بقلم ويليام كورنويل، أستاذ مشارك في أمراض القلب، كلية أنشوتز للطب بجامعة كولورادو
21 فبراير 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 52 لسنة 2024
Your heart changes in size and shape with exercise – this can lead to heart problems for some athletes and gym rats
William Cornwell , Associate Professor of Cardiology, University of Colorado Anschutz Medical Campus
February 21, 2024
مصدر الصورة: موقع Rawstory |
سلم الممارسون الصحيون والباحثون الأكاديميون ومسؤولو الصحة العامة منذ فترة طويلة بأن ممارسة التمارين الرياضية تعتبر وسيلة مهمة للحفاظ على الصحة(1) طوال حياة الشخص. فهي تحسن من مستوى اللياقة البدنية بشكل عام، وتساعد على بناء عضلات وعظام قوية، وتحد من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة، وتحسن من المزاج وتبطئ من حالة التدهور البدني.
ممارسة التمارين الرياضية يمكن أيضًا أن تحد بشكل كبير من احتمال الإصابة بالحالات التي تؤثر سلبًا في أمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والسمنة. لكن ممارسة التمارين الرياضية بكثافة عالية طوال الحياة قد تضر بالقلب أيضًا، مما يؤدي إلى تطور حالة تسمى بـ متلازمة القلب الرياضي [حالة غير مرضية يتضخم فيها القلب وتتباطأ سرعة دقاته(2، 3)
باعتباري مديرًا لقسم أمراض القلب الرياضي(4) في كلية أنشوتز للطب بجامعة كولورادو، كثيرًا ما أُسأل عن طول الفترة الزمنية للتمارين الضرورية ونوع التمارين للحصول على الفوائد المرجوة. ويتساءل الكثير من الناس أيضًا عن ممارسة الرياضة، وماذا يحدث لو مارس الشخص الرياضة أكثر من اللازم.
توصي جمعية القلب الأمريكية(5)عمومًا بممارسة 150 دقيقة من التمارين متوسطة الكثافة، مثل المشي السريع أو 75 دقيقة من التمارين عالية الشدة، مثل الجري كل أسبوع. كما توصي بممارسة تمارين تقوية العضلات مرتين على الأقل في الأسبوع.
عندما يتجاوز الناس هذه التوصيات، قد يعيد القلب تشكيل نفسه استجابةً لذلك التجاوز، أي يبدأ في تغيير حجمه وشكله. ونتيجة لذلك، قد تتغير وظيفته أيضًا. هذه التغييرات في بنية القلب ووظيفته في أوساط الذين يمارسون مستويات عالية من التمارين الرياضية يشار إليها بـ متلازمة القلب الرياضي(2). لا تسبب متلازمة القلب الرياضي بالضرورة مشكلات، ولكنها ترفع لدى بعض الأشخاص احتمال الإصابة ببعض مشكلات القلب.
ما هي متلازمة القلب الرياضي؟
لفهم كيف تؤثر ممارسة التمارين الرياضية على القلب، من المهم أن نأخذ في الاعتبار نوع التمارين التي تمارسها ومدتها.
تصنف التمارين الرياضية بشكل عام إلى صنفين: ديناميكية (متغيرة) وثابتة(6).
التمارين الديناميكية، مثل الجري والتزلج وكرة القدم، تحتاج أن يضخ القلب كميات متصاعدة من الدم، مقارنة بالكمية التي تُضخ إلى الجسم أثناء الراحة، من أجل دعم ممارسة النشاط الرياضي. على سبيل المثال، عند الجري، قد تزيد كمية الدم التي يضخها القلب عبر الجسم بمقدار ثلاثة إلى خمسة أضعاف مقارنة بما يضخه في حالة الراحة.
التمارين الرياضية الثابتة، مثل رفع الأثقال أو الجمباز أو تسلق الصخور، تتطلب من الجسم توظيف العضلات الهيكلية(7) لدفع أو سحب كميات الوزن. على الرغم من أن القلب يضخ كميات أكثر من الدم إلى العضلات الهيكلية التي تعمل أثناء هذه الأنشطة ، فإن هذه الأنواع من التمارين الرياضية تعتمد على قدرة العضلات على نقل وتحريك الوزن [الجسم]. على سبيل المثال، لممارسة التمرين باستخدام الدمبلات dumbbells، لا بد أن تكون العضلة ذات الرأسين(8) قوية بما يكفي لرفع الأوزان المطلوبة.
بعض التمارين الرياضية، مثل التجديف أو ركوب الدراجات، قد تكون تمارين ديناميكية جدًا وقد تكون ثابتة جدًا لأنها تتطلب أن يضخ القلب كميات دم كبيرة كما تتطلب في الوقت نفسه قوة عضلات كبيرة لدعم هذا الجهد الرياضي.
من المهم التمييز بين التمارين الرياضية الديناميكية والتمارين الرياضية الثابتة لأن عضلة القلب تتكيف بشكل مختلف وفقًا لنوع التمرين الرياضي الذي نمارسه بمرور الوقت. تزيد التمارين الديناميكية من حجم ضخ القلب للدم والذي قد يتسبب في تضخم عضلة القلب [أي تضخم حجم حجرات القلب(9)] أو توسعها بمرور الوقت [مما يقلل من كفاءة ضخها للدم(10))]. تزيد التمارين الثابتة من مقدار الضغط على عضلة القلب وقد تؤدي أيضًا إلى تضخمه بمرور الوقت وتزيد من سماكة الجدران المبطنة لحجرات القلب(9).
من يصاب بمتلازمة القلب الرياضي؟
ممارسة التمارين الرياضية التي تتجاوز الإرشادات، مثل ممارسة الرياضة لأكثر من ساعة معظم أيام الأسبوع، قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة القلب الرياضي. متلازمة القلب الرياضي تصيب بشكل شائع الرياضيين من ممارسي رياضة التحمل(11، 12)، الذين يشاركون على التنافس بانتظام في أنشطة رياضية، مثل الماراثون أو غيرها من المسابقات الطويلة زمنيًا. يمارس الكثير منهم الرياضة لعدة ساعات في اليوم وأكثر من 12 إلى 15 ساعة في الأسبوع.
فبين العدائين، على سبيل المثال، يعيد القلب تشكيل نفسه استجابة لحاجته إلى ضخ كمية كبيرة من الدم أثناء النشاط. ونتيجة لذلك، تتوسع حجرات القلب(13) لاستقبال المزيد من الدم وضخه. بين رافعي الأثقال، يعيد القلب تشكيل نفسه وذلك بزيادة سماكة جدرانه المبطنة للحجرات استجابة لزيادة الضغط الذي يتعرض له القلب.
التمارين الرياضية مفيدة للجسم، ومتلازمة القلب الرياضي ناتجة عن التزام الشخص طوال حياته بأنشطة تعزز الصحة الجيدة. ولكن قد تكون هناك بعض المشكلات التي تنشأ عن متلازمة القلب الرياضي.
أولاً، قد يكون الرياضيون الذين يعانون من تضخم عضلة القلب معرضين لاحتمال الإصابة بالرجفان الأذيني(14)، وهو عبارة عن عدم انتظام [تسارع] في دقات القلب والتي تحدث عادةً عند كبار السن أو بين المصابين بارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب. تعتبر دقات القلب غير المنتظمة مثيرة للقلق لأنها قد تؤدي إلى السكتة الدماغية.
هناك العديد من الأسباب المحتملة لإصابة الرياضيين بالرجفان الأذيني. الأذين المتوسع - الحجرة العلوية في القلب - قد تصبح مصابة بالالتهاب وتتحول إلى ندبة [الندبة هي أنسجة ليفية تحل محل الجلد الطبيعي(15)] ، مما يزيد من احتمال الاصابة بالرجفان الأذيني. قد يعمل الإجهاد والعوامل البيئية(16، 17) معًا أيضًا على زيادة احتمال حدوث عدم انتظام لدقات القلب.
هذا مخطط صدى القلب لرياضي لشخص يبلغ ة 30 عامًا يعاني من تضخم القلب.، |
تكلس الشريان التاجي(18)، أو اختصارًاما يُعرف بـ CAC، يُعد مصدر قلق آخر بين نخبة الرياضيين. يزيد تكلس الشريان التاجي، والذي يصيب عادة كبار السن أو أولئك المعرضين لعوامل احتمال الإصابة بمرض الشريان التاجي، من احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. في السنوات الأخيرة، استخدم الأطباء فحوصات التصوير لمراقبة تراكم الكالسيوم في شرايين المرضى لمحاولة معرفة احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في المستقبل.
ليس من الواضح تمامًا سبب إصابة نخبة الرياضيين بتكلس الشريان التاجي. لحسن الحظ، لا يبدو أن لدى الرياضيين احتمالات متصاعدة للإصابة بالنوبات القلبية، حتى بين أولئك الذين لديهم مستويات عالية جدًا من تكلس الشرايين التاجي. على سبيل المثال، وجدت دراسة كبيرة(19) أجريت على ما يقرب من 22.إلف مشارك أنه حتى الرياضيين الذين مارسوا تمارين رياضية مكثفة و / أو مارسوها لساعات طويلة وكان لديهم مستويات مرتفعة من تكلس الشريان التاجي لم يكن لديهم احتمالات مرتفعة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية على مدى عقد من المتابعة.
يشعر بعض الرياضيين بالقلق بمقتضى الحال بشأن تراكم الكالسيوم في شرايين القلب وقد يتساءلون عما إذا كان ينبغي عليهم تناول أدوية مثل الأسبرين أو الستاتين أم لا. لكن مستويات الاحتمالات تتفاوت بين شخص وآخر، لذلك يجب على أي شخص مهتم بـ بمشكلة تكلس الشريان التاجي مراجعة الطبيب.
أهمية ممارسة التمارين الرياضية
على الرغم من أن نخبة الرياضيين قد يكونون أكثر احتمالًا للإصابة بمتلازمة القلب الرياضي، إلا أن ممارسة التمارين الرياضية تظل بلا شك إحدى الطرق، إن لم تكن الأفضل، للحفاظ على نمط حياة صحية.
على سبيل المثال، إذا لم يمارس الشخص التمارين الرياضية بشكل روتيني، فسيصاب بداء النشواني القلبي(20) ولن يضخ الدم بمستوى ضخه قبل الاصابة في السابق. التمارين الرياضية الروتينية – وخاصة التمارين الديناميكية مثل الجري – تحافظ على القلب خالٍ من داء النشواني القلبي(21) وتقيه من الإصابة بهذا الداء. سوف يتوسع القلب الخالي من داء النشواني القلبي أكثر بكثير عندما يمتلئ بالدم، وبالتالي يضخ دم أكثر مع كل نبضة قلب. يواجه القلب المصاب بداء النشواني القلبي صعوبة في التروية (الامتلاء) بالدم ويواجه صعوبة في ضخ الدم عبر الجسم.
وبشكل عام، فإن التمارين الروتينية طوال فترة الحياة بعد سن 19 reverse some of the effects سنة تبقي القلب قويًا ومرنًا حتى في سن الشيخوخة(22). حتى لو بدأ الشخص في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في الأربعينيات إلى الخمسينيات من سنه، فمن الممكن عكس بعض آثار الشيخوخة الخالية من الحركة والمتميزة بالجلوس الطويل وعدم ممارسة الرياضة(23).
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2018 على 53 شخصًا خاملًا [لا يمارسون تمارين رياضية]، معظمهم في أوائل الخمسينيات من العمر، أن أولئك الذين شاركوا في برنامج تدريبي لمدة عامين باستخدام مزيج من الجري وركوب الدراجات والتمارين على اجهزة التريدميل (المشايات]، كانت قلوبهم خالية من داء النشواني القلبي مقارنة بقلوب هؤلاء الذيين لم يمارسوا التمارين الرياضية.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تساعد في الحفاظ على قلبك شابًا |
لم يفت الأوان بعد عليك لتبدأ بممارسة التمارين الرياضية. يمكن أن تستفيد / تستفيدين من اتباع الإرشادات التوجيهية لممارسة التمارين الرياضية بشكل روتيني لتعزيز صحتك البدنية والعقلية ومساعدة قلبك على البقاء شابًا طوال حياتك.
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://www.nhlbi.nih.gov/health/heart/physical-activity/benefits
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/قلب_رياضي
3- https://www.merckmanuals.com/professional/cardiovascular-disorders/sports-and-the-heart/athlete’s-heart
4- https://www.mayoclinic.org/ar/departments-centers/sports-cardiology/overview/ovc-20442146
6- https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0735109715065602?via%3Dihub
7- https://ar.wikipedia.org/wiki/عضلة_هيكلية
8- https://ar.wikipedia.org/wiki/عضلة_ذات_الرأسين_العضدية
9- https://altibbi.com/مصطلحات-طبية/امراض-القلب-و-الشرايين/تضخم-القلب
10- https://ar.wikipedia.org/wiki/اعتلال_عضلة_القلب_التوسعي
11- https://ar.wikipedia.org/wiki/تمارين_التحمل
12- https://www.ahajournals.org/doi/10.1161/01.CIR.101.3.336
13- https://www.moh.gov.sa/Ministry/MediaCenter/Forum/Forums/Pages/Posts.aspx?TopicID
14- https://altibbi.com/مصطلحات-طبية/امراض-القلب-و-الشرايين/رجفان-اذيني
15- https://ar.wikipedia.org/wiki/ندبة_(طب)
16- https://www.ahajournals.org/doi/10.1161/01.CIR.0000031733.51374.C1
17- https://www.ahajournals.org/doi/10.1161/CIRCULATIONAHA.117.027834
19- https://jamanetwork.com/journals/jamacardiology/fullarticle/2722746
20- https://ar.wikipedia.org/wiki/داء_نشواني_قلبي
21- https://www.brown.edu/Courses/Bio_281-cardio/cardio/BIO281V1.htm
22- https://linkinghub.elsevier.com/retrieve/pii/S073510971404546X
23- https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S073510971404546X?via%3Dihub
المصدر الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق