20 يوليو 2015
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 343 لسنة 2023
People Estimate Their Own Abilities Based on Other Performance
July 20, 2016
 |
| مصدر الصورة: Indian Express |
يتأثر تقييمنا (تصنيفنا] لقدراتنا تأثرًا قويًا بأداء الآخرين، وفقًا لدراسة نشرت في 20 يوليو 2016 في دورية نيرون(1) Neuron. التفاعل مع ذوي الأداء العالي يجعلنا نشعر بأننا أكثر قدرة ضمن أجواء الفريق التعاوني، ولكن أقل جدارة في الأجواء التنافسية. وعلاوة على ذلك، درجة "الاندماج الذاتي مع الآخر [الاندماج الوجداني على المستوى الذهني مع الآخر بحيث يرى أحد الطرفين احتياجات الطرف الآخر أنها احتياجاته(2) "self-other-mergence"" له علاقة بالنشاط في إحدى مناطق الدماغ التي عُرفت سابقًا أنها معنية بنظرية العقل - نظرية العقل تعني القدرة على فهم الحالات الذهنية للذات وللآخرين [وكذلك على تمييز أو توقع ما سيفعله الشخص نفسه أو أشخاص آخرون وفهم أن للناس الآخرين معتقدات ونوايا ورغبات وآراء مختلفة(3)].
عندما نتعاون مع شخص يقوم بأداءً جيد، فإن مستوى تقديراتنا لقدراتنا تتعاظم، وحين نتعاون مع شخص أداؤه سيئ، فإن مستوى تقديراتنا لقدراتنا ينخفض. وبالمثل، قدرة فرد آخر لا تقدَّر من أداء هذا الفرد الآخر فحسب، بل من الأداء الذاتي للشخص الأول أيضًا. لقد أثبتنا أن مثل هذا الاندماج مع الآخرين لا يؤثر فقط في تقييم الأشخاص الذاتي لأنفسهم وللآخرين، بل يؤثر أيضًا على كيف يعدلون أداءهم لاحقًا إيجابًا أو سلبًا.
وجدنا أنه على الرغم من أن الناس تقيِّم [تصنف] قدراتها على أساس أدائها بطريقة عقلانية، فإن تقييمها لأنفسها يتداخل جزئيًا مع أداء الآخرين"، كما يقول المؤلف الأول طالب الدكتورا حينئذ في علم الأعصاب المعرفي في جامعة أكسفورد ماركو ويتمان Marco Wittmann: "النتائج يمكن أن يكون لها تأثير في التفاعلات (العلاقات) الاجتماعية في أماكن العمل، وكذلك في الاضطرابات السريرية، كالاكتئاب."
تقييمنا لقدراتنا وقدرات الآخرين هو تقييم مهم للبقاء ومهم لمساعدتنا على إتخاذ قرار بشأن أي الفئات الاجتماعية نرغب في أن ننضم اليها وعما إذا كنّا نرغب في أن نكر أو نفر.[نقدم أو نتراجع] في الحياة اليومية، نحن نقيم أنفسنا والغير باستمرار بشأن كل شيء من القدرة على التفكير والفهم إلى المهارات الرياضية. وقد أظهرت مجموعة زاخرة من أبحاث علم النفس أن مقاربة المقارنات مع الآخرين يمكن استخدامها كوسيلة فعالة للتقييم الذاتي، وبالعكس، فان الناس يسندون تقييماتهم للآخرين إلى معرفتهم بسماتهم الذاتية. ومع ذلك، لا يُعرف إلا القليل نسبيًا عن مناطق الدماغ المعنية بتقييم القدرات الذاتية وقدرات الآخرين.
وفي هذه الدراسة(1)، شرع ويتمان وزملاؤه في الإجابة على هذا المسألة التي تجمع بين التجارب السلوكية ونتائج التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. شارك أربعة وعشرون شخصًا في لعبتين. وقيل لهم أيضًا أن لاعبين آخرين كانا يؤديان نفس المهمة في نفس الوقت. بعد كل تجربة، تم إعطاء المشاركين تغذية راجعة عن أدائهم وأداء اللاعبين الآخرين. قبل بدء التجربة التالية، طُلب من المشاركين تقييم الأداء المتوقع لأنفسهم ولـ الاعبين الآخرين.
"نتائج دراستنا السلوكية توافقت بشكل جيد مع ما يشعر به الناس في العمل، كما يقول ويتمان." "قد يشعرون بنحو أفضل أو بنحو أسوأ عن أنفسهم بناءً على مستوى أداء المجموعة التي يعملون معها، أو قد يشعرون بنحو أسوأ عن أدائهم الشخصي حين يقارنون أنفسهم بمنافسين أقوياء."
بيانات تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي كشفت أن لـ منطقتين متميزتين في القشرة ما قبل الجبهية في الدماغ القدرة على رصد القدرات التي يقيِّمها الشخص لنفسه وللآخرين.
تعتمد مستويات النشاط في باحة من باحات القشرة الحزامية الأمامية على مدى جودة أداء الأشخاص في التجارب الأخيرة. وقد أظهرت الدراسات السابقة أن هذه المنطقة الدماغية منخرطة في الحكم على سمات الفرد والتفكير في نفسه والآخرين المماثلين له.
من ناحية أخرى، باحة [برودمان] برقم 9 للجبهية الظهرانية الإنسية dorsomedial frontal راقبت أداء اللاعبين الآخرين ودمجت هذه المعلومات مع تقديرات قدرات الفرد. على وجه التحديد، النشاط في باجة برودمان برقم 9 عكست "اندماج الذات مع الآخر [الاندماج الوجداني على المستوى الذهني مع الآخر بحيث يرى أحد الطرفين احتياجات الطرف الآخر أنها احتياجاته(2) "self-other-mergence""، مما تنبأ بالمستوي الذي تغيرت به تقييمات القدرة الذاتية لدى الأشخاص نتيجة لعملهم مع ذوي الأداء العالي. تعد باحة الدماغ هذه جزءً من شبكة نظرية العقل لدى البشر، وقد أثبتت الأبحاث التي أجريت على القرود أن بنية ووظيفة باحة برودمان رقم 9 تتأثر بحالة الهيمنة الاجتماعية(5) وحجم الشبكة الاجتماعية(6). تشير هذه النتائج مجتمعة إلى أن باحة برودمان رقم 9 قد تدمج معلومات عن نفس الشخص ومن الآخرين لحساب مكانة الشخص في الشبكة الاجتماعية.
"معرفة الذات (النفس) و الآخرين ليست أمرً مهمًا للناس فقط"، يقول ويتمان. "على سبيل المثال، خيارات الكر أو الفر تعتبر خبرات حيوية لكثير من الحيوانات وهذه الخيارات يمكن أن تستند على مدى القوة التي تعتقدها عن نفسها وعن منافسها (مزاحمها) الآخر. احد الطرق، عندما تأخذ في الاعتبار التسلسلات الهرمية للهيمنة الاجتماعية في الحيوانات، من المهم أن تعرف الحيوانات قيمة نفسها وقيمة غيرها في هذا التسلسل الهرمي. أما في البشر، فالتراتبية الاجتماعية موجودة لكنها أقل انتشارًا، وتعتمد على التغير السريع للمجموعات الاجتماعية المرجعية (المترجم: المرجعية هنا تعني المجموعة التي يستخدمها الشخص للمقارنة]، على سبيل المثال، في العائلة الواحدة أو في العمل أو في الفريق الرياضي."
وفقًا لـ ويتمان، فإن الخطوة التالية هي اختبار مدى تأثر الاندماج الذاتي مع الآخرين ونشاط باحة برودمان رقم 9 في المجموعات المشاركة في الدراسة. ويقول: "نحن نتساءل عما إذا كانت آليات الدماغ الكامنة وراء التقييم الذاتي وتقييم الآخر قد تتغير في الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب، حيث يمكن أن يشعر الناس بالعجز عند مواجهة مهامهم اليومية". "يبدو من البديهي أن المصابين بالاكتئاب قد يستطيعون تقدير مدى اختلاف أدائهم مقارنة بغير المصابين بالاكتئاب. أعتقد أن الأمر يستحق المتابعة والدراسة."
وكخلاصة، وفقاً لهذه الدراسة(1)، فإن تقييماتنا لقدراتنا تتأثر بشدة بأداء الآخرين. التفاعل مع أصحاب الأداء العالي يجعلنا نشعر بمستوي قدرة أعلى في أجواء الفريق المتعاون، ولكننا أقل جدارة في الأجواء التنافسية. علاوة على ذلك، فإن درجة "الاندماج الذاتي مع الآخر" ترتبط بالنشاط في باحة برودمان رقم 9 الدماغية التي وُجدت سابقًا أنها داخلة في نظرية العقل - وهي القدرة على فهم الحالات الذهنية للذات وللآخرين.
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://www.cell.com/neuron/fulltext/S0896-6273(16)30300-2?_returnURL
2- https://academic.oup.com/book/5870/chapter-abstract/149144581?redirectedFrom=fulltext
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_العقل
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_الهيمنة_الاجتماعية
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_الهيمنة_الاجتماعية
6- https://ar.wikipedia.org/wiki/شبكة_اجتماعية
المصدر الرئيس
https://www.sciencedaily.com/releases/2016/07/160720122830.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق