الأربعاء، 16 أغسطس 2023

أي دور يلعبه الدماغ في السلوك الإجتماعي؟

 


8 مايو 2018


فريق  غازولا وفريق كيسيرز


المترجم: عدنان أحمد الحاجي


المقالة رقم 225 لسنة 2023


Which role does the brain play in prosocial behavior?


8 May 2018

Gazzoka Group Keysers Group





مساعدة الآخرين المحتاجين هو أساس 
من أسس مجتمعنا. من البديهي الاعتقاد بأننا نساعد الآخرين لأننا نشاركهم آلامهم.  علم الأعصاب يثبت بأنه عندما نرى شخصًا يتألم ، يقوم دماغنا بتنشيط المناطق اللمسية [في الدماغ] كما لو كنا أنفسنا نحم مو يتألم. بحثت دراسة من سيلينا جالو Selena Gallo (المعهد الهولندي للعلوم العصبية ، KNAW) ما إذا كان تعديل النشاط في المناطق اللمسية في الدماغ هذه عندما كان يشاهدون آلام الآخرين من شأنه أن يغير رغبة الناس  في المساعدة.  النتائج(1)، التي نشرت في 8 مايو 2018 في مجلة  eLife، هي ذات أهمية كبيرة لمعرفة  طبيعتنا الإنسانية الاجتماعية وإيجاد علاجات للمرضى،  كالسايكوباثيين.

للإجابة على السؤال ، باحثون من سوشيال برين لاب (مختبر الدماغ الاجتماعي) Social Brain Lab، بقيادة كل من  فاليريا غازولا Valeria Gazzola  وكريستيان كيزرز Christian Keysers (المعهد الهولندي للعلوم العصبية ، KNAW) ، قدموا  للمشاركين فرصة للتخفيف من ألم تعاني منها ضحية من الضحايا كانت تتلقى ضربات بالحزام على يدها. كان بإمكانهم أن يخففوا من  الأمها وذلك بالتنازل  عن مال الذي كان  بإمكانهم الاحتفاظ به  وأخذه معهم الى بيوتهم  حين كانوا يُخضعون  لقياس  نشاط المنطقة اللمسية في أدمغتهم وُيجرى لهم تعديل عصبي neuromodulation (2).

استخدم الباحثون التخطيط الكهربائي EEG للدماغ، وهي طريقة لقياس النشاط الكهربائي للدماغ،  في المشاركين  الأصحاء. بهذه الطريقة ، وجدوا أن النشاط في القشرات cortices اللمسية [باحات برودمان  Brodmann  1، 2، 3](3)  زاد عندما زاد المشاركون تبرعاتهم. في وقت لاحق قاموا بتعدييل نشاط الدماغ عن طريق استخدام التعديل العصبي(2) neuromodulation.  تبرع المشاركون عادة بالمزيد من المال عندما شعر الضحية بالمزيد من الألم. ولكن عند تعطيل النشاط الناتج من اللمس لوحظت ظاهرتان ذواتا علاقة ببعضهما: (أ) أصبح الناس أقل قدرة على الشعور بمدى الألم الذي يشعر به الشخص الآخر و (ب) لم  يعدلوا من تبرعاتهم بما  يتلاءم مع احتياجات الآخرين.

وظيفة اجتماعية مهمة للقشرات اللمسية
تشير النتائج إلى أن قشراتنا اللمسية(3)، التي تطورت في المقام الأول لإحساس 
أجسامنا باللمس والألم، لها وظيفة اجتماعية مهمة. القشرات اللمسية تساهم في اتخاذ القرارات المؤيدة  للمجتمع (كون الشخص إجتماعيًا)  وذلك بالمساعدة على نقل ما يلاحظ / يشاهد ما يتعرض له بدن  
الضحية من أذىً [ومنه الضرب] إلى شعور دقيق بمدى الألم الذي تعاني منه هذه الضحية. هذا الشعور ضروري لتعديل مساعدتنا لتتلاءم مع احتياجات الآخرين.
.
بالنظر إلى أن  العلاقة  بين التقمص الوجداني(4) للألم وبين السلوك المؤيد للمجتمع الإيجابي على المستوى العصبي تُعد أمرًا بالغ الأهمية لمعرفة طبيعتنا البشرية الاجتماعية واستهداف مقاربات  صيدلانية لمعالجة أسباب الأمراض التي  تصيب  هذه  الآليات بخلل وظيفي ، على سبيل المثال في السايكوباثيين أو في الأطفال الذين يعانون من سمات  لاشعورية قاسية callous unemotional traits.[المترجم: تنطوي هذه السمات على قسوة القلب وعدم احترام الآخر وعدم التقمص الوجداني(4)  معه وهو موع من أنواع اضطرابات السلوك(5).


مصادر من داخل وخارج النص


2- "التعديل العصبي neuromodulation هو عملية فسيلوجية  يقوم فيها عصبون  ما باستخدام واحدة أو أكثر من المواد الكيميائية  في الوسط المحيط من أجل ضبط عمل مجموعة متعددة من العصبونات الأخرى. تسمى المواد الكيميائية المستخدمة في هذه العملية المُعَدِّلات العصبية neuromodulator. تقوم المعدِّلات العصبية نمطياً بالارتباط بمستقبلات مقترنة بالبروتين G  (ميتابوتروبية) من أجل الحث على تأشير سلسلة رسائل متتالية من الإشارات، والتي تعطي بمجموعها إشارة مستديمة، قد يمتد طولها من مئات الميلي ثانية إلى عدة دقائق. تتضمن الآثار الناتجة عن التعديل العصبي كل من الظواهر التالية على سبيل المثال: ضبط التيارات الكهربائية العصبية المعتمدة على الجهد الكهربائي؛ وتغيير نجاعة التشابك العصبي  وزيادة نشاط الاندفاع؛  وإعادة تشكيل الاتصالية المشبكية.

https://ar.wikipedia.org/wiki/تعديل_عصبي





المصدر الرئيس




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق