16 اكتوبر 2022
المترجم:عدنان أحمد الحاجي
المقالة رفم 05 لسنة 2023
The U-curve: children born to younger
or older parents have an increased risk of bipolar disorder
المنحنى على شكل حرف U: احتمال الإصابة باضطراب ثنائي القطب عند الأطفال مقابل عمر الوالدين. هذا الرسم البياني مقتبس من الأصل المنشور. المنحنى باللون الوردي للأمهات بينما المنحنى باللون الأخضر للآباء. |
الأطفال المولودون من والدين [عمر كليهما ≤ 20 سنة] أو من والدين أكبر سنًا [ أباء بعمر ≥ 45 سنة وأمهات بعمر ≥35 سنة] لديهم احتمالات متزايدة للإصابة باضطراب ثنائي القطب [هذا الاضطراب معروف بأنه يتميز بنوبات من الاكتئاب ونوبات أخرى من الابتهاج (1)]. يصبح هذا الاحتمال أكبر لو كان الطفل قد ولد لأم أو أب يقل عمره عن 20 عامًا (≤ 20 سنة)، أو إذا كانت الأم أكبر من 35 سنة ، أو كان الأب أكبر من 45 سنة. هذه القابلية (الاستعداد) تأخذ منحنىً بيانيًا على شكل حرف U الانجليزي. هذا المنحنى يبين احتمالية عالية لولادة أطفال مصابين باضطراب ثنائي القطب لو كان الوالدان أصغر أو أكبر سناً. قُدِّم هذا العمل البحثي في مؤتمر الجمعية الأوروبية للـ فورماكولوجيا العصبية النفسية ECNP الذي عقد في ڤيينا في الفترة بين 15 و 18 اكتوبر 2022. ونشر البحث مؤخرًا في المجلة الاوروبيةذEuropean Neuropsychopharmacology(2).
اضطراب ثنائي القطب، والذي بسببه
يتعرض المصاب لتقلبات المزاج من حالة ابتهاج إلى حالة من الاكتئاب الشديد [ويسمى
أيضا بالاكتئاب الكبير أو بالاكتئاب السريري(3)]، ويعتبر أحد أكثر الأمراض
العقلية الكبيرة (السريرية) شيوعًا، ويصيب حوالي 2٪ من الناس، وينطوي على احتمالات
عالية على الاقدام على الانتحار والوفاة المبكرة (قبل أوانها - الوفاة قبل
بلوغ المتوفى العمر المتوسط المتوقع للسكان). من
المعروف أن للإضطراب قابلية عالية على التوريث؛ إذا كان أحد الوالدين مصابًا
باضطراب ثنائي القطب، فهناك احتمال نسبته 15٪ إلى 30٪ أن ينتقل هذا الاضطراب إلى
أطفاله.
مصدر الصورة: https://www.taibsa.com/blog/bipolar-disorder-symptoms-and-treatment |
قالت رئيسة الدراسة، الدكتورة جيوفانا فيكو Giovanna Fico، من جامعة برشلونة ما يلي: "يُعتبر عمر الوالدين عاملًا يؤثر في العديد من الحالات، مثل حالات الخصوبة وبعض الاضطرابات العصبية والنفسية. ما وجدناه من نتائج كان غير طبيعي إلى حد ما لأن الوالدين سواءً من الفئة العمرية الشابة (≤ 20 سنة) أو من الفئة العمرية الأكبر سناً (آباء ≥ 45 سنة وأمهات ≥35 سنة) لديهما احتمال متزايد لإنجاب طفل مصاب باضطراب ثنائي القطب. على الرغم من أن الاحتمال مرتفع إلَّا أنه احتمال معتدل وحقيقي. يمكننا التكهن بأن الوالدين الأصغر سنًا قد يتأثرون بالعوامل البيئية، مثل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وعدم الحصول على دعم الأقرباء أو الأصدقاء، ولكن أيضًا يتأثرون بالضغط النفسي أو بالعوامل المناعية [العامل المناعي هو مادة نشطة بيولوجيًا تؤثر أنشطتها أو تلعب دورًا في عمل جهاز المناعة(4)، وأن الوالدين الأكبر سنًا قد يكون لديهم عوامل وراثية لها دور مؤثر، ولكن في الحقيقة هي أننا لا نعرف بالفعل شيئًا عن ذلك ".
أجرى الباحثون، من إسبانيا
وإيطاليا وأستراليا وهولندا، مراجعة منهجية لدراسات من مختلف البلدان التي تربط
اضطراب ثنائي القطب بالعمر. في المجموع ،
شملت الدراسات 13,424,760 مشاركًا، منهم 217,089 مصابًا باضطراب ثنائي القطب. ووجدوا أن الرجال من الفئة العمرية الأكبر سنًا
(≥ 45 سنة ) كانوا أكثر احتمالًا من الفئات
العمرية الأخرى لانجاب اطفال مصابين باضطراب ثنائي القطب. لدى هؤلاء الرجال احتمالات أعلى بنسبة 29٪
لإنجاب طفل مصاب باضطراب ثنائي القطب مقارنةً بالآباء الذين تتراوح أعمارهم بين 25
و 29 سنة، بينما كانت لدى النساء الأكبر سنًا (بعمر
≥35 سنة ) احتمالات أعلى بنسبة 20٪ من الأمهات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25
و 29 سنة. وفي الوالدين اللذين تقل
أعمارهما عن 20 سنة ، الاحتمالات المرتفعة كانت بنسبة 23% (للأمهات) إلى 29٪
(للآباء). جميع التحليلات مصححة للأخذ في الاعتبار عوامل التحيز، مثل تاريخ
الاصابة باضطراب ثنائي القطب في العائلة وعمر الأشخاص المتعايشين مع الوالدين في
وقت ولادة الطفل.
قالت جيوفانا فيكو: "مرة أخرى،
يجب أن نؤكد أن هذا الاحتمال معتدل المستوى، وينبغي وضعه في نصابه. ومع ذلك، بالنسبة لأولئك المعرضين بالفعل لاحتمال
الاصابة ، فإن العمر هو عامل آخر يجب أخذه في الاعتبار، وبالتالي قد يحتاج الأطباء
إلى تقديم النصح للأزواج الأصغر سنًا والأكبر سنًا إذا كان لديهم احتمال الاصابة
باضطراب ثنائي القطب. وشهدنا أيضًا هذا
المنحنى الذي على شكل حرف U في بعض الحالات الأخرى،
مثل التوحد وبعض أمراض القلب والأوعية الدموية ".
واصلت الباحثة القول:
"نحن نخطط لدراسة العديد من
العوامل البيئية التي قد تكون مرتبطة باحتمال الاصابة باضطراب ثنائي القطب، ولكن أيضًا
بمساره المرَضي. على سبيل المثال، نود أن نستكشف كيف أن التعرض للتلوث الجوي
والتغيرات المناخية والتحضر قد يؤثر في احتمالات الاصابة ببعض الاضطرابات النفسية،
ونرغب في محاولة فهم ما إذا كانت هذه العوامل تساعد في تخفيف أو تفاقم مسار
الاضطراب ".
في تعليق له على نتائج الدراسة قال البروفيسور ماج ڤينبرغ Maj Vinberg من جامعة كوبنهاغن الذي لم يشارك في البحث: "تُبين ورقة المراجعة المنهجية المثيرة هذه أن أطفال الآباء الاصغر سنًا (حتى عمر 20 سنة) لديهم احتمالات عالية للإصابة باضطراب ثنائي القطب . يُلاحظ نفس النمط في الوالدين الأكبر سنًا (أي الآباء الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا والأمهات فوق سن 35 سنة).
تثير الدراسة العديد من الأسئلة
البحثية المثيرة للاهتمام، بما في ذلك إمكانية الوقاية والتدخل المبكر. على سبيل
المثال، في المستشفيات والعيادات، من الضروري أن يكون المرء على علم بأن المصابين باضطراب ثنائي
القطب في مراحله الهوسية لديهم سلوكيات جنسية خطرة كثيرة [ومنها عدم استخدام
الواقي أثناء العملية الجنسية]، والذي يمكن أن يؤدي الى ارتفاع احتمالية الحمل
".
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_ثنائي_القطب
2- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/35635997/
4- https://www.wikidata.org/wiki/Q50349184
المصدر الرئيس
https://www.eurekalert.org/news-releases/967516
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق