الثلاثاء، 13 سبتمبر 2022

علاج واعد لتحسين الوظائف المعرفية لدى مرضى متلازمة داون


01  سبتمبر 2022


المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

المقالة رقم 251 لسنة 2022


A Therapy Found to Improve Cognitive Function in Patients with Down Syndrome

 

01 September 2022  


 

انضم فريق المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية  Inserm الفرنسي في مختبر ليل Lille لعلم الأعصاب والمعرفة (إنسيرم / جامعة ليل، مستشفى ليل Lille الجامعي) إلى نظرائه في مستشفى جامعة لوزان Lausanne University لاختبار نجاعة العلاج بحقن هرمون GnRH(1) وذلك لتحسين الوظائف المعرفية لمجموعة صغيرة من مرضى متلازمة داون(2). أولاً، كشف الباحثون عن خلل في عصبونات هرمون GnRH في نموذج حيواني مصاب بمتلازمة داون وتأثيراته في ضعف الوظائف المعرفية(3) المرتبطة بهذه الحالة.  ثم أجريت دراسة تجريبية لاختبار العلاج بالحقن النبضي لـ GnRH على سبعة مرضى. كانت النتائج واعدة: أدى العلاج إلى تحسين الوظائف المعرفية والاتصالية الوظيفية في الدماغ(4).  نشرت هذه الدراسة في مجلة العلوم Science(5).

متلازمة داون، المعروفة أيضًا باسم التثالث الكروموسومي 21(2)، تؤثر في واحد من كل 800 مولود وتؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض السريرية، بما في ذلك انخفاض المهارات المعرفية(4).  مع تقدم العمر، يعاني 77٪ من المصابين بهذه الحالة من أعراض مشابهة لأعراض مرض الزهايمر.  الفقدان التدريجي للقدرة على الشم، وهي مشكلة معروفة يتعرض لها المصابون بالأمراض التنكسية العصبية(6)، تبدأ بشكل شائع من فترة ما قبل البلوغ، مع  احتمال عدم البلوغ الجنسي لدى الرجال.

تم التعرف على الخلل الوظيفي في الخلايا العصبية التي تفرز هرمون الـ GnRH في متلازمة داون

اقترحت الاكتشافات الحديثة أن الخلايا العصبية التي تنتج هرمون إفراز الغدد التناسلية (GnRH)(1) - المعروفة بتنظيم التناسل عبر منطقة ما تحت المهاد - يمكن أن تعمل أيضًا على مناطق أخرى في الدماغ لها دور محتمل في وظائف أخرى، مثل الوظائف المعرفية(5).

بأخذ هذه الفكرة بعين الاعتبار، قام فريق مختبر المعرفة وعلم الاعصاب في جامعة ليل Lille Neuroscience & Cognition بقيادة مدير أبحاث معهد Inserm ڤينسنت بريڤورت Vincent Prévot بدراسة الآلية التي تنظم هرمون الـ GnRH في الفئران المصابة بمتلازمة داون.

أثبت المختبر أن خمس فتائل / شعيرات strands من فتائل / شعيرات الـ رنا المايكروي microRNA والتي تقوم بتنظيم إنتاج هذا الهرمون - والموجودة في كروموسوم 21 - مختلة وظيفيًا.  هذا الكروموسوم الاضافي supernumerary chromosome يؤدي بعد ذلك إلى خلل وظيفي في الخلايا العصبية التي تفرز هرمون الـ GnRH.  أكد فريق البحث هذه النتائج على المستويين الجيني والخلوي.  وتمكن باحثو Inserm من إثبات أن العجز في القدرات المعرفية والشمية التي لوحظت في الفئران كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإفراز هرمون الـ GnRH المختل وظيفيًا.

استعادة إنتاج هرمون الـ GnRH  لاستعادة الوظائف المعرفية 

تمكن باحثو Inserm بعد ذلك من إثبات أن استعادة وظيفة نظام هرمون الـ GnRH الفسيولوجي تستعيد الوظائف المعرفية والشمية في الفئران المصابة بالتثالث الكروموسومي.

نوقشت هذه النتائج في الفئران مع نلي بيتلاود Nelly Pitteloud ، البرفسورة في كلية الأحياء والطب بجامعة لوزان ورئيسة قسم الغدد الصماء والسكري والاستقلاب (الأيض) في مركز مستشفى جامعة فود، لوزان، فود، سويسرا (CHUV).  تركز أبحاثها على نقص هرمون الـ GnRH الخلقي، وهو مرض نادر يتجلى في عدم البلوغ التلقائي.  يُعطى هؤلاء المرضى علاج هرمون  الـ GnRH عن طريق الحقن النابض [باستخدام مضخة محمولة(7)] لإعادة الإفراز النبضي لهذا الهرمون بوتيرته الطبيعية، وذلك للحث على البلوغ.

لذلك قرر الباحثون اختبار نجاعة العلاج بهرمون الـ GnRH، عن طريق الحقن النابض، لعلاج العجز في الوظائف المعرفية،والشمية في الفئران التي لديها التثالث الكروموسومي، باتباع بروتوكول مماثل لذلك المستخدم في البشر. بعد 15 يومًا، تمكن الفريق من إثبات استعادة الوظائف الشمية والمعرفية في الفئران.


تُثبَّت المضخة، التي تشبه الضمادة ، على ذراع المريض. يسمح هذا الجهاز الطبي بالحقن النبضي لـ GnRH تحت الجلد. 


علاج الـ GnRH عن طريق الحقن النبضي يحسّن الوظائف المعرفية والاتصالية العصبية في مجموعة صغيرة من المرضى

المرحلة التالية التي عمل عليها الباحثون والأطباء انطوت على تجربة سريرية تجريبية على المرضى لتقييم تأثيرات هذا العلاج.  سبعة رجال مشخصون بمتلازمة داون، تتراوح أعمارهم بين 20 و 50 عامًا، تلقوا جرعة واحدة من هرمون الـ GnRH تحت الجلد كل ساعتين لمدة 6 أشهر عبر مضخة مثبتة على الذراع.  أجريت اختبارات على الوظائف المعرفية والشمية وكذلك فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي قبل وبعد العلاج.

الصورة: من وجهة نظر سريرية، زاد الأداء المعرفي في 6 من 7 مرضى حيث تحسنت  لديهم ملاحظة التغييرات في التمثيل الثلاثي الأبعاد لأحد الأجسام (كما هو مبين في الرسم أدناه)، وتحسن فهمهم للتعليمات، كما تحسنت قدرتهم على التفكير / الاستدلال المنطقي والانتباه، والذاكرة العرضية.

ولكن لم يكن للعلاج تأثير في القدرة على الشم.  ارتبط هذا التحسن في الوظائف المعرفية بالتغيرات في الاتصالية الوظيفية كما لوحظ في تصوير الدماغ الذي أجراه قسم CHUV  لعلوم الأعصاب السريرية.


الشكل:  يتعلق أحد أهم الأمثلة بالتغيير في تمثيل الأجسام الثلاثية الأبعاد الموضحة في الرسم أعلاه.  على اليسار رسم مكعب قبل بدء العلاج.  على اليمين، سرير رسمه أحد المشاركين بعد 6 أشهر على العلاج.

تشير هذه البيانات إلى أن العلاج يعمل على الدماغ من خلال تقوية التواصل بين مناطق معينة من القشرة الدماغية.

يوضح بريفڤوت: "يبدو أن الحفاظ على نظام هرمون الـ GnRH يلعب دورًا رئيسيًا في نضوج / بلوغ الدماغ والوظائف المعرفية". وتضيف بيتلود: "في متلازمة داون،  يبدو أن العلاج بهرمون GnRH باستخدام الحقن النبضي علاج واعد، لا سيما أنه متوفر وليس له أعراض جانبية كبيرة".

تبرر هذه النتائج الواعدة الآن إطلاق دراسة أكبر - مع إدراج نساء فيها - لتأكيد نجاعة هذا العلاج لدى الذين يعانون من متلازمة داون ، ولكن أيضًا لحالات التنكس العصبي الأخرى مثل مرض الزهايمر.

 

مصادر من داخل وخارج النص

1- هرمون GnRH أو gonadotropin-releasing hormone هو الهرمون المفرز للهرمونات المنشطة للمناسل أو الهرمون المفرز لموجِّهات الغدد التناسلية [الغونادوتروبينات واحتصارًا Gn]، ويُفرز من الغدة النخامية الأمامية."  مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا العنوان٬

https://ar.wikipedia.org/wiki/هرمون_مطلق_لموجهة_الغدد_التناسلية

 

2- "متلازمة داون أو التثالث الكروموسومي 21 أو التثالث الكروموسومي G، متلازمة كروموسومية تنتج عن تغير في الكروموسومات؛ حيث توجد نسخة إضافية من زوج كروموسوم 21 أو جزء منه في الخلايا، مما يسبب تغيراً في المورّثات. تتسم الحالة بوجود تغييرات كبيرة أو صغيرة في بنية الجسم. يصاحب المتلازمة غالباً ضعف في القدرات الذهنية والنمو البدني، وبمظاهر وجهية مميزة.  يمكن الكشف عن المتلازمة أثناء الحمل عن طريق بزل السلى. كما يمكن أيضاً الكشف عن هذه المتلازمة بفحص الكروموسومات الجنينية في دم الأم دون الحاجة لفحص بزل السلي. كما تساعد الأشعة الصوتية التفصيلية للجنين بعمر  11-14 أسبوعاً وعلى عمر 18-22 أسبوعاً في تقدير احتمال إصابة الجنين بمتلازمة داون. يمكن أن تجد الكثير من الصفات المميزة لمتلازمة داون في أشخاص طبيعيين كصغر الذقن وكبر حجم اللسان واستدارة الوجه وغير ذلك.  تزيد احتمالية إصابة الأطفال بمتلازمة داون بعدة أمراض كأمراض الغدة الدرقية، وارتجاع المريء، والتهاب الأذن.  يوصى بالتدخل المبكر منذ الطفولة والكشف القبلي عن أكثر الأمراض شيوعًا والعلاج الطبي وتوفير جو عائلي متعاون والتدريب المهني حتى تساهم في تطوير النمو الكلي للطفل المصلب بمتلازمة داون.  وبالرغم من أن بعض المشكلات الجينية التي تحدّ من قدرات طفل متلازمة داون لن تتغير إلا أن التعليم والرعاية المناسبين قد يحسّنان من جودة الحياة."  مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/متلازمة_داون

 

3- ؛المهارات المعرفية cognitive skills، والتي تسمى أيضًا الوظائف المعرفية cognitive functions  أو القدرات المعرفية cognetive capacity، هي مهارات دماغية وهي ضرورية لاكتساب المعرفة واستخدام المعلومات والتفكير.  ولها علاقة بآليات كيف يتعلم الناس ويتذكرون ويحلون مشكلاتهم وكيف يولون انتباههم، ولكن ليس لها علاقة بالمعرفة الفعلية. تشمل المهارات أو الوظائف المعرفية مجالات الإدراك الحسي والانتباه والذاكرة والتعلم واتخاذ القرار والقدرات اللغوية."  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Cognitive_skill

 

4- "تُعرَّف الاتصالية الوظيفية في الدماغ بأنها المصادفة الزمانية لأحداث فسيولوجية عصبية بعيدة مكانيًا.  بمعنى، تُظهر أي منطقتين اتصاليةً وظيفيةً لو كانت هناك علاقة إحصائية بين مقاييس النشاط المسجلة لهما." ترحمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.sciencedirect.com/topics/medicine-and-dentistry/functional-connectivity

 


5- https://www.science.org/doi/10.1126/science.abq4515

 

6- " التنكس العصبي Neurodegeneration هو فقدان تدريجي متفاقم لبنية أو وظيفة الخلايا العصبية، بما قد يصل إلى موت الخلايا العصبية.  العديد من الأمراض العصبية التنكسية، بما في ذلك التصلب الجانبي الضموري ومرض باركنسون ومرض الزهايمر ومرض هنتنغتون، تحدث نتيجة لعمليات التنكس العصبي. وتُعتبر هذه الأمراض غير قابلة للشفاء، مما يتسبب في تدهور تدريجي لدرجة تصل إلى موت الخلايا العصبية."  مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تحلل_عصبي

 

7- https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1586/17446651.3.5.535

 

المصدر الرئيس

https://presse.inserm.fr/en/a-therapy-found-to-improve-cognitive-function-in-patients-with-down-syndrome/45730/

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق