الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

ارتفعت حالات الإصابة بمرض السكري لدى الأطفال بشكل حاد خلال الثلاثين عامًا الماضية في أوروبا، لكن بعض الدول تأثرت به أكثر من غيرها - دراسة جديدة


11 سبتمبر 2024


المترجم: عدنان أحمد الحاجي 


المقالة رقم 208 لسنة 2024


Childhood diabetes cases have risen sharply over the last 30 years in Europe, but some countries are affected more than others – new study



September 11, 2024 



مصدر الصورة: MedlinePlus 


يعتبر مرض السكري مشكلة صحية عالمية. أولئك المصابون بهذا المرض تنتج اجسامهم إمّّا كمية بسيطة غير كافية من الأنسولين أو لا شيئَ منه على الإطلاق، أو لديهم استجابة غير فعالة للأنسولين (مقاومة الأنسولين) مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل غير طبيعي (1).

من بين الأنواع المختلفة لمرض السكري، يعد النوع الأول هو الأكثر شيوعًا في مرحلتي الطفولة والمراهقة - في عام 2019، أصيب حوالي 1.5 مليون شخص تحت سن الـ 20 عامًا في جميع أنحاء العالم (2)، ومن بين 16300حالة وفاة تعزى إلى مرض السكري فيمن يقل سنهم عن 25 عامًا، 73.7 % منها كانت بسبب مرض السكري من النوع الأول (3).

وعلى الرغم من التقدم الذي أحرز مؤخراً، فإن إدارة هذا المرض لا تزال تشكل تحدياً للأجهزة الصحية في جميع أنحاء العالم.

معضلة صحية في مرحلة الطفولة

مرض السكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي مزمن حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة وتدمير خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين. لتعويض هذا النقص في انتاج الأنسولين الناجم عن هذا التدمير، يجب تزويد المرضى بالأنسولين عن طريق الحقن بالأبر أو أجهزة حقن الانسولين مثل مضخات الأنسولين.

بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المصابون بداء السكري إلى مراقبة نسبة السكر في الدم، وكذلك إدارة المدخول الغذائي (خاصة الكربوهيدرات)، والنشاط البدني والعوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر في مستويات الجلوكوز في الدم.

سوء إدارة المرض يرفع نسبة السكر في الدم. وبمرور الزمن، يمكن أن يؤثر ذلك في أعضاء الجسم الرئيسة أو يلحق بها ضررًا، بما فيها القلب والأوعية الدموية والأعصاب والعينين والكلى.

ولذلك فمن الأهمية بمكان فهم ارتفاع أعداد الشباب المصابين بهذا المرض من أجل التعرف على أسبابه، وتزويد مسؤولي الصحة بالبيانات التي من شأنها أن تساعدهم في التعرف على الحالات الجديدة في أقرب وقت ممكن.

عدد حالات الاصابة بالسكري تضاعف تقريبًا

ولتوفير هذه المعلومات التي تشتد الحاجة إليها، قمنا بفحص معدل الإصابة بمرض السكري من النوع الأول ــ أي نسبة الحالات الجديدة المصابة بالمرض على مدى فترة من الزمن مقارنة بالعدد المحتمل من عينة السكان الذين قد تُصاب بالسكري ــ في 32 دولة أوروبية في الفترة من 1994 إلى 2021. وللقيام بذلك، قمنا بتحليل ما مجموعه 75 دراسة، غطت 219331 شخصًا يتراوح سنهم بين 0 و14 عامًا.

ووجدنا أن معدل الإصابة بمرض السكري من النوع الأول قد زاد بشكل كبير: من 11 حالة لكل 100 ألف شخص سنة [أي عدد ممن خضع للدراسة مضروب في عدد السنوات التي خضعوا فيها للدراسة (4)] بين عامي 1994 و 2003، إلى ما يقرب من 21 حالة لكل 100 ألف شخص سنة بين عامي 2013 ور2021.

الإختلافات بين الدول في معدل الاصابات

وبالإضافة إلى ذلك، وجدنا اختلافات معتبرة بين المناطق الأوروبية. بالرغم من أن هناك اتجاهًا تصاعديًا واضحًا في معظم الدول الأوروبية - وخاصة تلك الموجودة في شمال أوروبا، مثل فنلندا والسويد والنرويج - يبدو أن الأرقام لم تتغير في بعض هذه الدول، بما فيها  المملكة المتحدة وإسبانيا.


الشكل: الاتجاه العام في معدل الإصابة بمرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال (بسن 0 - 14 سنة) في جميع أنحاء المناطق الأوروبية.


بين عامي 2013 و 2021، وهي آخر فترة تمت دراستها، كانت أدنى معدلات الإصابة في رومانيا وتركيا (11 و 12 حالة لكل 100 ألف شخص سنة، على التوالي)، والأعلى في فنلندا وأيرلندا (56 و 33 حالة لكل 100 ألف شخص سنة على التوالي).

خريطة لاتجاهات انتشار مرض السكري في أوروبا.


وفي إسبانيا، ارتفعت الأرقام بشكل أقل حدة. وفي الفترة من عام 1994 إلى عام 2003، كانت هناك 16 حالة لكل 100 ألف شخص سنة، وارتفعت بشكل طفيف فقط إلى 17.5 حالة لكل 100 ألف شخص سنة بين عامي 2013 و 2022.

وفي جميع أنحاء أوروبا، كان المصابون من الفتيان أعلى قليلا من الفتيات. ولاحظنا أيضًا أن معدلات الإصابة تزداد مع تقدم العمر، خاصة في الفئة العمرية 10 - 14 سنة.

ماذا وراء أرقام حالات الاصابة بالسكري المتصاعدة؟

لا يزال سبب مرض السكري من النوع الأول غير معروف، على الرغم من أن بعض الأبحاث تشير إلى الاستعداد الوراثي للأصابة به (5). كما اقتُرحت أيضًا أسباب أخرى، بما فيها عمليات المناعة الذاتية والفيروسات (6)، ونمط الحياة أو العوامل البيئية (المكتسبة) (7) مثل النظام الغذائي.

وقد لاحظنا أيضًا (8) أن ارتفاع دخل الفرد أو السكن (العيش) في الدول الشمالية، مثل فنلندا أو السويد أو النرويج، يمكن أن يؤثر في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.

هناك عدة تفسيرات محتملة لذلك، بما فيها حقيقة أن دول الشمال لا تتعرض إلَّا إلى مقدار بسيط من الأشعة فوق البنفسجية (أي ضوء الشمس) - وقد وجدت الكثير من الدراسات (9) أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد يقي من مرض السكري، حيث يبدو أنه يبطئ من ردود الفعل المناعية في الجسم (مقاومة الجسم للأنسولين).

مساهمة جائحة كورونا في ازدياد عدد الاصابات بالسكري

هناك نقطة أخرى جديرة بالملاحظة وهي الزيادة العالمية في الحالات الجديدة لمرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال منذ جائحة كوفيد-19.

وقد يكون ذلك نتيجة لتأثير عدوى فيروس كورونا في مناعة القابلين للإصابة بالسكري، أو بسبب انخفاض قدرة الأجهزة الصحية على اكتشاف المشكلة مبكرًا وإبقائها تحت السيطرة.

وفي الوقت الراهن، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات بشأن السياسات والتشريعات الصحية التي تعزز أنماط الحياة الصحية، والتي تتحكم في العوامل البيئية (المكتسبة) المسببة للمشكلات المناعية المرتبطة بهذا التحدي الرئيس (ارتفاع عدد المصابين بالسكري) الذي تتعرض له الصحة العامة.


مصادر من داخل وخارج النص

1- https://ar.wikipedia.org/wiki/مقاومة_الإنسولين


2- https://www.thelancet.com/journals/landia/article/PIIS2213-8587(22)00218-2/abstract


3- https://www.thelancet.com/journals/landia/article/PIIS2213-8587(21)00349-1/fulltext


4- https://www.verywellhealth.com/person-years-and-person-months-3132812


5- https://diabetesjournals.org/care/article/44/11/2449/138477/Adult-Onset-Type-1-Diabetes-Current-Understanding


6- https://www.frontiersin.org/journals/immunology/articles/10.3389/fimmu.2023.1326711/full


7- https://www.frontiersin.org/journals/endocrinology/articles/10.3389/fendo.2018.00513/full


8- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1155/2024/2338922


9-  https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S1353829214000732?via=ihub



المصدر الرئيس

https://theconversation.com/childhood-diabetes-cases-have-risen-sharply-over-the-last-30-years-in-europe-but-some-countries-are-affected-more-than-others-new-study-238700




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق