الأحد، 18 ديسمبر 2022

التصرفات الناجمة عن طيبة القلب تصرفات معدية تنتشر بين الناس


تصرفات اللطف الارتجالية المحابية للمجتمع تسترعي انتباه الناس بما يتجاوز التوقعات بكثير

 

18 أغسطس 2022

 

المترجم:عدنان أحمد الحاجي

 

المقالة رقم 346 لسنة 2022

 

Random Acts of Kindness Make a Bigger Splash Than Expected

 

August 18, 2022

 


على الرغم من أنها غالبًا ما تعزز السعادة ، إلا أن التصرفات والأفعال الناجمة عن طيبة القلب واللطف
(1) مثل توصيل صديق الى أحد الأمكنة بالسيارة أو حمل الطعام إلى شخص مريض من أفراد العائلة قد تكون تصرفات نادرة إلى حد ما لأن الناس يقللون من مدى الشعور الجيد الذي تتركه هذه التصرفات في نفوس المستفيدين من هذه السلوكيات، وفقًا لبحث جديد من جامعة تكساس في أوستين.

وجدت الدراسة التي أجراها الأستاذ المساعد في التسويق أميت كومارAmit Kumar من كلية الأعمال في جامعة تكساس في مدينة أوستن، بالتعاون مع نيكولاس إيبلي Nicholas Epley من جامعة شيكاغو، أنه على الرغم من أن الباذلين يركزون على الشيء الذي يبذلونه أو الأفعال التي يقومون بها، إلّا أن المستفيدين يركزون على ما يتعلق بمشاعر الدفء التي تتركها هذه التصرفات في نفوسهم.  وهذا يعني أن "افراط الباذلين بالثقة في توقعاتهم" يمكن أن تكون بمثابة حاجز نفسي أمام القيام بالمزيد من هذه السلوكيات المحابية للمجتمع، كمد يد المساعدة والعون للناس أو مشاركتهم أشياءهم ومشاعرهم أو التبرع لهم.

البحث منشور في مجلة علم النفس التجريبي: العام(2).

لقياس هذه المواقف والسلوكيات كميَّا، أجرى الباحثون سلسلة من التجارب.

في إحداها، قام الباحثون بحشد 84 مشاركًا في حديقة ماغي دالي بشيكاغو Chicago’s Maggie Daley Park.  كان بإمكان المشاركين في التجربة اختيار ما إذا كانوا سيبذلون لأحد الغرباء كوبًا من مشروب الشوكولاتة الساخنة من بوفية في الحديقة أو الاحتفاظ به لأنفسهم.  وافق خمسة وسبعون من المشاركين على البذل.

قام الباحثون بتسليم الشوكولاتة الساخنة إلى الغريب وأخبروه بأن المشارك في الدراسة قد قرر أن يقدم له مشروبه، وأفاد المستفيدون عن حالتهم المزاجية، كما أفاد الباذلون بما كانوا يظنون بما سيكون عليه شعور المستفيدين بعد تناول المشروب.

قلل الباذلون من أهمية تصرفاتهم، فقد توقعوا أن يكون متوسط مزاج المستفيدين 2.7  على مقياس يتراوح من  سالب 5 (أكثر سلبية من الطبيعي) إلى موجب 5 (أكثر إيجابية من الطبيعي) ، بينما كان ما أفاد به المستفيدون 3.5 في المتوسط.

"الناس غير مخظئين. معاملتهم غيرهم من الناس بلطف يجعلهم يشعرون بالرضا، كما قال كومار. ما لا نعرفه هو مدى شعور المستفيدين بالرضا".

أجرى الباحثون أيضًا تجربة مماثلة في نفس الحديقة باستخدام الكعك (الكب كيك cupcakes) ، وقاموا بحشد 200 مشارك وقسموهم إلى مجموعتين. في المجموعة الضابطة، تلقى كل من الـ 50 مشاركًا قطعة من الكعك.  قاس الباحثون مستوى مزاجهم.  مجموعة الخمسين مشاركًا الأخرى قاسوا مدى ما يعتقدون عن مدى ما ستشعر به المجموعة الأخرى بعد تسلمهم الكعك  

بالنسبة للمجموعة الثانية المكونة من 100 شخص ، قيل للـ 50 شخصًا أن بأمكانهم التبرع بكعكهم للغرباء.  وقاموا بتقييم مستوى مزاجهم والمزاج المتوقع للمتبَرع لهم بالكب كيك.  ووجد الباحثون أن المشاركين قيموا سعادة المتبَرع لهم بالكب كيك بنفس المستوى تقريبًا سواء حصلوا على الكب كيك عشوائيًا [من جراء تصرف ارتجالي في حينه منى الباذل - تصرف غير مخطط له مسبقًا]   أو استلموها من الباحثين،  وما هو أهم من ذلك، كان المستفيدون الذين تلقوا الكعكات أكثر سعادة من المتبَرع لهم في المجموعة الضابطة.

قال كومار "الباذلون لم يأخذوا في الحسبان أن قيمة أفعالهم التي تبعث الدفء في الاخرين تتمثل في العمل / التصرف نفسه.  إن حقيقة كونك لطيفًا وطيبًا مع الآخرين تضيف الكثير من القيمة تتجاوز بكثير أيًا كانت قيمة الشيء نفسه."

في تجربة في المختبر، أضاف كومار وإيبلي مكونًا لتقييم تبعات تصرفات ناجمة عن اللطف / الطيبة.  تلقى المشاركون أولاً إما هدية من متجر المختبر أو حصلوا على هدية من مشارك آخر ، ثم لعبوا إحدى الألعاب. وقيل لجميع المشاركين الذين تلقوا شيئًا ما أن يقسموا 100 دولار بينهم وبين أي مستفيد آخر مشارك في الدراسة.

وجد الباحثون أن المستفيدين الذين تلقوا هدايا المختبر من أحد المشاركين الآخرين بشكل غير مخطط له (عشوائيًا) كانوا أكثر سخاءً مع الغرباء أثناء اللعبة. 

قال كومار: "اتضح أن الكرم يمكن أن يكون معديًا [ينتقل بالعدوى من شخص إلى آخر - أي يتأثر الشخص ايجاييًا بفعل  ناجم من كرم قام به غيرُه]  في الواقع. يمكن للمستفيد من تصرف إيجابي محابي للمجتمع أن يرد هذا الصنيع إلى آخرين وبهكذا يمكن أن ينتشر في الواقع العمل الطيب بين الناس".

 

مصادر من داخل وخارج النص

1- "الطيبة / طيبة القلب / طيبة النفس kidness وهي صفة من يحبُّ الخير ويفعله وهو نوع من معاملة الناس بالكرم،  ومد يد المساعدة لهم عن طيب خاطر والقلق عليهم من دون توقع مردود أو مدح منهم.  طيبة القلب هو منأكبر الفضائل في العديد من الديانات. وعرفها نتشيه بأنها نوع من الحب واعتبرها أكثر العوامل المؤثرة في العلاقات الإنسانية. كما عرفها أيضاً بكونها أحد فضائل الشهامة والمرؤة عند الرجال." مقتبس بكثير من التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/طيبة

 

2- https://psycnet.apa.org/record/2022-85307-001

 

 

المصدر الرئيس

https://news.utexas.edu/2022/08/18/random-acts-of-kindness-make-a-bigger-splash-than-expected/

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق