الجمعة، 20 أكتوبر 2023

هل تحتاج إلى الاعتذار إلى الشخص لو رفضت طلبه ؟

 


7 سبتمبر 2017


المترجم : عدنان احمد الحاجي


المقالة رقم 290 لسنة 2023



Sometimes You Shouldn't Say Sorry



 September 7, 2017


الاعتذار

تخيل أنك عرفت أن صديقك يجتمع مع زملائكما في العمل لتناول طعام الغداء معًا في كل يوم جمعة. طلبت الانضمام اليهم، ولكن صديقك رفض طلبك. هل اسلوبه الذي  صاغ به رفض طلبك جعلك تشعر بجرح نفسي من جراء شعورك برفضه لك؟ أو لو حدث أن دعاك صديقاك  لحضور حفل زفافهما في نفس الليلة، ولا يمكنك إلَّا  حضور حفل زفاف واحد منهما،  فكيف سيكون  شعور  الآخر لو رفضت حضور حفل زفافه حتى لو اعتذرت له.

كشفت دراسة(1) نشرت في المجلة المفتوحة : فرونتيرز  سيكولوجي  Frontiers in Psychology,، أن الاعتذار عندما ترفض شخصًا [أو ترفض طلبه / دعوته وما الى ذلك] رفضًا اجتماعيًا(2) يمكن أن يكون له تأثير معاكس للمراد.

 "خلافًا للاعتقاد السائد، فإن الاعتذارات لا تلطف من صدمة الرفض،" كما تقول الدكتور جيلي فريدمان Gili Freedman، المؤلف الرئيس لهذه الدراسة من كلية دارتموث، في هانوڤر، نيوهامبشير، الولايات المتحدة الأمريكية:

"معظم الناس لديهم شعور بالرغبة في التقليل إلى الحد الأدنى من الشعور بالجرح النفسي (بالشعور بالأذى)  الذي يصيب الشخص المرفوض ، ولكن كيف بالضبط  يُقْدم  الرافضون على الاعتذار ؟ دراستنا ترى أنه على الرغم من حسن نواياهم، فإن الناس يمارسونه بالأسلوب الخاطيء، وغالبًا ما يعتذرون، ولكن هذا يجعل المرفوضين اجتماعيًا أكثر  استياءً ، ومع ذلك يضطرون إلي أن يصفحوا عن الرافضين لهم قبل حتى أن بكونوا مستعدين للتقبل والصفح  عن رافضيهم ".

وقد ركزت الدراسات السابقة على المرفوض اجتماعيًا، بدلًا من التركيز على أولئك الذين يمارسون هذا الرفض والأسلوب الذي يستخدمونه للاقدام على ذلك الرفض. يمكن أن تكون هناك حالات يضطر الناس إلى عدم قبول جميع الدعوات أو يرغبون في تجنب لقاء اجتماعي، ولكن الكثير لا يعرفون كيف يمكنهم  حماية مشاعر أولئك الذين يرفضون لهم  دعواتهم أو يرفضون الالتقاء بهم [أس مورس بحقهم الرفض] .

فالأعراف الاجتماعية تملي علينا (تجعلنا مضطرين) أن نصفح عن بعض الناس  إذا ما اعتذروا لنا، مما يضع المرفوضيين اجتماعيًا في موقف صعب (حرج) قبل أن يصبحوا  مستعدين نفسيًا لهذا الصفح أو إذا ما اعتقدوا  أن اعتذار  الرافض لهم كان غير صادق في اعتذاره ذاك.  مع أخذ ذلك في الاعتبار، أجرت الدكتور فريدمان عدة اختبارات مختلفة لتقييم مدى تواتر ادراج الاعتذار في عمليات الرفض وكيف يشعر  ويستجيب لها المُعتذَر إليهم (المرفوضين).

"سألنا أكثر من ألف شخص كانوا في مدينة هانوڤر يحضرون مهرجانات مختلفة حتى نتمكن من الحصول على مجموعة واسعة من المشاركين وذلك بالاستفادة من وقت فراغهم عندما كانوا ينتظرون في الطوابير."

ووجد الباحثون أن 29٪ من الناس ضمّنوا  اعتذاراً عندما طلب منهم كتابة "اسلوب جيد لقول "لا" حينما يُطلب منهم طلبًا اجتماعيًا، مثل الطلب من شخص امكانية الالتقاء معًا أو أن يصبحا زميلي غرفة / شقة مرة أخرى. وعندما سئلوا عن كيف سيكون شعورهم حين يجدون أنفسهم في نفس الوضعية،  أولئك الذين تلقوا رفضًا اجتماعيًا مع  اعتذار  أفادوا عن شعورهم بجرح نفسي أكثر مما شعروا به من الرفض لوحده [بدون اعتذار].

ثم قامت الدكتور فريدمان بتجارب حضورية (وجهاً لوجه بين الرافض والمرفوض) لعملية الرفض مصممة خصيصًا للأخذ في  الاعتبار حقيقة أن الناس لا يحبذون الاقرار بمشاعرهم السلبية حين يُرفَضون، كالشعور بألم الرفض.

"نحن نعلم أن الناس في كثير من الأحيان لا يرغبون في أن يقروا بأن مشاعرهم جرحت، "لذلك في بعض الدراسات، نظرنا في مدى رغبة الناس في الانتقام من الرافض،" كما أوضحت الدكتور فريدمان. "على وجه التحديد، نظرنا إلى الدرجة التي فرض بها المرفوضون اختبار طعم الصلصة الحارة غير المستساغ على رافضيهم." [اختبار الصلصلة الحارة هو نموذج من نماذج الرفض الانتقامي يعطيه المرفوض للرافض الذي ينفر من الصلصلة الحارة المعطاة، حيث تعتمد حرارة الصلصلة على مدى اجساس المرفوض بالجرح النفسي لوقع الرفض عليه(3)].

وأثبتت أن هؤلاء الذين اعتُذر لهم حين رُفضوا من المشاركة في مجموعة من المهام الجماعية، والتي تضمنت اختبار تذوق الصلصة الحارة، انتقموا من خلال تخصيص مزيد من الصلصة الحارة انتقامًا من الشخص الذي رفضهم. كان هذا بالرغم من إخبارهم  أن لدى رافضيهم نفورًا قويًا من الصلصة الحارة!

أخيرًا، طلب الباحثون من المشاركين مشاهدة مقطع فيديو عن الرفض حين حدوثه [حينما يرفض شخص شحصًا آخر] ، لتقييم ما إذا كانت مشاعر التسامح يمكن أن تتأثر. اعتقد أولئك الذين شاهدوا المعتذر اليهم أن من شأنهم [أي من شأن المشاهدين] أن يشعروا بأنهم مجبرون على التعبير عن مسامحتهم للرافضين المعتذرين ، على الرغم من أنهم (أي الذين شاهدوا الفيديو] لم يشعروا بوقع الرفض عليهم.

تأمل الدكتور فريدمان في تعزيز هذا البحث وذلك باختبار ما إذا كان الرافض يحمي مشاعره بالفعل لو اعتذر للمرفوض .

"قد يشعر الرافضون بالتحسن تجاه أنفسهم لو اعتذروا. ونحن نعتزم اختبار متى يكون لدى الرافضين دافع للشعور بالتحسن تجاه أنفسهم ومتى يفضلون وضع احتياجات المرفوض لاعتذارهم قبل احتياجاتهم لحماية أنفسهم."



مصادر من داخل وخارج النص

1- https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fpsyg.2017.01375/full


2- https://ar.wikipedia.org/wiki/رفض_اجتماعي


3- https://link.springer.com/article/10.1007/s00406-022-01503-8


المصدر الرئيس

https://medicalxpress.com/news/2017-09-shouldnt.html?

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق