8 نوفمبر 2023
المترجم: عدنان احمد الحاجي.
المقالة رقم 322 لسنة 2023
How to Talk with Your Kids—and Get Them to Talk with You
November 8, 2023
لن تنسى روبين سيلفرمان Robyn Silverman أبدًا ما كانت تشعر به حينما تعرضت للتنمر عندما كانت طفلة،
في إحدى اللحظات المؤثرة والمؤلمة بشكل خاص، طلبت معلمة سيلفرمان [لما كانت طفلة] منها الخروج من الصف واستدعت بقية طالبات الصف معًا لمناقشة أسلوب معاملتهن لزمليتهن. عندما أُعيدت سيلفرمان، إلى الصف خاطبتها المعلمة باسمها. وتتذكر قائلة: "كان جميع الأطفال ينظرون إلي، وسألتني المعلمة: ماذا تريدين أن تقولي؟ فقلت في نفسي: لا أريد أن أقول شيئًا، ماذا تريدين أنت أن تقولي؟ لقد كنتُ مجرد طفلة". لم أكن أعرف ماذا أقول. ولم أكن الشخص الذي يجب أن يقول أي شيء.
الآن، بصفتها خبيرة ذائعة الصيت في نماء الطفل(1) والتواصل مع الأطفال، تهدف سيلفرمان، إلى منح أولياء الأمور الأدوات اللازمة للتحدث والحوار مع أطفالهم عن التنمر - أو أي موضوع صعب آخر [المترجم: المواضيع الصعبة هي ما يتعلق بالتنمر أو وفاة عزيز أو التفجع أو إيذاء النفس أو العنف الأسري أو سوء المعاملة / سوء الاستغلال، بحسب التعريف(2)]. كتابها الأخير، وهو الكتاب الأكثر مبيعًا "كيف تتحدث مع الأطفال عن أي شيء: نصائح ونصوص وقصص وخطوات لجعل حتى أصعب الحوارات حوارات سهلة(3) How to Talk to Kids About Anything: Tips, Scripts, Stories, and Steps to Make Even the Toughest Conversations Easier"، يعرض أساليب قائمة على الدراسات العلمية لأنواع المناقشات التي غالبًا ما يشعر أولياء الأمور وغيرهم أنهم تنقصهم الخبرة أو القدرة على ادارة هذه المناقشات والحوارات .
التقت صحيفة تافتس الآن Tufts now التابعة لجامعة تافتس في بوسطن الأمريكية بـ سيلفرمان، التي حصلت على درجة الدكتوراه. في نماء الطفل(1) من جامعة تافتس، لمناقشة أهم نصائحها المتعلقة بأساليب التحدث والحوار مع الأطفال، مهما كانت طبيعة الموضوع المطروح للحوار معهم.
في النهاية، تقول سيلفرمان، مدى العلاقة بين ولي الأمر والطفل هي المهمة في هذه المسألة. [المترجم: يبدو أن الأم هي من أوضح مصاديق ولي الأمر في حالة الطفل وإن كان للأب دور فعال في هذه المسألة] . وتوضح قائلة: "تفيدنا الدراسات دائمًا أنه عندما نناقش مواضيع صعبة(2) مع الأطفال، فإن احتمال انخراطهم في سلوك محفوف بالمخاطرة والمجازفة سيصبح أقل بكثير مما لو تُركوا ولم يتحدث معهم أحد". "بل هم من يريد التحدث إلينا – حتى حول المواضيع الصعبة جدًا [المترجم: بعض الأمثلة عن المواضيع الصعبة مذكورة أعلاه]."
إليك بعض النصائح عن كيف تبدئين الحديث والحوار مع طفلك.
1- لا تجبري طفلك على الاستماع لرأيك وقبوله، بل استمعي له فقط.
تقول سيلفرمان: "كثيرًا ما أُسأل عما يجب أن نتحدث عنه مع الأطفال، ومتى يجب أن نتحدث لو اردنا إن نتحدث عن هذه المواضيع. في معظم الأحيان، لا يتعلق الأمر بإجباره على الاستماع لرأيك وقبوله، بل يتعلق باستماعك له / إليه . [المترجم: يقولوون أن هناك ثمة فرق بين الاستماع له والاستماع إليه، فالأولى تنطوي على ما يتجاوز الاستماع الى الاستجابة والقبول، بينما الثانية لا تنطوي إلَّا على مجرد الاستماع. اظن أن المقصود في النص هنا هو الاستماع له لا فقط الاستماع إليه ولكن بعد التقييم الحصيف لما يقوله أو يطلبه].
على سبيل المثال، سألتها ابنتها البالغة 14 عامًا مؤخرًا: "ماذا لو كنتُ في حفلة وكانت صديقاتي يرتكبن بعض الأشياء غير المسموحة ؟ ماذا لو كنت ارتكبتها أنا أيضًا؟ هل ستغضبين علي وما مدى غضبك حينئذ، وما مدى المشكلات والمتاعب التي سأتعرض لها؟
بالنسبة إلى سيلفرمان، كانت هذه بمثابة "القاعدة الذهبية للتربية " - وهي اللحظة المثالية لتخبر ابنتها بشيء كانت مستعدة له بالفعل. قالت لها: الشيء الذي أريدك أن تعرفيه في تلك اللحظة هو أنني سأستجيب لك دائمًا بغض النظر عن أين أنت وفي أي وقت كان. لن تتعرضي إلى مشكلة أو متاعب أبدًا لو أخبرتيني بالحقيقة أو طلبتي مني المساعدة." كما أوضحتُ أريد أن أتحدث معها مرة أخرى قريبًا عن كيف يمكن أن تتصور نفسها في مثل هذا الموقف من البداية، ولكن ما هو أكثر أهمية. هو أنها تعرف أنها تستطيع الاتصال بي وطلب مساعدتي في أي وقت أو مكان.
توقعت سيلفرمان أنها تريد أن تقول ذلك لابنتها يومًا ما؛ وبالاستماع اليها، وجدت اللحظة المناسبة لنقل الرسالة التي تريد أن توصلها إليها.
2- اعرفي الأسلوب الذي يروق لطفلك.
تقول سيلفرمان: لا يمكن الحديث أو الحوار مع كل طفل بنفس الأسلوب. "قد يكون لديك طفل بالغ الحساسية أو طفل حركي بشكل مفرط. يتفاعل بعض الأطفال بشكل أفضل مع القصص، والبعض الآخر معجب بالأشياء العلمية و بالإحصائيات. لا يوجد اسلوب واحد يلائم الجميع على الإطلاق."
تنصح سيلفرمان بأن المهم هو أن تعرفي الأسلوب الذي يروق لطفلك. إذا كان لديك أكثر من طفل واحد، فاعلمي أنك قد تحتاجين إلى أساليب مختلفة لكل واحد منهم.
وينطبق نفس المفهوم بشكل عام على كل المواضيع. مواضيع كـ "الموت، والأخطاء والإخفاقات والصداقة والمال والميزانية - في هذه المواضيع جميعنا يأخذ التطرق إليها مع الأطفال بعين الاعتبار، ولكن لا نعتني بها لأننا نعتقد أن "شخصًا آخر سيقوم بهذه المهمة" أو " هؤلاء لم يصلوا بعد إلى مرحلة عمرية كافية للتحدث معهم عنها،" تقول سيلفرمان. لكن، بالعكس، دائمًا ما يكون الأطفال قد بلغوا المرحلة العمرية الكافية والملائمة للحديث معهم عن بعض جوانب / أوجه أي موضوع كان. بالإمكان مقاربة ذلك بالانخراط في سلسلة من الحوارات البسيطة والقصيرة التي من شأنها أن تضع الأساس لحوارات أكثر أهمية - التي تتناول المواضيع الصعبة [مثل تلك المذكورة أعلاه] التي من شأنها أن تأتيَ لاحقًا، عندما يكون مستوى الرهانات عالٍ.
3- لا تخشي من الإحراج أو ارتكاب أخطاء.
تلاحظ سيلفرمان أنه من السهل، خاصة عندما تشعرين أنت أو طفلك بالحرج، أن توقفي الحوار بينكما. "ولكن يمكنك دائمًا العودة إليه، والاعتراف بالخطأ الذي حدث، والبدء من جديد."
على سبيل المثال، تقول سيلفرمان: "بإمكانك أن تذهبي إلى طفلك لاحقًا وتقولي له: "لقد سألتني سؤالاً في ذلك اليوم، وأنا أوقفته". فقد كنت أشعر بالحرج، ولكن أريدك أن تحصل على المعلومات الصحيحة." أو، "عندما أجبتُ على سؤالك في ذلك اليوم، كنت أتمنى لو سألتك عن رأيك في الإجابة حيث لاحظتُ وكأنك تحاول أن تخبرني بشيء ، لكني لم أكن أستمع لك / إليك بالفعل. هل تتمكن من معاودة ذلك مرة أخرى؟
حتمًا، سواء مضى الحوار كما ينبغي أم لم يكن كذلك، لكن لا يزال بالإمكان أن يكون هناك حرج، كما تقول سيلفرمان. "لكن أطفالك لا يزالون يرغبون في الحديث معك. يريدون أن يعرفوا منك، وأنتِ تريدينهم أن يعرفوا منك ذلك ، لا أن يذهبوا إلى الإنترنت أو إلى طفل آخر يجلس في مؤخرة الحافلة. بإمكانهم أن يأتوا إليك ويسألوا عن أي شيء مهما كان.
4- إذا لم تكن ولي أمر فقد تكون معلمًا / معلمة أو مدربًا / مدربة أو أي شخص آخر يقضي وقتًا مع الأطفال، فكن جسرًا للوصول إلى الأشخاص المناسبين.
تشير الأبحاث إلى أن العديد من الشباب الصغار لا يشعرون أن لديهم ثلاثة كبار حولهم. [أب / أم أو معلم / معلمة أو مدرب / مدربة) على الأقل يمكنهم اللجوء إليهم في الأوقات الصعبة ويسألونهم. "أنا دائما أقول، كن واحدًا من هؤلاء الثلاثة. إذا لم تكن الشخص الذي يحتاجون إلى الحديث معه أو التحدث إليه، فكن الواسطة التي تربطهم بالشخص المناسب. يحتاج الأطفال إلى أن يكون جميع من حولهم من أولياء أمور / معلمين أو مدربين نقطة انطلاق حتى يتمكنوا من الانطلاق منها إلى العالم بأفكار سليمة / صحيحة وبمعرفة جيدة بهويتهم وبمن يرتبطون به ويتفاعلون معه من الناس الآخرين.
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/تطور_الطفل
2- https://foundrybc.ca/info-tools/tough-topics/
3-
المصدر الرئيس
https://now.tufts.edu/2023/11/08/how-talk-your-kids-and-get-them-talk-you
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق