19 أبريل 2018
كلية الطب، جامعة ميريلاند
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 217 لسنة 2023
New Research Illuminates Important Links Between Avoidance Behavior and Key Brain Chemicals
19 April 2018
تعرف باحثون على علاقة سببية بين الدوبامين والسلوك المتعلق بتجنب الألم والخوف. |
اكتشف باحثون من كلية الطب بجامعة ماريلاند لأول مرة وجود علاقة سببية مباشرة بين الناقل العصبي الدوبامين والإحجام (تجنب الحوادث / الأحداث السلبية) - وهو السلوك المتعلق بالألم والخوف.
لقد عرف الباحثون منذ فترة طويلة أن الدوبامين يلعب دوراً أساسياً في التأثير في السلوك المرتبط بالرغبات الممتعة(1)، مثل الغذاء والجنس والتفاعل الاجتماعي. بشكل عام ، مستوى الدوبامين المتزايد يرفع من مستوى الدافع نحو هذه الرغبات. لكن دور الدوبامين في السماح للكائنات الحية بتجنب الحوادث السلبية ظل غامضًا.
برهنت هذه الدراسة لأول مرة أن الدوبامين سبب أساسي في السلوك المتعلق بتجنب تهديدات معينة. نشرت الدراسة في 19 أبريل 2018 في مجلة البيولوجيا المعاصرة(2) Current Biology.
"هذه الدراسة تدفع بخطوات الى الأمام ما نعرفه عن كيف يؤثر الدوبامين بشكل منفر في السلوكيات المدفوعة نحو تحقيق رغبات ايجابية (مكافآت) " ، قال الدكتور جوزيف چير Joseph F. Cheer، الأستاذ في قسم علوم التشريح والأعصاب الحبوبة في كلية الطب في جامعة ميرلاند UMSOM ومؤلف الدراسة.
"في الماضي، كنا نفكر في الدوبامين كناقل عصبي معني بالسلوكيات المرتبطة بالسعي وراء المكافآت. وبفضل هذه المعلومات المستقاة من هذه الدراسة، يمكننا الخوض في كيف يؤثر الدوبامين في الكثير من أنواع السلوكيات المدفوعة بتحقيق الرغبات."
حتى نفهم بشكل أفضل الدور الذي يلعبه الدوبامين في هذه العملية، قام الدكتور چير وزملاؤه، بما فيهم المؤلفة الرئيسة الدكتورة جينيفر وينزل Jennifer Wenzel، في مختبر الدكتور چير، بدراسة الفئران، مع التركيز على منطقة معينة من الدماغ، وهي النواة المتكئة(3). تلعب هذه المنطقة الدماغية دورًا حاسمًا في ربط الحاجة أو الرغبة لمكافأة معينة - كالغذاء والجنس، وما إلى ذلك - بالاستجابة الحركية [وهي التصرفات التي تبعث على الحركة(4)] للحصول بالفعل على هذه المكافأة.
لدراسة الفئران تحت ظروف طبيعية استخدم الباحثون تقنية البصريات الوراثية(5) optogenetics، وهي تقنية جديدة نسبيًا تمكِّن من التحكم بمجموعات معينة من العصبونات وذلك بعد بتعريضها للضوء. في هذه الحالة، استخدمت مجموعة الدكتور چير جهاز ليزر أزرق لتحفيز الفئران المعدلة وراثيًا، التي يمكن التحكم في عصبونات الدوبامين لديها لإفراز كميات أكثر أو أقل من الدوبامين. بهذه الطريقة، بات الفريق قادرًا على ملاحظة مدى تأثير مستويات الدوبامين في سلوك الفئران. الميزة الأساس لهذه المقاربة هي ان الباحث يمكنه التحكم في مستويات الدوبامين المفرزة حتى عندما تتحرك الفئران بحرية في بيئتها.
أخضع الباحثون الفئران لصدمات كهربائية ضعيفة، ولكنهم دربوا أيضًا هذه الفئران على كيف تتجنب هذه الصدمات وذلك بالضغط على رافعة صغيرة. باستخدام تقنية البصريات الوراثية(5)، ضبطوا كمية الدوبامين المفرزة من الخلايا العصبية في النواة المتكئة. لقد تعلمت الحيوانات التي لديها مستويات عالية من الدوبامين في هذه المنطقة الدماغية أن تتجنب الصدمة بسرعة أعلى وبوتيرة أكثر من الفئران التي كان مستوى الدوبامين لديها منخفضًا في هذه المنطقة.
يقول الدكتور شير أن هذا يوحي بأن الدوبامين يدفع الفىران دفعًا سببيًا لتفادي المواقف والمؤثرات غير الممتعة أو المؤلمة. النتائج توسع بشكل كبير الدور الذي يلعبه الدوبامين كدافع وراء نوع السلوك.
كما درس الباحثون الدور الذي تلعبه الإندوكانابويدات endocannabinoids [نواقل عصبية ارتكاسية(6)] في هذه العملية. تلعب الإندوكانابويدات، وهي مواد كيميائية في الدماغ تشبه المكونات النشطة في الماريجوانا ( الحشيشة)، أدوارًا رئيسة في العديد من عمليات الدماغ. هنا، وجد الدكتور چير وزملاؤه أن الإندوكانابويدات endocannabinoids تفتح في الأساس البوابة التي تسمح لخلايا الدوبامين العصبية بإصدار فعل جهد fire. عندما خفض الباحثون مستوى الإندوكانابويدات، كانت الفئران أقل احتمالًا بكثير للتحرك وذلك لتتجنب الصدمات الكهربية.
يناقش الدكتور چير بأن هذه الدراسة تسلط الضوء على اضطرابات الدماغ كاضطراب الكرب التالي للصدمة(7) والاكتئاب(8). في حالة الاكتئاب، يشعر المرضى بعدم القدرة على تجنب الإحساس بالعجز (اليأس) في مواجهة المشكلات، ويميلون إلى إجترار الماضي بدلاً من العمل على تحسين وضعهم. وفي حالة اضطراب الكرب التالي للصدمة، لا يستطيع المرضى تجنب الشعور فوق التحمل بالخوف(9) والقلق(10) في مواجهة حالات الإجهاد المنخفض. ويقول إن كلا الاضطرابيين قد ينطويان على مستويات منخفضة بشكل غير طبيعي من الدوبامين ، ويمكن أن ينظر إليهما على مستوى ما كفشل في جهاز (آليات) التجنب.
في كل من الاكتئاب واضطراب الكرب التالي للصدمة، يعالج الأطباء في بعض الأحيان مرضاهم بأدوية ترفع من مستويات الدوبامين، وهناك الآن تجارب سريرية لتجربة استخدام أدوية الإندوكانابويدات لعلاج هذه الحالات. يقترح الدكتور چير أن هذه المقاربة قد تحتاج لأن تستخدم بوتيرة أكثر، وبالتأكيد ينبغي دراستها بمزيد من التفصيل.
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/لذة
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/نواة_متكئة
5 "علم البصريات الوراثي optogenetics) إحدى تقنيات علم الأعصاب التي تسمح بالتحكم بخلايا الدماغ الحية باستخدام الألياف الضوئية ، حيث تعتبر طريقة لتعديل العمليات العصبية باستخدام مزيجا من التقنيات البصرية والوراثية ويتم ذلك من خلال مراقبة ورصد أنشطة كل خلية من الخلايا العصبية داخل الأنسجة الحبة، ومن ثم تعديلها بالشكل المناسب للحد من المرض" مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/علم_البصريات_الوراثي
6- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظام_كانابينويد_داخلي
7- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_الكرب_التالي_للصدمة_النفسية
8- https://ar.wikipedia.org/wiki/اكتئاب
9- https://ar.wikipedia.org/wiki/خوف
10- https://ar.wikipedia.org/wiki/قلق
المصدر الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق