الأحد، 31 مارس 2024

أفضل طريقة للاحتفاظ بالذاكرة قد تعتمد على محتوى النص وعلى التباعد بين جلسات المذاكرة

 

12 مارس 2024


المترجم : عدنان أحمد الحاجي



المقالة رقم 81 لسنة 2024



The best way to retain memories may depend on the content


March 12, 2024





تجارب جديدة أجراها باحثو علم النفس في جامعة بيتسبرغ وجامعة تمبل تشير إلى  تنويع ما ندرسه (ما نتذاكره / نذاكره) والمباعدة بين فترات مذاكرتنا [دراستنا] للمادة العلمية يمكن أن يكون مفيدًا لتذكر ما درسناه / تعلمناه - وإنما يعتمد فقط على ما نحاول تذكره (محتوى ما نتذكره). نتائج الدراسة تزودنا بأفكار ثاقبة جديدة لكيف ندرس ونتعلم  ونتذكر ما تعلمنا واكتسبنا من معرفة.

"لقد أثبتت الكثير من الأبحاث السابقة أن التعلم والذاكرة يستفيدان من المباعدة بين جلسات (فترات) الدراسة" قال بنجامين روتمان Benjamin Rottman، الأستاذ المشارك في علم النفس ومدير مختبر التعلم من الربط بين السبب والنتيجة (التأثير) واتخاذ القرار في جامعة بيتسبيرغ:. "على سبيل المثال، لو حاولت دراسة كل المادة الدراسية (المواد) في الليلة السابقة على الاختبار، فقد تتذكر المعلومات في اليوم التالي للاختبار، ولكن من المحتمل أن تنساها بسرعة. في المقابل، لو قمت بدراسة المادة في أيام مختلفة قبل الاختبار، فمن المحتمل أن تتذكرها لفترة أطول .

يعد "تأثير التباعد بين جلسات / فترات الدراسة" إحدى أكثر النتائج الثابتة [التي لا تتغير] حتى مع تكرار التجارب في الأبحاث النفسية السابقة، لكن الكثير من هذه الدراسات استندت إلى فكرة أن ما تحاول تعلمه يتكرر بنفس النتائج في كل مرة. ومع ذلك، نادرًا ما يكون هذا هو الحال في الحياة الواقعية، حيث قد تظل بعض خصائص تجاربنا الدراسية كما هي بينما من المحتمل أن تتغير خصائص أخرى.

على سبيل المثال، تخيل أنك  تقوم بزيارات متكررة إلى مقهى قريب منك . قد ترى نفس الطاولات والمقاعد والديكورات، ولكن قد يكون هناك نادل جديد في ذلك المقهى يقوم على خدمتك. ليس من الواضح أن تأثير التباعد بين هذه الزيارات سينفع  بنفس الأسلوب في مواجهة مثل هذه التغييرات.

في تجربتين، طلب الباحثون من المشاركين أن يتذكروا بشكل متكرر أزواجًا من أشياء ومشاهد  كانت إما متطابقة في كل تكرار للتجربة أو حيث بقي الشيء كما كان ،  لكن المشهد تغير في كل مرة تكررت فيها التجربة.

إحدى التجارب تطلبت من المشاركين تذكر هذه الاقترانات بين الأشياء والمشاهد  ثم قام الباحثون باختبار ذاكرتهم عبر هواتفهم الذكية، وهي مقاربة اختبار غير معتادة في التعلم (التذكر) وأبحاث الذاكرة، مما مكّن الباحثين من الطلب من  المشاركين بتذكر الاقترانات بين أزواج الأشياء والمشاهد في أوقات مختلفة من اليوم على مدار 24 ساعة، وهو ما يمثل بشكل أكثر دقة كيف يتدكر الناس المعلومات فعليًا مقارنة بالتجارب السابقة التي جرت فقط في المختبر.

وفي التجربة الثانية، جمع الباحثون بيانات عبر الإنترنت في جلسة واحدة. نشر الفريق نتائجه في النسخة الإلكترونية من مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم(1) بتاريخ 12 مارس 2024.

سمحت هذه التجربة  للفريق بدراسة تأثيرات الحفظ على مدى فترات زمنية مختلفة والمحتوى المحفوظ من قبل المشاركين في الذاكرة  كما أوضحت إميلي كوان، المؤلف الرئيس للورقة البحثية وزميلة ما بعد الدكتوراه في مختبر الذاكرة المكتسبة في جامعة تيمبل،. "بهذا، تمكنا من التساؤل عن مدى تأثر الذاكرة بما يتم تعلمه (اكتسابه / تذكره) - سواء أكان ذلك  حفظ تام عن ظاهر قلب  أو فيه بعض الاختلافات أو التغيرات - وكذلك - حين ينم التعلم / الحفظ في الذاكرة  بعد  فرص دراسية (مذاكرة  للمادة الدراسية]  متكررة."

وكما هو الحال في التجارب السابقة، وجد الباحثون أن التعلم [مذاكرة المادة الدراسية] المتباعد ساعد المشاركين على تذكر الأشياء. لكنهم وجدوا أيضًا أن ذاكرة المشاركين كانت أفضل بالنسبة للأشياء التي قُرنت بمشاهد مختلفة مقارنة بالأشياء المعروضة مع نفس المشاهد بشكل متكرر. على سبيل المثال، لو رغبت  في تذكر اسم شخص لأول مرة تقابله، فقد يكون من المفيد تكرار اسمه وربطه بمعلومات مختلفة عن الشخص نفسه [المترجم: نفس الفكرة في العبارة السابقة من أن  ربط  الشيء الواحد (الاسم في المثال السابق) مع مشاهد مختلفة ( معلومات مختلفة عن الشخص في المثال السابق) أفضل في التذكر من العكس].

ومن ناحية أخرى، قال روتمان، يبدو أن الثبات [في محتوى النص المراد تذكره] يساعد في نوع الذاكرة التي تجمع بين الأشياء والمشاهد. وقال: "إن التباعد بين التعلم (دراسة / مذاكرة  المادة، مثلًا] ينفع فقط في تذكر  أزواج الأشياء والمشاهد التي جرا تكراراها  بالضبط، وفقط إذا كانت هناك مسافات زمنية طويلة جدًا بين فترات التعلم [المذاكرة]، تمتد من ساعات إلى أيام، بين جلسات الدراسة (المذاكرة]". "على سبيل المثال، لو حاولت تذكر اسم الشخص الذي قابلته لأول مرة وشيء عنه، مثل أكلته ( طعامه) المفضلة، فمن المفيد تكرار نفس الاقتران الدقيق بين اسم الشخص وأكلته المفضلة عدة مرات مع ترك مسافة زمنية بين كل محاولة."

تمثل تجارب جامعتي بيتسبيرغ  وتمبل أبحاثًا أساسية على الذاكرة، وبالتالي قد لا تنطبق نتائج  الدراسة بالضرورة على بعض أنواع مهام الحفظ في الواقع،. "بسبب مدى الفروق الدقيقة في الذاكرة  [من محتوى مادة إلى محتوى مادة أخرى ]، فمن الصعب تقديم نصيحة واضحة لأشياء مثل الدراسة للاختبار لأن نوع محتوى المادة يمكن أن يكون مختلفًا تمامًا". "لكن من الناحية النظرية، يجب أن تكون النتائج التي توصلنا إليها ذات علاقة على نطاق واسع بأنواع مختلفة من المهام، مثل تذكر اسم شخص وأشياء تتعلق أو تقترن به والدراسة للاختبار وتعلم مفردات جديدة من مفردات لغة أجنبية".

وتابعت كوان: "دراستنا تشير إلى أن كلًا من التنويع  والتباعد بين ما ندرسه  قد يوفران أساليب لتحسين ذاكرتنا لخصائص  فريدة ومعلومات ترابطية /  اقترانية، على التوالي، مما يشي بأهمية تطبيقات  لهذه الدراسة في الأبحاث المستقبلية والتعليم وحياتنا اليومية".


مصدر من داخل النص

1- https://www.pnas.org/doi/10.1073/pnas.2311077121


المصدر الرئيس

https://www.pitt.edu/pittwire/features-articles/rottman-pnas-memory-spacing


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق