24 يونيو 2022
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 87 لسنة 2024
Developmental dyslexia essential to human adaptive success, study argues
Jun 24, 2022
يقول باحثون إن المصابين بعسر القراءة النمائي [اضطراب يصيب الطفل ويظهر كصعوبة في تعلمه القراءة بالرغم من توافر قدره عقلية عادية لديه، وذلك نتيجة لقصور تكويني في بناء الطفل يترتب عليه قصور معرفي وصعوبة تعليمية بالطرق المعتادة التي عليها كل الأطفال؛ وتُكتشف هذه الصعوبة بملاحظة عدم قدرة الطفل على التعرف على الكلمات المكتوبة التي تدرب عليها بشكل صحيح(1)] لديهم نقاط قوة معينة تتعلق باستكشاف المجهول والتي ساعدت على التكيف الناجح والبقاء على قيد الحياة لجنسنا البشري.
خلص باحثو جامعة كامبريدج الذين يتناولون دراسة العملية العقلية لاكتساب المعرفة والفهم (من خلال الفكر والممارسة والحواس، والتي تُعرف بـ الإدراك أو المعرفة](2) والسلوك والدماغ إلى أن المصابين بعسر القراءة متخصصون في استكشاف المجهول. ومن المحتمل أن يلعب هذا دورًا أساسيًا في تكيف الإنسان مع البيئات المتغيرة.
ويعتقد الباحثون أن هذا "التحيز الاستكشافي [القدرة على الاستكشاف والفضول]" له أساس تطوري ويلعب دورًا حاسمًا في بقائنا على قيد الحياة.
واستنادًا إلى هذه النتائج - البارزة في مجالات متعددة بدءً من المعالجة البصرية(3)وحتى الذاكرة وعلى جميع مستويات التحليل - يرى الباحثون أننا بحاجة إلى تغيير وجهة نظرنا السلبية عن عسر القراءة باعتباره اضطرابًا عصبيًا.
النتائج، التي نشرت في مجلة فرونتيرز في علم(4) Frontiers in Psychology، لها تبعات على المستوى الفردي والمجتمعي، كما تقول المؤلف الرئيس الدكتور هيلين تايلور، وهي باحث منتسب في معهد ماكدونالد لأبحاث علوم الآثار (الأركولوجية) بجامعة كامبريدج وباحث مشارك في جامعة ستراثكلايد Strathclyde.
قالت تايلور: "إن النظر إلى عسر القراءة على أنها تمثل قصورًا لا تحكي القصة كاملةً وليس هناك من المعلومات ما يكفي للوصول إلى نتائج وافية". "يقترح هذا البحث إطارًا جديدًا لمساعدتنا على فهم نقاط القوة المعرفية للمصابين بعسر القراءة بشكل أفضل."
"نعتقد أن مجالات الصعوبة التي يعاني منها المصابون بعسر القراءة ناتجة عن المفاضلة المعرفية بين استكشاف المعلومات الجديدة واستغلال المعرفة الموجودة (المتوفرة)، مع كون الجانب الإيجابي لعسر القراءة النمائي هو التحيز الاستكشافي [القدرة على الاستكشاف والفضول] الذي يمكن أن يفسر القدرات المعززة التي لوحظت في مجالات معينة". مثل الاكتشاف والاختراع والإبداع."
هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق مقاربات متعددة التخصصات باستخدام منظور تطوري في تحليل الدراسات المتعلقة بعُسر القراءة.
"المدارس والمعاهد الأكاديمية وأماكن العمل ليست مصممة لتحقيق أقصى استفادة من التعلم الاستكشافي [طريقة تعليمية تستخدم لتوليد أفكار ومعارف جديدة للتكيف مع المتغيرات البيئية وذلك من خلال الأنشطة التجريبية المستمرة(5)]. ولكننا بحاجة ماسة للبدء في تبني طريقة التفكير هذه لتمكين البشرية من مواصلة التكيف مع التحديات الرئيسية والتغلب عليها.
عسر القراءة يصيب ما يصل إلى 20% من عامة السكان، بغض النظر عن الدولة والثقافة والقارة. الاتحاد العالمي لطب الأعصاب عرف عسر القراءة النمائي على أنه "اضطراب يصيب الأطفال الذين، على الرغم من الخبرة التعليمية التقليدية التي اكتسبوها في الصفوف الدراسية، يخفقون في اكتساب المهارات اللغوية في القراءة والكتابة والتهجئة بما يتناسب مع قدراتهم الذهنية (العقلية)."
النتائج الجديدة في سياق "التخصص المعرفي التكاملي [التخصص المعرفي لدى البشر يشكل أساس اكتساب اللغة ونموها وتطورها(6)]"، وهي نظرية تقترح أن أسلافنا تطوروا ليتخصصوا في أساليب تفكير مختلفة، ولكنها متكاملة، مما يعزز قدرة الإنسان على التكيف من خلال التعاون.
وتتجذّر هذه التخصصات المعرفية في مفاضلة معروفة بين استكشاف المعلومات الجديدة واستغلال المعرفة القائمة. على سبيل المثال، لو أكلت كل ما لديك من طعام، فإنك تخاطر باحتمال الموت جوعًا عندما ينفد الطعام كله. ولكن لو قضيت حياتك في البحث عن الطعام، فإنك تهدر طاقة لا داعي لإهدارها من الأول. كما هو الحال في أي نظام معقد، يجب علينا التأكد من أننا نوازن بين حاجتنا لاستغلال الموارد المعروفة واستكشاف موارد جديدة من أجل البقاء على قيد الحياة.
"تحقيق التوازن بين استكشاف الفرص الجديدة واستغلال منافع خيار معين يعتبر مفتاحًا مهمًا للتكيف والبقاء على قيد الحياة ويشكل أساس العديد من القرارات التي نتخذها في حياتنا اليومية".
استكشاف الفرص الجديدة يتضمن الأنشطة التي تنطوي على البحث عن المجهول مثل القيام بالتجارب والاكتشاف والابتكار. في المقابل، استغلال منافع خيار معين باستخدام ما هو معروف بالفعل بما في ذلك التحسين والكفاءة والانتقاء.
"بالنظر إلى هذه المفاضلة، فإن انحياز التخصص الاستكشافي للمصابين بعسر القراءة يمكن أن يساعد في تفسير سبب مواجهتهم لصعوبات في المهام المتعلقة باستغلال منافع خيار معين، مثل القراءة والكتابة.
"ويمكن أن يفسر ذلك أيضًا سبب انجذاب المصابين بعسر القراءة نحو بعض المهن التي تتطلب قدرات متعلقة بالاستكشاف، مثل الفنون والهندسة المعمارية والهندسة وريادة الأعمال".
ووجد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تتماشى مع أدلة مستقاة من العديد من مجالات البحث الأخرى. على سبيل المثال، يشير التحيز الاستكشافي لدى هذه النسبة الكبيرة من السكان إلى أن جنسنا البشري لا بد أن يكون قد تطور خلال فترة من عدم اليقين والتغير ذوي الدرجة المرتفعة. ويتفق هذا مع النتائج التي تم التوصل إليها في مجال علم الآثار القديمة (الأركيولوجي)، مما يكشف أن التطور البشري قد تشكل على مدى مئات الآلاف من السنين بسبب عدم الاستقرار المناخي والبيئي الدراماتيكيين
سلط الباحثون الضوء على أن التعاون بين الأفراد ذوي القدرات المختلفة يمكن أن يساعد في تفسير القدرة الاستثنائية لجنسنا البشري على التكيف.
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/105/8/1/179268
2- https://en.wikipedia.org/wiki/Cognition
3- "المعالجة البصرية مصطلح يستخدم للإشارة إلى قدرة الدماغ على استخدام وتفسير المعلومات المرئية من المحيط." ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://en.wikipedia.org/wiki/Visual_processing
4- https://www.frontiersin.org/journals/psychology/articles/10.3389/fpsyg.2022.889245/full
5- https://www.igi-global.com/dictionary/organizational-learning-as-a-social-process/57439
6- https://ar.wikipedia.org/wiki/تخصص_معرفي
المصدر الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق