الجمعة، 25 أغسطس 2023

المصابون بالتوحد يظهرون تكاملًا حسيًا سليمًا للاشارات الصادرة من داخل وخارج الحسم ولكنهم يعانون من خلل في التعبير عن المشاعر


19 يوليو 2021


المترجم: عدنان احمد الحاجي


 

المقالة رقم 234 لسنة 2023 


People with Autistic Traits Shows Intact Integration of Internal-external Sensory Perception but Impaired Emotion Expression


July 29, 2021

الحس الداخلي  Interoception يدخل في العديد من الأجهزة الفسيولوجية المختلفة مثل الجهاز التنفسي والقلب، والجهاز الهضمي، والجهاز الحاس بللألم، وجهاز الغدد الصماء والمناعة(1).


في حياتنا اليومية، تُعرَّف القدرة على دمج ومعالجة الإشارات الصادرة من داخل  أنفسنا باسم "الاحساس (الحس) الداخلي(1)". من المهم بالنسبة لنا تطوير حدودنا الذاتية مع غيرنا والمهارات الاجتماعية وتسهيل التفاعل بين دواخل ذواتنا والبيئة الخارجية [المتمثلة في غيرنا من الناس]. [المترجم: حدودنا الذاتية مع غيرنا هي القدرة على التمييز بين التمثيلات العقلية لأفعالنا (وتصرفاتنا) وتصوراتنا وأحاسيسنا وعواطفنا وبين تلك الخاصة بالآخرين(2)]، 

أثبت مؤخرًا فريق الدكتور ريموند تشان Raymond Chan' من معهد علم النفس التابع للأكاديمية الصينية للعلوم أن دقة الإحساس الداخلي(4) تختلف بشكل كبير بين الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة وبين المراهقين والراشدين غير المصابين بالتوحد.

الأدلة المتراكمة [المتأتية من الاختبارات والتحليلات المتعددة التي أُجريت  لاثبات فرضية معينة] تفيد بأن المصابين باضطرابات طيف التوحد ولديهم أعراض توحد دون العتبة(5) يتسمون بخلل كبير في التواصل الاجتماعي والتعبير عن المشاعر(5) (مثل أليكسيثيميا أو ما يُعرف بفقد المشاعر(6)).

 قد تكون أليكسيثيميا أيضًا بمثابة عقدة مهمة تربط بين عجز / نقص deficit (عدم القدرة على)  الاحساس الداخلي [أي لا يحس لا بالجوع ولا بالعطش ولا بالحرارة ولا بالبرودة(7)] وبين الادراك الذاتي(8) والتقمص الوجداني(9) لدى المصابين بالتوحد، أي لديهم  اضطرابات متشابهة ولكن أقل حدة في مهارات التواصل الاجتماعية [التي تمكِّن الشخص من التفاعل مع الآخرين(10)] مقارنة بحالات التوحد المشخصة سريريًا، كما تظهر عليهم أعراض كل من أليكسيثيميا  وخلل التكامل الحسي للاشارات الصادرة من داخل  وخارج الجسم(11)).

لمواصلة دراسة مثل هذه المشكلة، قام فريق الدكتور ريموند تشان بتطوير مهمة تقدير  التزامن بين الاحساس الداخلي  والاحساس الخارجي (IESJ) لفحص دقة الاحساس الداخلي ودقة الاحساس الخارجي ودرجة التوازن التي تعكس القدرة على تمييز اشارات الاهتمام بين الاحساس الداخلي والاحساس الخارجي لدى المشاركين.

لقد أجروا اختبار الـ IESJ واختبار تتبع نبضات القلب بالإضافة إلى مجموعة من مقاييس التقارير الذاتية على  119 شابًا غير مصاب بالتوحد.

ثم قاموا بتصنيف المشاركين إلى 30 فردًا على أن لديهم سمات توحد منخفضة الأداء و33 فردًا لديهم  سمات توحد عالية الأداء لتحليل البيانات لاحقًا. [المترجم: الفرق بين التوحد عالي الأداء والتوحد منخفض الأداء هو فرق سلوكي. المصاب بالتوحد منخفض الأداء لديه سلوكيات تمنعه من القدرة على ممارسة الحياة اليومية، بينما المصابون بالتوحد عالي الأداء لديهم قدرات مماثلة لأقرانهم غير المصابين بالتوحد(12)]. 

أفادت نتائج دراستهم أن المصابين بالتوحد من مستوى المنخفض الأداء ظهرت عليهم دقة مماثلة في الإحساس الداخلي، وفي دقة الاحساس الخارجي، كما ظهرت عليهم درجات توازن في مقاييس التقارير الذاتية مثل المصابين بالتوحد عالي الأداء . ولكن ما هو جدير بالذكر هو أن انخفاض دقة الاحساس الداخلي ودقة،حساسية الاحساس الداخلي تتلازمان مع  أليكسيثيميا (فقذ المشاعر)، ولا تتلازمان مع سمات التوحد.

لو اخذت النتائج معًا فإنها تعطي نظرة ثاقبة عن العلاقات بين سمات التوحد والتكامل الحسي  للاشارات الصادرة من داخل  وخارج الجسم والاليكسيثيميا.

ثبُت أن مهمة الـ IESJ هي مهمة صالحة لتمييز التكامل الحسي  للاشارات الصادرة من داخل  وخارج الجسم على وجه التحديد لدى المصابين بالتوحد وحتى في الحالات السريرية التي تعاني من اضطرابات طيف التوحد. قد يساعد التطبيق المستقبلي لهذه المهمة في توضيح كيف تُعالج إشارات الاحساس الداخلي في الحالات السريرية المصابة باضطرابات طيف التوحد أو الحالات السريرية الأخرى التي لديها خلل في التكامل الحسي للاشارات الصادرة من داخل  وخارج الجسم.

الدراسة نشرت في مجلة التوحد والاضطرابات النمائية(13) Journal of Autism and Developmental Disorders .



مصادر من داخل وخارج النص

1-  "يمكن وصف الحس الداخلي interoception  بتعريفه المعاصر على أنه الحاسة المتعلقة بالحالة الداخلية للجسم.  قد يحدث هذا بوعي أو بدون وعي. ينطوي الحس الداخلي على عمليات الدماغ المسؤولة عن دمج الإشارات المنقولة من الجسم إلى مناطق فرعية محددة – مثل جذع الدماغ والمهاد والفص الجزيري والجهاز الحسي الجسدي والقشرة الحزامية الأمامية – ما يسمح بتمثيل عالي الدقة للحالة الفيزيولوجية في الجسم.   تبرز أهمية ذلك في الحفاظ على أوضاع الاستتباب في الجسم، وربما تسهيل الإدراك الذاتي."  مقتبس  من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/حس_داخلي


2- https://royalsocietypublishing.org/doi/10.1098/rstb.2015.0083


3- التكامل الحسي  للإشارات الجسمية الصادرة من خارجة (من البيئة المحيطة به) ومن داخله توفر مشاعر منسجمة ومتعددة الحواس (جاءت من أكثر من  الخمس الحواس*  لجسم الفرد. القدرة على الشعور بالأحاسيس الجسدية الداخلية بدقة يشار اليها على أنها دقة الحس الداخلي." ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان 

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5472092/


4- "أعراض التوحد دون العتبة subthreshold autistic" هو التشخيص الذي يستخدمونه لشخص لديه بعض سمات التوحد وليس كلها أو لديه أعراض خفيفة نسبيًا. على سبيل المثال، قد يعاني الشخص من أعراض توحد شديدة في مجال أساسي واحد مثل العجز الاجتماعي، ولكنه لا يعاني سوى من  أعراض خفيفة أو لا يعاني من أي أعراض في مجالات  أساسية أخرى مثل السلوكيات المقيدة [السلوك المركز على شيء واحد فقط) والتكرارية."  ترجمناه من نص ورد على عذا العنوان:

https://www.autismspeaks.org/pervasive-developmental-disorder-pdd-nos


5- "التعبير عن المشاعر (emotional expressions) في علم النفس هي تلك التعابير التي يظهرها الناس حين يتحدثون بسلوكيات لفظية وغير لفظية بطريقة قابلة للملاحظة، ويمكنها أن تنقل الشعور الداخلي أو الحالة الوجدانية. ومن الأمثلة على التعابير عن المشاعر، حركات الوجه مثل التبسم أو العبوس، أو بعض السلوكيات مثل البكاء أو الضحك أو الغضب أو الحزن أو السعادة أو الامتنان. يمكن أن تحدث التعابير عن المشاعر بوجود أو دون وجود الوعي الذاتي. من المفترض أن يكون عند الأفراد تحكم واعٍ بتعابيرهم عن المشاعر، لكنهم لا يحتاجون إلى إدراك واعٍ لحالتهم الشعورية أو الوجدانية من أجل التعبير عن مشاعرهم."  مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تعابير_شعورية


6- "اللامفرداتية أو نقص الانسجام النفسي أو اليكسيثيميا ((alexithymia) أو ما يعرف بـ (فقد المشاعر)، هي حالة ضعف في الشخصية للتعبير عن العواطف والمشاعر والتعلق الاجتماعي، والعلاقات الشخصية. وعلاوة على ذلك، الأشخاص الذين يعانون من اليكسيثيميا يجدون أيضا صعوبة في التمييز بين مشاعر الاخرين وتقديرها.  وذلك ليس لانهم قساة  قلوب، بل العكس صحيح،  فالمصابون بهذه الحالات معروفون بانهم حساسون جداً ولكن يوجد لديهم  كبت repression  يجعلهم في حالة غير متقمصين وحدانيًا _متعاطفين وجدانيًا)  unempathic خارجيًا أي بمعنى لا يعبرون عن مشاعرهم.  نسبة الاشخاص المصابين بهذه الحالة قد تصل إلى حوالي 10% من البشر." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/لامفرداتية


7- https://www.understood.org/en/articles/interoception-and-sensory-processing-issues-what-you-need-to-know#


8- "يعتبر الإدراك الذاتي في فلسفة الذات  تجربة شخصية الفرد أو فرديته.  لا يجب الخلط بينه وبين الوعي من ناحية الكيفات qualia، فالوعي هو إدراك بيئة المرء وجسده ونمط حياته، أما إدراك الذات هو تمييز هذا الإدراك.  الإدراك الذاتي هو كيفية معرفة وفهم الفرد بوعي شخصيته ومشاعره ودوافعه ورغباته. هناك ادراكان ذاتيان رئيسيان: الإدراك الذاتي الداخلي والإدراك الذاتي الخارجي."   مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/إدراك_ذاتي


9-  https://ar.wikipedia.org/wiki/تقمص_وجداني


10- https://ar.wikipedia.org/wiki/مهارات_اجتماعية


11- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_التكامل_الحسي


12- https://www.autismparentingmagazine.com/low-functioning-autism/#:~:text=Level%203%20autism%20is%20the,of%20his%2Fher%20comfort%20zone.


13- https://link.springer.com/article/10.1007/s10803-021-05199-y


المصدر الرئيس

https://english.cas.cn/newsroom/research_news/life/202107/t20210729_276394.shtml


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق