الأربعاء، 9 أغسطس 2023

الجِدة الاجتماعية لها موضع خاص من الدماغ: ألم ألتقِ بك في مكان ما في السابق؟


1 أكتوبر 2020


المترجم: عدنان أحمد الحاجي


المقالة رقم 219 لسنة 2023



Social novelty has a special place in the brain


October 1, 2020


جزء من منطقة المهاد (SuM) ومنطقة الحصين (DG & CA2)

في دراسة نشرت في المجلة العلمية  نتشر(1) Nature، أفاد باحثون في مركز رايكن RIKEN لعلوم الدماغ (CBS) في اليابان أن منطقة من دماغ الفأر تسمى النواة فوق الحليمة supeamammilllary nuceus واختصارًا تُعرف بـ  SuM متخصصة في اكتشاف التجارب الجديدة / الجِدة (غير المسبوقة).  الاستجابات للتجارب المتعلقة بأفراد غير معروفين سابقًا - تسمى الجِدة الاجتماعية social novelty - منفصلة عن تلك المنطقة المتعلقة بأماكن غير مألوفة - تسمى جِدة السياق [ جِدة مكانية] - قبل إرسالها إلى مناطق معينة من مركز تكوين الذاكرة الرئيس في الدماغ. هذا الاكتشاف يمكن أن يساعدنا في فهم تكوِّن الذاكرة الطبيعية، وكذلك الظروف التي يصبح فيها التعرف على المعلومات الجديدة والتفاعل معها متعطلًا. [المترجم:  الجدة الاجتماعية هي تفضيل الفرد استكشاف فرد لم يسبق له مصادفته على قضاء وقت مع فرد يعرفه(2)].  [المترجم:  تتشكل الذاكرة من تغيرات في الخلايا العصبية المعنية نمط نشاط عصبي بنحو يجعل هذا النمط أسهل في إعادة تنشيطه في المستقبل(3)]. 

 تُعتبر مصادفة  أحد الأشخاص لأول مرة أو دخول شقة غير مألوفة تجربة مختلفة كثيرًا عن مصادفة أحد المعارف أو دخول الشخص بيته. تفاعلاته الاجتماعية الطبيعية وقيامه بالأنشطة اليومية(4) وحتى بقاؤه على قيد الحياة كلها تعتمد على كونه قادرًا على التمييز بين المجهول والمألوف. يبدو أن جميع الحيوانات تقريبًا ولدت بهذه القدرة على التمييز، على غرار السلوكيات الفطرية الأخرى، افترض الفريق في معهد رايكن لعلوم الدماغ أن منطقة من الدماغ تسمى منطقة ما تحت المهاد(5) قد يكون لها دور في هذه القدرة.

لاختبار هذه الفرضية، عرّض فريق البحث فئران لنوعين من الجدة: جدة سياقية أو جدة اجتماعية. كان السياق الجديد عبارة عن قفص غير مألوف فيه عدد قليل من العلامات  الارشادية المميزة  وكانت الجدة الاجتماعية عبارة عن فأر صغير غير مألوف. ووجدوا أن النشاط الاجمالي للدماغ في جزء من منطقة ما تحت المهاد تسمى النواة فوق الحليمة  SuM كان أعلى بكثير في هذه الحالات الجديدة منها عندما وُضعت الفئران في أقفاص مألوفة أو بالقرب من فئران مألوفة. يقول قائد الفريق توماس ماكهيو Thomas McHugh: "ما تحت المهاد هي منطقة في الدماغ ، ويُعتقد في الغالب أن لها دورًا  في سلوكيات فطرية مثل التغذية والتزاوج وتربية الأطفال  والعدوان". "تشير معطياتنا إلى أنه يمكن أن تعمل منطقة الـ SuM أيضًا كحلقة وصل بين سلوكيات البقاء على قيد الحياة والوظيفة المعرفية العليا(6)."

اختبار الذاكرة الاجتماعية(7): وُضع فأر صغير غير مألوف في غرفة مع فأر الاختبار لمدة 5 دقائق  ولوحظت طبيعة التفاعل (المربع الأيسر). بعد ساعة واحدة ، وُضع نفس الفأر الصغير في الغرفة مع فأر الاختبار ولوحظت طبيعة التفاعل لمدة 5 دقائق (المربع الأيمن). التفاعل الأقل في التجربة الثانية كان أمارة على أن فأر الاختبار تذكر الفأر الصغير [أي انتفى تأثير الجدة] .



من المثير للدهشة، على الرغم من أن الـ SuM  تدل على الجدة بشكل عام، إلا أن غالبية خلايا دماغ المرء في منطقة الـ SuM استجابت فقط لنوع واحد من نوعي الجِدة   [السياقي أو الاجتماعي]  في الحالات الجديدة.  هذه هي المرة الأولى التي وُجد فيها تمييز بين نوعي الجِدة:  اجتماعي / سياقي داخل دائرة جدة واحدة في الدماغ. من أجل معرفة المدى الذي وصل إليه الفصل بين النوعين ، احتاج الفريق إلى تخليق سلالة فئران معدّلة وراثيًا جديدة من شأنها أن تسمح لهم بمعرفة مدى امتداد هذه الخلايا العصبية SuM بالضبط وماذا تفعل.

بينت سلسلة من التجارب أن الخلايا العصبية في منطقة الـ SuM تتصل بجانبين من الحُصين، والحصين منطقة في الدماغ معروفة بدورها في تكوين الذاكرة وتخزينها. الخلايا العصبية التي كانت انتقائية للجدة السياقية مرتبطة بمنطقة DG (التلفيف المسنن(8)) من الحُصين، بينما تلك الخلايا التي دلت على الجدة الاجتماعية كانت متصلة بمنطقة CA2 من الحصين.

غالبًا ما يستخدم الباحثون اختبارات الجدة لتقييم الذاكرة. الفئران تستكشف أماكن جديدة وتقترب من فئران غير مألوفة لها، مما يجعل هذه السلوكيات قرينة على الجدة، وبالأستنتاج، تُعتبر دلالة على نقص في الذاكرة [المترجم: أي لو لم تكن هناك  ذاكرة لما كانت هناك لا جدة اجتماعية ولا سياقية].

يسمح لنا هذا الاكتشاف الدقيق للجدة السياقية والاجتماعية بتكييف (بملاءمة) سلوكنا بشكل مناسب مع التغيرات في الحياة اليومية. يقول ماكهيو: "معرفة كيف نتعرف على المعلومات الجديدة ونتفاعل معها يعد أمرًا أساسيًا لمعرفة كيف تعمل الذاكرة". "لا يقتصر دور الجدة على تقوية الذاكرة، لدى كل من  الفئران والبشر على حد سواء، بل إن عدم القدرة على التعرف على المعلومات الجديدة والتفاعل معها غالبًا ما يصاحب الاضطرابات النفسية(9). وبالتالي يمكن أن يوفر هذا البحث هدفًا بيولوجيًا يمكن فحصه في مثل هذه الاضطرابات ".



مصادر من داخل وخارج النص

1- https://www.nature.com/articles/s41586-020-2771-1


2- https://med.stanford.edu/sbfnl/services/bm/si/three-chamber.html


3-  https://www.sciencedirect.com/topics/computer-science/memory-formation#:~:text=Memory%20formation%20consists%20of%20changes,to%20reactivate%20in%20the%20future.


4- https://ar.wikipedia.org/wiki/أنشطة_الحياة_اليومية


5- https://ar.wikipedia.org/wiki/تحت_المهاد


6- " الوظائف التنفيذية executive function (يُشار لهذه الوظائف مجتمعة باسم الوظيفة التنفيذية executive function والتحكم المعرفي cognitive control)، هي مجموعة من العمليات المعرفية الضرورية للتحكم المعرفي بالسلوك عن طريق اختيار ورصد السلوكيات التي تيسر تحقيق الأهداف المطلوبة.  تتضمن الوظائف التنفيذية مجموعةً من العمليات المعرفية الأساسية مثل التحكم الانتباهي والكف / المنع inhibition المعرفي والتحكم التثبيطي والذاكرة العاملة والمرونة المعرفية.  تتطلب الوظائف التنفيذية العليا استخدام عدة وظائف تنفيذية أساسية في آنٍ واحد وتتضمن التخطيط والذكاء السائل (مثل الاستدلال وحل المشكلات)." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/وظائف_تنفيذية


7- https://itaintmagic.riken.jp/hot-off-the-press/social-novelty-in-the-brain-havent-i-seen-you-someplace-before/


8- https://ar.wikipedia.org/wiki/تلفيف_مسنن


9- https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/mental-disorders


المصدر الرئيس

https://www.riken.jp/en/news_pubs/research_news/pr/2020/20201001_1/index.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق