11 أكتوبر 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 230 لسنة 2024
Bilingualism makes the brain more efficient, especially when learned at a young age
October 11, 2024
لثنائية اللغة تأثير عميق في بنية ووظائف مناطق الدماغ، ولكن كيف تؤثر هذه التجربة في التنظيم الوظيفي لمناطق الدماغ لم يُفهم جيدًا بعد.
تُبين بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي لعينة كبيرة زيادة في الاتصالية على مستوى كامل الدماغ في الذين لديهم لغة ثانية
اللدونة العصبية (1) هي قدرة الدماغ على بناء روابط عصبية ضمن نفسه، والتكيف مع البيئة المحيطة. الدماغ أكثر مرونة في مرحلة الطفولة، ويشكل مسارات عصبية جديدة استجابةً لـ محفزات (مثيرات) مثل اللغة.
بينت أبحاث سابقة أن اكتساب لغة ثانية قد يؤثر بشكل إيجابي في الانتباه والشيخوخة الصحية وحتى التعافي بعد إصابة الدماغ. دراسة جديدة أجراها معهد الأعصاب في مونتريال التابع لجامعة ماكغيل وجامعة أوتاوا في كندا وجامعة سرقسطة Zaragoza في إسبانيا تناولت دور ثنائية اللغة في الوظائف المعرفية (2)، مما يدل على زيادة كفاءة التواصل بين مناطق الدماغ المختلفة.
قام باحثون بحشد 151 مشاركًا يتحدثون الفرنسية أو الإنجليزية أو اللغتين معًا، وسجلوا السن الذي تعلموا فيه لغتهم الثانية. فُحص المشاركون باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي في حالة الراحة (حيث لا تؤدى أي مهمة في حال التصوير) لقياس الاتصالية غلى مستوى كامل الدماغ، بدلاً من التركيز على مناطق دماغية معينة، كما حدث في دراسات ثنائية اللغة السابقة.
كشف تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي أن المشاركين ثنائيي اللغة لديهم اتصالية عالية بين مناطق الدماغ مقارنة بالمشاركين أحاديي اللغة، وكانت هذا الاتصالية أقوى لدى أولئك الذين تعلموا لغتهم الثانية في سن أبكر. وكان هذا التأثير قويًا بشكل خاص بين المخيخ والقشرة الأمامية اليسرى. [يلعب المخيخ دوراً هاماً في التحكُّم الحركيّ وقد يكون أيضاً مشتركاً في بعض الوظائف المعرفيّة كالانتباه واللغة وكذلك في تنظيم استجابات الرضا والخوف (3) ، وأما بالنسبة إلى القشرة الأمامية اليسرى فهي تتحكم بالحركات المتعلقة باللغة (4))].
نتائج هذه الدراسة صورة طبق للأصل لنتائج الدراسات السابقة التي بينت أن مناطق الدماغ لا تعمل بمعزل عن غيرها، ولكنها تعمل مع المناطق الأخرى لفهم وإنتاج اللغة (الكلام في هذه الحالة، مع العلم ان انتاج اللغة يعني كلًا من الكلام والكتابة (5). وقد أظهرت الأبحاث أيضًا أن الكفاءة على مستوى كامل الدماغ تساعد على الأداء المعرفي [أي المهارات المعرفية وهي القدرة على القيام بأنشطة ذهنية متعلقة بشكل وثيق بالتعلم أو اكتساب المعرفة والاستدلال المنطقي والتفكير المجرد والتفكير النقدي والاستبطان (6)].
تكشف هذه الدراسة الأخيرة المزيد عن كيف ومدى تأثير ثنائية اللغة في اتصالية الدماغ التي نستخدمها للتفكير والتواصل والتفاعل أو التعامل مع المحيط من حولنا.
يقول زيوس جراسيا تابوينكا Zeus Gracia Tabuenca، المؤلف الأول للدراسة: "تفيد نتائج دراستنا بأن تعلم لغة ثانية أثناء مرحلة الطفولة يساعد في بناء تنظيم دماغي أكثر كفاءة من حيث الاتصالية الوظيفية" [الدماغ عبارة عن شبكة معقدة ذات تنظيم صدغي ووظيفي هرمي، على مستوى العصبونات والدارات الموضعية والمناطق الوظيفية والأنظمة الوظيفية (7)]. "تفيد النتائج بأنه كلما كانت اكتساب اللغة الثانية مبكرة، اتسع نطاق مناطق الدماغ المنخرطة في عملية اللدونة العصبية. ولهذا السبب لاحظنا مستوى اتصالية عالٍ بين المخيخ والقشرة الدماغية اليسرى في حال الاكتساب المبكر للغة ثانية.
نُشرت الدراسة (8) في مجلة Communications Biology في 10 أكتوبر 2024.
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/لدونة_عصبية
2- "المهارات المعرفية cognitive skills، والتي تسمى أيضًا الوظائف المعرفية cognitive functions أو القدرات المعرفية cognetive capacity، هي مهارات دماغية ضرورية لاكتساب المعرفة واستخدام المعلومات والتفكير. ولها علاقة بآليات كيف يتعلم الناس ويتذكرون ويحلون مشكلاتهم(مسائلهم) وكيف يولون انتباههم، ولكن ليس لها علاقة بالمعرفة الفعلية. تشمل المهارات أو الوظائف المعرفية مجالات الإدراك الحسي (الحواس) والانتباه والذاكرة والتعلم (الاكتساب) واتخاذ القرارات والقدرات اللغوية." ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://en.wikipedia.org/wiki/Cognitive_skill
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/مخيخ
4-https://www.neuroskills.com/brain-injury/frontal-lobes/
5- https://www.sciencedirect.com/topics/social-sciences/language-production
6- https://en.wikipedia.org/wiki/Cognitive_skill
7- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3222858/
8- https://www.nature.com/articles/s42003-024-06965-1
المصدر الرئيس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق