الأحد، 11 ديسمبر 2022

العيون تفتح كوة معرفية لحل أحجية الوعي البشري


بقلم بيل هاثاواي

 

7 ديسمبر 2022

 

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

المقالة رقم 339 لسنة 2022

 

Eyes offer a window into the mystery of human consciousness

 

By Bill Hathaway

 

 

December 7, 2022

 


الدراسة
التي أجرتها جامعة ييل تصف كيف تتمكن أدمغتنا من البحث عن أشياء في طوفان من المثيرات / المنبهات الخارجية وتفرزها للتأثير على إحساسنا بالمحيط.

منذ أن كان طفلاً، تساءل هال بلومنفيلد Hal Blumenfeld عن طبيعة الوعي البشري.

 "الوعي هو ما يجعلنا بشرًا ويجعل الحياة جديرة بالاهتمام،" على حد قول بلومنفيلد، برفسور في طب وجراحة وعلم الأعصاب في جامعة ييل. "الوعي لا يزال يمثل أحجبةً يحاول العلم الحديث فك رموزها." 

في دراسة حديثة، تعرف بلومنفيلد وفريق من زملائه من جامعة ييل بعض الآليات العصبية المتداخلة التي تساعد على إلقاء الضوء على هذه الأحجية.

وصف باحثون في ورقة نشروها في مجلة  Nature Communications(1) مدى قدرة الدماغ البشري على البحث عن أشياء في طوفان من المحفزات / المنبهات  الخارجية [المثيرة للانتباه] حتى يستطيع المرء ادراك ما يجري حوله - لذا معظمها لا يصل إلى الوعي البشري أبدًا .

قال بلومنفيلد، وهو أيضًا مدير مركز جامعة ييل للتصوير العصبي السريري: "تبين أن هناك مجموعة من الأنشطة الجميلة والغنية جدًا المعنية بالآليات العصبية للفكر الواعي [الفكر الواعي هو إدراك المرء بما يفكر فيه ولماذا يفكر فيه(2)]".

أحد الصعوبات التي تواجه الباحثين الذين يدرسون الوعي هو عدم اليقين المتأصل في عملية  قياس ما يدركه الناس بالفعل ويحيطون به علمًا.  في كثير من الأحيان، يقوم هؤلاء الباحثون بتصوير أدمغة أشخاص بعد أن  تُقدم لهم صور لأشياء أو أحداث ثم تُطرح عليهم أسئلة، مثلًا، "هل تعلم بوجود وجه؟" أو "هل تعلم بوقوع حدث؟" ومع ذلك، فإن السؤال الرئيس الذي لم يُجب عليه هو ماذا يُقاس بالضبط أثناء هذه العملية؟ هل يُقاس إدراك الدماغ الحسي الفعلي للشيء أو للحدث أم أن ما يُقاس هو مجرد استجابة الدماغ للأسئلة المطروحة؟

للإجابة على هذا السؤال، عمل بلومنفيلد مع شريف كرونمر Sharif Kronemer، طالب دكتوراه سابق في جامعة ييل، وهو الآن طالب ما بعد الدكتوراه في المعاهد الوطنية للصحة، ومجموعة كبيرة من المتعاونين الخبراء - استخدموا توليفًا من الذكاء الاصطناعي والرياضيات والفحص الدقيق لحركات عيون الأشخاص أثناء مشاهدتهم صورًا  لوجوه.

كما تبين، وجدوا أنه هناك قرائن مهمة بانت في عيون المشاركين في التجربة.  عندما عُرضت عليهم صور واضحة، حركات عيونهم أظهرت نمطًا مميزًا يوحي بأنهم على دراية بما يجري في المحيط.  ولكن عندما عُرضت على المشاركين صور وجوه  تزداد عتمة وعدم وضوح تدريجياً،  تغير نمط حركة العيون.  تتبُع هذه التغييرات في حركة العيون سمح للباحثين بتمييز ما إذا كان المشاركون قد أحسوا بالوجوه بالفعل أم لم يحسوا بها  بدون  الحاجة حتى إلى سؤالهم عن ذلك.

"العيون تفتح بالفعل نافذة على الأرواح". "لذا نستطيع معرفة ما إذا كان الناس على علم بما يجري حولهم وذلك بمجرد النظر في عيونهم."

أداة تتبع العين سمحت للباحثين باستكشاف الحد الفاصل غير المتبلور بين الوعي واللاوعي، وهي حالة تصبح أكثر جلاءًا حين نستيقظ من النوم [حيث نكون بين حالتي الوعي والَّاوعي]. يصبح الناس تدريجياً أكثر ادراكًا بما يجري في محيطهم مع تراجع حالة تأثير النوم ، وهي عملية يتم التحكم فيها وضبطها في منطقة من الدماغ تُعرف باسم المهاد.

وجد باحثو جامعة ييل أنه عندما يستيقظ الناس من النوم يقوم المهاد بإصدار نبضة قصيرة تبدأ الانتقال / التحول إلى حالة الوعي.  بيد أن هذا النشاط ليس سوى خطوة أولى في سلسلة من العمليات تجري على مستوى الدماغ والتي تؤدي إلى الإحاطة الكاملة بما يجري في المحيط، كما وجدوا.  على سبيل المثال، قد يفشل هذا النبض الأولي الصادر من المهاد في تنشيط الشبكات العصبية الأخرى، مما يجعل الشخص غير واعٍ بمعظم المنبهات في المحيط. غير أن النبضة تتمكن أيضًا من تنشيط الخلايا العصبية المعنية بمعالجة الإشارات البصرية في قشرة الدماغ الأمامية (الفص الجبهي)، والتي بدورها تضاعف من قوة الدوائر المعنية بالإثارة والانتباه.  وفي الوقت نفسه، يُثبَط نشاط الإشارات غير ذات العلاقة بالحدث [لذا لا يصل الى الوعي].

في النهاية، تتم معالجة الإشارات ذات العلاقة لخلق احساس واع يمكن الاحتفاظ به في ذاكرتنا، على حد قول بلومنفيلد.

وقال إن فهم هذه العمليات قد يساعد في تقديم رؤى جديدة في علاج بعض اضطرابات الصحة العقلية التي تتميز بعدم ادراك ما يجري في المحيط - بما فيها مرض الزهايمر والفصام وإصابات الدماغ الرضية [اصابة داخل الجمجمةفيه(3)].  بالإضافة إلى ذلك، فقد يساعد فهم العمليات الأطباء على تقييم مستوى الوعي بشكل أفضل لدى المرضى غير القادرين على الكلام أو حين يكونون في غيبوبة.

يأمل بلومنفيلد أن هذه الاكتشافات تقرب البشرية أكثر  من فهم الأسئلة الفلسفية القديمة عن طبيعة الوعي البشري، والأحاجي التي لطالما تساءل عنها.

وقال: "إن دراسة الإشارات المتداخلة ابتداءًا من أعماق الدماغ وانتهاءً بسطحه  قد يوفر أخيرًا تفسيرًا مرضيًا للوعي".

 

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://www.nature.com/articles/s41467-022-35117-4

 

2- https://www.thehappiempire.com/2013/11/what-is-a-conscious-thought/

 

3- https://ar.wikipedia.org/wiki/إصابة_دماغية_رضية

 

المصدر الرئيس

https://news.yale.edu/2022/12/07/eyes-offer-window-mystery-human-consciousness

 

 

 

 

 

 

 



 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق