26 ديسمبر 2022
جامعة كامبريدج
المترجم:عدنان أحمد الحاجي
المقالة رفم 357 لسنة 2022
Females on average perform better
than males on a ‘theory of mind’ test across 57 countries
26-Dec-2022
University of Cambridge
الإناث، في المتوسط، أفضل من
الذكور في تخيل أنفسهن في ظروف شخص آخر، يفكرن فيما يفكر فيه أو يشعرن بما يشعر به [التقمص الوجداني]،
كما تفيد دراسة جديدة أجريت على أكثر من 300 ألف شخص في 57 دولة.
وجد باحثون أن الإناث، في المتوسط ، سجلن درجات أعلى من الذكور في اختبار "قراءة حالة العقل لدى الآخر (وهي القدرة على معرفة وتفهم ما يفكر فيه الآخر - معرفة وتفهم وجهة نظر الآخر) - يُعرف هذا الاختبار بـ اختبار العيون RMET(1)) وذلك فقط من خلال النظر في عيونهم،" وهو اختبار يستخدم على نطاق واسع لقياس "نظرية العقل" (المعروفة أيضًا باسم "التقمص الوجداني المعرفي"(2)). لوحظت هذه الظاهرة في جميع الأعمار في معظم البلدان. وتعتبر نظرية العقل جانبًا أساسيًا من التفاعل والتواصل الاجتماعي بين البشر
الدراسة المنشورة في مجلة وقائع
الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National
Academy of Sciences) هي أكبر دراسة لنظرية العقل حتى الآن(3).
على مدى عقود، درس الباحثون تطور
نظرية العقل لدى البشر، من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشيخوخة. أحد الاختبارات الأكثر استخدامًا لدراسة نظرية
العقل هو اختبار "قراءة حالة العقل من خلال العيون" (أو، باختصار، اختبار
العيون(4))
، والذي يطلب من المشاركين أن يختاروا أفضل كلمة تصف بدقة ما يفكر فيه أو يشعر به الشخص
الموجود في الصورة، فقط من صورته التي تعرض منطقة
العينين من وجهه.
أول من طور اختبار العيون هو البرفسور سير سايمون بارون كوهين وفريقه البحثي في جامعة كامبريدج عام 1997، ونُقح هذا الاختبار عام 2001 ، وأصبح اختبارًا معتمدًا لنظرية العقل. وأُدرج كواحد من اختبارين مُوصى بهما لقياس الفروق الفردية في "فهم الحالات العقلية(5)" من قبل المعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة.
على مدى عقود، وجدت الكثير من الدراسات
البحثية المستقلة عن بعضها [وهي التي أجريت بمعزل عن بعضها] أن الإناث في
المتوسط تسجل درجات أعلى من الذكور في اختبارات نظرية العقل(5). بيد أن معظم هذه الدراسات قد اقتصرت على عينات قليلة
نسبيًا، ومن دون وجود تنوع معتبر من حيث الجغرافيا و / أو الثقافة و / أو العمر. لمعالجة أوجه القصور هذه، قام فريق من الباحثين
المتعددي التخصصات بقيادة باحثين من جامعة كامبريدج ومع متعاونين من جامعات بار إيلان
وهارفارد وواشنطن وحيفا، وكذلك كلية الدراسات المتقدمة في معهد
ماساتشوستس للتكنولوجيا IMT Lucca، بدمج عينات كبيرة من منصات انترنتية،مختلفة لتحليل بيانات جمعت
من 305,726 مشاركًا من 57 دولة.
أظهرت النتائج أنه في كل الـ 57
دولة هذه، سجلت الإناث في المتوسط درجات أعلى بكثير من الذكور (في 36 دولة)، أو
درجات مماثلة لما سجله الذكور (في 21 دولة) ، في اختبار العيون. الأهم من ذلك، لم يسجل الذكور في المتوسط
درجات أعلى مما سجلته الإناث في اختبار العيون في أي دولة من هذه الدول. فرق الدرجات، في المتوسط، لوحظ بين الجنسين عبر
فترة حياتهم الممتدة من 16 إلى 70 سنة. أكد
الفريق البحثي أيضًا هذا الاختلاف في الدرجات، في المتوسط، بين الجنسين في ثلاث مجموعات من البيانات
المستقلة [أي جمعت كل مجموعة بشكل مستقل عن بعضها] وفي اختبارات العيون بلغات أخرى
غير الإنجليزية، والتي غطت ثماني لغات.
"تقدم نتائجنا بعض البراهين
الأولية على أن هذه الظاهرة المعروفة - وهي أن الإناث في المتوسط أكثر تقمصًا من
الناحية الوجدانية(6)
من الذكور – هي ظاهرة موجودة في مجموعة واسعة من الدول في جميع أنحاء العالم. ولم
نتمكن من التوصل الى هذه النتيجة بشكل موثوق إلَّا بعد أن استخدمنا مجموعات بيانات
كبيرة جدًا" كما قال الدكتور ديفيد غرينبيرج، الباحث الرئيس في الدراسة وباحث
في جامعة بار إيلان وباحث مشارك فخري في جامعة كامبريدج.
على الرغم من أن هذه الدراسة لم
تستطع بعد تحديد سبب هذا الاختلاف في متوسط الدرجات بين الجنسين، إلا أن
المؤلفين يناقشون على أساس أبحاث سابقة أن هذا قد يكون نتيجة لعوامل بيولوجية
واجتماعية.
قال البروفيسور سير سايمون بارون
كوهين، مدير مركز أبحاث التوحد في جامعة كامبريدج، وكبير مؤلفي الدراسة: "الدراسات التي جرت حول الفروق بين
الجنسين. في المتوسط، لم تذكر شيئًا عن حالة عقل الفرد أو قدراته، نظرًا لأن الفرد قد يكون سليمًا
من أي اضطراب عصبي أو مصاب باضطراب عصبي، ومنه التوحد، بالنسبة لنوع الجنس. اختبار العيون يكشف أن الكثير من الأشخاص يعانون
من صعوبة في قراءة تعابير الوجه لعدة أسباب. ولذا يجب أن يكون الدعم متاحًا لمن يطلبه
".
أثبت الباحثون أيضًا أنه بالإضافة
إلى نوع جنس الشخص، فإن "الدرجات على مقياس التطور D-score(7)"
(وهو قياس الفرق بين دافع الشخص لمعرفة النظام [الاجتماعي] القائم على التنميط واندفاعه للتقمص
الوجداني، وهو ما يعرف بنظرية الـ Empathizing-Systemizing(8) تعد مؤشرًا سلبيًا مهمًا للنتائج
في اختبار العيون. يضيف هذا إلى دراسة سابقة بقيادة
غرينبيرج نشرت في في مجلة وقائع العلوم الوطنية PNAS عام 2018 فيها أكثر من 650 ألف مشارك، والتي وجدت أن الدرجات على مقياس
التطور D-score لمستوى التباين في سمات التوحد تمثل
19 ضعف ما تمثله درجات نوعى الجنس [ذكر أو أنثى] أو في الواقع أي متغير ديموغرافي
آخر. وبالتالي، يبدو أن الدرجات على مقياس
التطور تلعب دورًا أكثر أهمية من دور الجنس في جوانب المعرفة / الادراك
cognition [المترجم: المعرفة هي عمليات
عقلية لاكتساب المعرفة وفهمها عن طريق التفكير والادراك الحسي] لدى
البشر.
"تثبت هذه الدراسة بوضوح
اختلافًا ثابتًا إلى حد كبير من حيث التقمص الوحداني المعرفي(2) بين
الجنسين عبر مختلف الدول واللغات والأعمار.، وهذا يثير أسئلة جديدة للبحث المستقبلي
حول العوامل الاجتماعية والبيولوجية التي قد تساهم في متوسط الفروق بين الجنسين
الملحوظ في التقمص الوجداني المعرفي(2) " حسبما قالت الدكتورة
كاري أليسون Carrie Allison، مديرة الأبحاث التطبيقية في مركز أبحاث
التوحد في جامعة كامبريدج، وعضو الفريق.
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://s3.amazonaws.com/he-assets-prod/interactives/233_reading_the_mind_through_eyes/Launch.html
2- https://www.verywellmind.com/cognitive-and-emotional-empathy-4582389
4- "الحالات العقلية mental
states هي ما يشعر به الفرد من فرح أو إحباط أو
هدوء أو تعب أو إرهاق أو غيرها من مشاعر. يمكننا
استنتاج تلك الحالات بشكل موثوق من خلال مراقبة ما يقوله الناس ويفعلونه وملاحظة
بعض الملامح الدقيقة في نبرة الصوت وتعبيرات الوجه وسياق الكلام. اعتبرت الحالات العقلية مصدرًا مفيدًا للمعلومات
عن الآخرين حيث يمكن أن تتنبأ بالسلوك: فالناس الغاضبون يتشاجرون، والخائفون
يهربون، والمنتشون يحتفون، والمتعبون يستريحون، وما إلى ذلك. تتنبأ الحالات
العقلية أيضًا بالحالات المستقبلية. من خلال الاستفادة من طبيعة انتظام ديناميكيات
الحالات الانفعالية، يتمكن الناس من التنبؤ بالمشاعر المستقبلية بناءً على
المشاعر الحالية. على سبيل المثال، لو علمت أن أحد الأشخاص يشعر بالرهبة حاليًا،
فيمكنك أن تتنبأ بدقة أنه من المرجح أن يشعر بعد ذلك بالابتهاج والسرور، لا
بالاشمئزاز والنفور، وبالتالي، فإن الاهتمام
بالحالات العقلية يسمح لمن يلحظ تلك المشاعر باكتساب لمحات وقرائن مفيدة عن مستقبل
العلاقات الاجتماعية. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.nature.com/articles/s41467-019-10309-7
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_العقل
6- "التقمص الوجداني
أو تقمص المشاعر empathy هو القدرة على فهم أو الشعور
بما يمر به شخص آخر ضمن إطاره المرجعي، أي القدرة على أن يضع الشخص نفسه في مكان
شخص آخر ويحس ويشعر بما يشعر به، والقابلية على مشاركة الناس أحاسيسهم ومشاعرهم
وأفكارهم وتصرفاتهم وتفهم سلوكهم المتوقع مسبقًا، وهي خاصية بناء ثقة مرغوبة في
الأداء الوظيفي، وتتضمن كلمات تفهم ومواساة، كأن تقول للشخص إنني أفهم
شعورك." مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/تقمص_وجداني
7- https://gh.bmj.com/content/4/6/e001724
8- "تقمص المشاعر هو الدافع لتحديد
طبيعة مشاعر شخص آخر واستنتاج استجابة اجتماعية مشاعرية مناسبة نحوه، على الرغم من
أن المعرفة القائمة على التنميط (systemizing)، وهو معرفة المنظومة
الاجتماعية القائمة على القواعد بالميل لتحليل واستكشاف النظام واستخراج القواعد
الأساسية التي تحكم سلوك هذه المنظومة. افترض
بارون - كوهين Baron-Cohen أن السمات الأساسية
للتوحد يمكن تفسيرها على أنها تباين فردي في أبعاد التقمص الوجداني empathizing والتنميط systemizing. وفقًا للنظرية ، يمكن
تفسير نقص التواصل الاجتماعي على أنه دافع منخفض في التقمص الوجداني، بينما يمكن
تفسير الاهتمامات الضيقة والأفعال التكرارية والمهارات المتخصصة على أنها
نزعة عالية للتنميط [المترجم: وهي سمة يتصف بها المصابون بالتوحد].". ترجمناه
من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.nature.com/articles/srep23011
المصدر الرئيس
https://www.eurekalert.org/news-releases/975294
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق