بقلم غريتشن جينغ أستاذ في مستقبل التعليم الابتكاري، وفيليب سلي، أستاذ التنمية البشرية، كلية التربية، جامعة فليندرز
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
كتبت المقدمة الاستاذة نادية بنت فهد السيف، مستشارة في الطفولة وأكاديمية
المقالة رقم 48 لسنة 2025
How can you help your child make friends?
February 4, 2025
المقدمة
تُعد الصداقة من الركائز الأساسية في حياة الطفل، إذ تؤثر في نموه العاطفي والاجتماعي وتكيفه مع بيئته المدرسية والمجتمعية. فوجود شبكة من الأصدقاء يساعد الأطفال على تعزيز ثقتهم بأنفسهم، والتخفيف من مشاعر القلق والوحدة، وتساعد على التعامل مع التحديات اليومية. وقد أشار النبي ﷺ إلى أهمية الصديق وتأثيره في الإنسان، فقال: “الرَّجُلُ على دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَن يُخَالِلُ” (رواه أبو داود والترمذي). وهذا يدل على أن الأصدقاء يشكلون جزءًا أساسيًا من شخصية الفرد وقيمه، مما يؤكد ضرورة مساعدة الأطفال على اختيار أصدقاء صالحين وبناء علاقات إيجابية.
فالطفل الذي يحيط نفسه بأصدقاء متعاونين ومتفهمين يكتسب مهارات اجتماعية إيجابية، بينما قد يواجه الطفل الذي يجد صعوبة في تكوين صداقات شعورًا بالوحدة والقلق. وزيادة احتمالية تعرضه للتنمر، حيث يكون للأصدقاء دور في تقديم الدعم والتشجيع في المواقف المختلفة.
من هذا المنطلق، تستعرض هذه الدراسة دور الآباء في مساعدة أطفالهم على بناء شبكة صداقات صحية، من خلال تشجيعهم على التواصل الفعّال، وتعزيز مهارات الاستماع، ودعمهم في تكوين علاقات قائمة على الاحترام والتعاون. وكما قال النبي ﷺ: “المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشدُّ بعضُه بعضًا” (متفق عليه)، فإن الصداقات القوية تخلق بيئة داعمة للطفل تسهم في استقراره النفسي والاجتماعي، مما يجعله أكثر استعدادًا لمواجهة الحياة بثقة وتوازن، مما ينعكس على صحة الطفل ورفاهه النفسي. وهذا ما يجعل الموضوع محوريًا في دعم نموهم المتكامل.
التقرير المترجم
أحد الأشياء التي قد تسبب قلقًا للأطفال (وحتى لأولياء أمورهم) في بداية العام الدراسي الجديد هو مسألة: هل سيكون لديهم أصدقاء؟
قد ينطبق هذا السؤال على الأطفال الذين للتو بدأوا مرحلتهم الدراسية أو انتقلوا إلى مدرسة أخرى أو بدأوا عامًا دراسيًا جديدًا بترتيبات مختلفة في الصفوف الدراسية وزملاء مختلفين عما كانوا معهم في السنة الدراسية الماضية.
كيف يمكن لأولياء الأمور التحدث مع أبنائهم بخصوص تكوين صداقات مع زملائهم؟
ما أهمية تكوين أصدقاء؟
نجري أبحاثًا (1) تدور حول الهناء النفسي للصغار ونقدم برامج (2) للمدارس تتعلق بأسلوب التحدث عن الصحة العقلية (الصحة النفسية).
وجود صداقات دائمة ومفيدة يعتبر أمرًا مهمًا جدًا لصحة الأطفال ونموهم وهنائهم النفسي.
الأصدقاء قادرون على تفهم تطلعات واهتمامات أصدقائهم وعلى مساعدتهم على الشعور بالانتماء اليهم (3). بإمكان الأصدقاء أيضًا أن يساعدوا في تخفيف مشاعر الوحدة والقلق التي يعاني منها أصدقاؤهم (4)، مما يجعل الانخراط في أنشطة جديدة والتواصل مع الآخرين أمرًا سهلًا عليهم.
علاوة على ذلك، يمكن أن تكون الصداقات بمثابة "حاجز" ضد التنمر وذلك بالدعم الانفعالي (المتمثل في الحب والاحترام والتعاطف) (5) لو حدث التنمر من بعض الزملاء. وتشير الأبحاث أيضًا إلى أنه إذا لم يكن لدى الأطفال شبكة أصدقاء داعمة، فسيصبحون أكثر عرضة للتنمر في المدرسة (6).
ساعد طفلك على بناء ثقته بنفسه
يجد بعض الأطفال تكوين صداقات أكثر صعوبة مما يجدها غيرهم من الزملاء (6). لو كان طفلك خجولًا أو انطوائيًا، فقد يجد صعوبة في مقابلة أشخاص جدد وتكوين صداقات معهم.
اخبر طفلك بأنه لا بأس أن يبدأ بصديق او اثنين. لا يجب أن يكتسب عشرة أصدقاء مقربين مرة واحدة! تكوين شبكة أصدقاء يستغرق في العادة وقتًا طويلًا، وحتى وجود صديق واحد أو اثنين فقط من الأصدقاء الجيدين قد يحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل.
لكسر الجليد، على الوالدين أن يشجعا طفلهما على ان يتعود على استعمال بعض المجاملات البسيطة مثل قوله: "مرحبًا" أو مدحه لأشياء زملائه، كقوله مادحًا كرة زميله: "كرة يد رائعة" أو قولها لزميلتها؛ "سوار معصم يدك رائع."
شجع طفلك على ممارسة أنشطة مع أطفال آخرين هو يستمتع باللعب معهم. بإمكانهم ممارسة لعبة أو رياضة معينة أو القيام ببعض الأعمال الحرفية أو القراءة معًا. أخبره عن كيف يمكنه أن يكوٍّن صداقات مع مختلف الأشخاص.
تحدث لطفلك عن أهمية الصداقة
تفيد الأبحاث بأنه من الأهمية بمكان حث أولياء الأمور أطفالهم وتوجيههم بأهمية تكوين صداقات جيدة مع زملاء تستمر مدى الحياة (7).
بإمكان الوالدين أن يبدأوا بالحديث مع أطفالهم حول أهمية الصداقات من بواكير حياتهم. بعض الأسئلة التي يمكن للوالدين طرحها هي: "مع من لعبت اليوم؟" "ما الذي أعجبك في لعبك معه؟" "ما هي الألعاب التي لعبتها معه؟"
بإمكان الوالدين أيضًا بدء حديث مع الطفل حول قيمة الأصدقاء والصداقة. على سبيل المثال، بإمكانهم أن يسألا طفلهما عن أهمية مشاركته أشياءه مع أصدقائه ("من الرائع جدًا أن تشارك أصدقاءك بأشيائك وتدخل عليهم السعادة.")
شجع طفلك على الكلام
يتغير مفهوم الصداقة عند الأطفال مع الزمن (6) . يرى الأطفال الصغار أن الأصدقاء هم مجرد أطفال يمكننا اللعب معهم، بينما يرى الأطفال الأكبر سناً أن الأصدقاء هم من يمكننا الثقة بهم ومشاركتهم مشاعرنا وأفكارنا.
تثبت الأبحاث أن بإمكان الآباء والأمهات أيضًا المساعدة في هذا التحول من خلال تقديم النصيحة والتشجيع لهم. شجع طفلك على التعبير عن مشاعره والكلام عما حدث له في المدرسة، حتى يتمكنوا معًا من حل أي مشكلات أو مسائل صعبة تعترض طفلهما. لا يلزم أن يكون الحدبث مع الطفل حديثًا رسميًا. ولكن بالإمكان الدردشة معه أثناء عملك على شيء آخر.
لإنشاء مساحة آمنة لطفلك للتعبير بحرية عن مشاعره وانفعالاته، تجنب إصدار أحكام مسبقة أو توجيه انتقاد اليه. ولكن اطرح عليه أسئلة مثل "لو حدث وأن كررت ذلك الفعل مرة أخرى، فهل ستفعله بطريقة مختلفة؟" أو "هل كان قرارك قرارًا لطيفًا حينئذ؟"
شجع الطفل على الاستماع الفعال
بإمكانك أيضًا تشجيع طفلك على أن يكون صديقًا داعمًا جيدًا لأصدقائه. أحد الأساليب هو الاستماع الفعال لا مجرد سماع ما يقوله الآخر (8). يترتب على الاستماع الفعال فهم ما يقوله الشخص الآخر (قبل التصرف بناءً على مقتضاه)،
بإمكانك أن تقترح على طفلك أن يأخذ نفسًا عميقًا وينتظر الطفل الآخر حتى ينهي ما يحاول قوله، لا أن يقاطعه أثناء حديثه أو يتكلم والآخر يتكلم في نفس الوقت.
الاستماع الفعال هو مهارة يمكن للوالدين ممارستها مع أطفالهم. جربها معه في مشوار بالسيارة، أو على طاولة العشاء، أو في مكان عام آخر.
مصادر من داخل النص
2- https://www.bigtalkslittlepeople.com
3- https://link.springer.com/book/10.1007/978-981-16-7676-5
7- https://www.mdpi.com/2071-1050/16/4/1446
8- https://hbr.org/2024/01/what-is-active-listening
المصدر الرئيس
https://theconversation.com/how-can-you-help-your-child-make-friends-248534
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق