بقلم كاجا جاسينسكا، أستاذ مساعد في علم النفس التطبيقي والتنمية البشرية، وماري كلير بول طالبة دكتوراه في علم النفس التنموي والتعليم، جامعة تورنتو
22 فبراير 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 50 لسنة 2024
Learning in two languages: lessons from francophone Africa on what works best
Kaja Jasinska , Assistant Professor, Applied Psychology and Human Development, University of Toronto , and Mary-Claire Ball PhD student, Developmental Psychology and Education, University of Toronto
February 22, 2024
الأطفال الذين يعيشون في مجتمعات متعددة اللغات يتعلمون في كثير من الأحيان اللغة الرسمية في المدرسة لا تتطابق مع لغة الأم التي يتحدثون بها في بيوتهم. عدم التطابق بين المدرسة والبيت يصعِّب عليهم المشاركة في المناقشات التي تجري في الصف المدرسي كما يصعب عليهم تعلم كيف يقرؤون. وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف في مخرجات التعلم، والرسوب في الصف، والتسرب من المدرسة. [المترجم: مخرجات التعلم هي المهارات أو القدرات أو المعرفة أو القيم القابلة للقياس والتي يجب أن يكون الطلاب قادرين على البرهنة على اكتسابها في نهاية الفصل الدراسي، والتي تتمحور حول الطالب لا المعلم، حيث أنها ترتكز على ما سيعمله الطالب، لا ما يدرِّسه المعلم(1)].
برامج تعليم ثنائي اللغة [وهي البرامج التي تستخدم اللغة الرسمية في التدريس بالإضافة إلى لغة الأم] أصبحت ذات شعبية متزايدة لتحسين مخرجات التعلم. برامج التعليم ثنائي اللغة مقترن بتحسن في مهارات اللغة والقراءة والكتابة(2)، وانخفاض معدلات الرسوب في الفصول الدراسية وكذا في معدلات التسرب من المدارس في جميع أنحاء العالم(3). كما أن إدراج لغة الأم للطالب في التعليم يعطي قيمة لهويات الأطفال الثقافية، ويحسن من مستوى الثقة وتقدير الذات لديهم(4، 5) والتعلم(6).
ولكن مجرد توفير التعليم ثنائي اللغة لا يضمن مخرجات تعليم أفضل. هذه هي خلاصة دراسة(7) نشرناها مؤخرًا واستعرضنا فيه البرامج ثنائية اللغة في ست دول في غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية: وهي النيجر والسنغال ومالي وبوركينا فاسو وساحل العاج والكاميرون.
لقد وجدنا نتائج غير حاسمة في هذه الدول وقي داخل كل دولة وحتى ضمن هذه البرامج التعليمية نفسها.
لقد حددنا مجموعتين من العوامل التالية التي تحد من جودة برامج التعليم ثنائي اللغة أو تساهم في تعزيزها:
- عوامل تنفيذ البرنامج في المدارس، مثل تدريب المعلمين وموارد الصفوف الدراسية من مواد تعليمية وغيرها.
- العوامل الإجتماعية الثقافية(8)، مثل تصور لغة الأم في التعليم.
تؤكد النتائج التي توصلنا إليها على الحاجة إلى النظر في الإطار الاجتماعي الثقافي المحلي عند تطبيق برامج التعليم ثنائي اللغة.
التعليم ثنائي اللغة في دول غرب أفريقيا الناطقة بالفرنسية
أجرى فريقنا البحثي دراسة في ساحل العاج في الفترة من 2016 إلى 2018. وقمنا بقياس مهارات الأطفال اللغوية والقراءة بلغتهم الأم وباللغة الفرنسية، وقارنا النتائج بين الأطفال الملتحقين بمشروع المدارس المتكاملة Projet École Intégrée باللغة الفرنسية فقط أو التي تدرس بالفرنسية ولغة الأم (ثنائية اللغة).
تفوق الأطفال في المدارس التي تدرس بالفرنسية فقط على أقرانهم في المدارس ثنائية اللغة في تقييمات مهارات اللغة والقراءة(9). كشف المعلمون أنه كان لديهم موارد تعليمية أفضل وشعروا باستعداد أفضل في المدارس التي تدرس بالفرنسية فقط.
كنا مهتمين بمعرفة ما إذا كانت برامج التعليم ثنائي اللغة في الدول الناطقة بالفرنسية الأخرى في المنطقة قد شهدت تجارب مماثلة. في عام 2022، بحثنا في قواعد البيانات الأكاديمية عن أدبيات (أبحاث منشورة) باللغتين الإنجليزية والفرنسية التي تناولت بالنقاش تنفيذ البرامج وقياس المخرجات التعلمية learning [أي العملية الذهنية لاكتساب المعرفة والمهارات] والتدريسية / التعليمية schooling [التي تكتسب من خلال المدارس الرسمية] ضمن برامج التعليم ثنائي اللغة. قمنا بمراجعة تسعة برامج من ست دول وهي: النيجر والسنغال ومالي وبوركينا فاسو وساحل العاج والكاميرون.
نسبة المتحدثين بالفرنسية في دول غرب أفريقيا. المصدر موقع Reddit |
هذه الدول كانت مستعمرات أو أقاليم فرنسية سابقة. اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية أو لغة العمل وغالباً ما تكون لغة التدريس في المدارس. ومع ذلك، فإن هذه الدول متعددة اللغات إلى حد كبير، حيث يتحدث بحوالي 23 لغة حية في النيجر(10) و39 في السنغال(11) و68 في مالي(11) و71 في بوركينا فاسو(12)، و78 في ساحل العاج(12)، و277 في الكاميرون(12).
أثبتت دراستنا الاستعراضية أن بإمكان الأطفال الاستفادة من التعلم بلغتين. وهذا صحيح سواء أكانت لغتين رسميتين كما هو الحال في مدارس التعليم ثنائي اللغة ذات المناهج المزدوجة في الكاميرون (الفرنسية والإنجليزية)(13)، أو باللغة الأم والفرنسية، كما هو الحال في مدارس المجتمعات / الأحياء community schools في مالي(14). بإمكان الأطفال أيضًا الاستفادة بغض النظر عما إذا ما عُرِّضوا لـ اللغة تدريجيًا أثناء المدرسة الابتدائية أو ما إذا ما دُرسوا باللغتين في نفس الوقت.
لكن نقص الموارد والإخفاق في أخذ الظروف الثقافية الاجتماعية المحلية في الاعتبار، أثر في مخرجات التعليم. البرامج التي أسفرت عن مخرجات تعلميَْة وتعليمية إيجابية أدركت الصعوبات الشائعة المتعلقة بالمدرسة والمجتمع واستهدفتها.
تدريب المعلمين وتوفير الموارد والمواد التعليمية
أحدى الصعوبات المعروفة المتعلقة بالمدارس هو عدم توفر المواد التعليمية بجميع لغات التدريس للمعلمين.
على سبيل المثال، ضمن برنامج تعليم الأطفال بلغة الأم وباللغة الفرنسية Pédagogie Convergente في مالي ننام حرص على أن يحصل المعلمون على المواد باللغتين الفرنسية ولغة الأم للأطفال. وحصل الأطفال على درجات أفضل في اللغة الفرنسية والرياضيات.
لكن بعض المعلمين من نفس البرنامج لم يكن لديهم دائمًا مواد تعليمية بلغة الأم. وكان بعض الأطفال يعانون من مشكلات في القراءة والكتابة ومهارات الكتابة.
ومن الصعوبات الشائعة الأخرى عدم شعور المعلمين بالاستعداد للتدريس بجميع اللغات، حيث يتم تدريب المعلمين غالبًا باللغة الرسمية، مثل الفرنسية. على سبيل المثال، بذل برنامج التعليم ثنائي اللغة في بوركينا فاسو جهدًا لتدريب المعلمين على اللغة الأم حتى يشعروا بالثقة في اتباع منهج ثنائي اللغة التدريسي.
معدلات نجاح الأطفال في مدارس بوركينا فاسو ثنائية اللغة كانت أعلى من المتوسط في امتحان الشهادة الابتدائية، ووتيرة إعادتهم للسنة الدراسية أقل، وتسربهم من المدارس كان أيضًا أقل من الأطفال الذين يدرسون في المدارس الفرنسية التقليدية.
كلا المثالين السابقين كانا بخلاف طلاب المدارس ثنائية اللغة في ساحل العاج، حيث كان المعلمون يفتقرون إلى المواد التدريسية والتدريب على اللغات الأم. وبالنتيجة، كانت معدلات تحصيل الأطفال من المهارات اللغوية والقراءة أسوأ مقارنة بأقرانهم في المدارس التي تدرس بالفرنسية فقط.
العوامل الاجتماعية والثقافية
لقد تعرفنا على الصعوبات العامة المتعلقة بالمجتمع، وخاصة فيما يتعلق بقبول المجتمع للبرنامج ومساندتهم له وتصوراتهم عن التعليم باللغة الأم.
على سبيل المثال، الأسر ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي العالي شعرت بالقلق من أن المدارس التجريبية في النيجر قد تعيق إتقان الأطفال للغة الفرنسية وتؤثر في انتقالهم إلى المرحلة الثانوية.
برامج مثل برنامج دعم التعليم الجيد باللغات الأم للمدارس الابتدائية في السنغال عملت على التصدي للتصورات السلبية للتعليم ثنائي اللغة وذلك بتثقيف الأسر عن فوائد التعليم الثنائي اللغة. تفوق الأطفال في البرنامج السنغالي على أقرانهم في المدارس الفرنسية التقليدية في جميع المواد الدراسية.
ماذا يعني هذا بالنسبة للتعليم ثنائي اللغة؟
كانت الجهود المبذولة لتزويد المعلمين بالموارد التي يحتاجونها، والجهود المبذولة لتعزيز دعم المجتمع لهذا التعليم، مقترنة بشكل متسق بمخرجات التعليم الرسمي والتعلم الإيجابية في مراجعتنا. ومع ذلك، قد تكون هذه الجهود أفضل نفعًا في بعض المجتمعات مقارنة بمجتمعات أخرى، وذلك بسبب اختلاف القيود على الموارد والاختلافات الاجتماعية والثقافية. الدراسات التي وجدت مخرجات سيئة وجدت أيضًا صعوبات شائعة. لذلك، فإن التعليم ثنائي اللغة لديه القدرة على تسهيل مخرجات التعلم الإيجابية إذا بذلت الجهود للتغلب على الصعوبات الشائعة بناءً على احتياجات هذه المجتمعات.
مصادر من داخل وخارج النص
3- https://openknowledge.worldbank.org/entities/publication/88d25aa3-f88f-58db-8349-cd060ab97df6
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/تقدير_الذات
5- https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/09500789808666737
6- https://link.springer.com/article/10.1007/s11159-012-9308-2
7- https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/13670050.2023.2290482
8- https://ar.wikipedia.org/wiki/منظور_اجتماعي_ثقافي
9- https://psycnet.apa.org/doiLanding?doi
10- https://www.ethnologue.com/
11- https://www.languagesoftheworld.info/geolinguistics/linguistic-diversity-in-africa-and-europe.html
12-https://www.statista.com/statistics/1280625/number-of-living-languages-in-africa-by-country/
13- https://link.springer.com/article/10.1007/s10993-019-09510-7
14- https://www.journals.uchicago.edu/doi/10.1086/447544
المصدر الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق