التنبؤ بالتحشد الجماهيري
المنظمة الهولندية للابحاث العلمية (NWO)
١٢ دبسمير ٢٠١٦
ترجمه وعلق عليه عدنان احمد الحاجي
Making teeming masses predictable
Netherlands Organisation for
Scientific Research
December 12, 2016
by Marion De Boo
مقدمة المترجم
طالما تحدثنا عن ضرورة الاستفادة من التجمع الهائل سيما في مواسم الزيارات للأماكن المقدسة من الناحية البحثية العلمية وفي شتى التخصصات. العديد من المجالات العلمية تتطلب عادةًً عينات من مجتمع ( تسمى subjects من population) لإجراء الدراسات المطلوبة عليها وعادة ما يقوم الباحث على استجلاب وتوظيف او السفر الى حيث توجد العينات هذا مع صعوبة البحث عن العينات الممثلة للواقع المراد ( representative ) وعادة تنطوي على تكاليف. لكن في الحشود " الطوعية " سيما الموسومية منها والتي تكون ضمن مراسم دينية يقوم بها المؤمنون الى الأماكن المقدسة يقيناً سيجد الباحث -أياً كان تخصصه - مبتغاه من العينات المطلوبة والمختلفة والممثلة للواقع من اختلاف الجندر والعمر والإثنية واللون والعمر وما تنطوي عليه من المميزات الشخصية واختلاف الطباع والأذواق والعادات والتقاليد الاجتماعية بل والصفات الوراثية وتنوع الامراض والامتداد العائلي وووو ،
لكن هذا ماتنبه له باحثو الغرب -كما هم. دائماً- وعملوا عليه حيث استخدموا آلاتهم وطرقهم البحثية - الأهم من ذلك تميزهم في اقتناص الفرص وتميزنا في أضاعتها او اهمالهاا.
- البحث المترجم
في كل ثلاث سنوات، ملايين الهندوس تتجمع لإحياء أعياد كومبه ميلا، والذي يعتبر أكبر احتفالاً دينياً في العالم. وفي ربيع هذا العام، سافر ٦٠ -٨٠ مليون حاج الى ضفاف نهر شيبرا Shipra، في المدينة المقدسة اوجين Ujjain، في وسط الهند. في ايام الذروة، هناك ما لا يقل عن ٦٠ مليون شخص يتحرك في موقع المهرجان، والتي تغطي مساحة ثلاثين كيلومترا مربعا.
للمؤمنين الهندوس احتفال كومبه ميلا هو لحظة مهمة في حياتهم. ومع ذلك، المشاركة في هذا التجمع الضخم من الناس ينطوي أيضا على عنصر المخاطرة، اذ يمكن لأي شخص أن يتعثر ويسقط ويداس حتى الموت. هذا الجانب من المهرجان يعتبر لبيتر سلوت ومايك لييز، وكلاهما باحثان في الحاسوبية في جامعة أمستردام، فرصة ممتازة لعمل بحث ميداني. بالتعاون مع باحثين من الهند وروسيا وسويسرا وسنغافورة ، كان البحثان على استعداد لمعرفة ما إذا كان من الممكن التنبؤ بمتى وكيف تشعر الكتلة البشرية التي تتحرك بشكل بطيء فجأة بالذعر والتدافع، وعما إذا كان يمكن تجنبه من خلال التدخل في الوقت المناسب.
موِّل المشروع جزئيا من قبل المنظمة الهولندية للبحوث العلمية (NWO)، في اطار برنامج ابحاث تكنولوجيا المعلومات الهولندي الهندي.
خلال احتفال كومبه ميلا، شيد الفريق معسكرًا على الضفاف الموحلة لنهر شيبرا. هناك، كانوا قادرين على الشعور الشخصي بالوقع الكامل لسلوك الحشد. وأوضح البروفيسور سلوت أننا "وضعنا مخيمنا البحثي في وسط هذا الحشد الضخم ". "في بعض الأحيان، وسط التدافع والتزاحم، كنا نركز كليًا على محاولة البقاء على قيد الحياة. في وقت ما كنت افكر "لو تعثرت لكنت انتهيت!
علميًا، أيضًا، كانت مهمة الباحثين بسيطة. تجمع الحشد هو نظام معقد، والتنبؤ بالسلوك الجمعي لهذه الأعداد الضخمة من الناس هو مجال غير مستكشف تقريبًا. لذلك، سجل الفريق كيف يتصرف الأفراد بالنسبة لبعضهم البعض في أمكنة تتزايد فيها كثافة الحشد. وتحقيقًا لهذه الغاية، استخدموا الهواتف المحمولة، وطائرات بدون طيار وكاميرات مراقبة عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة، وكذلك الكاميرات المركبة على بالونات الهواء الساخن. وبالإضافة إلى ذلك، أُعطي الآلاف من الحجاج شارات إلكترونية مصممة خصيصا على اتصال مستمر مع بعضها . هذا ما مكن الباحثين من تسجيل مدى تقارب الحاج من الآخر ، وطوال المدة التي بقيا على اتصال مع بعضهما
وسيتم استخدام البيانات التي تم جمعها لتطوير نماذج كمبيوترية يمكن استخدامها لمحاكاة سلوك الحشود. كيف تؤثر القرارات الفردية على السلوك الجمعي؟ متى وكيف ينشأ الذعر؟ ويأمل الباحثون ، في نهاية البحث، ان الفهم الأفضل لهذه القضايا سيمكنهم من تطوير نماذج كمبيوترية وخوارزميات ( لوغرثمات) تؤدي إلى نظام إنذار في الوقت المناسب، عندما يكون هناك خطر. في الوقت المناسب، نظم إدارة الحشود هذه يساعد على جعل مناسبة كومبه ميلا، وغيرها من المناسبات الكبرى، أكثر أمانا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق