الخميس، 3 يوليو 2025

الأطفال الرضع بسن ثمانية أشهر يوائمون أساليب تعلمهم مع ديناميات الحالات والمواقف والظروف المعاشة

  

المترجم: عدنان أحمد الحاجي


المقالة رقم 158 لسنة 2025


Flexible babies: eight-month-old babies can adapt their learning style to change


25 June 2025



 بإمكان الأطفال الرضع ببلوغهم ثمانية أشهر تكييف أسلوب تعلمهم مع ديناميات الحالات والمواقف والظروف المعاشة. وهذه هي المرة الأولى التي تتوفر فيه الأدلة الدامغة التي تثبت ان لدى الأطفال مرونة كافية في أساليب تعلمهم، وفقًا لبحث أجراه باحث علم الأعصاب فرانشيسكو بولي Francesco Poli من معهد دوندرز Donders بجامعة رادبود Radboud. وقال: 

"بحسب الرأي الشائع (1)  أن الأطفال ببلوغهم ثمانية أشهر يستوعبون المعرفة بشكل سلبي (أي غير النشط، حيث يكون المتعلم متلقيًا سلبيًا للمعلومات والإرشادات من غيره ويستوعبها بدون تفاعل بينه وبين  المعلم (2))". لكن بحثًا جديدًا أجراه بولي وزملاؤه في مركز أبحاث الأطفال والرضع يُثبت الآن أن هذا ليس صحيحًا. "لاحظنا أن الأطفال الرضع قادرون على تكييف أساليب تعلمهم مع متغيرات بيئتهم من الحالات والظروف والمواقف من سن مبكرة جدًا.

وحش هنا، وحش هناك

استخدم بولي شاشة لعرض وحش ملون على أطفال. يظهر الوحش أحيانًا على أحد جانبي الشاشة، وأحيانًا يظهر على الجانب الآخر. "على سبيل المثال، كنا أحيانًا نترك الوحش يظهر على الجانب الأيسر من الشاشة فقط لفترة محددة، ثم فجأةً نتركه يظهر على الجانب الأيمن منها. في هذه الأثناء، استخدمنا تتبع العين [كاميرا مثبتة على الشاشة مزودة بالأشعة تحت الحمراء غير الضارة] لمراقبة أين ينظر الطفل وما إذا كان حجم بؤبؤ العين يتغير." الموضع الأكثر احتمالًا لظهور الوحش على الشاشة إما أنه بقي كما هو لم يتغير لفترة طويلة (حالة ظهور ثابتة) أو كان يتغير كثيرًا من مكان إلى آخر (حالة ظهور متغيرة).

في مرحلة ما، عرف الأطفال أين ينظرون: فقد كان نظرهم مركزًا بالفعل على المكان الذي توقعوا ظهور الوحش فيه (في حالة الظهور الثابتة). "عندما كانت حالة الظهور متغيرة، عدّلوا طريقة نظرهم وفقًا لتغير مكان الظهور. تعلم الأطفال في النهاية ما إذا كان مكان ظهور الوحش ثابتًا أم كان متغيرا، وتمكنوا من تكييف استراتيجية تعلمهم بشكل نشط. فقد كان من المدهش ملاحظة الأطفال وهم يتعلمون بهذه الطريقة المرنة (المتكيفة مع المتغيرات في بيئة أو حالة التعلم)."

الحياة اليومية

في الدراسة، طلب بولي أيضًا من الأمهات ملء استبانة عن كيف يتكيف أطفالهم مع الحالات والأوضاع الجديدة. على سبيل المثال، كيف يستجيب الطفل لـ لعبة البيكابو (حيث تغطي الأم، مثلًا، وجهها بكلتا يديها ثم فجأة تكشفه وتقول لطفلها بيكابو أو شفتك)؟ وما مدى سرعة الطفل في التأقلم مع الألعاب الجديدة؟ تقول بولي: "لاحظنا أن الأطفال الذين واجهوا صعوبة في تكييف استراتيجية تعلمهم، واجهوا صعوبة في التكيف مع التغيرات  في الحياة اليومية".

في حالة الرشدين (مثلًا، في حالة الأم أو الأب)، نعلم أن هناك تلازمًا ما بين صعوبة التكيف مع التغيرات وبين القلق أو الاكتئاب. كلما كانت صعوبة تكيف الطفل مع حالة التعلم أشد (أو كفاءة التكيف أضعف) كلما كان احتمال اصابته  بأعراض القلق والاكتئاب في وقت لاحق من حياته. قال بولي: "لكن هذه لا تعدو عن كونها مجرد تكهنات. وللتأكد من تلك النتائج، لابد من إجراء بحث على مدى فترة طويلة".

نشرت الدراسة في مجلة تقدم العوم (3).


مصادر من داخل وخارج النص

1- https://ar.wikipedia.org/wiki/حكمة_تقليدية


2- https://ar.wikipedia.org/wiki/تعلم_سلبي


3- https://www.science.org/doi/10.1126/sciadv.adu2014


المصدر الرئيس


https://www.ru.nl/en/research/research-news/flexible-babies-eight-month-old-babies-can-adapt-their-learning-style-to-change







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق