السبت، 6 ديسمبر 2025

دراسة رائدة مستندة إلى علم الجينوم لإعادة توظيف أدوية معتمدة لعلاج أمراض أخرى، لعلاج مرضى فقر الدم المنجلي السعوديين


دراسة رائدة مستندة إلى علم الجينوم لإعادة توظيف أدوية مستخدمة لعلاج أمراض أخرى، لعلاج مرضى فقر الدم المنجلي السعوديين


المؤلفون؛ على الغبيشي، محمد الشبيب، ويجيسينجها ديانجان، محمد العوض، سعاد الشمري، خليفة الراجح، منى الخيري، إيمادول الإسلام، وأحمد العسكر


الناشر؛ مجلة فرونتيرز في المعلوماتالحيوية

 


الناشر؛ مجلة فرونتيرز في المعلوماتية الحيوية

 

 

المترجم عدنان أحمد الحاجي

 

راجع الترجمة وقدم للدراسة الدكتور محمد آل شبيب، استشاري علم الجينات الدوائية، عالم أبحاث، مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، الرياض 

 

 

الدراسة رقم 243 لسنة 2025

 



Genomics-driven drug repurposing and novel targets identification for sickle cell disease in Saudi patients

 

02 December 2025   

 


الخلفية: 

داء الخلايا المنجلية (سكلسل SCD)، والذي يعرف أيضًا بداء الأنيميا المنجلية أو مرض فقر الدم المنجلي، هو اضطراب دم وراثي يتميز بانحلال الدم المزمن (انحلال أنيمي بسبب تحلل كرات الدم الحمراء)، والالتهاب، ونوبات انسداد الأوعية الدموية (VOC) بسبب الخلايا المنجلية، مما يؤدي إلى معاناة المصاب بحالات مرضية ثانوية وانخفاض في متوسط عمره المتوقع. تتوفر حاليًا خيارات علاجية فعالة، لكنها محدودة؛ بيد أن نتائج فحوص جينية (مصممة للتعرف على تغيرات في دنا الفرد) حديثة من عينة صغيرة الحجم منحصرة فقط في مرضى فقر الدم المنجلي السعودين (وهي تعتبر غير ممثلة على الصعيد العالمي) تبعث بأمل جديد للتنبؤ بعلاجات موجهة جزيئيًا (علاجات مصممة لاستهداف التغيرات الجزيئية في خلايا معينة) في مرضى فقر الدم المنجلي. هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف أدوية معتمدة سابقًا لعلاج أمراض أخرى، والتي يعتقد إنها مناسبة لعلاج هذا المرض الوراثي بناءً على تفاعلاتها مع المتغيرات الجينية المرتبطة بمرض فقر الدم المنجلي، واكتشاف جينات جديدة  لها مواضع يمكن أن يرتبط بها الدواء ويغير وظيفتها ويجعلها قابلة للتدخل العلاجي ضمن المسارات أو الشبكات الجينية التي تجعل المرض أكثر حدة أو أكثر سوءً (ما يعرف بـ druggability)، وذلك باستخدام بيانات دراسة الترابط الجينومي الكامل (GWAS) المعمولة على مرضى فقر الدم المنجلي السعوديين.

1. مقدمة

مرض فقر الدم المنجلي (SCD) هو اضطراب دم وراثي حاد، يُسببه متغير هيموغلوبين ممرض (rs334 c.20 A>T) في جين HBB [أي متغير الحمض النووي المسبب لفقر الدم المنجلي رقم 334 في الموضع رقم 20 في ذلك الجين، بحيث يتغير الحمض النووي الأدينين إلى الثايمين)، مما يُسبب تشوهًا "تمنجلًا" لكريات الدم الحمراء (1). يؤدي هذا التمنجل إلى سلسلة مضاعفات وعائية لاحقة، بما فيها نوبات انسداد أوعية دموية، وتخثر، واحتشاءات في عضوين أو أكثر، وذلك بموت الأنسجة فيها بسبب نقص التروية، مما يُسهم في شدة مرض فقر الدم المنجلي سريريًا (والذي يؤثر سلبا في حياة المصاب) من مرحلة الطفولة المبكرة فصاعدًا (1، 2). وتتجلى خطورة هذه المضاعفات بشكل أكثر في انخفاض متوسط العمر المتوقع لدى المصابين بفقر الدم المنجلي مقارنةً بغير المصابين في عموم السكان (3).

من منظور الصحة العامة، يُشكل مرض فقر الدم المنجلي (SCD) عبئًا عالميًا كبيرًا. فبينما تفيد بعض التقديرات المنشورة إلى وجود أكثر من 7 ملايين شخص مُصاب حول العالم (4، 5)، تُقدّر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن حوالي 300 ألف رضيع يُولدون سنويًا مصابين بهذه الحالة. ويُقدّر أن نيجيريا وحدها تُسجّل حوالي 150 ألف ولادة مصابة بمرض فقر الدم المنجلي سنويًا، ما يجعلها الدولة الأعلى عالميًا في معدل الإصابة بفقر الدم المنجلي (6). ولكن، نظرًا لارتفاع معدلات الوفيات في مرحلة الطفولة في الكثير من المناطق المُوبوءة والفشل في تشخيص المرض أو تشخيصه بشكل خاطيء، خاصة في كثير من المصابين بفقر الدم المنجلي بالفعل، لا سيما في جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية وجنوب آسيا، العدد الحقيقي للمُصابين بفقر الدم المنجلي ما يزال غير مؤكد ومُثارًا للجدل بين الباحثين في الأدبيات العلمية المنشورة. كما تعاني عدد من الدول، بما فيها دول شبه القارة الهندية ودول الأمريكتين ودول منطقة البحر الأبيض المتوسط ودول الشرق الأوسط، بالرغم من أن البيانات الوبائية الدقيقة غالبًا ما تكون محدودة بسبب عدم كفاية الرصد والمراقبة وارتفاع معدلات وفيات الأطفال من الناحية التاريخية، بسبب نقص العناية الطبية (7).

انعكاسًا لعبء هذا المرض عالميًا، تواجه المملكة العربية السعودية مستوى عبء مرتفع بشكل ملحوظ من جراء عدد الإصابات بمرض فقر الدم المنجلي، حيث تصل معدلات حاملي نسخة واحدة من الجين المسيب للمرض (HbA)  الموثقة إلى 27٪؜ (وإن لم تظهر عليهم بالضرورة أعراض المرض وقد يعيشون طبيعيًا وبصحة جيدة)، بالرغم من أن دراسات قد أشارت إلى تقديرات عن انتشار المرض بلغت حوالي 2.6٪؜ (هؤلاء هم مرضى فقر الدم المصابون به وراثيًا ويحملون نسختين من الجين المسبب للمرض وتظهر عليهم أعراض المرض) (7، 8). نسبة الانتشار هذه لا تُمثل متوسط الانتشار في عموم مناطق السعودية، بل قد تختلف اختلافًا كبيرًا باختلاف المناطق، مع ملاحظة ارتفاع المعدلات في المحافظات الشرقية والجنوبية الغربية، بحيث يعد مرض فقر الدم المنجلي فيها أكثر انتشارًا من غيرها من المحافظات الأخرى. ومن المرجح أن يتفاقم هذا العبء الكبير بسبب ارتفاع معدلات زواج الأقارب (حيث تصل إلى معدلات تزيد على 50٪؜)، والتي تتركز فيها المتغيرات الوراثية للمرض (8، 10). ما يقرب من 90٪؜ من حاملي المرض أصروا على الإقدام على الزواج، بالرغم من توصيات برنامج فحص ما قبل الزواج بعدم الإقدام (8).

الأدوية المعتمدة لعلاج مرض فقر الدم المنجلي ما زالت غير متوفرة بشكل كافٍ، ولا تلبي حاجة العدد المتزايد من المرضى. في الأصل، دواء هيدروكسي يوريا hydroxyurea كان هو العلاج الوحيد المعتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للراشدين (20 سنة وأكبر) والأطفال المصابين بمرض فقر الدم المنجلي. منذ عام 2017، تطور المشهد العلاجي وتغير الوضع العام للعلاجات بعد أن وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على اعتماد ثلاثة أدوية جديدة تستهدف جوانب مختلفة من فسيولوجيا مرض فقر الدم المنجلي، بما فيها L-glutamine، وكريزانليزوماب crizanlizumab، وفوكسيلوتور (voxelotor) (12، 11) ولكن التطورات الأخيرة أبرزت بعض الصعوبات في هذا المجال. والجدير بالذكر أنه اعتبارًا من سبتمبر، 2024، سُحب دواء فوكسيلوتور طواعيةً من الأسواق العالمية بسبب مخاوف تتعلق بسلامته، وفي مايو 2023، سحب دواء كريزانليزوماب من السوق الأوروبية بسبب ضعف مفعوليته (13، 14). بالرغم من سحب الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA) موافقتها بعد مراجعة بيانات تجربة STAND الجديدة السلبية التي لم تُثبت أي فائدة مضافة، استمرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في موافقتها على اعتماد كريزانليزوماب لعلاج فقر الدم المنجلي، لكنها ما زالت تنتظر مراجعة شاملة للبيانات الجديدة والتي تٓبيُِن أنها غير حاسمة بعد. تُبرز هذه الأحداث تعقيدات علاج مرض فقر الدم المنجلي، وتُؤكد على الأهمية الحاسمة لمواصلة الدراسات بهذا الخصوص، والمراقبة الدقيقة لسلامة العلاج في الأمد الطويل، واستمرار مراجعة التقييم الدوري للعلاجات المعتمدة بالفعل.

بالرغم من أن زراعة النخاع العظمي (BMT) قد يكون علاجًا ممكنًا لمرض فقر الدم المنجلي، إلا أن هناك تحديات معتبرة تقف حجر عثرة أمام استخدام هذه التقنية للعلاج، بما فيها ارتفاع تكلفتها المالية، وعدم توفر المتبرعين المناسبين لنقل / زرع النخاخ، والمخاطر المصاحبة لها. الموافقة الأخيرة على اعتماد أول علاجين خلويين وجينيين (يعملان على تغيير الخلايا أو الجينات)، وهما Casgevy وLyfgenia، في 8 ديسمبر، 2023، تقدمًا كبيرًا في علاج فقر الدم المنجلي (15). ومع ذلك، ما تزال هذه العلاجات المتقدمة غير متاحة للكثير من مرضى فقر الدم المنجلي، نظرًا لتكاليفها المالية الباهظة جدًاً حيث بلغت تكلفة  Casgevy مليونين ومائتي ألف دولار أمريكي للمريض الواحد، بينما بلغت تكلفة Lyfgenia ثلاثة ملايين ومائة ألف دولار أمريكي للمريض الواحد. تُعد هذه العلاجات الجينية من أغلى الأدوية المُعتمدة على الإطلاق، وتمثل تحديًا اقتصاديًا كبيرًا للمرضى والأنظمة الصحية على حد سواء (16).

يُبرز هذا الوضع الحاجة المُلحة لإجراء المزيد من الدراسات تتناول اكتشاف أدوية مبتكرة تُوفر خيارات علاجية أكثر أمانًا ومفعولية وبأسعار معقولة لمرضى فقر الدم المنجلي. 

علاوةً على ذلك، تُمثل الطبيعة الجينية المُعقدة لمرض فقر الدم المنجلي، إلى جانب المتغيرات الجينية المُرتبطة بالمرض والتي تم التعرف عليها مؤخرًا من خلال دراسة الترابط الجينومي الكامل (GWAS)، فرصةً مثاليةً لتوجيه الجهود تجاه استكشاف امكانية استخدام الأدوية المعتمدة سابقًا لعلاج أمراض أخرى وتطوير علاجات جديدة لفقر الدم المنجلي (18، 19). دراسات الترابط الجنومي الكامل الأخيرة على مجموعة من مرضى فقر الدم المنجلي السعوديين - لا سيما تلك التي أجراها الشبيب وآخرون (20) والغبيشي وآخرون (19) - في توضيح المشهد الجيني، مُثبتةً أن المتغيرات التي لاحظناها في المرضى السعوديين خاصةً هي جزئيًا أكثر شيوعًا بين السكان السعوديين، وذلك لوجود علامات فريدة ومشتركة بينهم مقارنة بسكان من أصول أفريقية. هذه النتائج تفيد بأن اختلافات جينومية ملحوظة ناجمة عن النمط الفرداني "العربي-الهندي" السائد في شرق المملكة العربية السعودية، والذي يختلف في انتشاره وتبعاته السريرية عن الأنماط الفردانية الأفريقية (بنين، السنغال، الكاميرون، ومجموعات البانتو العرقية في جنوب أفريقيا)، حيث أن النمط الفرداني يعني توليفة من الألائل لمجموعة جينات مرتبطة وراثيًا وتحتل مواضع متجاورة على الكرموسوم. إعادة توظيف الأدوية المعتمدة لعلاج أمراض أخرى تُمثل منهجيةً لاقتراح استخدامات جديدة للأدوية المعتمدة والمتوفرة في الأسواق حاليًا، استنادًا إلى تفاعلاتها مع الجينات الرئيسة التي تُعدّل المسارات الخلوية (أي التي تؤثّر في تتالي التشويرات الخلوية التي تتحكم في وظائف الخلية، مثل نموها وتخصصها وموتها)، وقد تهدف إلى تحسين أعراض المرض، وذلك بخفض حدة الأعراض، وتأخير تقدم المرض، والحد من مضاعفاته، والبقاء على قيد الحياة (21). وقد استُخدمت هذه المقاربة الحوسبية، التي تعتمد على تحليلات أهداف الجينات، والتي تستخدم أساليب حوسبية لتحليل البيانات الجينية لاستكشاف امكانية إعادة توظيف أدوية عديدة تستخدم حاليًا لعلاج حالات مرضية مُختلفة (22).

دراستنا ترتكز على إعادة توظيف الأدوية الحالية واكتشاف مركبات جديدة لمرض فقر الدم المنجلي، والتي ستخضع بعد ذلك للتجارب السريرية. يمكن لهذه التطورات أن تُحدث ثورة في إدارة مرض فقر الدم المنجلي، وتُعزز المعرفة العلمية والقدرات التقنية والممارسات السريرية من خلال استكشاف أهداف جينية مسببة للمرض يمكن تصميم أدوية جديدة مناسبة للتفاعل معها. من شأن هذه الجهود أن تُفضي إلى علاجات رائدة، وتُرسي معايير جديدة في هذا المجال، وتُعزز الابتكار في الطب الشخصي (العلاج الموجه لشخص بعينه).

بالإضافة إلى متغير HbS المسبب لتمنجل خلايا الدم الحمراء، يُظهر طيف حدة مرض فقر الدم المنجلي تباينًا سريريًا واسعًا (من ناحية خصائص المجموعة الخاضعة للدراسة والتدخلات العلاجية ونتائجها في  دراسات مختلفة) متأثرًا بجينات متعددة (23). كشفت دراسات جينية سابقة عن تعدد أشكال (وجود نمطين ظاهريين أو أكثر في مجتمع ما يعيش في بيئات متنوعة) يُنظم مسارات جزيئية مختلفة للمرض، بما في ذلك انحلال الدم، والالتهاب، والإجهاد التأكسدي، واختلال وظائف الأوعية الدموية (أمراض الأوعية الدموية) (23، 24)

تشمل الأمثلة المتغيرات المنظمة للهيموغلوبين الجنيني (HbF) في BCL11A ) اﻟﺟﯾن اﻟذي ﯾﺗﺣﮐم ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﮭﯾﻣوغلوﺑﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﺳم) وHBS1L-MYB (منطقة جينية تنظيمية تقع بين جين MYB وبين جين HBS1L تؤثر في صفات الدم وتؤثر في جين MYB الذي له دور في انتاج خلايا الدم الحمراء وصفائح الدم. التغيرات في هذه المنطقة الجنينية لها علاقة بشدة مرض فقر الدم المنجلي)، بالإضافة إلى تعدد أشكال السيتوكينات المسببة للالتهابات في محفز نخر الورم (ستوكين) TNF-α  (المسبب للالتهاب) وجزيئات الالتصاق الخلوية VCAM-1، والتي ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية (25). هذه الأفكار الجينية لا تزودنا بأطر ضرورية جدًا لإعادة استخدام الأدوية الحالية لاستهداف آليات الخلايا المنجلية الناشئة (إسدال الأوعية الدموية بسبب الخلايا المنجلية) فحسب، بل تمهد الطريق أيضًا لتطوير علاجات مبتكرة ومصممة خصيصًا يمكنها تحسين مخرجات المرضى (الهناء النفسي والصحة العقلية وجودة الحياة) بشكل كبير (26).

نقص العلاجات الفعالة لمرض فقر الدم المنجلي شجع على استكشاف استراتيجيات علاجية بديلة، مثل إعادة توظيف الأدوية القائمة على المسارات و الشبكات البيولوجية (لمعرفة المسارات والشبكات البيولوجية لاكتشاف أدوية لعلاج أمراض جديدة)، أو النمط الظاهري (المقتصرة على التغيرات الظاهرية في الخلية القابلة للملاحظة لمعرفة تأثير الدواء)، أو التحليل الحوسوبي (استخدام الأساليب الحوسبية وعلم المعلومات البيولوجية للتنبوء بأدوية جديدة )، والاستفادة من مكتبات المركبات الكيميائية الحالية أو الأدوية المعتٓمدة لاستهداف آليات مرض فقز الدم المنجلي المستجدة (27، 28، 29). دمج البيانات الجينية من الدراسات الجينومية عالية الإنتاجية الحديثة في مجموعات متنوعة من مرضى فقر الدم المنجلي يجعلنا متمكنين من اكتشاف أهداف (جينات) جديدة  لها مواضع يمكن أن يرتبط بها الدواء ويغير وظيفتها ويجعلها قابلة للتدخل العلاجي، ويعطي أولوية للأدوية المرشحة للعلاج  للفحص السريريّ (20، 23) (ما يصطلح عليه بـ druggability). ومع ذلك، ركزت معظم الدراسات بشكل رئيس على الأصول الأفريقية أو الأمريكية الأفريقية، بالإضافة إلى دراسة محدودة للفئات السكانية الأخرى المعرضة للإصابة، مثل تلك الموجودة في منطقتي البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط (30).

مؤخرًا، كشفت مجموعتنا البحثية عن متغيرات جينية غنية بالجينات في عينات من سعوديين تُسبب مضاعفات الإنصمام الخثاري (انفصال جلطة أو خثرة دم من موقعها الأصلي وتحركها في مجرى الدم وعرقلته أو سده) لدى مرضى فقر الدم المنجلي، على النقيض من علامات حيوية حُددت في مجموعات أخرى (20). إضافةً إلى ذلك، حددت نتائج بياناتنا الحالية عدة مواضع جينية داخل جينات معروفة مرتبطة بمسارات مرضية جزيئية قد تؤثر في شدة مرض فقر الدم المنجلي، مما يُؤكد الحاجة إلى تدخلات مُصممة خصيصًا لهؤلاء المرضى (19). توسيع نطاق توصيف الأسس الجزيئية الخاصة بكل فئة سكانية من خلال علم الجينوم الشامل له ميزتان رئيسيتان: فهو يكشف عن أهداف علاجية جديدة خاصة بالسعوديين، ويُوضح التباين في الآليات المُمرضة (أي التنوع في كيف تسبب مسببات الأمراض المختلفة المرض) عبر طيف مرضى فقر الدم المنجلي عالميًا (أي انتشاره عالميًا والخصائص المميزة للمصابين بفقر الدم المنجلي).

لذلك، هدفنا في هذه الدراسة إلى الاستفادة من نتائج تحليلنا للترابط الجينومي الكامل، بالتزامن مع اكتشاف أهداف (جينات) جديدة لها مواضع يمكن أن يرتبط بها الدواء ويغير وظيفتها ويجعلها قابلة للتدخل العلاجي (ما يصطلح عليه بـ druggability)، مع التركيز تحديدًا على مرضى الخلايا الدم المنجلية السعوديين، لاقتراح خيارات علاجية جديدة لمرضى فقر الدم المنجلي. هدفنا الواسع والبعيد الأمد هو وضع خارطة طريق مدروسة وموجهة جينيًا تُسرّع من تطوير علاجات مبتكرة ومصممة خصيصًا لهذه الفئة من مرضى فقر الدم المنجلي التي لم تلقْ من العناية ما تستحق في السابق. كما نحاول أن نستخدم هذه المقاربة الشمولية القائمة على المعرفة الجزيئية إلى تقييم أهداف (جينات) جديدة غير مستهدفة واعدة جدًا (لها مواضع يمكن أن يرتبط بها الدواء ويغير وظيفتها ويجعلها قابلة للتدخل العلاجي (druggability)، ما من شأنه أن يُحسّن ويُسرّع جهود اكتشاف الأدوية المستقبلية.

 

2 منهجية العمل البحثي  

2.1 خط عملية تطوير إعادة استخدام الأدوية المعتمدة وتطوير أدوية جديدة

استخدمنا بيانات مستمدة من تحليلنا السابق لـ دراسة الترابط الجينومي الكامل لتحليل المتغيرات الجينية المرتبطة بمرض فقر الدم المنجلي في عينات من سكان المملكة العربية السعودية (19) لتقييم أهداف (جينات) معينة لها مواضع يمكن أن يرتبط بها الدواء ويغير وظيفتها ويجعلها قابلة للتدخل العلاجي gene druggability لدى مرضى فقر الدم المنجلي السعوديين، والتي قد تؤثر على نتائج المرض، بهدف إثبات جدواها باعتبارها أهدافًا علاجية (أدوية محتملة). ركز تحليلنا على تحديد التفاعلات الممكنة بين الجينات والأدوية للتعرف على الأدوية المرشحة التي يمكن إعادة استخدامها لعلاج فقر الدم المنجلي، واقتراح مركبات جديدة لتطويرها كخيارات علاجية مستقبلية. التحليل في هذه الدراسة جرى وفقًا للمنهجية العملية المستخدمة في دراسة نشرت سابقًا (الشكل 1) (31).

الشكل 1- خط عملية وتطريو إعادة استخدام الأدوية المعتمدة سابقًا واكتشاف أهداف علاجية جديدة (جينات لها مواضع يمكن أن يرتبط بها الدواء) 

2.2 فحص الجينات المرتبطة بشدة مرض فقر الدم المنجلي

ركزنا على الجينات الـ 31 المرتبطة بشدة بمرض فقر الدم المنجلي والتي نشرها الغبيشي وآخرون (19). خضعت هذه الجينات للاختبار بناءً على دورها في المسارات المرضية الرئيسة لمرض خلايا الدم المنجلية، بما فيها السيطرة على الالتهاب (والمحافظة عليها عند مستوى معين وإيقافها في النهاية)، ووظيفة الأوعية الدموية (مدى جودة الأوعية الدموية في توزيع الدم إلى سائر أنحاء الجسم)، وتحسين الخلايا البطانية (الطريقة التي تحسن بها الطبقة الرقيقة داخل الأوعية الدموية وظيفة الأوعية الدموية)، وغيرها من العمليات البيولوجية المرتبطة بالمرض. تضمنت معايير الاختيار تحليل مسارات الجينات المحددة (وهي طريقة حوسبية للبحث عن مسارات بيولوجية لقائمة جينات لفهم وظائفها البيولوجية) ومراجعة شاملة للأدبيات المنشورة في هذا الخصوص، ما أثبت العلاقة الوظيفية لهذه الجينات بالأنماط السريرية لمرض فقر الدم المنجلي.

2.3 تحليل تفاعل الدواء مع الجينات لإعادة استخدام الأدوية المعتمدة سابقًا

تم اختيار المنتجات الجينية بناءً على قدرتها على التفاعل مع الأدوية الطبية باستخدام قاعدة بيانات تفاعل الدواء مع الجينات (DGIdb) الإصدار رقم 5.0، التي تجمع البيانات من مصادر متعددة، بما فيها DrugBank وقاعدة علم الصيدلة الجيني المعرفية (PharmGKB)، لاكتشاف فرص إعادة استخدام الأدوية التي يمكن أن تكون مفيدة لعلاج فقر الدم المنجلي (32)

قاعدة البيانات تنطوي على شرح تفصيلي لتفاعلات الدواء مع الجينات، والجينات التي لها مواضع يمكن أن يرتبط بها الدواء ويغير وظيفتها ويجعلها قابلة للتدخل العلاجي gene druggability، بما في ذلك الأدوية المعتمدة سابقًا والمركبات التجريبية (مادة خضعت للاختبار في المختبر ووافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لتجربتها سريريًا على البشر). نظرًا لأن المنتجات الجينية (البروتينات) يمكن أن تتفاعل مع أدوية متعددة، فقد استبعدنا أولًا الأدوية غير المتاحة سريريًا (مثل الأدوية المنتهية الصلاحية أو المواد قيد الدراسة في التجارب السريرية لمعرفة ما إذا هي آمنة وفعالة للعلاج) نظرًا لعدم قابليتها للتطبيق السريري المباشر (أي عدم إمكانية استخدام النتائج في التطبيقات السريرية الحالية مباشرة دون تأخير). ثم ربطت الأدوية المعتمدة بالجينات ذات الأهمية وتأثيرها المعروف في مسارات المرض، مستبعدين المواد غير الدوائية.

خلال عملية التصفية الأولية، استبعدنا الأدوية المنتهية أو المسحوبة. أعطينا الأولوية للأدوية التي تستهدف مضاعفات فقر الدم المنجلي الشائعة (من أمثال الالتهابات، واختلال وظائف الأوعية الدموية، والاضطرابات المناعية)، لأن هذه المسارات تؤثر بشكل مباشر في شدة فقر الدم المنجلي. كما استُبعدت المواد المستخدمة في التشخيص، والفيتامينات، والمكملات الغذائية، والأدوية التي استبدلت (ببدائل أكثر فعالية).

من بين قائمة الأدوية التي جرت تصفيتها في المرحلة السابقة أّعطينا الأولية بشكل أكثر لتلك الأدوية بناءً على الصورة العامة لمدى أمانها المتوقع (الأقل من حيث أثارها الجانبية)، باستخدام VigiBase (أكبر مستودع عالمي للآثار الجانبية للأدوية الذي يشرف عليه مركز أوبسالا السويدي لصالح منظمة الصحة العالمية (33)، وقاعدة بيانات موارد آثار الأدوية الجانبية SIDER 4,1)  (35 ، 34)، استبعدنا الأدوية التي لها آثار جانبية شديدة. كما استُبعدت مواد العلاج الكيميائي والأدوية التي تتميز بمستوى سمية خطير بناءً على آثارها الضارة جدًا بالسلامة. كما استُبعدت العوامل التي تُشكل إصابة محتملة بفقر الدم الانحلالي، باعتباره اجراءً وقائيًا لمنع تفاقم انحلال الدم لدى مرضى فقر الدم المنجلي. للتعرف على قائمة الأدوية المحتملة بشكل شمولي، استخدمنا أداة البحث عن تفاعلات المواد الكيميائية (STITCH) وقواعد بيانات منظمة الصحة العالمية (WHO) لتوحيد تسمية الأدوية لتتوافق مع الأسماء الدولية غير مسجلة المُلكية (INN) والأسماء المعتمدة في الولايات المتحدة (USAN)، ولتعيين رموز المواد الكيميائية العلاجية التشريحية (ACT) (36 ، 35). أعطينا الأولوية لتجنب الأدوية التي قد تزيد من شدة مرض فقر الدم المنجلي، وخاصةً تلك التي تنطوي على احتمال الاصابة  بالعدوى، أو التدهور الإدراكي، أو عدم استقرار ضغط الدم، نظرًا لارتفاع احتمالية تعرض مرضى فقر الدم المنجلي لهذه المضاعفات.

 

3- النتائج

3.1 أدوية مرشحة واعدة يمكن إعادة استخدامها لعلاج فقر الدم المنجلي

من بين 31 جينًا مقترحًا باعتبارها مُعدِّلات أو عوامل تعمل على تغيير حدة أعراض مرض فقز الدم المنجلي، قدرة هذه الجينات الأحد عشرة: (ACKR1، AGER، FCER1A، HLA-A، HLA-DQB1، HLA-DRB1، HLA-G، NOTCH4، RRM1، STIM1، وTRIM5) على التفاعل مع ما مجموعه 114 مركبًا دوائيًا مختلفًا. بعض هذه الأدوية (عددها 36) لم تُعتمد بعد للاستخدام السريري، وبالتالي استبعدت من التجربة.  جين HBG2 لم يتفاعل مع هذه الأدوية المعتمدة. من بين الأدوية الـ 78 المتبقية، استبعد ما مجموعه 21 علاجًا كيمياويًا، كما استبعدت مادتان من الفيتامينات والمواد التشخيصية، وثلاث لقاحات، و12 مضادًا ميكروبيًا. أما الأدوية المتبقية (عددها 40) فقد تم استبعادها بناءً على عدم سلامتها.

نتيجةً لذلك، استبعدنا 5 مضادات للصرع، و5 مضادات للاكتئاب، و3 مضادات اللغدة الدرقية، والقشرنيات السكرية، والتيكلوبيدين (دواء لمنع السكتات الدماغية)، والهيدرالازين (المستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم) نظرًا لآثارها الجانبية غير المرغوب فيها. هيدروكسي يوريا (المستخدم لعلاج أمراض الدم) ومسكنات الألم (مثل، الأسيتامينوفين، والأسبرين، واللوميراكوكسيب) من خلال خط عملية تطوير إعادة استخدام الأدوية وتطوير أدوية جديدة، ولكن لم يتم تضمينها في القائمة النهائية المقترحة، لأن الأطباء يصفونها لمرضى فقر الدم المنجلي في عياداتهم بشكل روتيني. ونتيجةً لذلك، قلصنا القائمة لتشمل التفاعلات بين 20 دواءً و6 جينات، حيث يتفاعل 18 من هذه الأدوية مع أربع جينات مستضادات الكريات البيضاء البشرية  HLA (HLA-DQB1، وDRB1، وG، وA). يتفاعل الدواءان المتبقيان (أوماليزوماب omalizumab وألوبورينول allopurinol) مع جينين مختلفين (FCER1A وNOCH4، على التوالي) [كما هو موضح في الجدول رقم 1، ارجع إلى الورقة الرئيسة للاطلاع عليه]. الصنف العلاجي الأكثر شيوعًا كانت مثبطات المناعة (عددها 12)، بما فيها أداليموماب adalimumab، وكاناكينوماب canakinumab، وإنفليكسيماب infliximab، وأوماليزوماب omalizumab، وتوسيليزوماب tocilizumab، وإيتانيرسيبت etanercept، وريلوناسيبت rilonacept، وبيغنتيرفيرون peginterferon ألفا-2أ و2ب، وأزاثيوبرين azathioprine، وغلاتيرامير glatiramer، وأناكينرا anakinra. 

أما الصنف العلاجي الثاني الأكثر شيوعًا فهي الأدوية الخافضة للدهون (وعددها 7)، والتي شملت فينوفايبرات وستاتينات (بيتافاستاتين، وبرافاستاتين، وأتورفاستاتين، وسيمفاستاتين، وروزوفاستاتين، وفلوفاستاتين).

في نهاية المطاف، اقتُرحت مثبطات المناعة - بما فيها الأجسام المضادة وحيدة النسيلة - والستاتينات كأنسب الأدوية المرشحة لإعادة توظيفها لعلاج شدة مرض فقر الدم المنجلي، وذلك بناءً على تفاعلاتها مع الجينات الرئيسة الداخلة في المسارات المرضية الحرجة لمرض فقر الدم المنجلي، وبدعم من الأدلة المنشورة (19، 23). وتحديدًا، ثلاث مثبطات مناعة، يعمل كل منها على أهداف جينية مختلفة (أوماليزوماب يستهدف جين FCER1A، وكاناكينوماب وإيتانيرسيبت يستهدفان المنطقة الوسطية بين هذين الجينين  HLA-DRB1)، إلى جانب دواء ستاتين (سيمفاستاتين، الذي يتفاعل مع كل من HLA-G وHLA-DRB1)، درجة تفاعل عالية بين الدواء والجين. بالإضافة إلى ذلك، اكتشف أن ألوبيورينول، وهو دواء مضاد لفرط حمض يوريك الدم، ويستهدف جين NOTCH4، باعتباره مرشحًا واعدًا لإعادة التوظيف.

4. مناقشة النتائج

برز تطبيق المعرفة الجينية لجعل إعادة توظيف الأدوية المعتمدة سابقًا استراتيجيةً واعدة ومبتكرة في مجال علم الأدوية. في عام 2021، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على ما يقرب من ثلثي الأدوية الجديدة القائمة على أفكار مستمدة من علم الجينات للتوصل إلى اكتشافات دوائية مهمة (37، 38). تفيد التحليلات السابقة بأن الأدوية التي تستهدف الجينات المستندة إلى أدلة جينية بشرية رصينة تتمتع باحتمالية أعلى لتجاوز مرحلة التجارب السريرية والحصول على موافقة الهيئات التنظيمية للدواء والغذاء مقارنةً بالأدوية التي لا تحتوي على هذا الدعم الجيني البشري (23). ولكن الموافقة تتحدد من خلال تفاعل معقد بين عدة عوامل، بما في ذلك تصميم التجارب السريرية، وتنوع السكان (العرق والإثنية والثقافة واللغة والوضع السوسيواقتصادي)، والاختيار الدقيق لنقاط النهاية (اختيار النتائج الموثوقة والقابلة للقياس والتي تصب في مصلحة المريض)، وبيانات سلامة الأدوية ومفعوليتها، بالإضافة إلى الخبرة المكتسبة بعد التسويق. بالرغم من أن الدعم الجيني يمكن أن يعزز الأساس البيولوجي والتحقق من صحة الهدف الكامن وراء تطوير الدواء، إلا أنه لا يضمن النجاح وحده. فالاحتمالية الإجمالية لموافقة الدوائر المختصة تعتمد في نهاية المطاف على اعتبار جميع هذه المعايير التنظيمية والعلمية والسريرية المتعددة الأوجه (39).

لقد أدى تطوير وتطبيق مناهج التحليل الجيني المتقدمة، مثل دراسات ترابط الجينوم الكامل (GWAS) وتسلسل الجيل التالي (NGS) [مثل تسلسل كامل الجينوم (WGS) وتسلسل كامل الإكسوم (WES)]، إلى تعميق فهمنا للأسس الجينية لسمات الإنسان المعقدة (طول القامة ولون الشعر ومستوى الذكاء، وقابلية الاصابة بأمراض معينة، مثلًا) بشكل كبير (40، 41, 42). وقد سهّل هذا التقدم تحديد أهداف دوائية واعدة، وذلك باكتشاف المتغيرات الجينية المسببة لفقر الدم المنجلي (43). ومع ذلك، ترجمة هذه الاكتشافات الجينية بفعالية إلى ممارسة سريرية ما تزال تواجه صعوبات، لا سيما في حالات مثل مرض فقر الدم المنجلي، الذي يتميز بسمات ظاهرية وأعراض متنوعة تتأثر بالارتباطات الجينية متعددة العوامل (الأمراض والسمات الشائعة، مثل، الأمراض الناجمة عن مزيج معقد من الجينات المتعددة التي تتفاعل مع عوامل بيئية ونمط حياة مختلف، وليس جينًا واحدًا فقط). أعتبار استخدام الأدوية المعتمدة سابقًا منهجيةً قيّمةً آخذةً في الازدياد والتوسع بالفعل في تطبيقات سريرية جديدة (علاجات جديدة) بتكلفة معقولة (31; 37، 44). استخدمت العديد من الدراسات السابقة طريقة محاكاة حوسبيةً لمعالجة وتحليل البيانات لاقتراح أدويةٍ يمكن أن تكون مرشحةٍ وواعدة والتعرف على مركبات مستهدفةٍ لعلاج حالاتٍ طبيةٍ مختلفةٍ، وذلك بالاستفادة من نتائج تحليلات الترابط الجينومي الكامل المفتوحة لعامة المستخدمين  (31، 45، 46). تتوفر قواعد مختلفة لبيانات الترابط الجينومي الكامل، ويمكن استخدامها لمعرفة الأساس الجيني لأمراضٍ بعينها. لذلك، من الممكن ترجمة إشارات معينة (أي جينات أو تغيرات بيلوجية) لتصميم أدوية لعلاج مرض معين استنادًا إلى علم الجينوم وخطةٍ بحثيةٍ مثبتة علميًا (31). في مشروعنا، اعتمدنا منهجيةً مماثلةً لاقتراح خياراتٍ علاجيةٍ دوائيةٍ جديدةٍ يُمكن أن تستهدف جيناتٍ محددةً معروفةً بتأثيرها الايجابي في مرضى فقر الدم المنجلي (أي تخفيف الأعراض ومضاعفات المرض وتجسين جودة الحياة وحتى المحافظة على البقاء على قيد الحياة).

في دراسة سابقة استخدمنا فيها الترابط الجينومي الكامل، اكتشفنا جينات متعددة لها دور هام في مرض فقر الدم المنجلي ومضاعفاته (19). علاوة على ذلك، تهدف الدراسة الحالية إلى تعظيم الاستفادة من البيانات المتاحة لترجمة المعرفة الجينية إلى رعاية سريرية (علاج دوائي) لمرضى فقر الدم المنجلي. وقد كشف خطنا لتطوير عقاقير عن الجينات المستهدفة بهيدروكسي يوريا (RRM1) والمسكنات (HLA-DQB1 وHLA-DRB1)، والتي شكلت معايير للتحقق من صحة أداء خط تطوير العقاقير (المزيد من التفاصيل متوفرة في الملحق التكميلي). اكتشاف هذه الأدوية الموفق يشهد برصانة خط تطويرنا لهذه العلاجات.

استُبعدت هذه الأدوية العلاجية من التقييم الإضافي، نظرًا لكونها معتمدة بالفعل لعلاج مرض فقر الدم المنجلي، وليس بسبب مخاوف من كونها سمية. كان أحد الاعتبارات الرئيسة في خطتنا لإعادة استخدام الأدوية هو التقييم المنهجي لكل من الإمكانات العلاجية وخصائص السلامة للأدوية الثمانية والسبعين المرشحة لعلاج مرض فقر الدم المنجلي. طُبقت اعتبارات السلامة بدقة في كل خطوة من خطوات ترشيح كل دواء وتحديد أولويات الأدوية (من حيث كونها واعدة وفعالة وآمنة للعلاج). بالإضافة إلى دواء هيدروكسي يوريا، استُبعدت أدوية العلاج الكيماوي الأخرى أيضًا بناءً على علاقتها الموثقة بأعراضها الجانبية الخطيرة، بما في ذلك سمية النخاع العظمي (أو كبت النخاع العظمي، والأورام الخبيثة الثانوية (أي الشخص المصاب بالفعل بسرطان يصاب بسرطان آخر مختلف)، وتسمم الكبد، وتسمم القلب، وكبت المناعة الشديد (34، 35). تُعد هذه المخاطر حرجة بشكل خاص لدى الفئات المريضة من السكان، مثل مرضى فقر الدم المنجلي.

جميع الأدوية المرشحة التي حددها خط تطوير العقاقير، بما فيها تلك التي استبعدت من خطوة التحليل الأولي (مثل الأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي)، بمكن الإطلاع عليها في الملحق. هذا الملحق يُمكّن الأطباء والباحثين من تقييم جميع العوامل المقبولة من الناحية الميكانيكيًة بشفافية، وتصميم تجارب سريرية مُصممة خصيصًا لتقييم كل من الفوائد والمخاطر وفقًا لاحتياجات المريض الخاصة، والأدلة المستجدة، ومعايير الرعاية المتقدمة. 

استبعاد بعض الأدوية لا يمنع من أخذها في الاعتبار مستقبلًا. يُذكر أن الدراسات الحديثة التي أُجريت على مُعدّلات أبيجينية (الجينات التي تعدل منتجاتها الجينوم مباشرة من خلال ميثلة الحمض النووي، مثلًا) غير سامة للخلايا، أو منخفضة الجرعة أو تلك التي تؤخذ عن طريق الفم، مثل دواء ديسيتابين decitabine (بالإضافة إلى رباعي هيدرويوريدين tetrahydrouridine)، كانت نتائجها واعدة، حيث استُحث انتاج الهيموغلوبين الجنيني (HbF) بدون مشكلات، وحُسّنت مقاييس مرض فقر الدم المنجلي. (مقاييس فقر الدم المنجلي المستخدمة لتتبع صحة المريض، وشدّة المرض، وفعالية العلاج، وجودة الرعاية لمرض فقر الدم المنجلي، بما في ذلك مستويات الهيموغلوبين، وغيرها من المضاعفات) دون أن تسبب تثبيطًا معتبرًا لنخاع العظم (لإنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء) أو مخاطر العلاج الكيمياوي التقليدية (مثلًا عدم تمييز العلاج بين الخلايا المصابة والصحيحة) (47). تشير هذه التطورات إلى أنه ينبغي إبقاء أدوية العلاج الكيمياوي المعينة، عند تحسين سلامتها، في الاعتبار باعتبارها جانبًا من المشهد العلاجي الأوسع لمرض فقر الدم المنجلي - خاصةً في الحالات المُقاومة للعلاج أو الشديدة.

تعرفنا على عشرين دواءً معتمدًا، وذلك لقدرتها القوية على التفاعل مع ستة جينات تُعدّل أنماطًا ظاهريةً مُختلفة لمرض فقر الدم المنجلي (وهي الجينات التي تغير أو تعدل أعراض المرض في مختلف المرضى). تُصنّف الأدوية المُرشّحة المُختارة إلى أدوية مُعدّلة للدهون (تنظم مستويات الدهون) وأخرى مُعدّلة للمناعة (مثبطة للمناعة في هذه الحالة)، مع إمكانية تعديل مسارات مُتعددة في مرض فقر الدم المنجلي، بما في ذلك وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وانحلال الدم، وتمنجل خلايا الدم (48). بناءً على معايير فريدة، 

نتج من عملية التصفية خمسة أدوية واعدة جدًا ومرشحة لإعادة الاستخدام لعلاج فقر الدم المنجلي، وهي: سيمفاستاتين simvastatin، وألوبورينول allopurinol، وكاناكينوماب canakinumab، وإيتانيرسيبت etanercept - وجميعها سبق أن خضعت لتجارب سريرية صغيرة على مرضى فقر الدم المنجلي - بالإضافة إلى أوماليزوماب omalizumab. بالإضافة إلى سيمفاستاتين، تم التعرف على أدوية ستاتين أخرى أيضًا، مثل أتورفاستاتين، وبرافاستاتين، وفلوفاستاتين، وروزوفاستاتين، وبيتافاستاتين، والتي كانت نتائجها أيضًا واعدة في إدارة فقر الدم المنجلي، نظرًا لخصائصها المُضادة للالتهابات. تُخفِّض هذه الأدوية عامل النسخ NF-KB (العامل النووي المعزز لسلسلة كابا Kaba الخفيفة في الخلايا البائية النشطة NF-κB)، وتُثبِّط انتاج السيتوكينات الرئيسة المُسبِّبة للالتهابات مثل TNF وIL1B، وتُحسِّن وظيفة بطانة الأوعية الدموية من خلال استعادة التوافر البيولوجي لأكسيد النيتريك (NO) وتقلل جزيئات الالتصاق (للحد من التصاق خلايا الدم المنجلية)، مما يُسهم مجتمعةً في التأثير الوقائي للأوعية الدموية (49، 50). والجدير بالذكر أن تجربة جوبيتر JUPITER (الأحرف الآولى لاسم التجربة: تبرير استخدام الستاتينات في الوقاية الأولية: تجربة تدخلية لتقييم تجربة دواء روزوفاستاتين)، أثبتت قدرة الستاتينات المُعَدِّلة للمناعة، حيث خفَّض دواء الروزوفاستاتين مستويات البروتين التفاعلي-C (ويرمز له بـCRP) (بروتين تنتجه المعدة يرتفع مستواه في الدم في حالات الاصابات والالتهابات، ويعد علامة حيوية على ذلك) بشكل ملحوظ بنسبة تقارب 37%، مما يُعزِّز دور الستاتينات في التخفيف من المضاعفات المرتبطة بالالتهابات (51).

اقتُرح دواء سيمفاستاتين باعتباره مرشحًا مثاليًا من بين جميع الستاتينات (حيت يعد سيمفاستاتين واحدًا من أدوية الستاتينات المستخدمة لخفض مستوى الدهون في الجسم) لتفوقه في التفاعل وأهميته السريرية. بينما تتفاعل أدوية الستاتينات الأخرى مع جين HLA-DRB1 فقط، الذي يُشفّر بروتينًا لمعقد التوافق النسيجي الرئيس، يتفاعل سيمفاستاتين بشكل فريد مع كلٍّ من جين HLA-DRB1 وجين HLA-G. يُعدّ هذان البروتينان أساسيين في الاستجابات المناعية التي تُفاقم مضاعفات فقر الدم المنجلي، مثل نوبات الانسداد الوعائي وتلف الأعضاء (52 - 54). علاوة على ذلك، أثبت دواء سيمفاستاتين قدرة أعلى على خفض مستويات عامل ڤون ويلبراند (vWF) (سلسلة من بروتين سكري متعدد، ويعد عامل تخثر)، مما يُؤكد دوره الحاسم في إدارة فرط التخثر المرتبط بمرض فقر الدم المنجلية (55، 56).

أثبتت دراسة سريرية أُجريت على مجموعة صغيرة من مرضى  فقو الدم المنجلي (عددهم 26) أن تناول دواء سيمفاستاتين في المدى القصير حسّن بشكل ملحوظ التوافر البيولوجي لأكسيد النيتريك بنسبة 52% تقريبًا (القيمة الاحتمالية = 0.01، أي هناك احتمال مقداره 1٪ بأن النتيجة التي حصل عليها الباحثون حدثت بالصدفة أو بشكل عشوائي، وهذا يعتبر دليلًا قويًا غير مباشر على صحة النتيجة) وكبت المؤشرات البيولوجية الالتهابية الجهازية مثل C- reactive protein (البروتين التفاعلي- C) وIL-6 (إنترلوكين - 6)، وكلاهما يعتبران علامتان حيويتان على الالتهاب ومرتبطان باحتمال زيادة ضعف الأوعية الدموية في مرضى فقر الدم المنجلي (57). علاوة على ذلك، أفادت دراسة تجريبية أُجريت على 19 مريض فقر دم منجلي أن دواء سيمفاستاتين قلل من حدوث ألم الانسداد الوعائي بنسبة 85% (القيمة الاحتمالية = 0.0003، مما يدل على صحة النتيجة وفاعلية الدواء) وقلّل من استخدام المسكنات بنسبة 67% (القيمة الاحتمالية = 0.003). كما كان هناك انخفاض ملحوظ في CRP في الدورة الدموية، وسيليكتين (E) الذائب (s)، وجزيء الالتصاق بين الخلايا 1 (sICAM-1)، وجزيء الالتصاق بين الخلايا 3 (sICAM-3)، وعامل نمو بطانة الأوعية الدموية، مع ملاحظة التأثيرات الأكثر وضوحًا لدى المرضى الذين يأخذون دواء هيدروكسي يوريا بالتزامن (57). بالرغم من أن الدراسات المذكورة حول الستاتينات في مرض فقر الدم المنجلي تُشير إلى انخفاض واعد في مؤشرات الالتهابات البيولوجية ونوبات الألم السريرية، إلا أن أحجام العينات في تلك الدراسات كانت متواضعة (حيث بلغ عدد الأفراد 19 - 26)، مما يؤثر سلبًا في رصانتها وإمكانية تعميمها. لذلك، ينبغي اعتبار الأدلة الحالية أولية، وتُبرز الحاجة إلى تجارب معشاة منضبطة بحجم عينة عالٍ (عدد أشخاص كافي) لمعرفة التأثيرات المستقلة لعلاج مرض فقر الدم المنجلي بالستاتينات بشكل أوضح.

تُبرز الدراسات المخبرية (خارج الجسم) إمكانات سيمفاستاتين العلاجية، حيث تُبين أن زيادةً بمقدار 1.9 ضعف في انتاج الهيموغلوبين الجنيني وانخفاضًا بنسبة 30%-35% في حالات الخلايا المنجلية التي تبقى متمنجلة ولا يمكن إصلاحها في ظل نقص الأكسجين (58). بناءً على هذه الأدلة الرصينة والمعايير المحددة، نوصي باستخدام دواء سيمفاستاتين باعتباره دواءً مثاليًا لإعادة استخدامه في علاج حالات داء فقر الدم المنجلي، مع أن أدوية الستاتينات الأخرى قد يكون لها فوائد أيضًا، وذلك حسب حالة المريض. يتطلب الأمر إجراء المزيد من الدراسات، بما فيها التجارب السريرية المعشاة واسعة النطاق وطويلة الأمد، لتوضيح الإمكانات العلاجية لدواء سيمفاستاتين بشكل كامل في هذا السياق.

تفيد الأدلة السريرية المتراكمة بأن أدوية الستاتينات (مثل دوائي سيمفاستاتين وأتورفاستاتين) لها فوائد معتبرة باعتبارها علاجًا لداء فقر الدم المنجلي عمومًا، بأعراض جانبية خفيفة، ومتوقعة، وقابلة للإدارة، والتحمل. علاوة على ذلك، تتوافر أدوية الستاتينات على نطاق واسع، وبأسعار معقولة، ومناسبة للعلاج المنزلي طويل الأمد، حيث أن منافعها تفوق كثيرًا مضارها في الأمد الطويل (57). من الأمور التي ينبغي ملاحظتها هي أن الاعتلال العضلي الناتج عن الستاتينات، بالرغم من ندرته عمومًا، قد يكون له أهمية متزايدة في فقر الدم المنجلي، نظرًا لارتفاع معدل انتشار الأمراض الكلوية أو الكبدية المصاحبة لفقر الدم المنجلي (59). كما أن التداخل مع أعراض الجهاز العضلي الهيكلي لداء فقر الدم المنجلي قد يعيق الكشف المبكر عن سمية هذه الأدوية. بالرغم من أن الدراسات التجريبية الحالية لم تلاحظ اعتلالًا عضليًا زائدًا، إلا أن أحجام العينات ومدة المتابعة كانت محدودة (57). لذلك نوصي بالمراقبة الروتينية لمستويات إنزيم كيناز الكرياتين creatine kinase  في الدم (للكشف عن احتمال اصابات قذ تؤدي إلى اعتلال عضلي أو إضرار بالقلب) والنظر في الاحتبارات الصيدلانيّة الجينية (على سبيل المثال، النمط الجيني SLCO1B1، وهو جين يعطي الكبد تعليمات لتخليق بروتين مسؤول عن تنظيف الجسم من الهرمونات والأدوية، وخاصة أدوية الستينات) للتخفيف من المخاطر وتخصيص العلاج (60).

من المقترحات الأخرى لإعادة استخدام دواء ألوبيورينول، الذي يستهدف نواتج جين NOTCH4، ينتمي هذا الجين إلى عائلة NOTCH، وهو معروف بدوره في تنظيم وظيفة بطانة الأوعية الدموية وله تأثيرات مضادة للالتهابات، بالإضافة إلى تأثيره في تكوِّن خلايا الدم وصفائح الدم، وكل ذلك قد يُسهم في تخفيف شدة المرض (61، 62). في مجموعة بيانات مرضى فقر الدم المنجلي السعوديين، تعرفنا على العلامة rs3132946 (اتي تشير إلى تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة المقترنة بالعديد من الأمراض، المناعية والالتهابية) في علامة NOTCH4، والتي سبق ذكرها باعتبارها علامة حيوية مرتبطة بأمراض الرئة الخلالية (ILD)  (أمراض تصيب النسيج الخلالي الرئوي) (63). تُعد هذه الحالة شائعة بشكل ملحوظ لدى مرضى فقر الدم المنجلي، حيث ظهر على 74٪؜ من الراشدين في دراسة حشدية (ويطلق عليها دراسة التعرض، وتتميز أنها تحتاج عينة كبيرة وأنها مستقبلية وطويلة الأمد) نمط تقييد في فحوص وظائف الرئة (حيث لا تستطيع الرئتان الامتلاء بالهواء نظرًا لحجمهما الصغير) (64). بالرغم من أن الأعراض المشتركة لأمراض الرئة المرتبطة بفقر الدم المنجلي (أي تلك التي هي من مضاعفات فقر الدم المنجلي) لا تظهر على كل الراشدين المصابين بمرض فقر الدم المنجلي، إلا أن هذا النمط التقييدي يبقى مستمرًا في الظهور سريريًا بنفس الطريقة وعلى نفس المنوال، مما يؤكد تأثيره المعتبر إحصائيًا في المجموعة المصابة بفقر الدم المنجلي.

دواء ألوبيورينول، وهو مثبط إنزيم أوكسيديز الزانثين المعروف (أي يخفض نشاطه)، والذي استُخدم لفترة طويلة لعلاج فرط حمض يوريك الدم لدى مرضى النقرس أو متلازمة انحلال الورم (تحدث عند تدمير الأورام السرطانية بسرعة وانتشار محتوياتها في الدم) (65)، أظهر فوائد وعائية أوسع. إذ يمكنه حماية الأنسجة الوعائية من الإجهاد التأكسدي وإصابات إعادة التروية المتكررة (يحدث عندما يتدفق الدم مرة أخرى بعد نقص التروية أو نقص التأكسج)، وكلاهما عنصران أساسيان في أمراض فقر الدم المنجلي (66). وبتثبيط إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلي (ROS)، يحافظ دواء ألوبيورينول على التوافر البيولوجي لأكسيد النيتريك، مما يدعم استرخاء الأوعية الدموية ووظيفتها (67). تُظهر الدراسات ما قبل السريرية على نماذج حيوانية مصابة بفقر الدم المنجلي نتائج متباينة؛ فبينما لم تُشر إحدى الدراسات إلى أي تأثير يُذكر على التصاق الخلايا (إما ببعضها، أو بسطح، أو غشاء)، أظهرت دراسة أخرى تحسنًا في تدفق الدم وانخفاضًا في تحشيد كريات الدم البيضاء عند التعرض إلى (العلاج بـ) دواء األوبيورينول (68؛ 69). نظرًا للإجهاد التأكسدي وخلل وظائف البطانة الوعائية الملحوظ في مرض فقر الدم المنجلي، فإن إجراء المزيد من الدراسات حول الإمكانات العلاجية لدواء ألوبيورينول، وخاصةً عند استخدامه مع أدوية أخرى، أمرٌ ضروري. ومع ذلك، فإن الدراسة الدقيقة لآثاره (لأعارضه) الجانبية، بما في ذلك فرط الحساسية وردود الفعل الشديدة النادرة، أمرٌ بالغ الأهمية. حتى في المجتمعات التي لا ينتشر فيها بشكل كبير أليل HLA-B*5801 (مستضد من مستضدات الكريات البيضاء البشرية (HLA) المهمة في علم الوراثة المناعية، ويرتبط بشكل خاص بزيادة احتمال تفاعلات فرط الحساسية دواء ألوبيورينول الشديدة)، مثل المجتمع السعودي (70)، تحديد المكون الجيني لدواء ألوبيورينول حتى يتمكن ألبلHLA-B*5801 من التخفيف من خطر تفاعلات فرط الحساسية بسبب دواء ألوبيورينول عند وصفه للمريض (71).

بالرغم من أن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة والأدوية ذات العلاقة (مثل أدوية أوماليزوماب، وكاناكينوماب، وإيتانيرسيبت) تتطلب حُقنًا منتظمة وتكلفتها المالية عالية، إلا أنها أثبتت سلامتها وفعاليتها في خفض الالتهاب والمضاعفات الحادة في مرض فقر الدم المنجلي. أما الآثار الجانبية المروية، مثل ارتفاع احتمالية الاصابة بالعدوى، فهذه الأثار يمكن إدارتها بشكل عام، ونفع هذه الأدوية في قدرتها على استهداف الأعراض الحادة لمرض فقر الدم المنجلي في حالات معينة تعتبر أعلى من ضررها بكثير (72). وقد تبين بعد استخدامها أن سلامتها مقبولة في الأماكن الحديثة التي يقدم فيها التشخيص والعلاج، مثل المستشفيات والعيادات، لمرض فقر الدم المنجلي وحالات فرط الالتهاب الأخرى، دون ملاحظة أي زيادة في الأعراض الجانبية الخطيرة (73). وقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) دواء أوماليزوماب في البداية عام 2003 لعلاج الربو المزمن الذي يتراوح في الشدة من المتوسط إلى الحاد، ثم بعد ذلك وسعت نطاق استخدامه في السنوات اللاحقة (74). وقد برز هذا الدواء، الذي يستهدف نواتج جين FCER1A، باعتباره أحد أبرز الأدوية المرشحة لإعادة الاستخدام. هذا الغلوبولين المناعي المُؤتلف G (IgG) هو جسم مضاد وحيد النسيلة يرتبط انتقائيًا بـ الغلوبولين المناعي (IgE) الحر (غير المؤتلف)، ما من شأنه أن يُخفف من حدة الربو التحسسي. وذلك بمنع IgE من التفاعل مع مستقبلات Fcε عالية الألفة (المسؤولة عن التواسط في التفاعلات التحسسية وذلك بالارتباط بمنطقة الـ Fc من الجسم المضاد للغلوبولين المناعي E (IgE)) على الخلايا المستفحلة (التي تستجيب إلى مثير ما)، مثل الخلايا البدينة (خلايا مناعية توجد في النسيج الضام)، يُعدل دواء أوماليزوماب التشويرات المثيرة للالتهابات التي تُؤدي إلى التهاب قصبة الهواء، وقد يُحد أيضًا من اضطرابات التخثر المرتبطة بنشاط مرض فقر الدم المنجلي (75).

 في مجموعة مرضى فقر الدم المنجلي السعوديين، كشفتا عن علامة rs2494250 في جين FCER1A. وقد ذكر سابقًا اقتران هذا المتغير بشكل معتبر احصلئيًا بارتفاع مستويات المؤشرات الحيوية الالتهابية، بما فيها CCL2/MCP-1 (ربيطة الكيموكين 2 / بروتين الجذب الكيمائي للخلايا الوحيدة-1، ويعتبر عاملًا مهمًا في تحشيد الخلايا المناعية، لمواقع الالتهاب) (76). علاوة على ذلك، أفادت دراسات بارتفاع معدل انتشار IgE بين السعوديين المصابين بفقر الدم المنجلي، مما قد يزيد من احتمال إصابتهم بمتلازمة الصدر الحادة (ACS)  (والتي منها المتلازمة التاجية الحادة ومتلازمة مخرج الصدر ومتلازمة المسكة البركية). تجدر الإشارة إلى أن متلازمة الصدر الحادة مسؤولة عن 25% من حالات دخول المرضى وحدات العناية المركزة و28.5% من الوفيات بين مرضى داء فقر الدم المنجلي، وبتسجيل معدلات مرتفعة مصابة بهذه الحالات بشكل خاص لدى أفراد من منطقة الأحساء (77 - 79). يلزم إجراء المزيد من الدراسات السريرية على مرضى فقر الدم المنجلي للتأكد من فوائد دواء أوماليزوماب في الحد من مضاعفات هذا المرض.


 علاوة على ذلك، خضع دواء كاناكينوماب canakinumab للدراسة على 49 طفلاً وشاباً مصاباً بفقر الدم المنجلي في دراسة حديثة مزدوجة التعمية ومعشاة (12، 73). وقد أثبت الدواء مستوى أمان مقبولاً، بعكس أدوية الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الأخرى التي غالباً ما تقترن باحتمال الإصابة بالعدوى (81، 82). ورغم أن التجربة المعشاة والمنضبطة بتأثير الغفل (بلاسيبو) لدواء كاناكينوماب على الأطفال والشباب المصابين بفقر الدم المنجلي لم تحقق هدفها الرئيس المتمثل في خفض حدة الألم اليومي مقارنةً بالحالة بدون علاج، فقد أثبتت العديد من النتائج الثانوية فوائد ممكنة. وعلى وجه التحديد، انخفاض مستويات المؤشرات الحيوية الالتهابية، وانخفاض معدلات دخول المستشفى، وتحسن في النتائج التي أبلغ عنها المرضى ذاتيًا، مثل مستوى التعب والإرهاق والقدرة على الدراسة أو العمل (عدم التغيب عن العمل أو الدراسة).

تشير هذه النتائج إلى أنه بالرغم من عدم تحقيق هدف العلاج المتمثل في خفض حدة للألم، إلا أن دواء كاناكينوماب قد يكون له فوائد أخرى في إدارة جوانب أخرى من مرض فقر الدم المنجلي، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد جدواه من الناحية السريرية (مدى فائدة الفحص أو التدخل العلاجي في تحسين صحة المريض، والاسترشاد بالمعلومات لاتخاذ القرارات العلاجية، وتحسين الرعاية الصحية، أو إدارة أفضل للمرض). من جهة أخرى، دواء إيتانيرسيبت etanercept، وهو دواء مُثبِّط لمستقبلات عامل نخر الورم ألفا (TNF-α)، قد يُوقف التشويرات الالتهابية (المثيرة للجهاز المناعي) التي يبدأها عامل نخر الورم ألفا المسبب للالتهاب. ويمكن تقليل نوبات إصابة نقص التروية وإعادة التروية، التي تؤدي عادةً إلى خلل في وظائف الأوعية الدموية وما يتبعه من انسداد وعائي في مرض فقر الدم المنجلي، باستخدام دواء إيتانيرسيبت (29). الاستخدام طويل الأمد لدواء إيتانيرسيبت لعلاج فئران مصابة بمرض فقر الدم المنجلي قد يؤدي إلى انخفاض في أعراض المرض الحادة، بما فيها الانسداد الوعائي، والاستجابات لمثيرات الألم، وعدد الكريات البيضاء، والمؤشرات الحيوية الالتهابية (83). بالإضافة إلى ذلك، تم علاج حالتين سريريتين لمرضى مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي وفقر الدم المنجلي بنجاح وأمان بدواء إيتانيرسيبت (84). هذه الأدلة تدعم الحاجة إلى إجراء تجارب سريرية لتقييم نتائج دواء إيتانيرسيبت لدى مرضى فقر الدم المنجلي.

 

 

 

 



 

 



الهوامش 

1- Inusa, B. P. D., Hsu, L. L., Kohli, N., Patel, A., Ominu-Evbota, K., Anie, K., et al. (2019). Sickle cell disease-genetics, pathophysiology, clinical presentation and treatment. Int. J. Neonatal Screen. 5 (2), 20. doi:10.3390/ijns5020020

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

2- Belisário, A. R., Silva, C. M., Velloso-Rodrigues, C., and Viana, M. B. (2018). Genetic, laboratory and clinical risk factors in the development of overt ischemic stroke in children with sickle cell disease. Hematol. Transfus. Cell Ther. 40 (2), 166–181. doi:10.1016/j.bjhh.2017.08.008

 

3- Nnodu, O. E., Oron, A. P., Sopekan, A., Akaba, G. O., Piel, F. B., and Chao, D. L. (2021). Child mortality from sickle cell disease in Nigeria: a model-estimated, population-level analysis of data from the 2018 demographic and health survey. Lancet Haematol. 8 (10), e723–e731. doi:10.1016/S2352-3026(21)00216-7

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

4- GBD 2021 

 

5- Sickle Cell Disease Collaborators McHugh, T. A., Oron, A. P., Teply, C., Lonberg, N., Vilchis Tella, V., Kassebaum, N. J., et al. (2023). Global, regional, and national prevalence and mortality burden of sickle cell disease, 2000-2021: a systematic analysis from the global burden of disease study 2021. Lancet Haematol. 10 (8), e585–e599. doi:10.1016/S2352-3026(23)00118-7

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

6- Kumar, A., and Bhattacharya, S. (2024). Sickle cell disease: a comparative perspective on global and national initiatives. Front. Hematol. 3, 1457158. doi:10.3389/frhem.2024.1457158

CrossRef Full Text | Google Scholar

 

7- Ware, R. E., de Montalembert, M., Tshilolo, L., and Abboud, M. R. (2017). Sickle cell disease. Lancet 390 (10091), 311–323. doi:10.1016/S0140-6736(17)30193-9

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

8- Jastaniah, W. (2011). Epidemiology of sickle cell disease in Saudi Arabia. Ann. Saudi Med. 31 (3), 289–293. doi:10.4103/0256-4947.81540

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

9- Bin Zuair, A., Aldossari, S., Alhumaidi, R., Alrabiah, M., and Alshabanat, A. (2023). The burden of sickle cell disease in Saudi Arabia: a single-institution large retrospective study. Int. J. Gen. Med. 16, 161–171. doi:10.2147/IJGM.S393233

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

10- el-Hazmi, M. A., al-Swailem, A. R., Warsy, A. S., al-Swailem, A. M., Sulaimani, R., and al-Meshari, A. A. (1995). Consanguinity among the Saudi Arabian population. J. Med. Genet. 32 (8), 623–626. doi:10.1136/jmg.32.8.623

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

11- Kavanagh, P. L., Fasipe, T. A., and Wun, T. (2022). Sickle cell disease: a review. JAMA 328 (1), 57–68. doi:10.1001/jama.2022.10233

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

12- Salinas, C. G., and Thein, S. L. (2020). Recent advances in the treatment of sickle cell disease. Front. Physiol. 11, 435. doi:10.3389/fphys.2020.00435

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

13- pfizer. (2024). Pfizer voluntarily withdraws all lots of sickle cell disease treatment OXBRYTA® (voxelotor) from worldwide markets. Available online at: https://www.pfizer.com/news/press-release/press-release-detail/pfizer-voluntarily-withdraws-all-lots-sickle-cell-disease (Accessed September 27, 2024). 

Google Scholar

 

14- European Medicines Agency. (2023). Revocation of authorisation for sickle cell disease medicine adakveo. Amsterdam, The Netherlands: European Medicines Agency. Available online at: https://www.ema.europa.eu/en/news/revocation-authorisation-sickle-cell-disease-medicine-adakveo (Accessed August 30, 2024). 

Google Scholar

 

15- Leonard, A., and Tisdale, J. F. (2024). A new frontier: FDA approvals for gene therapy in sickle cell disease. Mol. Ther. 32, 264–267. doi:10.1016/j.ymthe.2024.01.015

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

16- Rueda, J., de Miguel Beriain, Í., and Montoliu, L. (2024). Affordable pricing of CRISPR treatments is a pressing ethical imperative. CRISPR J. 7 (5), 220–226. doi:10.1089/crispr.2024.0042

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

 17- Burt, T., and Dhillon, S. (2013). Pharmacogenomics in early-phase clinical development. Pharmacogenomics 14 (9), 1085–1097. doi:10.2217/pgs.13.81

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

18- Alghubayshi, A., Wijesinghe, D., Alwadaani, D., Algahtani, F. H., Abohelaika, S., Alzahrani, M., et al. (2025). Unraveling the complex genomic interplay of sickle cell disease among the Saudi population: a case-control GWAS analysis. Int. J. Mol. Sci. 26 (6), 2817. doi:10.3390/ijms26062817

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

19- Alghubayshi, A., Wijesinghe, D., Alwadaani, D., Algahtani, F. H., Abohelaika, S., Alzahrani, M., et al. (2025). Unraveling the complex genomic interplay of sickle cell disease among the Saudi population: a case-control GWAS analysis. Int. J. Mol. Sci. 26 (6), 2817. doi:10.3390/ijms26062817

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

20- Alshabeeb, M. A., Alwadaani, D., Al Qahtani, F. H., Abohelaika, S., Alzahrani, M., Al Zayed, A., et al. (2023). Impact of genetic variations on thromboembolic risk in Saudis with sickle cell disease. Genes (Basel) 14 (10), 1919. doi:10.3390/genes14101919

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

21- Tragante, V., Hemerich, D., Alshabeeb, M., Brænne, I., Lempiäinen, H., Patel, R. S., et al. (2018). Druggability of coronary artery disease risk loci. Circ. Genom Precis. Med. 11 (8), e001977. doi:10.1161/CIRCGEN.117.001977

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

22- Pushpakom, S. (2024). Introduction and historical overview of drug repurposing opportunities. Available online at: https://books.rsc.org/books/edited-volume/1885/chapter/2472263/Introduction-and-Historical-Overview-of-Drug (Accessed September 4, 2024). 

Google Scholar

 

23- Kirkham, J. K., Estepp, J. H., Weiss, M. J., and Rashkin, S. R. (2023). Genetic variation and sickle cell disease severity: a systematic review and meta-analysis. JAMA Netw. Open 6 (10), e2337484. doi:10.1001/jamanetworkopen.2023.37484

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

24- Pincez, T., Ashley-Koch, A. E., Lettre, G., and Telen, M. J. (2022). Genetic modifiers of sickle cell disease. Hematol. Oncol. Clin. North Am. 36 (6), 1097–1124. doi:10.1016/j.hoc.2022.06.006

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

25- Page, G. P., Kanias, T., Guo, Y. J., Lanteri, M. C., Zhang, X., Mast, A. E., et al. (2021). Multiple-ancestry genome-wide association study identifies 27 loci associated with measures of hemolysis following blood storage. J. Clin. Invest 131 (13), 146077. doi:10.1172/JCI146077

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

26- Pritchard, J. L. E., O’Mara, T. A., and Glubb, D. M. (2017). Enhancing the promise of drug repositioning through genetics. Front. Pharmacol. 8, 896. doi:10.3389/fphar.2017.00896

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

27- Metaferia, B., Cellmer, T., Dunkelberger, E. B., Li, Q., Henry, E. R., Hofrichter, J., et al. (2022). Phenotypic screening of the ReFRAME drug repurposing library to discover new drugs for treating sickle cell disease. Proc. Natl. Acad. Sci. U. S. A. 119 (40), e2210779119. doi:10.1073/pnas.2210779119

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

28- Agu, P. C., Afiukwa, C. A., Orji, O. U., Ezeh, E. M., Ofoke, I. H., Ogbu, C. O., et al. (2023). Molecular docking as a tool for the discovery of molecular targets of nutraceuticals in diseases management. Sci. Rep. 13 (1), 13398. doi:10.1038/s41598-023-40160-2

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

29- Telen, M. J., Malik, P., and Vercellotti, G. M. (2019). Therapeutic strategies for sickle cell disease: towards a multi-agent approach. Nat. Rev. Drug Discov.18 (2), 139–158. doi:10.1038/s41573-018-0003-2

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

30- Driss, A., Asare, K. O., Hibbert, J. M., Gee, B. E., Adamkiewicz, T. V., and Stiles, J. K. (2009). Sickle cell disease in the post genomic era: a monogenic disease with a polygenic phenotype. Genomics Insights 2009 (2), GEI.S2626–48. doi:10.4137/gei.s2626

CrossRef Full Text | Google Scholar

 

31- Tragante, V., Hemerich, D., Alshabeeb, M., Brænne, I., Lempiäinen, H., Patel, R. S., et al. (2018). Druggability of coronary artery disease risk loci. Circ. Genom Precis. Med. 11 (8), e001977. doi:10.1161/CIRCGEN.117.001977

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

32- Cannon, M., Stevenson, J., Stahl, K., Basu, R., Coffman, A., Kiwala, S., et al. (2024). DGIdb 5.0: rebuilding the drug-gene interaction database for precision medicine and drug discovery platforms. Nucleic Acids Res. 52 (D1), D1227–D1235. doi:10.1093/nar/gkad1040

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

33- WHO. (2024). VigiAccess. Available online at: https://www.vigiaccess.org/(Accessed September 4, 2024). 

Google Scholar

 

34- http://sideeffects.embl.de

 

35- Kuhn, M., Letunic, I., Jensen, L. J., and Bork, P. (2016). The SIDER database of drugs and side effects. Nucleic Acids Res. 44 (D1), D1075–D1079. doi:10.1093/nar/gkv1075

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

36- Van Bever, E., Wirtz, V. J., Azermai, M., De Loof, G., Christiaens, T., Nicolas, L., et al. (2014). Operational rules for the implementation of INN prescribing. Int. J. Med. Inf. 83 (1), 47–56. doi:10.1016/j.ijmedinf.2013.09.004

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

37- Kang, H., Pan, S., Lin, S., Wang, Y. Y., Yuan, N., and Jia, P. (2024). PharmGWAS: a GWAS-based knowledgebase for drug repurposing. Nucleic Acids Res. 52 (D1), D972–D979. doi:10.1093/nar/gkad832

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

38- Ochoa, D., Karim, M., Ghoussaini, M., Hulcoop, D. G., McDonagh, E. M., and Dunham, I. (2022). Human genetics evidence supports two-thirds of the 2021 FDA-Approved drugs. Nat. Rev. Drug Discov. 21 (8), 551. doi:10.1038/d41573-022-00120-3

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

39- Nelson, M. R., Tipney, H., Painter, J. L., Shen, J., Nicoletti, P., Shen, Y., et al. (2015). The support of human genetic evidence for approved drug indications. Nat. Genet. 47 (8), 856–860. doi:10.1038/ng.3314

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

40- Ochoa, D., Karim, M., Ghoussaini, M., Hulcoop, D. G., McDonagh, E. M., and Dunham, I. (2022). Human genetics evidence supports two-thirds of the 2021 FDA-Approved drugs. Nat. Rev. Drug Discov. 21 (8), 551. doi:10.1038/d41573-022-00120-3

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

41- Ullah, A. (2025). Perspective chapter: technological advances in population genetics. London, United Kingdom: IntechOpen. doi:10.5772/intechopen.1009271

CrossRef Full Text | Google Scholar

 

42- Ku, C. S., Loy, E. Y., Pawitan, Y., and Chia, K. S. (2010). The pursuit of genome-wide association studies: where are we now? J. Hum. Genet. 55 (4), 195–206. doi:10.1038/jhg.2010.19

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

43- Reay, W. R., and Cairns, M. J. (2021). Advancing the use of genome-wide association studies for drug repurposing. Nat. Rev. Genet. 22 (10), 658–671. doi:10.1038/s41576-021-00387-z

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

44- Drug Repurposing (DR) (2024). An emerging approach in drug discovery | IntechOpen. Available online at: https://www.intechopen.com/chapters/72744 (Accessed September 4, 2024). 

Google Scholar

 

45- Nanda, H., Ponnusamy, N., Odumpatta, R., Jeyakanthan, J., and Mohanapriya, A. (2020). Exploring genetic targets of psoriasis using genome wide association studies (GWAS) for drug repurposing. 3 Biotech. 10 (2), 43. doi:10.1007/s13205-019-2038-4

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

 

46- Xu, J., Mao, C., Hou, Y., Luo, Y., Binder, J. L., Zhou, Y., et al. (2022). Interpretable deep learning translation of GWAS and multi-omics findings to identify pathobiology and drug repurposing in Alzheimer’s disease. Cell Rep.41 (9), 111717. doi:10.1016/j.celrep.2022.111717

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


47- Blood. (2024). ASCENT1: a phase 2 trial to evaluate the efficacy and safety of oral decitabine-tetrahydrouridine (NDec) in patients with sickle cell disease. American Society of Hematology. Available online at: https://ashpublications.org/blood/article/140/Supplement%201/5420/487531/ASCENT1-A-Phase-2-Trial-to-Evaluate-the-Efficacy(Accessed September 2, 2025). 

Google Scholar


48- Chowdhury, F. A., Colussi, N., Sharma, M., Wood, K. C., Xu, J. Z., Freeman, B. A., et al. (2023). Fatty acid nitroalkenes - multi-target agents for the treatment of sickle cell disease. Redox Biol. 68, 102941. doi:10.1016/j.redox.2023.102941

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


49- Adam, S. S., and Hoppe, C. (2013). Potential role for statins in sickle cell disease. Pediatr. Blood Cancer 60 (4), 550–557. doi:10.1002/pbc.24443

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar



50- Bereal-Williams, C., Machado, R. F., McGowan, V., Chi, A., Hunter, C. J., and Kato, G. J. (2012). Atorvastatin reduces serum cholesterol and triglycerides with limited improvement in vascular function in adults with sickle cell anemia. Haematologica 97 (11), 1768–1770. doi:10.3324/haematol.2011.054957

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


51- Ridker, P. M., Danielson, E., Fonseca, F. A. H., Genest, J., Gotto, A. M., Kastelein, J. J., et al. (2008). Rosuvastatin to prevent vascular events in men and women with elevated C-Reactive protein. N. Engl. J. Med. 359 (21), 2195–2207. doi:10.1056/NEJMoa0807646

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


52- Wong, K., Lai, W. K., and Jackson, D. E. (2022). HLA classII regulation of immune response in sickle cell disease patients: susceptibility to red blood cell alloimmunization (systematic review and meta-analysis). Vox Sang. 117 (11), 1251–1261. doi:10.1111/vox.13351

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


53- Tamouza, R., Neonato, M. G., Busson, M., Marzais, F., Girot, R., Labie, D., et al. (2002). Infectious complications in sickle cell disease are influenced by HLA class II alleles. Hum. Immunol. 63 (3), 194–199. doi:10.1016/s0198-8859(01)00378-0

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


54- Martins, J. O., Pagani, F., Dezan, M. R., Oliveira, V. B., Conrado, M., Ziza, K. C., et al. (2022). Impact of HLA-G +3142C>G on the development of antibodies to blood group systems other than the Rh and Kell among sensitized patients with sickle cell disease. Transfus. Apher. Sci. 61 (5), 103447. doi:10.1016/j.transci.2022.103447

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


55- Akaba, K., Nwogoh, B., Oshatuyi, O., and Angchaisuksiri, P. (2020). Determination of von Willebrand factor level in patient with sickle cell diseasein vaso-occlusive crisis. Res. Pract. Thromb. Haemost. 4 (5), 902–905. doi:10.1002/rth2.12378

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


56- Sahebkar, A., Serban, C., Ursoniu, S., Mikhailidis, D. P., Undas, A., Lip, G. Y. H., et al. (2016). The impact of statin therapy on plasma levels of von Willebrand factor antigen. Systematic review and meta-analysis of randomised placebo-controlled trials. Thromb. Haemost. 115 (3), 520–532. doi:10.1160/TH15-08-0620

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


57- Hoppe, C., Jacob, E., Styles, L., Kuypers, F., Larkin, S., and Vichinsky, E. (2017). Simvastatin reduces vaso-occlusive pain in sickle cell anaemia: a pilot efficacy trial. Br. J. Haematol. 177 (4), 620–629. doi:10.1111/bjh.14580

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


58- Xi, C., Palani, C., Takezaki, M., Shi, H., Horuzsko, A., Pace, B. S., et al. (2024). Simvastatin-mediated Nrf2 activation induces fetal hemoglobin and antioxidant enzyme expression to ameliorate the phenotype of sickle cell disease. Antioxidants (Basel) 13 (3), 337. doi:10.3390/antiox13030337

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


59- Ademi, B., Folker, J., and Rothwell, W. B. (2025). Statin-induced debilitating weakness and myopathy. Drug Ther. Bull. 63 (6), 94–97. doi:10.1136/dtb.2024.256956rep

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


60- Choi, S. A., Kim, J. S., Park, Y. A., Lee, D. H., Park, M., Yee, J., et al. (2025). Transporter genes and statin-induced hepatotoxicity. Cardiovasc Drugs Ther. 39 (4), 801–810. doi:10.1007/s10557-024-07580-2

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


61- López-López, S., Romero de Ávila, M. J., Hernández de León, N. C., Ruiz-Marcos, F., Baladrón, V., Nueda, M. L., et al. (2021). NOTCH4 exhibits anti-inflammatory activity in activated macrophages by interfering with Interferon-γ and TLR4 signaling. Front. Immunol. 12, 734966. doi:10.3389/fimmu.2021.734966

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


62- Zhou, B., Lin, W., Long, Y., Yang, Y., Zhang, H., Wu, K., et al. (2022). Notch signaling pathway: architecture, disease, and therapeutics. Signal Transduct. Target Ther. 7 (1), 95. doi:10.1038/s41392-022-00934-y

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


63- Fingerlin, T. E., Murphy, E., Zhang, W., Peljto, A. L., Brown, K. K., Steele, M. P., et al. (2013). Genome-wide association study identifies multiple susceptibility loci for pulmonary fibrosis. Nat. Genet. 45 (6), 613–620. doi:10.1038/ng.2609

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


64- Field, J. J., Burdick, M. D., DeBaun, M. R., Strieter, B. A., Liu, L., Mehrad, B., et al. (2012). The role of fibrocytes in sickle cell lung disease. PLoS One 7 (3), e33702. doi:10.1371/journal.pone.0033702

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


65- Adeyinka, A., and Bashir, K. (2024). “Tumor lysis syndrome,” in StatPearls(Treasure Island, FL: StatPearls Publishing). Available online at: http://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK518985/


66- Pritchard, K. A. Jr, Besch, T. L., Wang, J., Xu, H., Jones, D. W., Foster, T. D., et al. (2005). Differential effects of lovastatin and allopurinol therapy in a murine model of sickle cell disease. Blood 106 (11), 2325. doi:10.1182/blood.V106.11.2325.2325

CrossRef Full Text | Google Scholar


67- Kelkar, A., Kuo, A., and Frishman, W. H. (2011). Allopurinol as a cardiovascular drug. Cardiol. Rev. 19 (6), 265–271. doi:10.1097/CRD.0b013e318229a908

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


68- Wood, K. C., Hebbel, R. P., and Granger, D. N. (2005). Endothelial cell NADPH oxidase mediates the cerebral microvascular dysfunction in sickle cell transgenic mice. FASEB J. 19 (8), 989–991. doi:10.1096/fj.04-3218fje

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


69- Kaul, D. K., Liu, X. D., Choong, S., Belcher, J. D., Vercellotti, G. M., and Hebbel, R. P. (2004). Anti-inflammatory therapy ameliorates leukocyte adhesion and microvascular flow abnormalities in transgenic sickle mice. Am. J. Physiol. Heart Circ. Physiol. 287 (1), H293–H301. doi:10.1152/ajpheart.01150.2003

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


70- Dashti, M., Al-Matrouk, A., Channanath, A., Hebbar, P., Al-Mulla, F., and Thanaraj, T. A. (2022). Distribution of HLA-B alleles and haplotypes in Qatari: recommendation for establishing pharmacogenomic markers screening for drug hypersensitivity. Front. Pharmacol. 13, 891838. doi:10.3389/fphar.2022.891838

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


71- Dean, L., and Kane, M. (2012). “Allopurinol therapy and HLA-B*58:01 genotype,” in Medical genetics summaries. Editors V. M. Pratt, S. A. Scott, M. Pirmohamed, B. Esquivel, B. L. Kattman, and A. J. Malheiro (Bethesda, MA: National Center for Biotechnology Information US). Available online at: http://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK127547/


72- Yessayan, L. T., Neyra, J. A., Westover, A. J., Szamosfalvi, B., and Humes, H. D. (2022). Extracorporeal immunomodulation treatment and clinical outcomes in ICU COVID-19 patients. Crit. Care Explor 4 (5), e0694. doi:10.1097/CCE.0000000000000694

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


73- Rees, D. C., Kilinc, Y., Unal, S., Dampier, C., Pace, B. S., Kaya, B., et al. (2022). A randomized, placebo-controlled, double-blind trial of canakinumab in children and young adults with sickle cell anemia. Blood 139 (17), 2642–2652. doi:10.1182/blood.2021013674

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


74- Drugs.com (2024). Xolair (omalizumab) FDA Approval History. Available online at: https://www.drugs.com/history/xolair.html


75- Kaplan, A. P., Giménez-Arnau, A. M., and Saini, S. S. (2017). Mechanisms of action that contribute to efficacy of omalizumab in chronic spontaneous urticaria. Allergy 72 (4), 519–533. doi:10.1111/all.13083

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


76- Benjamin, E. J., Dupuis, J., Larson, M. G., Lunetta, K. L., Booth, S. L., Govindaraju, D. R., et al. (2007). Genome-wide association with select biomarker traits in the framingham heart study. BMC Med. Genet. 8 (Suppl. 1), S11. doi:10.1186/1471-2350-8-S1-S11

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


77- Al-Suliman, A., Elsarraf, N. A., Baqishi, M., Homrany, H., Bousbiah, J., and Farouk, E. (2006). Patterns of mortality in adult sickle cell disease in Al-Hasa region of Saudi Arabia. Ann. Saudi Med. 26 (6), 487–488. doi:10.5144/0256-4947.2006.487

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


78- Alhaj, Z. M., Mohamed, N. E., Mady, A. F., Alamri, M. M., Alshammari, S., Alshebaily, A. K., et al. (2023). Predictors of mortality in adults with sickle cell disease admitted to the intensive care unit in king saud medical city, Saudi Arabia. Cureus 15 (5), e38817. doi:10.7759/cureus.38817

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


79- An, P., Barron-Casella, E. A., Strunk, R. C., Hamilton, R. G., Casella, J. F., and DeBaun, M. R. (2011). Elevation of IgE in children with sickle cell disease is associated with doctor diagnosis of asthma and increased morbidity. J. Allergy Clin. Immunol. 127 (6), 1440–1446. doi:10.1016/j.jaci.2010.12.1114

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar 


80- Awojoodu, A. O., Keegan, P. M., Lane, A. R., Zhang, Y., Lynch, K. R., Platt, M. O., et al. (2014). Acid sphingomyelinase is activated in sickle cell erythrocytes and contributes to inflammatory microparticle generation in SCD. Blood 124 (12), 1941–1950. doi:10.1182/blood-2014-01-543652

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


81- Fernández-Ruiz, M., and Aguado, J. M. (2018). Risk of infection associated with anti-TNF-α therapy. Expert Rev. Anti Infect. Ther. 16 (12), 939–956. doi:10.1080/14787210.2018.1544490

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


82- Contejean, A., Janssen, C., Orsini-Piocelle, F., Zecchini, C., Charlier, C., and Chouchana, L. (2023). Increased risk of infection reporting with anti-BCMA bispecific monoclonal antibodies in multiple myeloma: a worldwide pharmacovigilance study. Am. J. Hematol. 98 (12), E349–E353. doi:10.1002/ajh.27071

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar

Dashti, M., Al-Matrouk, A., Channanath, A., Hebbar, P., Al-Mulla, F., and Thanaraj, T. A. (2022). Distribution of HLA-B alleles and haplotypes in Qatari: recommendation for establishing pharmacogenomic markers screening for drug hypersensitivity. Front. Pharmacol. 13, 891838. doi:10.3389/fphar.2022.891838

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


83- Solovey, A., Somani, A., Belcher, J. D., Milbauer, L., Vincent, L., Pawlinski, R., et al. (2017). A monocyte-TNF-endothelial activation axis in sickle transgenic mice: therapeutic benefit from TNF blockade. Am. J. Hematol. 92 (11), 1119–1130. doi:10.1002/ajh.24856

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


84- Adelowo, O., and Edunjobi, A. S. (2011). Juvenile idiopathic arthritis coexisting with sickle cell disease: two case reports. BMJ Case Rep. 2011, bcr1020114889. doi:10.1136/bcr.10.2011.4889

PubMed Abstract | CrossRef Full Text | Google Scholar


المصدر الرئيس

https://www.frontiersin.org/journals/bioinformatics/articles/10.3389/fbinf.2025.1671626/full

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق