذلك ترتب وتهيكل هذه الأفكار بتوظيف أساليب التفكير التقاربي، والذي يستخدم مجموعة معينة من الخطوات المنطقية للوصول إلى حل واحد وهو، في بعض الأحيان، الحل الصحيح. مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تفكير_تبايني


4- "حل المشكلات استراتيجية تدريسية، تعتمد على تحفيز الطلاب على التحليل والتفكير وطرح البدائل أو الفرضيات واختبارها. فيبدأ المعلم بطرح تساؤل أو مشكلة تمثل تحديًا عقليًا للطلاب، ويطلب منهم دراسة هذه المشكلة وملاحظة الظواهر المتعلقة بها. وبعد ذلك طرح فرضيات لتفسير أو حل تلك المشكلة. ثم يبدأ الطلاب باختبار تلك البدائل أو الفرضيات للوصول إلى الحل الأمثل. وتندرج هذه الاستراتيجية ضمن المنهج الاستقرائي للتدريس.وهنالك خطوات محددة لحل المشكلات واستراتيجيات أيضًا ويوجد علاقة وثيقة." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/حل_المشكلات


5- "الذاكرة الدلالية هي أحد نوعي الذاكرة الصريحة (أو الذاكرة التعريفية) (ذاكرتنا للوقائع أو الأحداث التي تُخزن وتُستعاد بشكل صريح). تشير الذاكرة الدلالية إلى المعارف العامة المتراكمة طوال حياتنا. تتشابك هذه المعرفة العامة (الحقائق والأفكار والمعنى والمفاهيم) في التجربة وتعتمد على الثقافة. تختلف الذاكرة الدلالية عن الذاكرة العرضية، وهي ذاكرتنا للتجارب والأحداث المحددة التي تحدث خلال حياتنا، والتي يمكننا من خلالها استعادتها في أي وقت. يمكننا تعلم مفاهيم جديدة من خلال تطبيق معرفتنا المستفادة من الأشياء في الماضي. نظير الذاكرة التعريفية أو الصريحة هو الذاكرة غير المعلنة أو الذاكرة الضمنية."  مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/ذاكرة_دلالية

 

6- https://ar.wikipedia.org/wiki/تجربة_منضبطة_معشاة



المصدر الرئيس

https://news.osu.edu/anyone-can-be-trained-to-be-creative-researchers-say/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق