هل نحن مجبورون على ان نكون ابجابيين او سلبيين ؟
كتبه راي وليام
٣٠ يونيو ٢٠١٤
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
هل نحن مجبورون أن نكون إيجابيين أو سلبيين، خصوصاٌ في الأوقات الصعبة؟ هذا هو السؤال الذي قد طرحه العديد من الباحثين والذي له تبعات على معتقداتنا في الدوافع والسلوك. نتائج الابحاث حول هذه القضية لها آثار كبيرة بالنسبة للقادة وثقافة مكان العمل.
القدرة على التأكيد على السلبية بدلا من الإيجابية ربما تكون ظاهرة تطورية. من بداياتنا، كوننا على علم بالخطر ونتجنبها هي مهارة مهمة للبقاء على قيد الحياة .
مفهوم التحيز الى السلبية ليس جديداً. فقد أدت الابحاث السابقة الى نظريات ك "نظرية النفور من الخسارة "، (و يطلق عليها ايضاً نظرية loss aversion theory او Prospect theory) التي تقيم الطريقة التي يتخذ بها الناس الخيارات عندما يكون هناك خطر معروفاً. لذلك التحيز الى السلبية ونظرية النفور من الخسارة تقدمت بفكرة أن الناس هم أكثر ميلاً لاختيار الأشياء على أساس الحاجة لتجنب النتائج السلبية، بدلا من رغبتهم في الحصول على خبرات إيجابية. فقد اختبر باحثون هذه الظاهرة ك روي ف بوميستر Baumister، و إلين تراتيسلاڤسكي Tratslavsky وكاثلين ڤوس Vohs، وكاترين فينكنوار Finkenauer. وخلص علماء النفس الى ان هذه التجارب السلبية أو الخوف لها تأثير أكبر على الناس من التجارب الإيجابية.
بين بول روزين وإدوارد روزيمان Royzman في أبحاثهما أن المنظور السلبي معد أكثر من المنظور الإيجابي. وأظهرت دراسة أجراها جون كاسيبوCacioppo وزملاؤه أن وجهات نظرنا تتأثر بشكل أكبر بالأخبار السيئة من الأخبار الجيدة. وحلل باحثون آخرون اللغة لدراسة التحيز الى السلبية. على سبيل المثال، ووجد ان هناك كلمات عاطفية أكثر سلبية (٦٢ في المئة) من الكلمات الإيجابية (٣٢ في المئة) في قاموس اللغة الإنجليزية.
في أدمغتنا، هناك نظامان مختلفان للمؤثرات السلبية والإيجابية. تستخدم اللوزة ما يقرب من ثلثي خلاياها العصبية لكشف الأفعال السلبية، وبمجرد أن يبدأ الدماغ في البحث عن الأخبار السيئة، يتم تخزينها في الذاكرة الطويلة المدى بسرعة. التجارب الإيجابية يجب أن تحبس في وعينا لأكثر من ١٢ ثانية حتى تنتقل من ذاكرة المدى القصير إلى ذاكرة المدى الطويل. ريك هانسن وصف الدماغ : "بأنه مثل مشبك فيلكرو Vilcro من جهة التجارب السلبية ولكنه تفلون Teclon للأخرى الإيجابية."
وقد وجدت دراسة حديثة أجراها جيسون موسر وزملاؤه في جامعة ولاية ميشيغان، والتي نشرت في مجلة Abnormal Psychology علامات دماغية تميز المفكرين السلبيين من المفكرين الإيجابين. وتشير أبحاثهم الى أن هناك في الواقع أشخاصاً إيجابيون وسلبيين في العالم. ووجدوا في تجاربهم ان الناس الذين يميلون إلى القلق أظهروا تأثيراً عكسياً متناقضا في أدمغتهم عندما طلب منهم خفض مشاعرهم السلبية، و التي قال موسر "، هذه النتائج تقترح ان السلبيين يعانون حقا من تقمص الايجابية في المواقف الصعبة وفي الواقع هذا جعل من سلبيتهم أسوأ حتى عندما طلب منهم التفكير بشكل إيجابي ".
كريستوفر ناس، أستاذ الاتصالات في جامعة ستانفورد والمؤلف المشارك لكتاب: "الرجل الذي كذب على جهازه الكمبيوتري المحمول : ما الذي تعلمناالآلات عن العلاقات الإنسانية، ويرى أننا نبدو ان نرى الناس الذين يقولون أشياء سلبية انهم أكثر ذكاء من أولئك الذين هم إيجابيون. وعليه من المرجح أن نعطي وزنا للانتقادات أكبر من الثناء.
عالم النفس ميهالي شيزكسزنمهالي Csikszentimihalyi يؤكد أنه ما لم نكن مشغولين بأفكارنا الأخرى، فإن القلق هو الشغل الافتراضي للدماغ. وهذا هو السبب، كما يقول، "يجب أن نسعى باستمرار للهروب من هكذا " اعتلاج ( انتروبيا) نفسي" عن طريق التعلم للسيطرة على وعينا وتوجيه انتباهنا إلى الأنشطة التي توفر 'تدفق' الأنشطة التي تعطي ردود فعل إيجابية وتعزز شعورنا بالهدف والإنجاز. " وجهات نظره هذه عكست تلك التي لمارتن سليجمان وريك هانسن اللذين صرحا أنه في حين أن المشاعر السلبية دائما لديها القدرة على اللعب "بالورقة الرابحة" للمشاعر الإيجابية، علينا أن نتعلم كيف نجعل المشاعر السلبية تحت السيطرة عن طريق تضخيم المشاعر الايجابية.
هذه هي بعض الاقتراحات لما يمكن ان يجعل من استراتجيات القيادة اكثر فعالية في مكان العمل :
🔘 لا تقل للناس الذين يبدون انهم سلبيون ان يفكروا بشكل إيجابي لان ذلك يجعل الامور أسوأ بالنسبة لهم . وبدلاً من ذلك يمكن للمسؤول ان يسألهم ان يفكروا في المشكلة او القضية بطريقة اخرى مستخدمين استراتجيات مختلفة.
🔘 كن واعياً للتأثير الڤايروسي للناس السلبيين وكيف يمكنهم نقل العدوى الى الناس الإيجابيين
🔘 عندما يكون هناك فعاليات إيجابية ينبغي على المسؤول ان يبين ويشجع الآخرين على القيام بذلك أيضا، ليتذوقوا التجربة الإيجابية لفترة أطول من الزمن
🔘 تجنب الإفراط في تحليل أو إجترار الأحداث السلبية الماضية. وركز بدلا من ذلك على ما يمكن القيام به في الوقت الحاضر بطريقة استباقية
🔘 على المسؤولين التركيز على الأنجازات الصغيرة والتقدم بشكل يومي، خذ وقتا للاحتفاء بها، بدلا من الانتظار لنهاية المشروع أو لفترة طويلة قبل الاحتفاء بها. وهذا يعني أيضا توفير تعزيز منتظم ومتكرر للعمل الناجح
🔘 عندما تصبح التغذية الاسترجاعية سلبية أو الانتقادات ضرورية، يجب على المسؤلين ان يعلقوا عليها بشكل إيجابي وليس العكس كما يميل العديد من المسؤلين الى القيام به.
🔘 تذكر أن الامر يأخذ ٥ - ١٠ أحداث إيجابية لمواجهة حدث سلبي واحد.
كتبه راي وليام
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
Ray Williams
June 30 2014
هل نحن مجبورون أن نكون إيجابيين أو سلبيين، خصوصاٌ في الأوقات الصعبة؟ هذا هو السؤال الذي قد طرحه العديد من الباحثين والذي له تبعات على معتقداتنا في الدوافع والسلوك. نتائج الابحاث حول هذه القضية لها آثار كبيرة بالنسبة للقادة وثقافة مكان العمل.
القدرة على التأكيد على السلبية بدلا من الإيجابية ربما تكون ظاهرة تطورية. من بداياتنا، كوننا على علم بالخطر ونتجنبها هي مهارة مهمة للبقاء على قيد الحياة .
مفهوم التحيز الى السلبية ليس جديداً. فقد أدت الابحاث السابقة الى نظريات ك "نظرية النفور من الخسارة "، (و يطلق عليها ايضاً نظرية loss aversion theory او Prospect theory) التي تقيم الطريقة التي يتخذ بها الناس الخيارات عندما يكون هناك خطر معروفاً. لذلك التحيز الى السلبية ونظرية النفور من الخسارة تقدمت بفكرة أن الناس هم أكثر ميلاً لاختيار الأشياء على أساس الحاجة لتجنب النتائج السلبية، بدلا من رغبتهم في الحصول على خبرات إيجابية. فقد اختبر باحثون هذه الظاهرة ك روي ف بوميستر Baumister، و إلين تراتيسلاڤسكي Tratslavsky وكاثلين ڤوس Vohs، وكاترين فينكنوار Finkenauer. وخلص علماء النفس الى ان هذه التجارب السلبية أو الخوف لها تأثير أكبر على الناس من التجارب الإيجابية.
بين بول روزين وإدوارد روزيمان Royzman في أبحاثهما أن المنظور السلبي معد أكثر من المنظور الإيجابي. وأظهرت دراسة أجراها جون كاسيبوCacioppo وزملاؤه أن وجهات نظرنا تتأثر بشكل أكبر بالأخبار السيئة من الأخبار الجيدة. وحلل باحثون آخرون اللغة لدراسة التحيز الى السلبية. على سبيل المثال، ووجد ان هناك كلمات عاطفية أكثر سلبية (٦٢ في المئة) من الكلمات الإيجابية (٣٢ في المئة) في قاموس اللغة الإنجليزية.
في أدمغتنا، هناك نظامان مختلفان للمؤثرات السلبية والإيجابية. تستخدم اللوزة ما يقرب من ثلثي خلاياها العصبية لكشف الأفعال السلبية، وبمجرد أن يبدأ الدماغ في البحث عن الأخبار السيئة، يتم تخزينها في الذاكرة الطويلة المدى بسرعة. التجارب الإيجابية يجب أن تحبس في وعينا لأكثر من ١٢ ثانية حتى تنتقل من ذاكرة المدى القصير إلى ذاكرة المدى الطويل. ريك هانسن وصف الدماغ : "بأنه مثل مشبك فيلكرو Vilcro من جهة التجارب السلبية ولكنه تفلون Teclon للأخرى الإيجابية."
وقد وجدت دراسة حديثة أجراها جيسون موسر وزملاؤه في جامعة ولاية ميشيغان، والتي نشرت في مجلة Abnormal Psychology علامات دماغية تميز المفكرين السلبيين من المفكرين الإيجابين. وتشير أبحاثهم الى أن هناك في الواقع أشخاصاً إيجابيون وسلبيين في العالم. ووجدوا في تجاربهم ان الناس الذين يميلون إلى القلق أظهروا تأثيراً عكسياً متناقضا في أدمغتهم عندما طلب منهم خفض مشاعرهم السلبية، و التي قال موسر "، هذه النتائج تقترح ان السلبيين يعانون حقا من تقمص الايجابية في المواقف الصعبة وفي الواقع هذا جعل من سلبيتهم أسوأ حتى عندما طلب منهم التفكير بشكل إيجابي ".
كريستوفر ناس، أستاذ الاتصالات في جامعة ستانفورد والمؤلف المشارك لكتاب: "الرجل الذي كذب على جهازه الكمبيوتري المحمول : ما الذي تعلمناالآلات عن العلاقات الإنسانية، ويرى أننا نبدو ان نرى الناس الذين يقولون أشياء سلبية انهم أكثر ذكاء من أولئك الذين هم إيجابيون. وعليه من المرجح أن نعطي وزنا للانتقادات أكبر من الثناء.
عالم النفس ميهالي شيزكسزنمهالي Csikszentimihalyi يؤكد أنه ما لم نكن مشغولين بأفكارنا الأخرى، فإن القلق هو الشغل الافتراضي للدماغ. وهذا هو السبب، كما يقول، "يجب أن نسعى باستمرار للهروب من هكذا " اعتلاج ( انتروبيا) نفسي" عن طريق التعلم للسيطرة على وعينا وتوجيه انتباهنا إلى الأنشطة التي توفر 'تدفق' الأنشطة التي تعطي ردود فعل إيجابية وتعزز شعورنا بالهدف والإنجاز. " وجهات نظره هذه عكست تلك التي لمارتن سليجمان وريك هانسن اللذين صرحا أنه في حين أن المشاعر السلبية دائما لديها القدرة على اللعب "بالورقة الرابحة" للمشاعر الإيجابية، علينا أن نتعلم كيف نجعل المشاعر السلبية تحت السيطرة عن طريق تضخيم المشاعر الايجابية.
هذه هي بعض الاقتراحات لما يمكن ان يجعل من استراتجيات القيادة اكثر فعالية في مكان العمل :
🔘 لا تقل للناس الذين يبدون انهم سلبيون ان يفكروا بشكل إيجابي لان ذلك يجعل الامور أسوأ بالنسبة لهم . وبدلاً من ذلك يمكن للمسؤول ان يسألهم ان يفكروا في المشكلة او القضية بطريقة اخرى مستخدمين استراتجيات مختلفة.
🔘 كن واعياً للتأثير الڤايروسي للناس السلبيين وكيف يمكنهم نقل العدوى الى الناس الإيجابيين
🔘 عندما يكون هناك فعاليات إيجابية ينبغي على المسؤول ان يبين ويشجع الآخرين على القيام بذلك أيضا، ليتذوقوا التجربة الإيجابية لفترة أطول من الزمن
🔘 تجنب الإفراط في تحليل أو إجترار الأحداث السلبية الماضية. وركز بدلا من ذلك على ما يمكن القيام به في الوقت الحاضر بطريقة استباقية
🔘 على المسؤولين التركيز على الأنجازات الصغيرة والتقدم بشكل يومي، خذ وقتا للاحتفاء بها، بدلا من الانتظار لنهاية المشروع أو لفترة طويلة قبل الاحتفاء بها. وهذا يعني أيضا توفير تعزيز منتظم ومتكرر للعمل الناجح
🔘 عندما تصبح التغذية الاسترجاعية سلبية أو الانتقادات ضرورية، يجب على المسؤلين ان يعلقوا عليها بشكل إيجابي وليس العكس كما يميل العديد من المسؤلين الى القيام به.
🔘 تذكر أن الامر يأخذ ٥ - ١٠ أحداث إيجابية لمواجهة حدث سلبي واحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق