السبت، 11 مايو 2024

التزامن الإيقاعي يساعد أطفال ما قبل المدرسة على الاستعداد للقراءة


  

22 سبتمبر 2014

 

المترجم: عدنان أحمد الحاجي



المقالة رقم 98 لسنة 2024

  

 

Does your baby have rhythm? Answer could predict reading disorders later in life

 

By Jia You 

 

22 September 2014 



 


في المستقبل، يمكن لممرضة أن تعرف ما إذا كان الطفل عرضة للإصابة باضطرابات في القراءة عندما يكبر وذلك عن طريق وضع أقطاب كهربية على فروة الرأس وبعدها تراقب موجات الدماغ  التي تستجيب لكلامه. هكذا سيناريو اقترحته دراسة، والذي وجد مؤشرًا بيولوجيًا ممكنًا لقياس مدى الإدراك الحسي  لأطفال ما قبل المدرسة للإيقاع، وهذه الإمكانية مقترنة بتطور اللغة عنده.

 

يقول أنيروده باتيل Aniruddh Patel، باحث في علم الأعصاب المعرفي بجامعة تافتس في ميدفورد، ماساتشوستس، والذي لم يشارك في البحث: "من المثير للإعجاب جدًا العمل مع أطفال صغار في هذه السن المبكرة، الذين لا يُهتم بهم كثيرًا".

 

تتكون اللغة المحكية من موجات صوتية تحدث خلال فترات زمنيةمتعددة. مقطع لفظي على سبيل المثال، يأخذ أكثر من،ربع ثانية، في حين تأخذ الجملة اللفظية أكثر من بضع ثوان ولفهم هذه المعلومات، السمعية المعقدة، يستخدم البشر منبهات إيقاعية كالنبرة(1)  والوقفة للتمييز الكلمات والمقاطع اللفظية. فالراشدون والأطفال في سن المدرسة والمصابون باضطرابات في القراءة (عسر القراءة)  يجدون صعوبة في إلتقاط هذه الأنماط الإيقاعية.

 

يقدر باحثون أن عسر القراءة وصعوبات القراءة الأخرى تصيب حوالي 5% إلى 10% من السكان. اكتشاف مثل هذه الاضطرابات في وقت مبكر يمكن أن يؤدي إلى تدخل أكثر فعالية، ولكن ملاحظة العلامات المبكرة على هذه الاضطرابات لدى الأطفال الأصغر سنًا  الذين لم يتعلموا القراءة بعد قد ثبت أنها تمثل صعوبة.

 

يمكن للباحثين قياس استجابات الدماغ هذه دون الطلب من الأطفال بإيلاء اهتمام واعٍ للأصوات، وهي ميزة عندما يتعلق الأمر بالعمل مع أطفال صغار. أولاً، طلبوا من 35 طفلاً يتراوحون  بين 3 و4 سنوات بالتفر على الطبلة ومزامنة قرعهم الطبل مع قرع الباحث له، بسرعات تقارب معدل المقاطع المنبورة (التي عليها نبرة(1) في الكلام. واستنادًا إلى مدى جودة مزامنة الأطفال لنقر الطبل، قام الباحثون بتقسيمهم إلى مجموعة "متزامنة" و"غير متزامنة". المجموعتان متساويتان في الأداء في اختبارات الذكاء والمفردات.

 

وعليه  تناولت الباحث  في علم الأحياء نينا كراوس Nina Kraus من جامعة نورث ويسترن في إيفانستون، إلينوي، وزملاؤها بالدراسة استجابات دماغية تلقائية يمكنها تتبع تطور اللغة في مرحلة ما قبل المدرسة ممن لم يتعلموا القراءة. 

 

بعد ذلك، قام الفريق بتشغيل أصوات لمقاطع مثل " با ba " و"دا da" للأطفال، وقاموا على الفور بتسجيل موجات أدمغتهم وهي تستجيب للأصوات من خلال وضع أقطاب كهربائية على فروات رؤوسهم. قام الباحثون أيضًا بتشغيل صوت "دا" ممزوجًا بضوضاء خلفية من ستة أشخاص يثرثرون لاختبار مدى قدرة الأطفال على التمييز بين المقاطع اللفظية(2)على الرغم من وجود الضوضاء في الخلفية. تم إجراء جميع الاختبارات في أذن واحدة، بينما تركت الأذن الأخرى لهم للاستماع إلى مقطع رسوم متحركة جلبوها معهم، حيث كان ذلك نقصودًا لإشغال هؤلاء الأطفال أثناء التجربة.  أظهرت إشارات موجة الدماغ لأصوات المقاطع اللفظية نمطًا واضحًا يتتبع الموجات الصوتية، والتي سجلها الباحثون بدقة ميكروثانية.

 

وكشفت النتائج أن أدمغة مجموعة التزامن "تعالج  الأصوات بدقة أعلى مما هو الحال عند المجموعة غير المتزامنة وهذا ما نشره الباحثون في دورية الاكاديمية الوطنية للعلوPNAS (3) في عددها الصادر في 22 سبتمبر 2014.

 

وكشفت النتائج أن أدمغة مجموعة التزامن تعالج أصوات المقاطع اللفظية بدقة أفضل من المجموعة غير المتزامنة، حسبما أفاد الفريق في ورقتهم العلمية(3). وعلى وجه الخصوص، كان أداؤهم أفضل في التمييز بين المقاطع الصوتية التي تم تشغيلها في الخلفية. ضمن أفراد ألمجموعة المتزامنة، أولئك الذين زامنوا  إيقاع قرعهم الطبل بشكل أكثر اتساقًا كانت معالجتهم لأصوات المقاطع اللفظية أكثر دقة.

 

كان أداء المجموعة المتزامنة أفضل من المجموعة غير المتزامنة في اختبارات متعددة للقدرات اللغوية التي تمهد الطريق للقراءة، مثل التعرف على الكلمات المقافية (التي لها نفس القافية). تقول كراوس إن أداء المجموعة المتزامنة في سن أربع سنوات يشبه أداء الأطفال في سن 5 سنوات في هذه الاختبارات، بينما كان أداء نظرائهم من المجموعة غير المتزامنة أقرب إلى أداء الأطفال في سن 3 سنوات، وكانت المجموعة المتزامنة أفضل في تمييز الألحان (اتساق الأصوات – الملوديا(4)) والإيقاعات الموسيقية.

 

وبجمع النتائج معًا نستنتج أن قدرة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة لمتابعة إيقاع معين يمكن من خلاله توقع تطور المهارات اللغوية لدى هؤلا الأطفال والتي تقوي مستوى القراءة عندهم عندما يكبرون، وتقول كراوس. القدرة الإيقاعية تعني بالضبط كيف يعالج الدماغ المقاطع اللفظية.

 

يقول باحث علم الأعصاب جوتفريد شلاوغ Gottfried Schlaug من كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن إن الاكتشاف المبكر قد يؤدي إلى استراتيجيات تدخل مثل الألعاب الموسيقية لتحسين الإدراك الحسي الإيقاعي لدى الأطفال المعرضين للإصابة بعسر القراءة عندما تكون أدمغتهم أكثر مرونة. "بشكل عام، في وقت سابق هو أفضل."كلما كان التدخل أبكر كان أفضل."




مصادر من داخل وخارج النص

1- https://ar.wikipedia.org/wiki/نبر


2- https://ar.wikipedia.org/wiki/مقطع_لفظي


3- https://www.pnas.org/doi/full/10.1073/pnas.1406219111


4- https://ar.m.wikipedia.org/wiki/لحن_(موسيقى)

 



 

المصدر الرئيس

 

https://www.science.org/content/article/does-your-baby-have-rhythm-answer-could-predict-reading-disorders-later-life




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق