الاثنين، 23 يناير 2023

لأول مرة بحث جديد يقيس كميًا عامل "الانبهار" بشروق الشمس وغروبها ومدى وقعهما على الناس


19 يناير 2023

 

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

المقالة رقم 24 لسنة 2023

 

New research quantifies the 'wow' factor of sunrise and sunset for the first time

 

19 January 2023

 

 

دراسة جديدة تناولت وقع الظواهر الطبيعية العابرة، كـ شروق الشمس وغروبها، على الناس ، وسعت إلى معرفة آثارها كميًا للمرة الأولى.

على الرغم من وجود كم هائل من الأبحاث التي تناولت تأثير الطبيعة في صحتنا العقلية، فقد قيمت معظم الدراسات هذه الآثار تحت ظل سماء زرقاء هادئة. والمثير للدهشة أن قلة قليلة من هذه الدراسات قد أخذت في الاعتبار كيف نستجيب للتغيرات في الطقس والتواتر اليومي (النظام اليوماوي) للشمس، وهي التغييرات التي يشار إليها باسم "الظواهر العابرة(1)".

مشاهد حضرية (صف الصور في الأعلى) ومشاهد طبيعية (صف الصور في الأسفل)

لسد هذه الفجوة، استخدم الباحثون أحدث الرسومات الكمبيوترية (غرافيك كمبيوتري)(2) لعرض صور متحكم فيها بعناية لمشاهد حضرية وطبيعية على أكثر من 2500 مشارك.  عندما تضمنت هذه الصور مشاهد، مثل شروق الشمس وغروبها، اعتبرها المشاركون أكثر جمالًا بكثير مما ظهرت عليه في ظروف مشمسة في أوقات أخرى من اليوم.

بشكل غير متوقع، كشفت ورقة الدراسة المنشورة أن شروق الشمس وغروبها يمكن أن يثير أيضًا زخمًا معتبرًا من الشعور بالرهبة في الناس.  استثارة الشعور بالرهبة في الناس عادة ما يكون صعبًا، تشير الأبحاث إلى أن لدى الرهبة القدرة على تحسين الحالة المزاجية وتعزيز السلوك الاجتماعي الإيجابي [ومنه مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم]، وزيادة المشاعر الإيجابية [ومنها الشعور بالسعادة والإثارة والمتعة والأمل] - وكلها عوامل قيمة في تعزيز الرفاهية العامة [المترجم: الرفاهية wellbeing هي حالة كون المرء مرتاحًا وسليمًا من الأمراض وسعيدًا].

نُشرت الورقة في مجلة علم النفس البيئي Environmental Psychology(3)، وتناولت أيضًا الظواهر النادرة، مثل ظهور قوس قزح والعواصف الرعدية والسماء المزينة بالنجوم والمضاءة بالقمر في التجربة. كل من هذه الظواهرغيرت من مدى شعور الناس بالجمال والرهبة في المشاهد الطبيعية المختلفة، عند مقارنتها بالسماء الزرقاء المشمسة.

بالضرورة، كانت هذه التغييرات أيضًا وراء التباينات في كيف تم تقييم هذه المشاهد – وتم التقييم بسؤال المشاركين عن المبلغ المالي الذي يرغبون في دفعه ليتسنى لهم الاستمتاع بمشاهدة كل من هذه المشاهد على الطبيعة.

كان المشاركون على استعداد لدفع فرق سعر نسبته 10 في المائة تقريبًا لزيارة مشاهد طبيعية عند شروق الشمس مقارنةً بمشاهد تحت السماء الزرقاء.  قال فريق البحث إن هذا النوع من القيمة المضافة يُعزى عادةً إلى ميزات أكثر ديمومة، كالبحيرات ذات المناظر الخلابة أو المباني التاريخية. واقترحوا أن تشجيع الناس على مشاهدة غروب الشمس وشروقها يمكن أن يساعد في تعزيز الرفاهية، ويمكن توظيفها كجزء من وصفات العلاج بإحالة مراجعي العيادات الطبية للاستمتاع بمشاهدة الممشاهد الخضراء، حيث تلعب الطبيعة دورًا علاجيًا في معالجة مشاكل الصحة العقلية.

قال أليكس سمالي Alex Smalley، طالب دكتوراه في جامعة إكستر والمؤلف الرئيس للدراسة ما يلي:

"نألف جميعًا أن لدينا رغبة ملحة في التقاط صور لغروب الشمس الرائع أو لقوس قزح الذي يظهر في الأفق على حين غرة.  لمصطلح" غروب الشمس "  أكثر من 300 مليون هاشتاغ في الانستغرام Instagram أخبرنا بعض الناس أنهم على استعداد لدفع فرق سعر لمشاهدة هذه الظواهر في الطبيعة، ولكن بالطبع يمكننا جميعًا مشاهدتها مجانًا. دراستنا أفادت بأن الاستيقاظ مبكرًا قليلاً لمشاهدة شروق الشمس أو توقيت فترة ممارسة المشي ليتزامن مع وقت غروب الشمس قد يستحق بذل مثل هذا الجهد - عامل "الإنبهار" المقترن بهذه المشاهدات قد يؤدي إلى زخم  بسيط ولكنه معتبر في الشعور بالجمال والرهبة، والذي بدوره يمكن أن يكون له آثار إيجابية في تحسين الصحة العقلية ".

لاحظ المؤلفون أيضًا كيف أن حدوث الظواهر التي اختبروها قد يتباين تباينًا كبيرًا بناءً على المكان الذي يعيش فيه الناس.  أولئك الذين يعيشون على السواحل الشرقية قد يجدون رؤية شروق الشمس أكثر سهولة، في حين قد تتكر ظاهرة غروب الشمس أكثر على أولئك الذين يعيشون على السواحل الغربية. وبالمثل، قد تكون العواصف الرعدية أكثر شيوعًا في فترة الصيف في المملكة المتحدة، ولكن يتواتر ظهور أقواس قزح أكثر في فصل الشتاء.  وأضاف أليكس سمالي ما يلي:

"معظم الظواهر التي اختبرناها يمكن أن تكون عابرة ولا يمكن التنبؤ بها / توقعها، ونعتقد أن هذه الجدة novelty هي جزئيًا وراء التأثيرات التي نلاحظها.  نظرًا لقدرتها على تغيير مشاعر الناس في كل من المشاهد الطبيعية والحضرية، يمكن أن تكون هناك قيمة حقيقية في تسليط الضوء على كيف وحيث يمكن مشاهدة هذه الظواهر، لا سيما في البلدات والمدن".

 

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://ar.wikipedia.org/wiki/عوابر

 

2- https://ar.wikipedia.org/wiki/رسوميات_حاسوبية

 

3- https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0272494423000038

 

 

المصدر الرئيس

https://medicine.exeter.ac.uk/news/articles/newresearchquantifiesthew.html

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق