الجمعة، 26 يناير 2024

سبع استراتيجيات لمساعدة الطلاب الموهوبين المصابين بالتوحد على النجاح في الدراسات الجامعية

 

بقلم جوزيف مادوس , أستاذ التربية بجامعة كونيتيكت، وآخرين


11 يناير 2024


المترجم : عدنان أحمد الحاجي


المقالة رقم 25 لسنة 2024



7 strategies to help gifted autistic students succeed in college


January 11, 2024 





حوالي 1 من كل 100 طالب في المدارس العامة الأمريكية مشخص بالتوحد(1).  ألَّا أن مجموعة من هؤلاء الطلاب أيضًا تتمتع بمواهب فطرية من الناحية الأكاديمية ومهارات مكتسبة في مجالات أكاديمية واسعة، بما فيها الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية والفنون. غالبًا ما يُشار إلى هؤلاء الطلاب على أنهم "موهوبون مصابون بإعاقة فكرية (بالتوحد هنا)(2 - 5)   twice exceptional  "

لمعرفة المزيد عن هذه المجموعة الطلابية "الموهوبة المصابة بالتوحد"، أجرينا بحثًا على ثلاث مجموعات: الموهوبون  من طلبة الجامعات المصابين بالتوحد، وأولياء أمورهم، وأساتذة الجامعات الذين يعملون مع هؤلاء الطلبة. جميع الطلاب ملتحقون بالجامعة أو خريجون جدد من جامعة من جامعات النخبة  [مصنفة علي أن القبول فيها صعب أو صعب بشكل بالغ]، بما في ذلك رابطة جامعات اللبلاب Ivy League [مثل، جامعات هارفرد وييل وبرنستون وكولمبيا وغيرها(6)]. لقد توصلنا إلى وضع الكثير من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد هؤلاء الطلاب على الانتقال من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية والنجاح في الدراسات الجامعية.

1. التعرف على كل من التوحد والموهبة

قد يكون من الصعب التعرف على الطلاب "الموهوبين المصابين بالتوحد" لأن مواهبهم الفطرية (الطبيعية) قد تخفي (تغطي على) أعاقتهم الفكرية [اصابتهم بالتوحد، هنا]. والعكس صحيح أيضًا، قد تغطي إعاقاتهم على مواهبهم.

قال أحد الطلاب: "لقد قيل لوالدتي إنني ذكي بشكل بالغ بحيث لا يمكن أن أصنّف كمصاب بإعاقة فكرية، لذلك حتى أنا لم أعتقد بالفعل أني مصاب بإعاقة فكرية".

عندما يُشخص  هؤلاء الطلاب على أنهم مصابون بالتوحد فقط، فقد يوضعون في برامج  تعليم خاصة يركز على علاج الإعاقات الفكرية التي يعانون منها بسبب اصابتهم باضطراب التوحد، بدلاً من تشجيع هؤلاء الطلاب على تطوير نقاط قوتهم والبناء عليها. ربما لا يُسجلوا  في مقرارات / دورات صعبة لو يُوضعوا في هذا البرنامج. من ناحية أخرى، لو  شُخص الطلاب الموهوبون المصابون بالتوحد  على أنهم موهوبون فقط، فقد لا يتلقون الدعم اللازم والملائم لإصابتهم بالتوحد.

ناقش الطلاب في مشروعنا البحثي مدى أهمية التعرف على نجاحهم الأكاديمي وثقتهم بأنفسهم كما ينبغي(2). قال أحد الطلاب: "كان لديّ معلم رائع وفر لي فرصًا للمشاركة في المشاريع. كانت إحدى المشرفات على تدريبي معلمة علوم،  وقد وفرت لي أيضًا فرصًا للتقدم. لقد أعطتني فرصًا  كثيرة للعمل على مشاريع متقدمة. لقد سمحت لي بتطبيق النظريات والحقائق العلمية على العالم الحقيقي (الواقع الخارجي) وعلى نفسي؛ لقد كان ذلك رائعًا. لقد منحتني الثقة بنفسي لأعرف أنني أستطيع أتجاوز  ذلك وأتقدم إلى ما هو  أبعد من ذلك وأن أقوم  بأعمال أخرى.

2. التحقْ بدورات تعليمية صعبة

تقريبًا قال كل طالب ووليي أمره أن الالتحاق بالجامعة كان لهم أمرًا متوقعًا من مرحلة الطفولة. وللتحضير لهذا الهدف، يلتحق الطلاب ببرامج / دورات تعليم صعبة تركز على نقاط القوة لديهم. على سبيل المثال، من بين طلاب المرحلة الثانوية الذين أجرينا مقابلات معهم، التحق ما يقرب من ثلاثة أرباعهم بمقررات (بدورات) التعيين المتقدم(7) أو مقررات الامتياز [مقررات حصرية عالية المستوى تتقدم بوتيرة أسرع وتغطي مواد أكثر من المقرارت الروتينية]. عادةً ما يتم تخصيص مقررات الامتياز لطلاب المدارس الثانوية الموهوبين المتفوقين في مواد معينة. يعد اجتياز هذه المقررات طريقة ممتازة لطلاب المدارس الثانوية لإثبات جدارتهم الأكاديمية وانضباطهم لـ لجان القبول بالجامعات(8)].  أو مقررات دراسية معتمدة عند الجامعة وتحسب لها ساعات لطلاب المرحلة الثانوية [من شأنها أن تقصر من مدة الدراسة الجامعية.]

3. التحقْ بأنشطة خارج المنهج الدراسي

كل طالب تقريبًا انخرط في نشاط  واحد من الأنشطة اللامنهجية ( أنشطة خارج المنهج الدراسي)(9) على الأقل، وبعضهم انخرط في أنشطة متعددة.

تولى العديد من الطلاب أدوارًا قيادية. ذكرت إحدى الأمهات كيف قام ابنها بتعليم زملائه في المدرسة الثانوية وكيف كان يُنظر إليه على أنه قائد. "لقد كان قدوة يحتذى به هناك،" كما قالت. "لديه الكثير من الأصدقاء، وكان الناس يقدرونه ويحترمونه جدًا. … لقد  كان عصاميًا بصنع تقديره لذاته(10)، الأمر الذي أحدث فرقًا كبيرًا جدًا.

ناقش كل من الطلاب وأولياء الأمور أهمية هذه الأنشطة اللامنهجية كوسيلة لمتابعة مجالات الاهتمام واكتساب خبرات قيادية والالتقاء بأقران لديهم اهتمامات مماثلة.

شارك حوالي نصف الطلاب في أنشطة مخيمات أو برامج خارج المنهج الدراسي أثناء وجودهم في مدارس المرحلة الثانوية. ووصفوا كيف ساعدتهم هذه البرامج على الاستعداد للعيش بعيدًا عن المنزل أثناء الدراسة الجامعية. قال أحد الطلاب إن مثل هذه البرامج "ساعدتني جدًا، حيث ساعدتني على التواصل مع الآخرين وساعدتني على فهم كيف أشرح ما أحتاج إلى شرحه للآخرين".

4. كن على علم بالعوامل عند اختيارك للجامعة

أفاد طلاب(11) أنه كان لهم دور مباشر في اختيار جامعاتهم. البحث عن مدرسة فيها برنامج أو تخصص يرغبون فيه كان  أكبر همهم.

بدأ أقل من نصف الطلاب الذين أجرينا معهم  مقابلات في كلية مجتمع، أو في فرع إقليمي من فروع جامعة رئيسة، قبل الانتقال إلى الجامعة الرئيسة. وكانت هذه الكليات  أو الفروع الجامعية في كثير من الأحيان أقرب إلى بيت المصاب مسافةً، مما مكن الطلاب من التكيف مع الحياة الجامعية قبل أن ينتقلوا إلى جامعاتهم  أو إحدى جامعات النخبة  في النهاية. أخبرنا أحد أولياء الأمور أن الأسرة أخذت في الاعتبار الكليات أو فروع الجامعات  التي تقع على مسافة  ساعتين من البيت أو نحو ذلك. قال أحد الوالدين: "هذا لأنه في حالة تعرض الولد / البنت لنوبة غضب [ حالة معروفة تنتاب المصابين بالتوحد]، لذا رغبت في أن يكون في منطقة قريبة يمكنني الوصول إليه بسرعة وتهدئته".

5. فهم الاختلافات في القوانين وتوفر الدعم

هناك قوانين مختلفة على مستوى المدارس الثانوية والكليات فيما يتعلق بدعم المعاقين فكريًا [ ومنهم المصابين بالتوحد]. على سبيل المثال، لا تتوفر خدمات التعليم الخاص في الجامعة [وهي برامج تعليمية تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة(12)]. لن يتلقى الطلاب تعليمات أو تقييمات معدلة [أي أكثر سهولة و ملائمة  لحالتهم] ، ولكن  قد يكونون مؤهلين للحصول على تسهيلات معقولة، مثل تمديد فترة الامتحان.

تحدثت كل مجموعة من المجموعات التي أخضعناها للدراسة عن أهمية فهم هذه الاختلافات وما تعنيه بالنسبة للطالب الذي يبحث عن الدعم في الجامعة. وشدد أحد أعضاء هيئة التدريس على أن طلاب المرحلة  الثانوية يجب أن يحصلوا على تسهيلات، إذا لزم الأمر، وليس تعديلات. واقترح أيضًا أن يفهم الطلاب "ما يتوقعه منهم الأستاذ الجامعي وأن يفهموا أنه ... لن يستطيع أولياء أمورهم الاتصال بأساتذة الجامعة".

قد تقدم الجامعات بعضًا من الدعم بمستويات مختلفة  للطلاب من ذوي الإعاقة الفكرية [ومنهم المصابون بالتوحد]. يمكن أن تتراوح هذه من أماكن إقامة بسيطة إلى برامج معينة توفر للطلاب أحد المهنيين لتولي مسؤلية دعمهم.

6. ابحث عن مهنيين داعمين

وجود شخص يمكن الاتصال به - مرشد أو مستشار أو معلم أو عضو هيئة تدريس - من  الأمور الضروريًة، بحسب ما أفادنا به بعض أولياء الأمور والطلاب. قد يتعرف هؤلاء المهنيون على مواهب الطلاب ويدعمون اهتماماتهم ويوفرون الفرص الضرورية لنموهم.  قال أحد الطلاب: “هناك الكثير من الناس الذين يعتقدون في قدراتي ويعطونني مواد تعليمية ومشاريع مستقلة تساعدني على التقدم. لقد أعطوني الوقت لكتابة قصص قصيرةة وسمحوا لي باستكشاف نقاط قوتي واهتماماتي”.

7. علِّم الطلاب أن يكونوا مبادرين

من المهم تثقيف الطلاب على كيف يدعمون أنفسهم أثناء وجودهم في المرحلة الثانوية. تعلم الطلاب الذين تحدثنا معهم كيف يعتنون بصحتهم العاطفية والجسدية  وذلك بالاعتناء بالنظام الغذائي أو ممارسة الرياضة أو ممارسة التأمل أو الموسيقى أو أخذ الوقت الكافي  بمفردهم لإستعادة نشاطهم وأدارة توترهم النفسي. لقد شاركوا في نشاطات متنوعة من الأندية والأنشطة اللامنهجية.  لقد وظفوا هذه الممارسات والتجارب لكسب أصدقاء لهم  نفس الاهتمامات.

وتعلم هؤلاء الطلاب أيضًا كيف يطلبون ويستخدمون وسائل الدعم في الجامعة والمرافق الأكاديمية المتاحة عند الحاجة. وذكر الكثير من الطلاب أنهم يتمنون أن يُتاح لهم المزيد من الفرص لتطوير هذه المهارات أثناء وجودهم في المرحلة الثانوية.

ولخص أحد أعضاء هيئة التدريس ما يلي: "إن إحدى مجموعات المهارات الرئيسة الناجحة هي الدعم الذاتي(13) والقدرة على معرفة متى  تكون  الأمور على ما لا يرام والقدرة على رفع الصوت والتصريح بالقول: "أنا أحتاج مساعدة". ومن ثم أخذ ذلك خطوة أبعد من ذلك والتجرؤ بالقول: "لست فقط بحاجة إلى المساعدة، ولكن أحتاج إلى هذه المساعدة بهذه الكيفية". إذن، هذا هو المستوى المطلوب من الإدراك الذاتي(14) ومن ثم تحصيل القدرة على التعبير عن تلك الاحتياجات للأشخاص المناسبين.

يتمتع الطلاب المصابون الموهوبون بالتوحد بقدرات هائلة ولكن في كثير من الأحيان لا تتاح لهم الفرصة لتطوير مهاراتهم. على الصعيد الوطني، 39% فقط من الطلاب المصابين بالتوحد الذين التحقوا بالمرحلة الجامعية يتخرجون، مقارنة بنسبة  المتخرجين البالغة 64% من جميع الطلاب الملتحقين بالجامعة.

في وجود  مستويات التوقعات العالية وتوفر الدعم الضروري لتنمية المهارات من المعلمين والتخطيط الدقيق  للانتقال من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية الذي يأخذ منهجًا قائمًا على نقاط القوة [المترجم: هذه هي مقاربة تنظر إلى الأوضاع نظرة واقعية وتبحث عن فرص  لتعزيز نقاط القوة والقدرات الموجودة  مقابل التركيز على المشكلات الحالية واجترارها، بحسب التعريف(15)] ، يتمكن للطلاب الموهوبون المصابون بالتوحد من النجاح في جامعات النخبة.

تتوفر روابط لأبحاثنا ومقاطع الفيديو التعليمية والموارد الأخرى مجانًاعلى موقع مشروعنا(16).


المؤلفون:

جوزيف مادوس , أستاذ التربية بجامعة كونيتيكت

نيكولاس جغيلبار، أستاذ باحث مشارك، قسم علم النفس التربوي، جامعة كونيتيكت

سالي ريس، زميلة تدريس جامعية، علم النفس التربوي، جامعة كونيتيكت


Joseph Madaus , Professor of Education, University of Connecticut 


Nicholas Gelbar , Associate Research Professor, Department of Educational Psychology, University of Connecticut 


Sally Reis , University Teaching Fellow, Educational Psychology, University of Connecticut


مصادر من داخل  وخارج النص 

1- https://sites.ed.gov/idea/files/44th-arc-for-idea.pdf


2- "الطلاب الموهوبون الذين بتفوقون غالبًا هم طلاب مدارس ثانوية موهوبون  أكاديميًا ولكن مصابون بالتوحد twice exceptional (2e). الكثير من أولياء أمور  هؤلاء الطلاب ومعلميهم لا يعرفون كيف يدعمون هؤلا  الشباب الأذكياء المتفوقين المصابين باضطراب طيف التوحد لمساعدتهم على إكمال دراستهم الثانوية بنجاح والالتحاق بجامعات النخبة [أفضل الجامعات التي يصعب القبول فيها عادةً]." تر-مناه من نص ورد على هذا العنوان: 

https://link.springer.com/article/10.1007/s10803-021-05290-4


3- تعريفات أخرى للطلاب المصابون بالتوحد الموهوبون بتفوق twice exceptional students (2e): "هم الطلاب الذين لديهم إمكانية تحقيق إنجازات عالية أو إنتاجية إبداعية [انتاج الكثير من الأشياء الإبداعية بغض النظر عن الجودة، بحسب أحد التعاريف(4)] في مجال  أو أكثر من مجال،  مثل الرياضيات أو العلوم أو التكنولوجيا أو الفنون الاجتماعية أو الفنون البصرية أو المكانية أو المسرحية أو غيرها من مجالات الإنتاجية البشرية [الإنتاجية الشخصية تعني مدى استمرار  وكفاءة الشخص في إكمال المهام المناطة به أو تحقيق أهدافه، بحسب التعريف(5)] والذين يعانون من إعاقة فكرية واحدة أو أكثر كما هو معرَّف  في معايير الأهلية الفيدرالية أو معايير الولاية."  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://link.springer.com/article/10.1007/s10803-021-05290-4


4-  https://erickimphotography.com/blog/2020/03/03/creative-productivity/


5- https://www.betterup.com/blog/what-is-productivity


6- https://ar.wikipedia.org/wiki/رابطة_اللبلاب


7- https://ar.wikipedia.org/wiki/برنامج_التعيين_المتقدم


8- https://www.greatvaluecolleges.net/faq/what-are-honors-courses/


9- https://ar.wikipedia.org/wiki/أنشطة_خارج_المنهج


10- https://ar.wikipedia.org/wiki/تقدير_الذات


11- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC10354361/


12- https://ar.wikipedia.org/wiki/تربية_خاصة 


13- https://ar.wikipedia.org/wiki/مناصرة_ذاتية 


14- https://ar.wikipedia.org/wiki/إدراك_ذاتي


15- https://www.education.vic.gov.au/documents/childhood/professionals/learning/strengthbappr.pdf


16- https://giftedasd.project.uconn.edu/

  

المصدر الرئيس

https://theconversation.com/7-strategies-to-help-gifted-autistic-students-succeed-in-college-215573




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق