المترجم : عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 261 لسنة 2023
18 سبتمبر 2023
Study Examines What Drives Belief
September 18, 2023
حينما تتعارض السياسة والعلم مع الحقيقة، تتزايد نظريات المؤامرة وتتفشى المعلومات المضللة(1)، يقول باحثو جامعة روتغرز إن للحقائق أهميتها وتفسر لماذا المعتقدات(2) (القناعات beliefs) هي أكثر عقلانية مما قد تبدو عليه. [المترجم: المعتقدات أو القناعات هي الاقتناع أو القبول أو التصديق بأن شيئًا موجود أو أن شيئًا صحيح خاصة ذلك الذي لا يحتاج إلى دليل أو برهان ، كالاقتناع أو التصديق بوجود حياة خارج الإرض، بحسب ما ورد في قاموس اكسفورد. كما عُرف الاعتقاد أيضًا على أنه الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده سواء أكان جقًا أم باطلً(2)].
وفقًا لدراسة(3) نشرت في مجلة سايكولوجي ريڤيو Psychology Review، قام باحثون بتحليل الدراسات السابقة وطرحوا نظرية علمية جديدة يقولون إنها وراء سيكولوجية القناعات. أولئك الذين لا يحدِّثون (لاينقحون) اعتقادهم بناءً على المعلومات الجديدة المتوفرة قد يبدون وكأنهم متأثرين برغبتهم في التصديق / الاقتناع بشيء آخر. ولكن يرى الباحثون أن الإعتقاد (الاقتناع) ليس بهذه البساطة.
«حتى لو كنت ترغب بقوة في الاستمرار في الاقتناع بأن الشمس لا زالت مشرقة، حتى لا تضطر إلى أن تلغي نزهة مخطط لها مسبقًا، فلن تتمكن من الاستمرار في الاقتناع بأن السماء لن تمطر». يقول جوزيف سومر Joseph Sommer، باحث ما بعد الدكتوراه وباحث في علم النفس المعرفي في مركز جامعة روتغرز للعلوم المعرفية: "من ناحية أخرى، الرغبات يمكن أن تتحكم في نوع ثانٍ من معالجة القناعات عقليًا [المترجم: التصديق أو الاقتناع عملية عقلية أساسية منفصلة عن المعتقدات الدينية، بحسب ما ورد عن روديغر جيه سايتز Rüdiger J. Seitz وزملاؤه](4). لو كنت ترغب في أن تبحث فقط عن أدلة تتوافق مع معتقداتك (قناعاتك) وتتجاهل الآراء المعارضة لها، أو تحاول استبعاد أي حجج تتعارض مع معتقداتك، فبإمكانك فعل ذلك.
فلماذا لهذا الأمر أهمية إذن؟؟ يقول سومر، المؤلف للورقة مع جوليان موسولينو Julien Musolino وبيرنيل هيمر Pernille Hemmer، الأستاذين المساعدين في علم النفس والعلوم المعرفية في كلية الفنون والعلوم جامعة روتغرز في مدينة نيو برونزويك في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، هذا يعني أن الناس ليسوا محصنين ضد الحقيقة(5)، حيث من الممكن أن تبقى مؤثرة فيهم بناءً على المعلومات الدقيقة.
يقول سومر: "هذا البحث يعمل على تطوير معرفتنا بسيكولوجية الاعتقاد (الاقتناع)، ويوسع مفاهيمنا عن العقلانية البشرية(6)، ويفتح الباب على مصراعيه أمام فهم أعمق لمدى اختلاف الناس في العلم والسياسة وأسباب هذا الاختلاف".
على الرغم من أن الأمر قد لا يكون سهلاً، إلا أن هناك أمل، كما يقول الباحثون، في أن يتمكن الناس من استخدام نفس مهارات التفكير النقدي(7) للإنفتاح على الحقائق المحدثة بدلاً من استخدام التفكير المنطقي(8) والرغبة في جمع معلومات مضللة منشورة بشكل مقصود [disinformation](10 ، 9) من وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية لدعم معتقداتهم الخاطئة.
"المشكلة هي أن الناس لا يسمحون أبدًا للأدلة بالوصول إلى منظومة معتقداتهم المحدثة [أي تعديل المعتقدات بناءً على ما استجد من معلومات(11))]" كما قال سومر. "عندما تُقذم إليهم أدلة، فإنهم يبذلون الكثير من الجهد لاختلاق الأعذار لرفضها. وحينما ينتهون من ذلك، فلن يكون هناك سبب لتحديث معتقداتهم لأنهم ضربوا مصداقية الأدلة / القرائن تمامًا.
يقول سومر إن علم النفس رسم في كثير من الأحيان صورة متشائمة عن كيف ولماذا نعتقد في (نقتنع بـ) شيء ما . كانت النظرية المقبولة هي أن الناس مهتمون فقط بتأكيد وجهات نظرهم التي يعتقدون فيها بالفعل، وينخرطون في الاستدلال المدفوع(12)، ويكونون عرضة للتحيزات المعرفية(13)).
"يبدو أن هذه الملاحظات تشير ضمنًا إلى أن المعتقدات غير عقلانية تمامًا، أو حتى أن بإمكان الناس الاعتقاد فيما يريدون، بغض النظر عن حقيقة الأمر" يقول سومر.
ليس الأمر كذلك، كما يقول الباحثون. على الرغم من أن الانحياز التأكيدي(14) والاستدلال المدفوع(12) تحت سيطرة الناس، إلا أن تحديث (تنقيح) المعتقد [حسب المعلومات المستجدة] لا يمكن أن يتأثر بالرغبة أو بالاحتياج إلى نتيجة مختلفة. على الرغم من أن الرغبة في البحث عن دليل على الاحتيال fraude يمكن أن تدحض الحجة وتؤثر في الاستدلال المنطقي للفرد وقدرته على إصدار أحكام سليمة، إلا أنها لا يمكن أن تغير تصورهم للحقائق.
ويقولون إن بإمكان الناس أن يقرروا عدم تشغيل القناة التلفزيونية والاستماع الى الأخبار أو تغيير القناة لأنهم خائفون مما سيسمعونه، لكنهم لا يستطيعون أن لا يأخذوا المعلومات في الاعتبار (لا يمكنهم تجاهل المعلومات ) ما لم يبحثوا عن أدلة تدعم معتقداتهم غير العقلانيةة(15).
فهل يعني أن الذين يعتقدون أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2020 قد سُرقت، على الرغم من الأدلة التي تفيد العكس، يمكن أن يتأثروا بالأدلة وليس بالرغبة؟ أو أن أولئك الذين ينكرون أن الأساس العلمي لتغير المناخ قد حُسم قد يقتنعوا بأن الانحباس الحراري الكوني يحدث بسبب احتباس الغازات الدفيئة المنبعثة بسبب النشاط الصناعي البشري؟
يقول الباحثون إن هذا يمكن أن يحدث إذا انفتح الناس على أحدث المعلومات الدقيقة. ومع ذلك، تكمن المشكلة في أن العديد من الناس لا يتلقون سوى مقدار بسيط من الأدلة من مصادر معلومات سائدة ولكن من جانب آخر يتلقون مزيدًا من الأدلة المستندة إلى معلومات زائفة من مصادر اعلامية إشكالية تخبرهم عادةً بأنه لا يمكن الوثوق بالأدلة التي تطوحها وسائل الإعلام الرئيسة.
"هذا لا يعني أن تقديم أدلة دقيقة لهم هو الحل السحري - فمن المرجح أن لا يصدقوا هذه الأدلة ويعملوا على تسفيهها أيضًا،" يقول سومر. "لكن هذا يسمح لنا بمواصلة جهودنا على مستوى الأفكار والمعتقدات / القناعات والأدلة / القرائن وليس محاولة التعامل مع أسباب غامضة غير عقلانية لتبرير اعتقاداتنا / قناعاتنا".
مصادر من داحل وخارج النص
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/معلومات_مضللة
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/عقيدة
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/حقيقة
6- https://ar.wikipedia.org/wiki/عقلانية_(علم_نفس)
7- https://ar.wikipedia.org/wiki/تفكير_نقدي
8- https://ar.wikipedia.org/wiki/تفكير_منطقي
9 - "أن نكون حذرين عندما نتحدث عن المعلومات الخاطئة misinformation والمعلومات المضللة بشكل مقصوة(10) disinformation، حيث يوجد فرق: المعلومات المضللة / الخاطئة تُعرف على أنها "معلومات غير صحيحة أو مضللة" ؛ وتُعرَّف المعلومات المضللة بشكل متعمد على أنها مثل المعلومات المضللة لكنها نشرت عمدًا بغرض التأثير في الرأي العام . الاختلاف الجوهري بين المصطلحين هو غرض التضليل في الثاني.
https://www.merriam-webster.com/dictionary/misinformation
10- https://www.merriam-webster.com/dictionary/disinformatio
11- https://en.wikipedia.org/wiki/Belief_revision
12- "يشير مصطلح الاستدلال المدفوع motivated reasoning إلى ظاهرة اتخاذ القرار بشكل متحيز من الناحية العاطفية. ويصف هذا المصطلح دور الدوافع في العمليات المعرفية (العقلية) مثل اتخاذ القرار وتغيير الموقف الذي يأخذ عددًا من الأشكال منه تخفيف حدة التنافر المعرفي [بين فكرتين متناقضتين]؛ والاعتقادات المتعلقة بالآخرين الذين تتوقف عليها النتائج التي يتوصل إليها الشخص؛ وتقييم الدليل المتعلق بالنتائج التي بتوصل إليها المرء." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/استدلال_مدفوع
13- "الانحياز المعرفي cognitive bias وهو فكرة قوية مسبقة عن شخص ما أو شيء ما، بناءً على معلومات نمتلكها أو ندركها أو نفتقدها، وهذه المفاهيم المسبقة هي اختصارات / اختزالات عقلية ينتجها الدماغ البشري لتسريع معالجة المعلومات، لمساعدته بسرعة على فهم ما يراه، تعمل الأنواع العديدة من الانحيازات المعرفية كأخطاء منهجية في طريقة تفكير المرء الشخصية، والتي تنشأ من تصورات هذا الفرد أو ملاحظاته أو وجهات نظره، هناك أمثلة مختلفة من الانحيازات التي يعاني منه الناس والتي تؤثر في طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا، بالإضافة إلى عملية اتخاذنا القرار تجعل هذه التحيزات من الصعب على الناس تبادل المعلومات الدقيقة أو استنباط الحقائق، ويؤدي الانحياز المعرفي إلى تشويه تفكيرنا النقدي، مما يؤدي إلى احتمال استمرار المفاهيم الخاطئة أو المعلومات المضللة التي يمكن أن تلحق الضرر بالآخرين. تقودنا التحيزات إلى تجنب المعلومات التي قد تكون غير مرحب بها أو غير مريحة، بدلاً من دراسة المعلومات التي قد تقودنا إلى نتيجة أكثر دقة، يمكن أن تجعلنا التحيزات أيضًا نرى أنماطًا أو روابط بين أفكار غير موجودة بالضرورة." مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.almrsal.com/post/1071565
14- " الانحياز التأكيدي (confirmation bias): انحياز سلوكي يُقصد به تفسير البيانات أو المعلومات بطريقة تدعم المعتقدات والافتراضات والتوقعات الموجودة لدى الفرد مسبقاً، بغض النظر إن كان ذلك عن قصد أو دون قصد. من أمثلة هذا التحيز متابعة وسائل الإعلام التي تؤكد آراءك المسبقة، وتجاهل وسائل الإعلام الأخرى.. مقتبس من تص ورد على هذا العنوان:
https://hbrarabic.com/المفاهيم-الإدارية/الانحياز-التأكيدي
15- "المعتقدات غير العقلانية irrational beliefs هي معتقدات شخصية لا أساس لها في الواقع. مثال على هذا الاعتقاد هو أنه يجب أن يكون الشخص محبوبًا ومقبولًا من قبل الجميع حتى يشعر بالسعادة أو بتقدير الذات. وهذا غير منطقي لأنه لا يمكن تحققه." ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
المصدر الرئيس
https://www.rutgers.edu/news/study-examines-what-drives-belief
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق