الاثنين، 26 أغسطس 2024

روح الفكاهة وسيلة تربوية فعالة لتوطيد العلاقة بين الوالدين وطفلهما ولنزع فتيل التوتر وتطوير المرونة النفسية والمعرفية


12 أغسطس 2024

المترجم: عدنان أحمد الحاجي 



المقالة رقم  186 لسنة 2024


 

Parents who use humor have better relationships with their children, study finds

August 12, 2024



يقولون أن الضحك هو أفضل دواء، بل قد يكون أيضًا وسيلةً تربوية جيدة، وفقًا لدراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا.

في دراسة استرشادية (1)، وجد فريق البحث أن معظم الناس ينظرون إلى الفكاهة كوسيلة تربوية فعالة وأن استخدام الوالدين أو مقدمي الرعاية لروح الفكاهة يؤثر في جودة علاقتهم مع أطفالهم. [الفكاهة هي أعم من الدعابة وتعني كل قول أو فعل أو حركة أو إشارة تدفع إلى الضحك أو الابتسامة (2)].  من بين أولئك الذين استخدم آباؤهم الفكاهة كوسيلة تربوية معهم، نظر غالبية الأطفال إلى علاقتهم مع والديهم وطريقة تربيتهم لهم بنظرة إيجابية. نشر الباحثون النتائج(3) التي توصلوا إليها في مجلة بلوس ون  PLOS One.

"بإمكان روح الفكاهة أن تعلم الناس المرونة المعرفية [وهي القدرة الذهنية على الانتقال بين مفهومين مختلفين، والتفكير في مفاهيم متعددة في آن واحد، أي الانتقال من مهمة إلى أخرى أو من سلوك إلى آخر وفقًا للمتطلبات] (4) . كما أن بإمكانها أيضًا أن تهدىء التوتر النفسي، وتعزز حل المشكلات بطريقة إبداعية كما تعزز المرونة النفسية [وهي القدرة على التأقلم ذهنيًا وعاطفيًا مع الأزمات والعودة بسرعة إلى الحالة الطبيعية التي كانت قبلها](5)،" كما قال بنجامين ليڤي Benjamin Levi، أستاذ طب الأطفال والعلوم الإنسانية في كلية الطب في جامعة ولاية بنسلفانيا وكبير مؤلفي الدراسة.  "كان أبي يستخدم روح الفكاهة كوسيلة تربوية وكانت فعالة جدًا. وأنا أستخدمتها أيضًا في ممارستي السريرية ومع أطفالي. وأصبح السؤال، كيف يمكن للمرء أن يستخدم روح الفكاهة بشكل بناء كوسيلة تربوية؟

وقال الباحثون إنه على الرغم من أن جوانب من الفكاهة واللعب قد خضعت للدراسة في مختلف البيئات وفي تطور ونمو الطفل [أي تطور ونمو القدرات الإدراكية والإنفعالية والفكرية والسلوكية والقدرة على القيام بالوظائف في مرحلة الطفولة] (7، 6)، فإن توظيف روح الفكاهة كوسيلة في تربية الأطفال لم تخضع للدراسة بالشكل المتعارف أكاديميًا.

"هناك تشابه مثير للاهتمام بين الأعمال التجارية (8) وتربية الأطفال، وكلاهما هرمي بطبيعته. "في مجال الأعمال التجارية، ثبت أن روح الفكاهة تساعد في تقليص الهرمية [بين الرئيس والمرؤوس]، وخلق بيئات أفضل للتعاون والإبداع وتهدئة التوتر،" حسبما قالت المؤلف الأول لوسي إيمري Lucy Emery، التي كانت طالبة طب في كلية الطب في جامعة ولاية بنسلفانيا وقت إجراء الدراسة، وهي حاليًا طبيب أطفال مقيم في مستشفى بوسطن للأطفال. "على الرغم من أن العلاقات بين الوالدين والطفل مفعمة بالحب وقائمة على الثقة والاحترام والحنان مقارنةً بالعلاقات في الأعمال التجارية، إلا أن حالات عصيبة تتواتر كثيرًا في حالة تربية الطفل.  قد تساعد الفكاهة في نزع فتيل هذا التوتر النفسي وفي تقليص الهرمية [بين الأب و / أو الأم والطفل] ومساعدة الطرفين على الشعور بالتحسن تجاه المواقف العصيبة والمجهدة نفسيًا.

هذا البحث الأولي (الاسترشادي) كان بمثابة خطوة أولى لدراسة كيف ينطر الناس إلى العلاقة بين روح الفكاهة وبين تجربة تربيتهم من قبل والديهم حينما كانوا أطفالًا وبين تجربتهم في تربيتهم لأطفالهم. ستساعد الدراسة في وضع الأساس لفهم كيف يمكن أن تستخدم روح الفكاهة بشكل بناء ومختلف الحالات التي يصبح فيها استخدام الفكاهة كوسيلة في التربية أكثر خطورة.

استطلع الباحثون آراء 312 شخصًا يتراوحون في السن بين 18 و45 عامًا. قال أكثر من نصفهم إنهم نشأوا على يدي أشخاص [أب و / أو أم أو مقدم رعاية] استخدموا روح الفكاهة كوسيلة في التربية، واتفق 71.8% منهم على أن روح الفكاهة يمكن أن تكون وسيلة تربوية فعالة. وقالت الأغلبية إنهم يستخدمون روح الفكاهة أو يخططون لاستخدامها مع أطفالهم ويعتقدون أن ضررها أقل من نفعها بكثير.

ووجد الفريق أيضًا علاقة تلازمية بين استخدام الوالدين لروح الفكاهة كوسيلة في التربية والطريقة التي ينظر بها أطفالهم، الذين أصبحوا الآن راشدين ولديهم أطفال، إلى الطريقة التي تربوا عليها وعلاقتهم مع والديهم حينئذ. من بين أولئك الذين أفادوا بأن والديهم استخدموا روح الفكاهة، قال 50.5% منهم إن علاقتهم جيدة مع والديهم، وذكر 44.2% أن لديهم إحساس بأن والديهم قاموا بعمل جيد في تربيتهم.

من ناحية أخرى، من بين أولئك الذين قالوا إن والديهم لم يستخدموا روح الفكاهة كوسيلة في التربية، أفاد 2.9% فقط عن وجود علاقة جيدة مع والديهم، وأفاد 3.6% أنهم يعتقدون أن تربيتهم على يدي والديهم كانت حيدة.

فريق البحث الآن يتوسع في هذه الدراسة الأولية ويقوم بمسح استقصائي لمجموعة أكبر وأكثر تنوعًا من الآباء بالإضافة إلى جمع الأبحاث النوعية المستندة إلى تجارب الوالدين في استخدام روح الفكاهة. [البحث النوعي qualitative research يركز فقط على خبرات المشاركين في الدراسة وتصوراتهم وسلوكهم ويجيب على أسئلة: كيف؟ ولماذا؟، لا على أسئلة: كم؟، وما مقدار؟ (9)].

قالت ليڤي: "آمل أن يتمكن الناس من تعلم استخدام روح الفكاهة كوسيلة تربوية فعالة، ليس فقط لنزع فتيل التوتر ولكن أيضًا لتطوير المرونة النفسية (الصمود النفسي) والمرونة المعرفية في أنفسهم وجعلها نموذجًا يقتدي به أطفالهم".


مصادر من داخل وخارج النص

1- https://ar.wikipedia.org/wiki/دراسة_استرشادية


2- https://www.aspdkw.com/تعاريف-مختلفة-لـظاهرة-الفكاهة-في-الم/


3- https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0306311


4- https://ar.wikipedia.org/wiki/مرونة_إدراكية


5- https://en.wikipedia.org/wiki/Psychological_resilience


6- https://ar.wikipedia.org/wiki/تطور_الطفل


7- https://www.britannica.com/science/child-development-process


8- https://ar.wikipedia.org/wiki/عمل_تجاري


9- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470395/


المصدر الرئيس

https://www.psu.edu/news/research/story/parents-who-use-humor-have-better-relationships-their-children-study-finds/


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق