الأحد، 29 أكتوبر 2023

كيف تطيل العلاقات الاجتماعية الوثيقة العمر

 

7 سبتمبر 2017



المترجم : عدنان احمد الحاجي



المقالة رقم 299 لسنة 2023



How Do Close Relationships Lead to Longer Life?



SSeptember 7, 2017



علي الرغم من أن  الأبحاث الحديثة بينت أن الشعور بالوحدة يمكن أن يلعب دورًا في الوفاة المبكرة، إلَّا أن علماء النفس يهتمون أيضا بالآليات التي تؤثر من خلالها العلاقات الاجتماعية والروابط  الشخصية الوثيقة في الصحة. العدد الخاص من مجلة امريكان سايكلوجي(1) American Psychologist®  (المجلة الرائدة  التي تصدرها الجمعية السايكلوجية الامريكية)، يقدم لمحة عامة عن الأسس العلمية للعلاقات الاجتماعية ويؤسس  لحالة يمكن  لباحثي علم السيكولوجيا  العمل معًا على جعل للعلاقات الوثيقة  أولوية من حيث الصحة العامة.

"الأوراق العلمية المنشورة في هذا العدد الخاص تمثل الأبحاث المتقدمة في  القضايا المحورية في دراسة العلاقات الوثيقة [العلاقات البينية بين شخصين أو أكثر(2)] والصحة. هذه الأوراق استفادت من علم  العلاقات(3) وعلم نفس  الصحة(4)، وهما مجالان متميزان من مجالات البحث العلمي لهما تاريخ مستقل عن بعضها "، كتبت محررة العدد الخاص كريستين دونكيل شيتير Christine Dunkel Schetter،  في  مقدمة العدد(5). "الهدف من عدد المجلة  الخاص هذا هو سد الفجوة بين هذين التخصصين [علم العلاقات وعلم الصحة] لتحسين نوعية وفوائد البحوث والممارسة الصحية في المستقبل".

وتركز الأوراق العلمية المنشورة في هذا العدد على مواضيع تشمل مدى تأثير العلاقات الصحية في بواكير الحياة في الصحة البدنية والعقلية في مرحلة الطفولة وما بعدها؛ ودور العلاقات الحميمية في أمراض القلب التاجية. والحاجة إلى التركيز على شركاء الحياة عند علاج المصاب بأمراض مزمنة؛ كما أن المسارات البيولوجية المتزايدة التعقيد تنطوي على ربط هذه العلاقات بالصحة.

يقول دونكيل شتر Dunkel Schetter، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "الصعوبة لا زالت تتمثل في ترجمة المعرفة الحالية والمستقبلية إلى تدخلات لتحسين العلاقات الاجتماعية لصالح الصحة البدنية والعقلية."

وقد احتوى هذا العدد الخاص للمجلة على جملة من الأوراق، منها ما يلي عوانينها وموجز عنها: 


1- تعزيز التواصل الاجتماعي كأولوية للصحة العامة في الولايات المتحدة

توضح هذه الورقة(6) إمكانات رفع مستوى التواصل الاجتماعي الواعد كأولوية للصحة العامة. تفيد مجموعة  من الأدلة العلمية  الرصينة إلى أن شعور الشخص بوجوده ضمن علاقات وثيقة عالية الجودة وارتباطه اجتماعيًا مقترن بانخفاض احتمال الوفاة المبكرة. تعد العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة والخلاف في العلاقات من عوامل احتمال مُثْبتَة تؤدي إلى اعتلال الصحة [أي عدم قدرة الشخص على القيام بالوظائف البدنية والذهنية والاجتماعية  المطلوبة لسد حاجاته] . على الرغم من أهمية التواصل الاجتماعي(7) من أجل صحة جيدة، إلا أن هناك تلكؤ  من أكثر من جهة  في اعتبار التواصل الاجتماعي أولوية للصحة العامة، وفقًا للمؤلفين. تقدم هذه الورقة لمحة عامة عن مدى المشكلة (ما يصل إلى 43 بالمائة من كبار السن في الولايات المتحدة الذين يزيد سنهم عن 60 عامًا يعانون من الشعور بالوحدة المزمنة أو الشديدة) وتقدم الورقة اقتراحات حول كيفية ادراج العلاقات الاجتماعية كأولوية من أولويات الصحة العامة  وذلك بإجراء البحوث وتطوير التدخلات لتحسين التواصل الاجتماعي .

2- "التفاعل والتواصل الاجتماعي  يربطان العلاقات الوثيقة بالصحة"    بإمكان العلاقات الوثيقة أن تحفظ الصحة وتعززها بطرق مختلفة. تقدم هذه الورقة(8) نظرة عامة لفهم مدى تأثير العمليات الشخصية [التفاعل والتواصل الاجتماعي بين الأشخاص ((9)] في الصحة والمرض. على سبيل المثال، في أوقات التوتر، بإمكان العلاقات أن تساعد في حماية الصحة من آثار تلك الأوقات السلبية، بينما في الأوقات الأكثر سلمًا، يمكن أن تعزز العلاقات المشاعر الإيجابية والتطور الشخصي(10) والسلوكيات المعززة للصحة [كممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي  وتجنب التدخين والكحوليات] . كما يدرس المؤلفون الآثار الصحية السلبية الناجمة عن العزلة الاجتماعية عبر العلاقات العدائية أو الرفض الاجتماعي، بالإضافة إلى ما هو معروف عن العوامل الموثرة في هذه التأثيرات، كالعوامل العاطفية والبيولوجية.


3- "ادراج التنوع الثقافي للأسرة والعلاقات الوثيقة في دراسات الصحة" 

تؤثر الثقافة - سواء أكانت عرقية أو إقليمية أو طبقة اجتماعية أو دينية - في العلاقات الوثيقة بين الناس بطرق مهمة. بإمكان  الفهم الدقيق للتنوع الثقافي في العمليات النفسية أن يوضح مدى تصور الأشخاص لعلاقاتهم، وما يتوقعونه منها، وكيف تؤثر العلاقات في الصحة. تستكشف هذه الورقة(11) ثقافتين متميزتين (ثقافة شرق آسيا والثقافة اللاتينية) لتسليط الضوء على كيف تختلف العلاقات وارتباط العلاقات بالصحة وفقًا لاختلاف الثقافة. يتطلب  تطوير استراتيجيات لزيادة الروابط الاجتماعية مراعاة التنوع الثقافي للتوصل إلى دراسات وممارسات مستقبلية يمكن أن تفيد جميع الناس استفادة قصوى.

4- "العلاقات الأسرية الوثيقة والصحة في مرحلة الطفولة

علاقات الأطفال والمراهقين في أول حياتهم  قد يكون لها تداعيات مهمة على  الصحة طوال حياتهم. العلاقات المريحة من ناحية  الأهمية العاطفية ابتداءً من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ مقترنة بصحة بدنية أفضل. بإمكان العلاقات الأسرية الوثيقة أن تخفف من تأثير المحن والشدائد في الصحة البدنية طوال الحياة. طرح  المؤلفون(12) نموذجًا لدراسة  كيف تنشأ وتتطور جوانب العلاقات الأسرية - مثل الدعم والخلافات والالتزامات والسلوكيات التربوية  - بمرور الزمن  وكيف تلعب هذه الخصائص دورًا في الحماية من الآثار السلبية  لمحن مرحلة  الطفولة في الصحة.

5- "الروابط الاجتماعية الوثيقة والصحة في مرحلة الشيخوخة : نقاط القوة ونقاط الضعف

يشيخ العالم بمعدل غير مسبوق، حيث يمثل كبار السن الشريحة السكانية الأسرع نموًا في معظم البلدان المتقدمة اقتصاديًا والبلدان النامية. تقدم هذه الورقة(13) لمحة عامة عن دراسة نقاط القوة ونقاط الضعف في الروابط الاجتماعية في مرحلة الشيخوخة. على سبيل المثال، كبار السن يفيدون عمومًا عن الروابط الاجتماعية الداعمة والمرضية عاطفيًا، ويتخذون خطوات للحد  من العلاقات الاجتماعية السلبية. ومع ذلك، يمكن أن يعاني كبار السن أيضًا من علاقات عدائية أو المتأرجحة (المختلطة بين الايجابية والسلبية)  أو فقدان العلاقات الوثيقة من جراء موت عزيز. يناقش المؤلفون أيضًا الاتجاهات الديموغرافية المتغيرة، مثل الاعتماد المتزايد على أفراد من خارج الأسرة للحصول على الدعم الاجتماعي، ويقترح المؤلفون اتجاهات مستقبلية للبحوث في هذا المجال.

6- العلاقات الحميمة وتكيف الشخص وأمراض القلب التاجية: الآثار المترتبة على الارتباطات المتداخلة في عوامل الخطر  النفسية الاجتماعية(14)

الزواج يقلل بشكل عام من احتمال الإصابة بأمراض القلب التاجية. ومع ذلك، فإن جودة هذه العلاقات مهمة، حيث أن العلاقات المتوترة أو المضطربة ترتبط بزيادة احتمال الاصابة بأمراض القلب التاجية. غالبًا ما تُجرى دراسة جودة العلاقة كعامل احتمال بالاصابة بأمراض القلب التاجية بشكل منفصل عن نوع شخصية الفرد وعوامل احتمالا انفعالية، كالغضب أو الاكتئاب، ولكن هذه العوامل يمكن أن تؤثر أيضًا في جودة العلاقة. في هذه الورقة، طرح المؤلفون مقاربة بديلة ومتكاملة للدراسة تجمع بين عوامل العلاقة البينية  والعوامل الفردية لفهم تأثيرها بشكل أفضل في احنمال الإصابة بأمراض القلب التاجية وتاريخها.

7- "المسارات التكاملية التي تربط العلاقات الأسرية الوثيقة بالصحة: منظور كيميائي عصبي

لقد ارتبطت نوعية حياة الشخص العائلية، سواء أكانت باتجاه الأفضل أم باتحاه الأسوأ، بالصحة البدنية. ومع توثيق الدراسات لهذه العلاقة بشكل متزايد، فإن الخطوة التالية المهمة هي تحسين النماذج النظرية وفهم الآليات البيولوجية المعنية. تستخدم هذه الورقة(15) الية عمل الأوكسيتوسين(16) كمثال على كيف تربط المسارات البيولوجية المعقدة بين العلاقات الأسرية الإيجابية أو السلبية بالصحة البدنية. الأوكسيتوسين هو هرمون قوي يُفرز استجابة للعلاقات الوثيقة ويساعد على تسهيل تكوين العلاقات والروابط الاجتماعبة / الحميمية البينية . بل قد يكون للأوكسيتوسين  تأثيرات أخرى في الصحة. فهو يمنع إفراز هرمون الكورتيزول، مما يحد من آثار التوتر السلبية. وهناك أيضًا أدلة، في النماذج الحيوانية، على أنه يمكن أن يحمي من النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم وحتى من السمنة.


مصادر من داخل وخارج النص

1- https://www.apa.org/pubs/journals/special/4017314


2- https://ar.wikipedia.org/wiki/علاقات_بين_الأشخاص


3- "علم العلاقات relationship science هو مجال متعدد التخصصات مخصص للدراسة العلمية لعمليات العلاقات بين الناس. نظرًا لطبيعته متعددة التخصصات، يضم علم العلاقات باحثين من خلفيات مهنية مختلفة في علم النفس (مثل علماء النفس السريري والاجتماعي والتنموي) وخارج علم النفس (مثل علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع وعلماء الاقتصاد  وعلماء الأحياء)، ولكن معظم الباحثين الذين لهم علاقة بهذا المجال هم علماء نفس من الناحية التخصصية. بالإضافة إلى ذلك، تركيز علم العلاقات من الناحية التاريخية ينصب  على العلاقات الوثيقة والحميمية [الجسدية أو / و العاطفية]، والتي تشمل في الغالب تلك التي بين الأزواج، والعلاقات بين الوالدين والطفل، وما بين الأصدقاء وداخل الشبكات الاجتماعية، ولكن بعض علماء هذا التخصص يتناولون  بالدراسة أيضًا العلاقات الاجتماعية الأقل بروزًا، مثل تلك التي بين الزملاء والمعارف."  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Relationship_science



4- https://ar.wikipedia.org/wiki/علم_النفس_الصحي


5-  https://www.apa.org/pubs/journals/releases/amp-amp0000158.pdf


6- https://www.apa.org/pubs/journals/releases/amp-amp0000103.pdf


7- https://ar.wikipedia.org/wiki/تواصل_اجتماعي


8- https://www.apa.org/pubs/journals/releases/amp-amp0000129.pdf


9- https://psych.la.psu.edu/about-us/research/interpersonal-processes/


10- https://ar.wikipedia.org/wiki/تطوير_الذات


11- https://www.apa.org/pubs/journals/releases/amp-amp0000122.pdf


12-  https://www.apa.org/pubs/journals/releases/amp-amp0000067.pdf


13- https://www.apa.org/pubs/journals/releases/amp-amp0000104.pdf


14- https://www.apa.org/pubs/journals/releases/amp-amp0000123.pdf


15- https://www.apa.org/pubs/journals/releases/amp-amp0000049.pdf


16- https://ar.wikipedia.org/wiki/أوكسايتوسين


المصدر الوئيس

http://www.apa.org/news/press/releases/2017/09/close-relationships.aspx


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق